على باب ورشته، مقابل سوق "إفراس" الشعبي شرق مدينة غزة، يجلس الفلسطيني الحاج زكريا المظلوم "أبو رائد" من مواليد مدينة غزة عام 1944، والذي يعمل في هذه المهنة، منذ 55 عامًا تقريبًا.
يصنع الحاج زكريا منتجات خيزرانيّة متعددة، منها صناعة أثاث المنازل، وصناعة "الكراسي الهزازة"، وأسرّة الأطفال، ورفوف الكتب، حيث يعتمد في عمله على أنواع متعددة من الخيزران، لكن زكريا يشعر اليوم بالضيق، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، لا سيما وأنّ صناعة أثاث البامبو (الخيزران) تعتبر من المهن الأساسيّة التي أصبحت مصدر رزق وإعالة لكثير من الأسر الفلسطينيّة، بعد أن توارثتها الأجيال.
يقول الحاج زكريا: "تعلّم باقي أبنائي مهنة الخيزران بالإضافة إلى تحصيلهم الجامعي، حيث دخلوا الجامعات والكليات، وتخرجوا منها، فمنهم من يحمل الماجستير والدكتوراة، والفضل في هذا يعود إلى الدخل الجيد من هذه المهنة التي أعشقها".
وانتشرت صناعة الخيزران في قطاع غزة مطلع القرن التاسع عشر، وازدهرت مطلع ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ولا يكاد يخلو أي بيت غزي في هذه الفترة الزمنية من منتج الخيزران.
صور: لؤي أيوب