Menu

التحالف الصهيوني: اليميني العلماني واليميني الديني المتطرف في حكومة نتنياهو وأثره على القضية الفلسطينية (الجزء الخامس عشر)

غازي الصوراني

غازي الصوراني

(قراؤنا الأعزاء بدأنا من يوم السبت 11/2/2023، نشر وعلى أجزاء متلاحقة، آخر إصدار/كتاب؛ للمفكر والباحث العربي الفلسطيني غازي الصوراني، الموسوم بعنوان: التحالف الصهيوني: اليميني العلماني واليميني الديني المتطرف في حكومة نتنياهو وأثره على القضية الفلسطينية. هذا الكتاب الهام والصادر في يناير من العام الحالي بعدد 228 صفحة، بحجم ورق من القطع المتوسط؛ نضعه بين أيدي قرائنا آملين أن تتم الاستفادة المرجوة منه في موضوعه المحدد وعلاقته المباشرة؛ بشعار/دعوة/مبادرة/ضرورة: "اعرف عدوك" وضرورة مواجهة تجسيداته العملية إلى جانب ما يسمى: راويته التاريخية..

نوجه شكرنا الكبير وتحياتنا العالية إلى الباحث والمفكر القدير غازي الصوراني، على جهده الفكري والمعرفي المتواصل، وعلى خصه بوابة الهدف بنشر كتابه على أجزاء عبر موقعها الإلكتروني).

 

من فمك أدينك يا إسرائيل.. شواهد على عنصرية الكيان الصهيوني

ملحق رقم ( 8 )

من أبرز الشواهد: أستاذ الكيمياء العضوية في جامعة القدس ورئيس لجنة "حقوق الإنسان والمواطن" في "إسرائيل" د. إسرائيل شاحاك، الذي عاش في وسط المجتمع الصهيوني في فلسطين خلال القرن الماضي يقول في كتابه "عنصرية إسرائيل"، "إن الأسس الأيديولوجية والقانونية التي يقوم عليها المجتمع الصهيوني تضعه حتماً في خط نازي لا يقل وحشية عن نازية هتلر".

أما شلومو ساند في كتابه "اختراع الشعب اليهودي"، يقول: "على الرغم من أن مصطلح " شعب" فضفاض، وغير واضح جداً، إلا أني لا أعتقد بأنه كان في أي زمن مضى شعب يهودي واحد. إن الرواية التاريخية القائلة إن "الشعب اليهودي" قائم منذ نزول التوراة في سيناء، وإن الإسرائيليات والإسرائيليين من ذوي الأصل اليهودي هم ذراري ذلك الشعب، الذي "خرج" من مصر واحتل "أرض إسرائيل" واستوطن فيها لكونها "الأرض الموعودة" من طرف الرب، وأقام من ثم "مملكتي داوود وسليمان"، وإن هذا الشعب تشرد نحو ألفي عام في الدياسبورا بعد دمار الهيكل الثاني.  هي رواية غير موثوق فيها على الإطلاق، بل إنها انتفت تماماً ولم يكن لها أي أنصار أو أي مريدين حتى نهاية القرن التاسع عشر"، ويضيف شلومو ساند قائلاً: "شرعت بالتفتيش عن كتب تبحث في طرد اليهود من البلاد، وعن سبب أو عن حدث مؤسس في التاريخ اليهودي، كالمحرقة النازية تقريباً، لكنني فوجئت حين تبين لي أنه لا وجود لكتب أو أدبيات توثق مثل هذا الحدث. والسبب بسيط وهو أنه لم يقم أحد على الإطلاق بطرد شعب البلاد، فالرومانيون لم يطردوا شعوباً (عقب احتلالاتهم)، وما كان في إمكانهم القيام بذلك حتى لو رغبوا فيه، إذ لم تتوفر لديهم قطارات أو شاحنات من أجل ترحيل أو نفي شعوب أو مجموعات سكانية بأكملها".

ولمزيد من الشواهد العنصرية الدينية، أورد فيما يلي مقتطفين من التوراة والتلمود[1] :

في التوراة: "إنك يا إسرائيل شعبٌ مُقدَّس للرب إلهك... إياك قد اختار إلهك لتكون شعباً أخصَّ عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض، ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب بل من محبة الربِّ إياكم وحفظه القسم الذي أقسم لآبائكم".

وفي التلمود: "إن الإسرائيلي معتبرٌ عند الله أكثر من الملائكة، وأنَّ اليهودي جزء من الله فإذا ضرب أميٌّ إسرائيلياً فكأنه ضرب العِزة الإلهية؟ والفرق بين درجة الإنسان والحيوان هو بقدر الفرق بين اليهودي وغير اليهودي؟ ولليهودي في الأعياد أن يُطعِمَ الكلبَ وليس له أن يُطِعِمَ غير اليهودي والشعب المختار هم اليهود فقط".

مناحم بيغن الذي قاد مجزرة دير ياسين وتفاخر بها بقوله: "لولا دير ياسين ما كانت لتقوم إسرائيل"، قال موجهاً حديثه لشركائه القتلة من عصابات أرجوان وشتيرين وهاجانا وهو يحرضهم على مزيد من سفك الدماء متبجحاً: "يجب أن لا تأخذكم شفقة ولا رحمة وأنتم ترون الدماء ت قطر من ضحاياكم عليكم أن تعلموا أن إسرائيل لن تبنى إلا على ركام حضارتهم ومدنهم وجماجمهم".

إسحاق رابين رئيس كيان العدو ووزير دفاعه السابق قال لجنوده أيام انتفاضة الفلسطينيين: "عليكم تحطيم صدور الفلسطينيين وكسر عظامهم كي تهدأ انتفاضتهم... إن الفلسطينيين لا يهدأون إلا وهم قتلى لا حراك فيهم".

أما حاخامهم الأكبر عوفاديا يوسف زعيم الحاخاميين من حزب "شاس" في تكتل الليكود الحاكم سابقاً فقد أعلن جهاراً وبكل وقاحة في الكنيست على مسمع من العالم أجمع قوله: "العرب أقذرُ الحيوانات على الأرض، التوراة تأمر بقتلهم جميعاً... أرض إسرائيل يجب أن تكون نظيفة من غير اليهود".

وأي عنصرية بقيت عندنا نحن العرب مع عنصرية الحاخام كوك مؤلف كتاب "روح الأمة" عندما قال: "إن ما يُميَّز اليهود عن غيرهم أنَّ قوانينهم سماوية جاءت من الرب وأنَّ مصيرَهُم مُختلِفْ".

اليهودي باروخ غولدشتاين الذي نفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل ونتج عنها مقتل خمسين مصلياً وهم سجود ومئات الجرحى، تم تعيينه طبيباً في الجيش الصهيوني، وعند قراءة وصيته التي كتبها تتضح صورةُ العلاقة الوثيقة بين الفكر والمهنة، يقول في وصيته: "ليس هناك أيُّ تناقض بين عملي طبيب وعقيدتي اليهودية التي تربيتُ عليها وأدافع عنها هناك وقت للعلاج؟ ووقت لقتل العرب، إن التعايش مع العرب كذبة كبري لا تجيزها التوراة".

وكتقدير له تم إطلاق اسم غولدشتاين على العديد من الشوارع والساحات والمستوطنات وعلى عشرات المواليد الجدد في الكيان الصهيوني.

وكتبت الصحيفة الصهيونية المشهورة هآرتس واصفة ظاهرة غولدشتاين: إن غولدشتاين لم يكن مريضاً نفسياً بل كان حارس العقيدة التوراتية التي آمن بها ونذر نفسه من أجلها".

المفكر اليهودي "آشر جينز بورج" قال في بحثهِ المشهور "ليس هذا هو الطريق": "إن الوطن القومي اليهودي المضمون المأمون هو وطن فكري وديني بحت.. يتألف من التوراة والتلمود".

هذه بعض الشواهد على عنصرية الكيان الصهيوني وهي كما قرأتم متنوعة الأحزاب، والتخصصات، وخلال عشرات السنين، ومن ممثلي حكومات، وغيرها كثير من التاريخ والأدب والماضي والحاضر، فكيف يدلس مفتون بحب الكيان الصهيوني العنصري على أمة المليار مسلم وأكثر؟"[2].

 

 

[1] د. حمود بن غزاي الحربي - "عنصرية إسرائيل".. رسالة من الدكتور شاحاك إلى المنهزمين العرب – الانترنت – موقع البيان.

[2] المصدر السابق - د. حمود بن غزاي الحربي .