Menu

آفاق المواجهة: لا رجعة عن وحدة الساحات

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

ما زال العدو الصهيوني يلقي بتهديداته، ويناور بأدواته المختلفة، في إطار مساعيه الخائبة لكسر حالة التكامل بين أركان وقوى المقاومة، وما أنجزته هذه القوى بعملها المشترك من تثبيت لوحدتها ووحدة ساحات وأطراف الفعل المقاوم ضد العدو الصهيوني، حيث يدرك العدو أنه لأول مرة منذ عقود عليه مواجهة حالة عربية من القوى المترابطة المتفقة والمصممة على مواجهته بشكل مشترك ومنسق، وهو ما يحاول ضربه بالتهديد مركزًا على جبهة غزة وقوى المقاومة فيها، وبالمناورة التي تلعب على وتر جهود الوسطاء؛ بحثًا عن التزام من أي من أطراف وأركان المقاومة بعدم الانخراط في مواجهة تشتعل في ساحة اخرى.

هيهات أن ينال العدو أي من مآربه في هذا المضمار، وما أخفق العدو في تحقيقه عبر الغارات على قطاع غزة، لن يحققه برسائل التهديد، ولن يجد طرفًا واحدًا من بين قوى المقاومة لديه الاستعداد لمغادرة معركة الوجود الفلسطيني، هذا ما تؤكده رسائل المقاومة بقواها المختلفة، في وجه سيل من التهديدات الصهيونية باغتيال قادتها وتوجيه ضربة شاملة لقواها في قطاع غزة، وما ينتظره العدو ويحسبه لا يقتصر على رد فعل المقاومة الفلسطينية الموحد في كل ساحات الوطن على عدوانه، بل أكثر من ذلك بكثير، وربما بما يتجاوز تصوراته حول الجبهة الشمالية ل فلسطين المحتلة؛ فهذا ما عززته رسائل من قوى المقاومة في ساحات عدة قد تبدو بعيدة عن هذه المواجهة بحسب مخيال العدو الصهيوني.

في يمن الصمود وعراق العروبة، هناك من ينظر للحرب مع العدو الصهيوني باعتبارها معركته الأولى، بل وينظر لوجوده وقتاله ضد العدوان الأمريكي وذيوله كممر إجباري للمعركة الأساسية؛ لأجل هزيمة المشروع الصهيوني وتحطيمه.

لقد أطلق العرب "الرسميون"؛ عبر تاريخهم تهديدًا كثيرة ما عاد العدو يأبه لها أو يأمل الصديق بها، ولكننا أمام قوى نازلت هذا العدو وحلفاؤه في كل ساحات المواجهة، وخبر بأسها وتصميمها، وعزيمة رجالها مقاتلين وضباط وقادة، وما عليه أن ينتظره ويختبره الآن قدرتها على الفعل الموحد المنسق ضمن تخطيط عملياتي مشترك.

لعل الفعل العسكري المباشر لهذه القوى هو ما يخشاه العدو الصهيوني، ولكن الرهان ما زال قائمًا على حراك عربي تذكي المواجهة والوحدة المقاومة لهيبه؛ يكنس غبار التطبيع ويغسل وحله، ويعيد لهذه المنطقة وجهها ووجهتها الواضحة ضد قوى العدوان وعصب المستعمرين الغزاة.

إن العدو سينزف من دمه الكثير إذا ما اختار نقل هذه المواجهة لطور جديد، وذلك وحده ما أطال تحضيراته ومناوراته تحضيرا للعدوان، وإذا كانت مهمة هذا العدوان ردع قرار المقاومة بتشغيل جبهة شمال فلسطين المحتلة؛ دفاعًا عن فلسطين ودعمًا لها، فإن الثمن قد يكون أفدح من ذلك بكثير، وما على العربي أن يأمله جديًا؛ ألا يعيد العدو حساباته، وأن يُقدم على هذه الحماقة، فما في هذه السطور ليست رسالة رد على رسائل العدوان؛ فرسائل الرد سيتلقاها العدو من المؤتمنين على سلاح المقاومة وقرارها ومسيرتها ووحدتها، وبكل تأكيد لن تكون سطور من كلام، ولن تحتاج لشرح طويل.

إن التهديد بتصفية قادة المقاومة أو بعض منهم أو بتصعيد لأي نمط من أنماط العدوان، لن يضيف شيء لما يفعله هذا العدو بالفعل ضد كل إنسان فلسطيني وما يضمره ويعمل على فعله ضد كل الشعوب العربية وشعوب المنطقة، وتخيُل العدو أن تهديد من يقتلهم يوميًا بالقتل مجددًا سيحقق له الردع، وهمٌ كبيرٌ؛ سيزول حين تناله نيران المقاومة متقاطعة في سماء فلسطين ويشتعل لهيب الشارع العربي؛ مستعيدًا سطورًا من صفحات كرامته ومجد نضاله.