Menu

مركز عروبة ينشر قراءةً حول زيارة وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط‎‎

غزة _ بوابة الهدف

نشر مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي، ورقة (قراءة في الحدث) من إعداد برنامج الإنتاج المعرفي بالمركز، حول زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة، التي تأتي ضمن سلسلة الزيارات الأمريكية التي لم تتوقّف مؤخّرًا، حيث تُجبِر التطوراتُ المتلاحقةُ في المنطقة إدارةَ "بايدن" على الالتفاتِ نحو الشرق الأوسط، على الرغم من الأولويّات الأمريكيّة المتمثّلة بمواجَهة روسيا والصين.

وأوضحت الورقة أهداف الزيارة المتعددة، وفي مقدّمتها تأكيدُ الولايات المتحدة الالتزامَ تجاه شركائها في المنطقة، وذلك وفقًا لتصريحات المسؤولين رفيعي المستوى بالإدارة الأمريكيّة.

وتستكمل الورقة استعراض الأهداف الأخرى للزيارة، التي تتضمن التعبير الأمريكي عن المخاوف بشأن التصعيد في الضفة الغربية، ومناقشة الجهود الدبلوماسية لتخفيف التوترات قبيل الأعياد الدينية لدى المسلمين واليهود، والتشاور بشأن الخطوات التي يمكن اتخاذها لاستعادة الهدوء استعادةً فعَّالةً قبل الأعياد المقبلة.

كما ذكرت الورقة أنّ من أهداف الزيارة، المناقشات ستركز على التهديد المتزايد الذي تشكله إيران على استقرار المنطقة، وأن محور النقاش سيكون مجموعة التهديدات المرتبطة بإيران بالكامل، إلى جانب مناقشة التقدم الذي أحرزته إيران مؤخّرًا في برنامجها النووي.

وبينت الورقة أن الزيارة ستشمل الحديث عن تعزيز التعاون الأمني المتعدّد الأطراف، وتوسيعَ النقاش بشأن أنظمة دفاعٍ جويّة وصاروخية متكاملة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في مواجهة خصومهم المشتركين.

ونبّهت الورقة إلى أن الزيارة تأتي أيضًا لمواجهة توسُّع النفوذ الصيني في المنطقة، حيث لا تنظر الولايات المتحدة بإيجابيةٍ إلى تنامي العلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط في ظل جهود التنويع الاقتصادي في المنطقة؛ الأمر الذي أثار المخاوف الأمريكية حول تنامي مشاركة الصين في البنية التحتية الحساسة في الخليج بما في ذلك السعودية والإمارات.

وأوضحت الورقة ضمن أهداف الزيارة أن الولايات المتحدة تنظر بأهمية كبيرة إلى العلاقة مع كل من الحليف القوي المملكة الأردنية التي تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، حيث وُضِعَت على جدول أعمال اللقاء بين العاهل الأردني ووزير الدفاع الأمريكي مخاوف الأردن بشأن تزايد ترسيخ الفصائل المدعومة من إيران وجودها في جنوبي سوريا وأهمية توفير الدعم الأمريكي لمواجهة هذا الحضور.  وعلى الجانب الآخر تريد الولايات المتحدة تأكيد أهمية وعمق العلاقة مع مصر، التي شابها الكثير من الفتور ارتباطًا بالملاحظات الأمريكية بشأن حالة حقوق الإنسان في مصر، وحجب الولايات المتحدة مقدارًا صغيرًا من المساعدات العسكرية للقاهرة؛ بسبب ما عدَّته "التقاعس" عن تلبية شروط حقوق الإنسان.

وقدّمت الورقة استخلاصاتها، التي أشارت إلى أن تسارُع التطورات في المنطقة قد أجبَرَت قادةَ البيت الأبيض إلى إعادة الالتفات للوقائع الجديدة التي تنشأ في المنطقة وتُهدِّد النفوذ الأمريكي ومصالح حلفاء الولايات المتحدة، فيما شكلت الأجندة المشتعلة والتطورات المتسارعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عنوانًا مهمًّا من عناوين التحرك الأمريكي في المنطقة، سعيًا إلى منع الانفجار والوصول إلى انتفاضة في الأراضي الفلسطيني لن تتوقف مفاعليها وتأثيراتها على الأراضي الفلسطينية وحليف الولايات المتحدة الأوثق المتمثل بدولة الاحتلال، بل ستمتد لتشمل خلق بؤرة توتُّر كبرى في الشرق الأوسط، الذي يشهد تناميًا واسعًا للنفوذ الإيراني المتوسع وتغلغلًا صينيًّا ناعمًا يُنشِئ شراكاتٍ استراتيجيةً مع دول المنطقة، بما فيها الدول الحليفة للولايات المتحدة.

وأوضحت الاستخلاصات أن الولايات المتحدة لا تريد تغيير أولوياتها، بل تهدف إلى الحفاظ على مصالحها في المنطقة وتعزيز حضور حلفائها، عبر التأكيد أولًا على التزامها تجاه المنطقة بما فيها الالتزامات الأمنية والاقتصادية، وثانيًا عبر إنجاز صيغة واضحة للعمل المشترك بين حلفاء الولايات المتحدة في المنقطة، وذلك عبر إحياء فكرة إنشاء أنظمة دفاعية وصاروخية مشتركة ومتكاملة لمواجهة التهديدات الإيرانية، بحيث تتولى دولة الاحتلال قيادة هذا التحالف في صيغة أبسط وأقل حدة من الطرح السابق.

وأشارت الورقة في استخلاصاتها أن الولايات المتحدة لا تشجِّع اتخاذ إجراءات هجومية ضد إيران، وما تزال متمسكة بالمسار الدبلوماسي للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وفي هذا السياق تسعى إلى الحد من النوايا "الإسرائيلية" بالتحشيد لمثل هذا الخيار، خصوصًا بعد الاستنفار "الإسرائيلي" الصارخ ارتباطًا بالتطورات المتلاحقة في البرنامج النووي الإيراني من جانب، والقفزات النوعية في التصنيع العسكري والتسليح.

وشدّدت الورقة في الخلاصة، إلى أن الولايات المتحدة تهدف إلى مواجهة تنامي النفوذ الصيني في الشرق الأوسط والعلاقات المتنامية مع دول الخليج، ومن جانب آخر تجنيد حلفائها في مواجهة روسيا في إطار الحرب الروسية-الأوكرانية، مستثمرةً المشاركة الإيرانية في تزويد روسيا بالطائرات المُسيَّرة والتعاون العسكري الإيراني الروسي، مبينة أن هذا التعاون سيُشكِّل خطرًا على أعداء إيران في المنطقة، سعيًا إلى ضمان انخراطهم في دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.

لمُطالعة الورقة: اضغط/ي هنا 

الجدير بالذكر أن مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي، ينشر مجموعة من الأوراق البحثية وتقدير الموقف والقراءات التحليلية من إعداد برنامج الإنتاج المعرفي، ويتم نشرها على المنصات الإعلامية الخاصة بالمركز.