Menu

في حوار  ثقافي  مع  مروان عبد العال على منصة برافدا تي في

حوارهل الثقافة في فلسطين قضية مركزية!

مروان عبدالعال.

- لا يمكنك أن تكون إنساناً حقيقياً وكائناً أخلاقياً ومثقفاً حُراً ما لم تكن مع فلسطين  

- الهجين الثقافي هو نقيض للثقافة الوطنية  وهو التطبيع والاختراق الثقافي

- كل إبادة جماعية يرافقها إبادة  ثقافية

 

أجرت "قناة برافدا الروسية" حواراً ثقافياً مع الروائي والكاتب وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير  فلسطين، حول دور الثقافة الوطنية في الصراع، أداره الأستاذ عماد خليل في برنامج عائدون. جاء فيه:

 

 

 

- ما هي حكاية فلسطين مع الثقافة والفن والأدب والتراث والخ..  من الأجناس التي تشكل هويتها؟

في فلسطين كانت المسألة الثقافية تعتبر قضية مركزية بالنسبة للمنطقة كلها وليس فقط في فلسطين، لأن فلسطين تحكي عن الأحداث الثقافية التي كانت تحدث في ذلك الوقت سواء كان فن المسرح أو السينما أو المنتديات البحثية الثقافية ومؤتمرات لها علاقة في الشعر والرواية والأدب بشكل عام.

فلسطين لديها أسماء كانوا من بدايات من كتب الرواية وكل هذه الأسماء التي عرفناها من ابراهيم السكاكيني والعديد من الأسماء الكبيرة التي اعتدنا أن نذكرها كمرجع.

كانت الحياة الثقافية في حالة تحدي لأنه كان هناك شكل من أشكال القمع وكان هناك فكر تحرري يريد الخلاص من هذا الاستعمار باتجاه الاستقلال.

وأيضاً فلسطين ما قبل النكبة كانت تشهد ثورات كان لها مغنيها وشعرائها وكتابها، وكان لها أيضاً مقاتلين بنفس الوقت وأناس عُلقوا على المشانق منذ سنة الـ 1929, وعملياً بعد تنفيذ وعد بلفور المشؤوم بدأت الهبات والثورات والانتفاضات في فلسطين وكنا نعرف تاريخها من أغاني الشعراء  ونردد ما أنشدوه من أشعار وحتى الآن نعيش على ذاكرة القصيدة التي كتبها الشعراء الفلسطينيون كـ"ابراهيم طوقان" أو "عبدالرحيم محمود" مثلاً، عن الثوار الثلاثاء الحمراء، محمد جمجوم وفؤاد حجاز وعطا الزير الذين أعدمتهم السلطات البريطانية في سجن عكا.

وبعد النكبة كتبوا أدباً وشعراً وفكراً، مثل غسان كنفاني ، الذي أجرى أهم عملية مراجعة لثورة الـ36، لم تفقدها قيمتها حتى اليوم، واعتبر أنه لو انتصرت هذه الثورة لما كان هناك إسرائيل, أي أن هزيمة هذه الثورة هي استشراق لبداية بناء دول إسرائيل لأنها قامت على قاعدة هزيمة الثورة, وبعد ذلك الجيوش العربية  ونكبة الـ48 وما إلى ذلك, لكن لم يكتب لها النجاح لأنها أُجهضت بحكم طبيعة الطبقات وطبيعة الأنظمة التي ساومت عليها من الاستعمار البريطاني والدول الاستعمارية التي كان لها مصلحة بقيام دولة إسرائيل.

لكن الشعراء مثل ابراهيم طوقان عندما كتب الشعر قبل الـ48 كان كله استشرافات لها علاقة ونحن  نحفظ جزءاً من بعض قصائدهم التي كانت تستشرف الخطر على الأقصى وتنبه أنه سوف يضيع إن لم نتداركه، وبالتالي كان يناشد العرب والمسلمين بأن يهبوا لنجدة الأقصى في عديد من القصائد التي كُتبت. ولا نتسى أن الشاعر عبدالرحيم محمود سقط شهيداً قبل الـ 48 وهو صاحب القصائد التي تشكل العنفوان الفلسطيني وتجسد الثورة الفلسطينية وهو صاحب بيت الشعر الذي يقول:

سأحمل روحي على راحتي   وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق      وإما ممات يغيظ العدا

 

 

- النكبة كانت علامة فارقة في المستوى الإنساني كيف تحلت ثقافياً؟

النكبة تحدي شامل وما زالت مرجعية ثقافية، ومتجددة ، بل هي أكبر التحديات التي جسدت التلاقي بين ذاكرتين وهذا أيضاً يعتبر من مقدمات هذا الصراع الذي مازال مستمراً إلى الآن ولا يمكن أن ينتهي إلا إذا انتهت هذه المقدمات, فهو اقتلاع شعب وهذا الاقتلاع ليس فقط اقتلاع بشري إنما هو محاربة الحياة الفلسطينية  بكل أشكالها بما فيها الحياة الثقافية التي التي تجسد فكر وشخصية الشعب الفلسطيني الفكرية, فأول اعتداء حصل بعد أن درسوا المثقفين بمعنى أنه بفكرة احتلال الأرض وتدمير مجتمع سيرافق معه أعنف من ذلك بكثير وهو محاولة تذويب هوية هذا الشعب وهذا كان جزءاً من مخططات العصابات الصهيونية الرئيسي.

فبالتالي كل رؤية كتبت وكل أدب قام وكل شعر رأيناه كان له أوج وكان هؤلاء الأدباء والمثقفون هم رسل هذه القضية وأعادوا تجسيد هذه القضية وتشكيلها استناداً إلى الفعل المقاوم الذي جرى, فأصبحنا نسمع أسماء كبرى مساحتها أكبر من مساحة فلسطين وأصبحت عالمية وبالتالي كان لها حضور وما زال حتى الآن عندما نقرأ محمود درويش وغسان كنفاني أو سميح القاسم وأكثر من ذلك, وأضف على ذلك عندما تتحدث عن الأدب كان هناك مثقفون عرب فالثقافة العربية كتبت إلى فلسطين وجسدت هذه الفكرة وبالتالي بيروت كانت إحدى عواصم هذا الزمن الثقافي التي جسدت وبيروت التي صدرت فيها كل المجلات الفكرية والأدبية والشعرية من أدونيس وأيضاً الشعراء والأدباء والمثقفين على مستوى العالم العربي.

 

 

- هل هناك قراءات مختلفة أو انطباعات مختلفة بين من داخل الأراضي ومن عاش في الشتات؟

هناك زاويتان للموضوع تصبان في نفس الاتجاه كتب عنهما غسان كنفاني صاحب براءة الاختراع لفكرة الأدب المقاوم, فأول من استخدم  مصطلح "الأدب المقاوم" هو غسان كنفاني سنة الـ 1968 وكان يقدم فكرة الأدب المقاوم في الأرض المحتلة ويقوم ببطاقة تعريف عن حالة الثقافة التي عاندت الاحتلال وعاندت اللغة العبرية, محاولة محو حتى اللغة العربية من المطابع ومن الكتابة كان هناك حرب على هذا الأدب وهذا شكل من أشكال الانتصار وهذه الحرب المواجهة وجهاً لوجه وكان أول من قال أن هناك شعب وأول من أعطى إشارة هو محمود درويش وهناك هارون هاشم الرشيد وتوفيق زياد وسميح القاسم  وحنا أبو حنا وراشد حسين في فلسطين، هم كانوا صوت فلسطين المنكوبة ومن داخلها، وصوت هذا الضمير الذي بقي صامداً في وجه الاحتلال والجذور في الأرض، جذور اللغة وجذور الهوية، وجذور تشكل بذور النضال في سبيل البقاء أولاً والتحرر ثانياً.

تحدي كبير وما كان يمكن أن يقوم لولا هذا الأساس الثقافي وخير دليل على ذلك عبارة غسان كنفاني الواضحة عندما قال أن هذا الإرث المقام يشكل الأرض الخصبة لمقاومة الاحتلال وبالتالي كان يذكر دائماً أن الصهيونية الأدبية سبقت الصهيونية السياسية وبالتالي كان استشرافه أن هذا الأدب داخل النضال الفلسطيني هو القادر على أن يكون أحد أشكال الثقافة المقاومة التي ستبني الوعي المقاوم ضد هذا الكيان.

 

 

- إلى أي مدى استطاع الابتكار الأدبي الشعري والروائي أن يجعل الرواية الفلسطينية ؟

النكبة حدث تاريخي فاصل ترك آثاره على كل فرد من الشعب الفلسطيني، ومازال إلى الآن فالنكبة عملية مستمرة، بأشكال وألوان مختلفة، وبالتالي لا يوجد أديب أو روائي أو شاعر أو رسام يعبر عن ذاته فحسب، بل عن زمنه الخاص، وبيئته الخاصة، ولكن قدرته في الإبداع مقرونة بقدرته على تصوير زمنه الخاص على مقاس زمن النكبة, يعني مثلاً أنا من بيئة مخيم أقدر أن أتحدث عن الشتات وكل المصطلحات والحكايا يجب أن تطرح اسم المخيم, وقضايا الاستثناء التي سماها جورجيو أغامبين المفكر الايطالي الذي دائماً قريب من المجتمعات الاستثنائية التي تتشكل من جماعات لها خصوصياتها قد تلتقي بفلسطيني آخر لم يعش حياة المخيم وبالتالي هذا المخيم نفسه لم يعد حكراً على اللاجئ الفلسطيني يعني فكرة اللجوء أصبحت فكرة أوسع من الفلسطيني والدليل أن العديد من العرب لجأوا نتيجة حروب وليس لأسباب طوعية.

اللجوء الفلسطيني لم يعد لجوءاً فقط مسجل لعام النكبة إنما هو في 48 و56 و67 وهو مرتبط بفكرة التطهير العرقي الذي يقوم به الاحتلال ومستمر حتى الآن وفكرة التهجير أيضاً ولذلك يجب أن يتمتع الأديب أو الروائي أو الشاعر بالقدرة للحديث عن الموضوع.

هناك شيئ له علاقة بسيكولوجيا الإنسان اللاجيء الذي يعيش في المخيم، يعيش في تناقض مريع بين واقعه وحلمه، بين منفاه ووطنه، بين مسقط رأسه الغريب، ومسقط حلمه، لأنه ولد في هذا المنفى الأم وليس الوطن الأم، ولكن بنفس الوقت يعيش على حلم العودة. ودائماً يلاحظ اللاجئ أنه بواقع مختلف عندما يذهب إلى المدينة وحتى لو كان المخيم محاذي لهذه المدينة لكنه ليس كذلك, فالمخيم له تقاليده المختلفة وعاداته فهو محاذي وليس حيادي فهذه مسألة مهمة جداً, فهو مثلاً محاذي للوطن ولكنه ليس في الوطن كأن الوطن هو شيء افتراضي داخله فهو يعيش في وطن مؤقت فهذه الإشكاليات لكيفية الدخول إلى تفاصيل هذا المنفى بصيغته المكثفة.

 

 

- وكيف جاء ذلك في كتابات مروان عبد العال الروائية؟

 نعم، في بعض رواياتي التي جسدت فكرة الهوية، المسألة  جاءت كصراع بين نقيضين مثلاً في روايتي "إيفان الفلسطيني" أو بشكل أكثر تعقيداً في روايتي الأخيرة "ضد الشنفرى" كنا نتحدث عن الطبقات والترسبات السميكة التي تتشكل منها، وهي شكل من أشكال المنفى وهو بالفعل منفى حتى لو أخذ وثائق هوية أو حتى الجنسية، لكن الاندماج مع ثقافة وهوية المنفى أقوى من الهوية المصطنعة، نحن جيل جزء من المنفى لكنه دائماً يشعر أنه ينقصه وطنه الأصلي.

 

 

- وكيف يتجلي هذا التناقض أو التكامل بين المثقف والسياسي؟

 برأيي إن  السياسية  كقضية وانتماء ليست خطراً أو تناقضاً مع الثفافة، والاختلاف بينهما لا يفسد للود وللإبداع قضية، فلا يمكن أن يكون هناك تطابق كامل بينهما, هنا أنماط ثلاث في المشهد الفلسطيني, أولاً، نمط المثقف الملتحم بالسياسة والذي كان صانع قرار فيها ورفع مستوى السياسي ولم يخذل الأدب ومثله بجدارة ودفع دمه شهيداً مقابل ذلك مثل غسان كنفاني وماجد أبو شرار و ناجي العلي ، إلخ... وأيضاً النمط الموازي للسياسة الذي يسير مجاوراً لها ولصيقاً بعض الأحيان ولكنه ليس منتمياً  في أي صيغة سياسية مثل أنيس الصايغ والذي تعرض للاغتيال أكثر من مرة، والنمط الثالث هو المثقف الرقيب الخارج عن السياسة هو إدوارد سعيد الذي أدى دوره الفكري باستقلالية كاملة عن الهياكل السياسية وناقد للمواقف السياسية  والذي عاني الكثر على يد اللوبيات الصهيونية واتهامات في الغرب والولايات المتحدة الأميركية.

فأنا برأيي أن الأزمة لا تكمن في السياسة، المشكلة الأكبر هي تهجير وتهجين الثقافة، أن يفقد المثقف هويته الثقافية ويصبح غير قادر من التعبير عن ذاته, بمعنى الاستلاب الثقافي!  تلك التي قدمها المفكر الهندي من أصل بريطاني ( هومو بابا)  بالمناسبة لقد اختلف مع إدوارد سعيد برؤيته عن الثقافة والامبريالية، وقال أن العلاقة بين الثقافة الاستعمارية والإنسان المستعمر، الواقع تحت سيطرة  ثقافة الاستعمار، ليست بالضرورة أن تكون تبعية ثقافية، كما كتب إدورد سعيد ، ممكن أن يكون هناك اندماج ثقافي وتفاعل يخرج منه عنصر ثالث اسمه (هوية ثالثة)، مثل الأنجلوفونية أو الفرنكوفونية, واسمها الهجين الثقافي، الذي يولد ثقافة خلاسية هي أخطر نوع، لأنه يخرج الاستعمار وتستمر ثقافته ولغته وقيمه وبتبرير الحضارة والمدنية، وهذا استعمار ثقافي، له شواهد عدة ، الهجين الثقافي هو نقيض للثقافة الوطنية كونها الأساس الفكري الذي يقوم عليه  التطبيع والاختراق الثقافي، ويمهد الطريق لاحتلال من نوع جديد تسمى تحالفات واتفاقات سلم ونموذجها السلام الابراهيمي،  وهذا الغزو الثقافي يسمى أحياناً "المارينز الثقافي"  يصبح شبيه بالطابور الخامس الثقافي، الذي يتحول إلى بوق للاستعمار، كما تصمم البرامج الإعلامية والثقاقية على مختلف الشاشات لتقوم بعملية تسميم الوعي أو تهيج الناس وتطويعها وأخذها حيث تريد، وهي ثقافة استهلاكية وتفاهة ثقافية  تبدأ من اشغال الناس بفن الطبخ والأزياء والمسلسلات التافهة، وصولاً إلى البرامج السياسية التي تثير الغرائز أكثر ما تصنع وعياً تثقيفياً. أيضاً هناك أموال ومغريات وجوائز  تدفع بسخاء حتى تسطّح عقولنا وتصبح جاهزة  لصناعة التطبيع.

 

 

- ماذا عن مكانة ووظيفة الأدب الفلسطيني في مواجهة ذلك؟

الأدب الفلسطيني عموماً أدب له هوية، ويتكيء على سردية فلسطينية حقيقية ومعاشة وحيّة، في مواجهة سردية زائفة ومصطنعة وملفقة، تخوض صراعاً مريراً بين الحقيقة والخديعة. بين ثقافة أصيلة وأخرى مستلبة، لذلك الأدب الفلسطيني نسخة أصلية عن الواقع الفلسطيني بكل خصوصياته واستثنائياته وتوزعه الجغرافي والتاريخي، زمانياً ومكانياً، تكمن رسالته في عدالة القضية التي يمثلها، لذلك استطاع أن ينتصر لعالمية فلسطين، عندما استطاع بشكل أو بآخر الوصول إلى أماكن عديدة نستطيع أن نقول أنها كانت محرمة، الغرب بعد الحرب العالمية  وانتشار ثقافة "الهولوكوست" أصبح مغلقاً ووكالة حصرية لثقافة المظلومية والضحية اليهودية والأكثر لثقافة تحمل ذنب المحرقة، فصارت مناصرة السردية اليهودية في وجه اللاسامية أو الهتلرية التي لم تعد موجودة إلا في ذهن أحفاد هتلر وضحاياه.

لذلك كان المتنفس الإنساني الأول للقضية هي قصائد محمود درويش وروايات غسان كنفاني التي ترجمت إلى عدة لغات، ووصل إلى العالمية، لكن نحن أمام واقع عربي تترسخ فيه فكرة موت المثقف العربي. اليوم ومجازاً هذا الموات الثقافي أشد إيلاماً من الموت في غزة، من موروث الهمجية الاستعمارية أن كل إبادة جماعية يسبقها إبادة  ثقافية، لتبرير جريمة القتل  وتشريع المحرقة، لذلك نسأل بمرارة عن صوت المثقف في خفوت صوت الشارع العربي، هذا يتطلب البحث عن أزمة المثقف العربي!  فيه دون أن يكون هناك محاكمة وبدليل اختفاء الشارع العربي والمرجعيات وهناك عدة أسئلة ونحتاج دائماً أن يكون لدينا وعي، وإذا أردنا أن نتجه إلى أي تطور حضاري يجب أن نتقدم فليس كل مشاكلنا معلقة على العالم، فإذا الرأي العام لم يفهمنا فالمشكلة فينا ليست فيه.

 

 

 

- هل تشعر أنك عوضت في الأدب عن السياسة؟

أنا برأيي هذه كلها أشكال للتعبير فاستراتيجية السرد عملية تكاملية، خدمة متبادلة بين شكلين متجاوريين، الأدب والسياسة، لكل سياسة أدبها، بينما هناك أيضاً شيء اسمه الأدب السياسي، هذه الثنائية المتصالحة تأخذ أبعاداً ثقافية عميقة،  لها علاقة في الرواية, وقد تأخذ أيضاً أبعاداً أخرى لها علاقة بالموقف السياسي والغاية السياسية، لأنه من الصعب بل من المستحيل من نطاق تجربتي أن السياسة، خاصة عندما تستوخى سياسة إقناعية وليست قسرية، يجب أن تخاطب عقل الآخر بدل عاطفته، لذلك  تحتاج الى لغة ومفردات للولوج إلى العقل، لذلك علينا أن نتملك العقل أولاً، إذا كان ينبغي لنا أن نفكر ونعطي ونخدم قضيتنا ومصالح شعبنا بطريقة سليمة، من عنا يجب أن يكون لدينا عمق ثقافي  ليس من أجل الثقافة المحض، وبنفس الوقت من أجل الإنسان، ولا ثقافة ولا رواية أو كتاب بدون محتوى  ملتزم  ثقافياً بمعنى  يحمل الفكرة و الغاية السياسية.

 

 

 

- هل حلم العودة بات قريباً؟

أنا لدي تفاؤل عميق وثوري وليس مبنياً على شعارات عاطفية, هذا العالم لا يمكن أن يعيش مع نازية جديده الآن يتعرى وجه النازية الجديدة وهذا الكائن غير قابل للحياة.

فلسطين الآن قضية عالمية بامتياز وإنسانية بالعمق، لأنها مستهدفة كحقيقة إنسانية، العالم أصبح فلسطينياً. ولا يمكنك أن تكون إنساناً حقيقياً وكائناً أخلاقياً ومثقفاً حُراً ما لم تكن مع فلسطين، هذا بمثابة انتصار أخلاقي وثقافي لها، وهزيمة أخلاقية لأعدائها. وبالتالي أصبحت فلسطين الآن أكثر قرباً على شعبها من أي وقت مضى،  فلسطين عادت إلينا بمشروعيتها وبروايتها وبناسها وبوجعها وتفاصيلها وبلسان نسائها وعيون أطفالها، وبأمل يتضاعف بالحرية وحلم سيتحقق وبالتالي إمكانية تحقيق حق العودة إليها، سيظل رهناً بقوة إرادتنا وأحلامنا ومقاومتنا.