Menu

وحدةُ اليسارِ مهمّةٌ عاجلة..

طلال عوكل

نشر هذا المقال في العدد 45 من مجلة الهدف الإلكترونية

ونحنُ نتابعُ الأحداثُ والتطوّرات، ومن خلفيّةِ الوفاء العميق والصادق، أسجّلُ احترامي وتقديري للرفاق في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، الذين يتابعون حمل الراية، والمضي قدمًا نحو الالتزام الحازم، بالأهداف التي وضعها المؤسّسون وتتطابقُ مع أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال التام.

هي رسالةُ استحقاق، للجيل الذي يقودُ الجبهة، وأغلبيّة من الشباب الذين قال قادة الصهاينة: في يومٍ من الأيّام أنّهم ينسون، لأنّهم لم يعايشوا أحداث النكبة.

في رحابِ الذكرى الخامسةِ والخمسين لانطلاقةِ الجبهة، وكما تعود الرفاق عند إحياء هذه المناسبة على مدار السنوات السابقة، تتمُّ عمليّةُ مراجعةٍ نقديّةٍ لما سبق، وتحديد أولويات المرحلة اللاحقة.

بعد أن تؤكّدَ الجبهةُ وقد أكّدت التزامها الصارم والحازم باستراتيجيتها السياسيّة التي تقوم على الالتزام بتحقيق هدف تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر، يحدوني أملٌ بأنّ تمسك الجبهة، بهدف مباشر وهو تحقيق وحدة اليسار، نعم فشلت محاولات ومبادرات كثيرة، لكن الأفق ليس مغلقًا أمام تحقيق هذا الهدف. إنّ من يطالب ويسعى بشكلٍ حقيقيٍّ لإنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة بين أطيافٍ متنوّعةٍ فكريًّا وسياسيًّا، عليه أن يسأل بجدية ما إذا كان من الضرورة وبالإمكان تحقيق الوحدة بين أطراف ينتمون إلى فكرٍ واحد، وأهدافٍ واحدة؟

 أمامَ قوى اليسار خلافًا كان حقيقيًّا فيما يتعلّقُ بالأهداف المرحليّة والاستراتيجيّة، وقد وُضِع الجميع أمام حقيقةٍ أكثر من واضحة، وهي أن الصراعَ قد دخل مرحلةً جديدة، لا وجود فيها للمراهنة على تحقيق الأهداف المرحليّة، وبأنّ إسرائيل تدفعُ الأمور نحو صراعِ وجود، على كل الأراضي، وكل الحقوق السياسيّة، مما يعني أن ما تبقى من عقبات هي ذاتية، لا يجوز تغطيتها بأية ذرائع، لا بدَّ من المبادرة ولا مجال لخسارة المزيد من الوقت، وإهدار المزيد من الإثمان.