Menu

صوت الانتفاضة

صورة أرشيفية من الانتفاضة الأولى

عن مدونة الإمام

عن مدونة الإمام بتاريخ 7.12.2011

في مركز الذاكرة بقيت مزروعة, لا تزول سارة وشاح, اصيبت 12 مرة برصاص ” الجيش”,ودعسها جيب البور لتخرج امعائها, هذا لم يكن كافيا كان عليهم تجربة المستحيل….
اعتدت مشاهدتها تركض وتتلفت حولها في شوارع المخيم ويهمس البعض ” هبلة”, في الصفوف الاولى في المواجهات تحمل من الحجارة اكثر مما تتسع كفيها, ولا تشارك رفقائهاالهتاف او في توجيه وصلات الشتائم لجنود الاحتلال, كان معظمهم فتية يصغرونها بسنوات قليلةهؤلاء هم جنود الانتفاضة وضباطهاالذين كان عليهم مقارعة المشمار هاكفول والجفعاتي , سارة تشبه دخان الكاوشوك ونداءات القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة فلا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة. الا صوت سارة حين تكيل الشتائم لاحد الفتيان في خط المواجهة ردا على اللازمة اليومية ” ارجعي يا سارة لتنطخي” .
جنود الجيش حفظوا سارة جيدا شكلا واسما وطالماتعرضت لوجبات خاصة من التنكيل بها حينما كانت تركض في الشارع كعادتها حتى في ساعات منع التجول, الى جانب سارة وجه اخر رائد ابو شوشة, مجنون مخيم البريج المهووس بالسير لمدينة غزة ذهابا وايابا كل يوم,اشار رائد لموكب الحاكم العسكري الذي توقف له, ليلصق رائد بصقة من العيار الثقيل بوجه الحاكم العسكري شخصيا الذي فتح شباك جيبه” جيب الادارة” في جرأة يحسد عليها في معايير ذلك الزمان, لينظر في امر الشخص الذي يشير لموكبه بالتوقف, اطلق الجنود النار على اقدام رائد واصابوه باكثر من ثلاثين رصاصة.
سارة كانت تعتقد ان ياسر عرفات سوف يتزوجها, احدهم اقنعها بذلك او انها ابتدعت الفكرة, دخل ياسر عرفات غزة بعد توقيع اوسلو وقد تزوج من سهى الطويل, شخصيا كنت متعاطف مع سارة وممتعض من ياسر عرفات, ليس لتوقيعه اوسلو فلقد كنت ممن اصطحبهم ذويهم لاستقبال “الفدائيين”العائدين, ولكن ببساطة كنت ارى انه ملزم بالزواج من سارة.
بعد عام ونصف من دخول السلطة لغزة, ضربة من عقب بندقية شرطي على دوار المخيم شجت راس سارة, قال انه حذرها اكثر من مرة ولكنها واصلت الركض في الشارع ذهابا وايابا, لم تعد سارة للشارع مرة اخرى, اختفت ببساطة, وبعد اقل من عام كانت قد توفيت,لم تكفي 12 اصابة برصاص جنود الفاشيست ودعسها بجيب الباور الثقيل, كان عليهم ان يفعلوا اكثر من ذلك وقد فعلوا, و كان علي ان ادرك ان الزمن الآن للأمن الوقائي وليس لسارة وشاح وصوت الانتفاضة:

صوت الانتفاضة..
من حياتي شرفي اغلى ومن دمي اللي سال
صوت الانتفاضة اعلى من الاحتلال
صوت الانتفاضة عالي وما بيخرس هالصوت
لولا لاجل الشرف الغالي مين بيهوى الموت
مش هدف موت الانسان
الغاية حب الاوطان
شعبي يناضل من زمان
بده الاستقلال
نزلنا على الشوارع وبايدينا حجار
هبينا مثل الزوابع لهلبنا كالنار
بالصدر نصد الرصاص
صممنا على الخلاص
لازم ينول القصاص المجرم والمحتل..
شعبنا حقوقه مهضومة وعن حقه ما ينام
مبادئ خصمه معدومة عنصري وهدام
يا كل الدنيا شوفيني
مخيم وقرية ومدينة
ابطال الجيش الفلسطيني
زهرات وشبان