كرم زعيم الثورة الكوبية راؤول كاسترو ورئيس الجمهورية دياز كانيل الشعب الكوبي بمشاركة أكثر من 15000 شخص من سكان مدينة ماتانساس الذين سقطوا في حريق قاعدة خزانات الوقود العملاقة، وأشادا ببطولة الشهداء الذين سقطوا مكافحين الحريق.
والتقى راؤول كاسترو ودياز كانيل بعد التكريم بأهالي وأقارب الشهداء المتواجدين هناك، وأمامهم ويده على صدره خاطبهم راؤول بكلمات تعبيراً عن مرافقته لهم في ألامهم وعن أعمق تعازيه ودعمه لهم في هذا الوقت العصيب.
وأصدرت كوبا مرسومًا للحداد الرسمي يومي الخميس والجمعة 18 و19 اغسطس 2022، بعد الاعلان عن نتائج البحث الجنائي والطب الشرعي والمختبرات المتخصصة التي توصلت إلى 14 مجموعة لرثاة ولكن دون تحديد خاص لهوية الاشخاص لعدم التمكن من التعرف عليها تمامًا لأن درجات الحرارة المرتفعة دمرت مصادر الأدلة: الأسنان وبصمات الأصابع والحامض النووي.
وتمت مراسم التكريم في متحف مكافحة الحرائق في ماتانزاس، حيث وضعت في 14 صندوقًا صغيرًا ملفوفًا بالعلم الكوبي رثاة المفقودين الابطال، وبدأت جموع سكان المدينة تمر في مسار متواصل، لتعبر عن مشاعرها وتترك الزهور وتضيء الشموع وتؤدي التحية العسكرية، والانحناء أمامهم كدليل على الاحترام والتقدير لشجاعة هؤلاء الابطال. لا توجد كلمات ولا سطور رسائل يمكن أن تعكس بأبعادها الحقيقية القدرة على المقاومة والبطولة والحب لكوبا ولن ينساهم الشعب الكوبي أبدًا.
ونقل ال 14 صندوق لرثاة الشهداء في عربات عسكرية، التي سارت عبر شوارع المدينة وعلى جانبي الطريق كانت الجماهير تودعهم بمشاعر مخلطة بين الحزن والتكريم للبطولة والشجاعة حتى وصول الموكب لمقبرة سان كارلوس بوروميو، وإتمام مراسم الدفن العسكرية.
وفي 5 أغسطس الماضي، وقع أخطر حريق في تاريخ كوبا في قاعدة خزانات النفط الكبرى في محافظة ماتانساس، في عاصمة هذه المحافظة التي تبعد عن هافانا 90 كيلومتر شرقًا، كافح رجال الاطفاء الكوبيين والدفاع المدني ووحدات من الجيش والداخلية وبمساعدة وحدات مكافحة الحرائق المتضامنة الشقيقة التي وصلت في اليوم التالي للحريق من فينزويلا والمكسيك ومعها معدات ومواد للسيطرة على هذا الحريق الضخم.
واستمرت معركة مكافحة الحريق لمدة أسبوع، ثم بعد السيطرة، بدء بحث الطب الشرعي للعثور على جثث المختفين الاربعة عشر المفقودين، ضحايا الحادث كانوا 146 شخصا (139 رجلاً وسبع نساء)، توفي منهم إثنين (الاول في موقع الحريق والثاني في مستشفى متأثرًا بحروق بالغة) وتم الاعلان عن 14 مفقودين وما تزال 18 إصابات مختلفة في درجات الخطورة تم إدخالهم إلى المستشفيات في ست مؤسسات في البلاد تتلقى الرعاية والعلاج وتم تعافي 112 شخص وخروجهم من المستشفيات وعودتهم لبيوتهم وعائلاتهم.
