بالصورالجبهة الشعبيّة في خان يونس تكرّم كوكبة من الطلبة المتفوقين في الثانوية العامّة

نظّمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في محافظة خان يونس، اليوم الثلاثاء، حفلاً لتكريم كوكبة من الطلبة المتفوقين في المحافظة، وذلك بحضور نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة الرفيق القائد جميل مزهر "أبو وديع"، ومسؤول فرع غزة محمود الراس، وعضو اللجنة المركزية العامة، مسؤول محافظة خانيونس إبراهيم السيقلي.

وافتُتح الحفل بكلمة الجبهة الشعبية، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية صالح السيقلي، وجه فيها التحيّة لنائب الأمين العام الرفيق جميل مزهر، وكل الحضور.

وهنأ السيقلي الطلبة المتفوقين بمناسبة نجاحهم في الثانوية العامة، مثنياً على جهودهم ومثابرتهم للحصول على أعلى الدرجات، وموجهاً التهنئة والتبريكات باسم الأمين العام الرفيق أحمد سعدات ونائبه الرفيق جميل مزهر، والرفاق في منظمة فرع السجون من خلف وجميع الرفيقات والرفاق في الوطن والشتات.

كما ووجه التهنئة لجميع أولياء الأمور بنجاح وتفوق أبنائهم، معتبراً أن هذا النجاح لم يكن ليتم لولا جهودهم في تهيئة البيئة المناسبة لأبنائهم للدراسة، مثمناً ومقدراً عالياً الجهود الكبيرة التي بذلها الأساتذة والطواقم الإدارية والأكاديمية التي أشرفت على الامتحان، وصولاً للإعلان عن النتيجة.

وأضاف السيقلي أن هذا الاحتفال جاء لتكريم كوكبة من الطالبات والطلبة الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة بمحافظة خان يونس اهتماماً من الجبهة الشعبية وتكريماً ووفاءً لهؤلاء الطلبة، الذين صعدوا سلم النجاح والمجد، وتحدوا بالإرادة والعزيمة والجد والاجتهاد الصعاب، فتخطوها بهمتهم العالية وعزيمتهم الصلبة، وصولاً لهذا النجاح، لتنتزعوا التفوق وترفعوا رأس ذويكم ورأسنا عاليا؛ فالعلم سلاح لا يقل أهمية عن الكفاح المسلح ضد المحتل، ولا ننسى في هذه المناسبة شهداء العلم الذين ارتقوا شهداء نتيجة اغتيالهم بدمٍ بارد من قبل قوات الاحتلال لأنهم استطاعوا بعلمهم وكتاباتهم أن يظهروا زيف ادعاءات هذا المحتل.

وتابع: " غسان كنفاني  الذي أصدر أكثر من 77 مؤلفاً ولم يتجاوز عمرة 36 عاماً اغتالته يد الغدر الصهيونية فرحل، ولكن فكره ومؤلفاته ولدت واستمرت وستستمر".

كما لفت إلى أن حفل هذا العام يحمل اسم "فوج شهيدة الحقيقة وصاحبة الكلمة الوفية شيرين أبو عاقلة"، لتؤكد الجبهة لكم ولذويها أنها ستبقي على عهد شيرين والباسلين الكبيسي والأعرج وغسان كنفاني وناجي العلي وصابر محي الدين، وعلى عهد القادة المؤسسين الحكيم جورج حبش ، أبو علي مصطفى، ابوعمار، الياسين ، الشقاقي ، ووديع حداد، وجيفارا غزة، وأبو ماهر اليماني.

وباسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، عبّر عن فخره واعتزازه بالطلبة والطالبات الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة، على نتائجهم المبهرة، مشدداً على أن هذه النتائج ما هي إلا ثمرة جهود مشتركة ما بين الجميع من طلبة وأولياء أمور وهيئة تدريسية.

وأكّد عضو اللجنة المركزية للجبهة على أن التعليم حق وليس مِنة من أحد يتمنن علينا وما الطالبتين أبو الخير والنجار إلا حالات بسيطة لكثير من النماذج التي انتزعت التفوق من بين الفقر والوضع الاقتصادي المعدوم، مشدداً على ضرورة تضافر جميع الجهود الوطنية والشعبية من أجل طي صفحة الانقسام البغيض، والاسراع بوقف كل أشكال المحاصصة والتقاسم الوظيفي للسلطة، لأن هناك الآلاف من أبناء شعبنا يعانون الويلات بسبب استمرار هذا الوضع الكارثي، وسبب استمرار عدوان وجرائم وحصار الاحتلال على شعبنا.

ودعا وزارة التربية والتعليم العالي إلى تَحمّل مسؤولياتها في تبني إجراءات وسياسات تضع مصلحة الطالب الأولوية القصوى، وأن تساهم في التخفيف من معاناته في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يتعرض لها، إضافةً لاتخاذ قرارات تساهم في تطوير وتحسين النظام التعليمي عبر تطوير السياسات التربوية والخطط المتصلة بالمناهج، وطرق التدريس، وتدريب المعلمين".

ووجه السيقلي رسالة إلى الطلاب والطالبات تؤكد على ضرورة الاختيار الدقيق للتخصص العلمي، والبحث عن التخصصات التي يتطلبها احتياجات سوق العمل.

كما أكد على ضرورة أن يوضع ملف التعليم المجاني بجدية على اجندة كل الجهات المسؤولة لأن التعليم حق لكل طالبة وطالب، ولا يجب أن يكون العائق الاقتصادي مانعاً أمام أحد من أجل استكمال تعليمه، داعياً الطلبة فيها للالتحاق بجبهة العمل الطلابي التقدمية والتي تحمل برنامجاً وطنياً نقابياً تقدمياً يضع في صلب اهتمامه تعزيز الثقافة الوطنية والنضال إلى جانب الطالب تحت شعار ( جامعة شعبية.. تعليم ديمقراطي.. ثقافة وطنية)؛ لنكون موحدين ضد حالات الاستفراد والهيمنة التي تقوم بها ادارات الجامعات.

وختم الرفيق السيقلي قائلاً: "نعاهدكم جميعاً بأننا في الجبهة الشعبية سنواصل النضال والوقوف إلى جانبكم من أجل تهيئة كافة الظروف المناسبة لمواصلة مسيرتكم التعليمية دون أي منغصات أو استنزاف لكم مادياً ومعنوياً، وبما يمكنكم من المشاركة الجدية في عملية البناء والنهوض، وعملية التحرير. كما سنواصل تسخير كل ما لدينا من إمكانيات للنهوض بالتعليم، فهذا عهدنا... عهد قادتنا المؤسسين ... عهد الشهداء والأسرى.. الذي نجدده أمامكم، بأن نكون دوماً مع أبناء شعبنا، ونسعى من أجل مستقبل يتناسب مع التضحيات التي قدموها. وسنستمر في بذل كل جهد ممكن لاستنهاض كل طاقات شعبنا وتمكينه من تحقيق أهدافه الوطنية، وفي مقدمتها استمرار المقاومة بكافة الأشكال على طريق دحر هذا الكيان الصهيوني عن أرضنا، وتحقيق حلم شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية الديمقراطية الواحدة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس "، معبراً عن شكره لإدارة جامعة غزة على استضافتها لهذا الحفل التكريمي لطلبة الثانوية العامة.

من جانبه، رحب مدير جامعة غزة (فرع خان يونس) الدكتور حامد العسولي بنائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية محمود الراس وجميع الحضور الكريم.

وفي بداية كلمته قال: "رغم الألم ورغم الصعاب استطاع الطلبة في قطاع غزة أن يدخلوا الفرحة إلى بيوت ذويهم، وها نحن اليوم نحتفي بهم في هذا الحفل البهيج الذي تنظمه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وإطارها الطلابي، توجه العسولي إلى الطلبة بالقول: "إنّ ما صنعتموه من نجاح وتفوق باهر لا يضاهيه أيّ نجاح وإن هذه الفرحة لا تضاهيها أي فرحة وإن استكمال هذه الفرحة في اختيار التخصص السليم الذي يلامس الرغبة واحتياج السوق".

كما توجه العسولي إلى أولياء الأمور بالقول: "لا تضغطوا على أبنائكم في اختيار التخصصات التي لا يرغبون، إن أهم أولويات نجاح الطالب في المرحلة الجامعية هو اختياره لتخصص يناسبه ويلامس ميوله ورغباته الذاتية، وعليه يجب علينا أن نشجع أبناءنا للالتحاق في التخصص الذي يرغبون".

وأضاف أن "جامعة غزة التي تحمل اسم غزة العزة والصمود اخذت على عاتقها أن تتحمل وأن تتصدى لكل الغطرسة ولكل العدوان وأن تدفع ضريبة الصمود والتحدي والنضال في وجه غطرسة المحتل الصهيوني الغاشم، ونحن جامعة وطنية وركن أساسي وأصيل من مؤسسات هذا المجتمع، وإنّ هذا الاحتفال والتكريم بالشراكة مع الجبهة الشعبية لهو أكبر دليل على حرص الجامعة على التكامل مع مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني. 

وأشار إلى أنّ جامعة غزة تمنح الشهادة في ما لا يزيد عن 35 تخصصًا نوعيًا في درجة الماجستير والبكالوريوس والدبلوم المتوسط وجميع برامجها وتخصصاتها معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برام الله، وتحرص الجامعة على مراعاة الأوضاع الاقتصادية للطلاب، ونشير في هذا السياق على إلى أنّ مجلس إدارة الجامعة اتخذ قرارًا بتخفيض أسعار الساعات الدراسية، ومنح كل طالب يسجل في جامعة غزة على منحة في حسابه بقيمة 100 دينار وهذا ضمن المسؤولية الاجتماعية للجامعة علاوة على عشرات المنح الثابتة التي تقدمها الجامعة.

واستُكمل الحفل بفقرةٍ غنائيةٍ على أنغام الأغاني الوطنية والجبهاوية، تلاها كلمة الطلبة الناجحين ألقتها الطالبة المتفوقة رغد أبو عامر.

ووجهت أبو عامر التحية للحضور جميعاً، مضيفةً: "ها نحن نقف اليوم بعد مسيرة من الجد والاجتهاد، نحصد النجاح تلو النجاح لكي نملأ الأمل في كل مكان.. هذا الأمل الذي نعقد العزم من خلاله إلى تحرير وبناء هذا الوطن، ففي كل ربوع الوطن حكاية يرويها لنا أجدادنا من عاشوا وذاقوا الويلات والمجازر وألوان الإرهاب المختلفة من محتل غادر جبان".

وشددت الطالبة أبو عامر على أنها وزملائها مستمرون على طريق الكفاح والنضال الوطني، طريق الأديب والمفكر السياسي الشهيد غسان كنفاني، وأن يكونا جيشاً من المتعلمين الحاملين لقلم العلم.

وعبرت عن فخرها بالحديث باسم زملائها، وأثنت على جهود الأساتذة والمعلمين الذين أعطوهم جهداً وعطاءً لا محدود، وذوينا للوصول لما هم عليه اليوم بعد أن حققوا الجد والاجتهاد والسهر، كذلك شكرت الآباء والأمهات لما لديهم من فضلٍ على أبنائهم في هذه المرحلة، مضيفةً: "عهدنا لكم بأن نقدم لكم الأجمل والأفضل دائما بأن نكون شباباً وفياً يعمل من أجلكم وأجل شعبنا وطننا.. شباباً يمضي نحو الصمود في وجه كل الصعاب والتحديات.. ونطرق باب الأمل بالجد والمثابرة والعمل.. فبالأمس القريب كانت جراح شعبنا في كل الأزقة والطرقات حزناً يملأ وجه أم فقدت ابنها وقلبها الوحيد.. وحزنًا يملأ معالم وجه طفل فقد والده ووالدته.. نعدكم بأننا سَنُحِيكَ جراحنا بالأمل.. ونجعل من بوابات الحزن فرحاً.. فبالعلم والمقاومة سنهدم أسوار العدو ودولته المارقة.. وسنفتح نوافذ حرية شعبنا بغده المشرق.. وسنبني جدران الوطن وَنُعلِي اسم فلسطين في أعالي القمم".

ونقلت الطالبة أبو عامر باسمها وباسم الناجحين جميعاً الشكر والتقدير للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وذراعها الطلابي جبهة العمل الطلابي التقدمية التي نظمت هذا الحفل ولجامعة غزة التي احتضنته ولكل من حضر.

وفي كلمة جبهة العمل الطلابي التقدمية في قطاع غزة، التي ألقاها أمين سر المكتب الطلابي محمد جرغون، حيث جدد خلالها الدعوة لكل الجهات المسؤولة بضرورة تبني سياسة التعليم المجاني، مؤكدًا أن التعليم حق لكل الطالب في الجامعات الفلسطينية.

وشدد على ضرورة أن يحصل الطلبة على "فرصة عادلة في التعليم الجامعي دون ان يكون العبء المادي مانعاً لهم لإكمال دراستهم الجامعية ومسيرتهم التعليمية، وهو ما يستوجب وضع آلية لتخفيف الاعباء المالية عن كاهل الطلبة وأولياء امورهم وضمان أن لا يُحرم أي طالب من حقه في التعليم، كخطوة اولى وصولاً لإقرار مجانية التعليم".

وكرر جرغون الدعوة إلى ضرورة أن تبادر وزارة التربية والتعليم بإعلان فتح التسجيل في الجامعات الحكومية دون اشتراط مالي مسبق لتكون الجامعات الحكومية هي النموذج الاول في التعليم المجاني، مضيفًا: "لن نقبل بأن تنعكس الأزمة السياسية على الطلاب في الجامعات وأولياء الأمور، وهذا يستدعي وضع سياسة مالية واضحة من قبل الحكومة وتحديد موازنة مالية لدعم الطلبة في الجامعات".

وهنأ جرغون عموم الطلبة، خاصة المكرمين اليوم بمناسبة نجاحهم وتفوقهم، متمنيًا لهم مزيداً من التفوق والنجاح في حياتهم الأكاديمية والعملية القادمة، معاهدًا إياهم على أنّ تبقى جبهة العمل الطلابي الاحرص والاقرب لنبضهم، مدافعةً عن حقوقهم حتى نيلها كاملة، ليكونوا جنود وقادة هذا الوطن في المعركة ضد الاحتلال، وحتى نحتفل سوياً في تحقيق حلم شعبنا في العودة والحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كل شبر من فلسطين وعاصمتها القدس.

وأبرق جرغون بالتحية للأسرى الطلبة في سجون الاحتلال وفي المقدمة رفيقات ورفاق جبهة العمل الطلابي التقدمية والقطب الطلابي التقدمي، الذين يلاحقهم الاحتلال ليل نهار ويشن حملات الاعتقال الموسعة بحقهم.

واختُتم الحفل بفقرة تكريم الطلبة المتفوقين الناجحين في الثانوية العامة.