Menu

تلخيص تقرير المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني المنعقد في 22/10/2022

غازي الصوراني

(القُرّاء الأعزاء:

تضع بوابة الهدف الإخبارية بين أيديكم تلخيص مهم لأهم مفاصل تقرير الحزب الشيوعي الصيني الذي أُقر في مؤتمره المنعقد بين 16-22 أكتوبر 2022، والذي يرسم توجهات الصين الفكرية والاقتصادية والسياسية والعملية والحزبية والمجتمعية الداخلية وتصورها لمستقبلها على الصعيد الكوني، قام بهذا الجهد الكبير المفكر والباحث غازي الصوراني الذي نتقدم له بعظيم شكرنا وتقديرنا على خص البوابة بنشره إلى جمهورها).

تلخيص تقرير المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني المنعقد في 22/10/2022

إعداد: غازي الصوراني

المحتويات

التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني. 3

أولا، الأعمال في السنوات الخمس المنصرمة والتغييرات العظيمة خلال عقد من العصر الجديد: 3

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية: 5

تطور الحزب والدولة لاستنهاض النهضة العظيمة للأمة الصينية 5

النهوض الاقتصادي التنموي: 6

التطور الشامل للديمقراطية الشعبية: 7

الجيش الصيني في عصر النهوض: 7

هونج كونج وتايوان ضمن شعار "دولة واحدة ونظامان": 8

بناء الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد: 8

ثانيا، فتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها: 10

الوضع الراهن للصين وتطلعها نحو مزيد من التقدم والنهوض: 13

ثالثا، رسالة ومهمة الحزب الشيوعي الصيني في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد : 13

رابعا، تسريع إنشاء نمط تنموي جديد وتركيز الجهود على دفع التنمية العالية الجودة: 18

(1) بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى: 18

(2) بناء نظام صناعي حديث: 20

(3) دفع عملية النهوض بالأرياف قُدما على نحو شامل: 20

(4) تعزيز التنمية الإقليمية المنسقة: 21

(5) الدفع قُدما بالانفتاح العالي المستوى على الخارج: 22

خامسا، تنفيذ إستراتيجية "النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم" وتقوية الدعم بالأكفاء لبناء التحديثات: 22

(1) إتقان التعليم الذي يرتضي به الشعب: 23

(2) تحسين منظومة الابتكار العلمي والتكنولوجي: 23

(3) تسريع تنفيذ إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار: 24

(4) تعميق تنفيذ إستراتيجية تقوية الدولة بالاعتماد على الأكفاء: 24

سادسا، تطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية وضمان كون الشعب سيدا للدولة: 25

(1) تعزيز الضمان المؤسسي لكون الشعب سيدا للدولة: 25

(2) تطوير الديمقراطية التشاورية بشكل شامل: 26

(3) تطوير الديمقراطية القاعدية بنشاط: 27

(4) توطيد وتطوير أوسع جبهة متحدة وطنية نطاقا: 27

سابعا، المثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل ودفع بناء الصين المدارة بالقانون: 27

(1) إكمال منظومة القوانين للاشتراكية ذات الخصائص الصينية باعتبار الدستور نواةً لها: 28

(2) دفع عجلة ممارسة الإدارة طبقا للقانون بخطوات راسخة: 28

(3) ضمان العدالة القضائية بصرامة: 29

(4) تعجيل خطوات بناء المجتمع الخاضع لحكم القانون: 29

ثامنا، تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات ثقافيا وإحراز منجزات باهرة جديدة للثقافة الاشتراكية: 29

(1) بناء أيديولوجيا اشتراكية ذات قوة حشد وتوجيه جبارة: 30

(2) تطبيق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية على نطاق واسع: 30

(3) رفع المستوى الحضاري لكل المجتمع: 30

(4) تنشيط وتطوير المشاريع الثقافية والقطاع الثقافي: 31

(5) تعزيز قدرة الحضارة الصينية على الانتشار والتأثير: 31

تاسعا، زيادة رفاهية الشعب ورفع جودة معيشته: 31

(1) إكمال وتحسين نظام توزيع الدخل: 32

(2) تنفيذ إستراتيجية منح الأسبقية للتوظيف: 32

(3) إكمال منظومة الضمان الاجتماعي: 33

(4) دفع بناء الصين الصحية: 33

عاشرا، دفع التنمية الخضراء وحفز التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة: 34

(1) تعجيل التحوُّل الأخضر لنمط التنمية: 34

(2) تعميق دفع مكافحة التلوث البيئي ومسبباته: 35

(3) رفع مستوى تنوع النظم الإيكولوجية واستقرارها واستدامتها: 35

(4) اتخاذ خطوات نشطة وسليمة نحو وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني: 35

حادي عشر، دفع تحديث منظومة الأمن القومي والقدرة على حمايته والحفاظ بحزم على الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي: 36

(1) إكمال منظومة الأمن القومي: 36

(2) زيادة القدرة على حماية الأمن القومي: 37

(3) الارتقاء بمستوى حوكمة الأمن العام: 37

(4) إكمال منظومة الحوكمة المجتمعية: 37

ثاني عشر، تحقيق هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه وخلق وضع جديد لتحديث الدفاع الوطني والجيش: 37

ثالث عشر، التمسك بمبدأ "دولة واحدة ونظامان" وتحسينه ودفع عملية إعادة توحيد الوطن الأم: 38

رابع عشر، تعزيز السلام والتنمية العالميين ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية: 39

خامس عشر، العمل بثبات لإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل وتعميق دفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام: 42

(1) التمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية وتعزيزها: 42

(2) المثابرة الدؤوبة على توحيد الفكر وتشكيل الروح المعنوية بأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد: 43

(3) تحسين مجموعة النظم والقواعد للثورة الذاتية للحزب: 43

(4) بناء صفوف كوادر رفيعة المزايا تقدر على الاضطلاع بالمهمة العظيمة لنهضة الأمة الصينية: 44

(5) تعزيز الوظائف السياسية والتنظيمية لمنظمات الحزب: 45

(6) التمسك بتقوية تقويم السلوك وتشديد الانضباط بناء على المبدأ المتجسد في الصرامة: 45

(7) العزم على تحقيق الانتصار في المعركة الحاسمة والطويلة الأمد لمكافحة الفساد: 45

وفي نهاية التقرير خاطب الرفيق شي جين بينغ رفاقه أعضاء اللجنة المركزية بهذه الكلمات: أيها الرفاق. 46

المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني يعزز الثقة العالمية 48

دستور الحزب الشيوعي الصيني. 55

 

التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني

خطاب الرفيق شي جين بينغ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني إلى رفاقه أعضاء اللجنة المركزية للحزب وعددهم 2340 مندوباً يمثلون 96 مليون عضو بالحزب الشيوعي الصيني.

أيها الرفاق

يتحلى هذا المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني بأهمية بالغة، ويُعقد في لحظة حاسمة استهل فيها جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد التقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والزحف نحو هدف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

شعار المؤتمر هو: رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، وتطبيق أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، وتطوير روح تأسيس الحزب العظيمة، وتعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات والتمسك بالأصل مع الابتكار، وإذكاء روح العمل بجد وحماس والتقدم إلى الأمام بشجاعة وعزيمة، والتضامن والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية.

أولا، الأعمال في السنوات الخمس المنصرمة والتغييرات العظيمة خلال عقد من العصر الجديد:

كانت السنوات الخمس الماضية منذ المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب سنوات غير عادية واستثنائية للغاية. وأخذت لجنة الحزب المركزية خلالها بعين الاعتبار الوضعَ العام الإستراتيجي للنهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن، فقد عقدت سبع دورات كاملة لها، اُتخذت فيها أو صِيغت قرارات بشأن موضوعات مهمة مثل تعديل الدستور الوطني، وتعميق إصلاح أجهزة الحزب والدولة، والتمسك بنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وإكماله، ودفع عجلة تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها، ووضع الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف البعيدة المدى لعام 2035.

وعلى مدى السنوات الخمس المنصرمة، تمسكنا بتعزيز قيادة الحزب الشاملة والقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية، ودفعنا بكل ما في وسعنا عملية إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وركزنا القوى على دفع التنمية العالية الجودة، وبادرنا إلى إنشاء نمط تنموي جديد، ودفعنا عملية الإصلاح بخطوات سريعة وراسخة، وشجعنا بثبات تطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، وحفزنا حكم الدولة وفقا للقانون بشكل شامل، وطورنا بنشاط الثقافة المتقدمة الاشتراكية، وسلّطنا الضوء على ضمان وتحسين معيشة الشعب، وركزنا الجهود على خوض المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر، وعززنا بقوة البناء الحضاري الإيكولوجي، ودافعنا بحزم عن أمن الدولة، واتخذنا إجراءات للوقاية من المخاطر الكبيرة وإزالتها، ودفعنا بقوة كبيرة بناء تحديث الدفاع الوطني والجيش، وطورنا دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية بصورة شاملة الاتجاهات، ودفعنا تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب إلى الأمام بطريقة شاملة.

وأمام التغيرات الحادة بالوضع الدولي، وخاصة في وجه تصرفات الابتزاز والاحتواء والحصار والضغط البالغ الشدة من الخارج، تمسكنا بتغليب مصالح الدولة فوق كل اعتبار ومنح الأسبقية للسياسة المحلية، وحافظنا على الصلابة الإستراتيجية، وطورنا روح النضال، وأبدينا إرادتنا الثابتة التي لا تقهرها قوة، وحمينا كرامة الدولة ومصالحها الجوهرية خلال النضال، فأمسكنا بشدة زمامَ المبادرة بشأن تنمية وأمن بلادنا.

وفي السنوات العشر الفائتة، تمسكنا بالماركسية ال لينين ية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية، وطبقنا بشكل شامل أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد والخط الأساسي للحزب وبرنامجه الشامل الأساسي، واتخذنا سلسلة من الإجراءات الإستراتيجية، ودفعنا سلسلة من الممارسات المستحدَثة، وحققنا سلسلة من أوجه التقدم الاختراقي، وأحرزنا سلسلة من المنجزات المعلمية، حيث صمدنا أمام اختبارات المخاطر والتحديات في مجالات السياسة والاقتصاد والأيديولوجيا والطبيعة وغيرها، وحققت قضايا الحزب والدولة منجزات تاريخية وطرأت عليها تغييرات تاريخية، الأمر الذي دفع بلادنا للتقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية:

وعززنا قيادة الحزب الشيوعي الصيني على نحو شامل، فقد أوضحنا أن أهم الميزات الجوهرية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وأكبر تفوق لنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو قيادة الحزب الشيوعي الصيني، والذي يشكل أعلى قوة قيادية سياسية، والتمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية هو المبدأ السياسي الأعلى؛ وأكملنا المنظومة المؤسسية لقيادة الحزب بشكل منهجي، وحثثنا جميع أعضاء الحزب على تعزيز "الوعي بأربعة أمور" (الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق – المحرر)، والحفاظ بوعي على التوافق العالي مع لجنة الحزب المركزية من حيث الأيديولوجيا والسياسة والعمل، ومواصلة رفع القدرة على تقييم الأمور واستيعابها وتنفيذها الصحيح سياسيا، وضمان سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة، وكفالة تمكين الحزب من أداء دوره بوصفه نواة قيادية في السيطرة على الوضع العام والتنسيق بين مختلف الأطراف، لذا فإن حزبنا الماركسي الذي يضم أكثر من 96 مليون عضو صار أكثر تضامنا ووحدة.

تطور الحزب والدولة لاستنهاض النهضة العظيمة للأمة الصينية

ووضعنا ترتيبات إستراتيجية علمية وكاملة بشأن تطوير قضايا الحزب والدولة في العصر الجديد، فقد دعونا إلى تحقيق حلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية، ودفعنا هذه النهضة قُدما بالتحديث الصيني النمط، وخططنا النضال العظيم والمشروع العظيم والقضية العظيمة والحلم العظيم بصورة شاملة، وأوضحنا الترتيب الشامل لـ"التكامل الخماسي" (التكامل بين البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي) والتخطيطَ الإستراتيجي المتمثل في "الشوامل الأربعة" (إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بصرامة على نحو شامل )، وحددنا فكرة العمل الأساسية العامة المتمثلة في إحراز التقدم من خلال الحفاظ على الاستقرار.

وأشرنا بجلاء إلى أن التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية، ودفعنا كافة الأعمال بما يتمحور وثيقا حول هذا التناقض الاجتماعي الرئيسي، وواصلنا إثراء وتطوير الأشكال الجديدة من الحضارات البشرية.

النهوض الاقتصادي التنموي:

ودفعنا إنشاء نمط تنموي جديد، ونفذنا الإصلاح الهيكلي لجانب العرض، ووضعنا مجموعة من الإستراتيجيات الإقليمية الرئيسية ذات المغزى المتعلق بالمصلحة العامة، مما حقق طفرة تاريخية في القوة الاقتصادية لبلادنا.

وازداد إجمالي الناتج المحلي لبلادنا من 54 تريليون يوان إلى 114 تريليون يوان، وشكلت نسبة حجمها الاقتصادي الإجمالي 18,5٪ من الاقتصاد العالمي بزيادة 7,2 نقطة مئوية، وتبوأت المركز الثاني عالميا بصورة ثابتة؛ وارتفع معدل نصيب الفرد من ناتجها المحلي الإجمالي من 39800 يوان إلى 81000 يوان.

وتربعت بلادنا بثبات على المركز الأول في العالم من حيث حجم قطاع التصنيع واحتياطي النقد الأجنبي. وأنجزنا بناء أكبر شبكة عالميا للسكك الحديدية الفائقة السرعة وأخرى للطرق السريعة، وأحرزنا منجزات مهمة في تشييد البنية الأساسية مثل المطارات والموانئ ومنشآت الحفاظ على المياه والطاقة والمعلومات.

وسرّعنا دفع الاعتماد على الذات وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا، فازداد الإنفاق على البحث والتطوير في المجتمع كله من تريليون يوان إلى 2,8 تريليون يوان، ليأتي في المركز الثاني بالعالم، بينما حلّ مجموع ممارسي البحث والتطوير في بلادنا بالمركز الأول عالميا. وواصلت بلادنا تعزيز البحوث الأساسية والابتكارات الأصلية، وحققت اختراقات في بعض التكنولوجيات الحاسمة والجوهرية، وطورت وعززت الصناعات الناشئة الإستراتيجية، وأحرزت نتائج مهمة في مجالات طيران الفضاء المأهول وسبر القمر والمريخ واستكشاف أعماق البحار والأرض والحاسوب العملاق الفائق السرعة والملاحة بالأقمار الصناعية والمعلومات الكمومية والتقنيات الكهرنووية وتكنولوجيا الطاقة الجديدة وصنع طائرات الركاب الضخمة والطب والأدوية الأحيائية وغيرها، ومن ثم انضمت بلادنا إلى ركب الدول المبتكرة.

ونفذنا إستراتيجية انفتاح أكثر نشاطا ومبادرة، وأنشأنا شبكة من مناطق التجارة الحرة الموجهة للعالم وذات المعايير العالية، وحثثنا الخطى في دفع بناء مناطق التجارة الحرة التجريبية وميناء هاينان للتجارة الحرة، وقد أصبح التشارك في بناء "الحزام والطريق" منفعة عامة دولية ومنصة للتعاون الدولي ويحظى بتأييد واسع. وصارت الصين شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 140 بلدا أو منطقة، وتبوأت المرتبة الأولى بالعالم من حيث حجم تجارة السلع.

التطور الشامل للديمقراطية الشعبية:

وثابرنا على سلوك طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وعملنا على التطوير الشامل للديمقراطية الشعبية الكاملة العملية والدفع الشامل لمأسسة السياسة الديمقراطية الاشتراكية ومعايرتها وبرمجتها، فتطورت الديمقراطية التشاورية الاشتراكية على نطاق واسع، وترسخ مفهوم "كون الشعب سيدا للدولة" إلى حد أكبر، وازدادت الحيوية الديمقراطية في الوحدات القاعدية، وتوطدت وتوسعت الجبهة المتحدة الوطنية، واتسم تضامن القوميات وتقدمها بملامح جديدة، وطُبّقت سياسة الحزب الأساسية الخاصة بالشؤون الدينية على نحو شامل، وتلقت حقوق الإنسان ضمانا أفضل.

وطبقنا بصورة عميقة الفلسفة التنموية التي تتمحور حول الشعب، وواصلنا بذل الجهود لجعل كل طفل يلقى الرعاية، وكل طالب يتلقى التعليم، وكل عامل يكسب، وكل مريض يتلقى العلاج، وكل مسن يتمتع بالعناية، وكل مواطن يجد المسكن، وكل ضعيف يحصل على المساعدة، فتحسنت حياة الشعب في جميع الأوجه. وبلغ معدل عمر السكان المتوقع 78,2 سنة. وازداد معدل نصيب الفرد من الدخل القابل للصرف لدى السكان من 16500 يوان إلى 35100 يوان.

ورُمم أكثر من 42 مليون وحدة سكنية في الأحياء الفقيرة المكتظة وأُصلحت البيوت المتداعية لصالح أكثر من 24 مليون عائلة ريفية، مما حسّن البيئات المعيشية لسكان الحضر والريف بشكل واضح. وبلغ عدد المستخدمين لشبكة الإنترنت 1,03 مليار. وازداد إحساس جماهير الشعب بالكسب والسعادة والأمن اكتمالا وضمانا واستدامة، مما يعتبر نجاحات جديدة في تحقيق الرخاء المشترك.

الجيش الصيني في عصر النهوض:

وقد حددنا هدف الحزب من تقوية الجيش في العصر الجديد، وبدأنا تطبيق أفكار الحزب حول تقوية الجيش في العصر الجديد، والمبادئ الإستراتيجية العسكرية في العصر الجديد، والتزمنا بقيادة الحزب المطلقة للجيش الشعبي، وعقدنا اجتماع الأعمال السياسية لكل الجيش في قوتيان، بغية تعزيز الانضباط والتدريب السياسيين بروح تقويم أسلوب العمل، وينبغي لنا التمسك على نحو وثيق بالقوة القتالية وهي المعيار الأساسي الوحيد، ونقل مركز ثقل الأعمال في كل الجيش بحزم إلى الاستعداد لمواجهة الحرب وخوض المعارك، والتخطيط لتقوية النضال العسكري في كل الجبهات وشتى المجالات، وتعزيز التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية بقوة، وتعميق الإصلاح في الدفاع الوطني والجيش بحزم وجرأة، وإعادة تشكيل كل من نظام القيادة والتوجيه للجيش الشعبي ومنظومة القوات العسكرية الحديثة والسياسات والأنظمة العسكرية، والإسراع في بناء تحديث الدفاع الوطني والجيش.

هونج كونج وتايوان ضمن شعار "دولة واحدة ونظامان":

ودفعنا بصورة شاملة ومحكمة ممارسة "دولة واحدة ونظامان"، والتزمنا بمبادئ "دولة واحدة ونظامان" و"أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ" و"أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو" ودرجة عالية من الحكم الذاتي، ودفعنا تحوُّل هونغ كونغ من الفوضى إلى النظام لتدخل مرحلة تطور جديدة من النظام إلى النهضة، فحافظت هونغ كونغ وماكاو على الوضع الجيد المتمثل في التنمية والاستقرار الطويلي الأمد.

وطرحنا منهاجا شاملا كليا لحل مسألة تايوان في العصر الجديد، ودفعنا التبادلات والتعاون بين جانبي المضيق، وعارضنا بحزم أي تصرف انفصالي رامٍ إلى "استقلال تايوان" وأي تدخل من القوى الخارجية، وأمسكنا بحزم زمام القيادة والمبادرة في العلاقات بين جانبي المضيق.

بناء الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد:

وواصلنا دفع إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل، والتزمنا بمبدأ "كن حديدا قبل أن تكون حدادا"، فابتدأنا بوضع وتطبيق الضوابط الثمانية الصادرة عن لجنة الحزب المركزية كتقديم للموضوع في هذا الصدد، وطرحنا المطالب العامة لبناء الحزب في العصر الجديد، ونفذناها، وعملنا على اتخاذ البناء السياسي للحزب عاملا قياديا يقود مختلف الأعمال في بناء الحزب، والمثابرة على توجيه الجهود لبناء الحزب أيديولوجيا وإدارته مؤسسيا في آن واحد، وتقوية الأنشطة السياسية داخل الحزب، ومواصلة أعمال التثقيف الممركز داخل الحزب، وطرحنا الخط التنظيمي للحزب في العصر الجديد والتزمنا به، وعملنا على اختيار الفاضل وتعيين الكفؤ مع التشديد على المعيار السياسي، وتعزيز الجولات التفقدية السياسية، وتشكيل منظومة متكاملة نسبيا من اللوائح والأنظمة داخل الحزب، ودفع كل الحزب نحو ترسيخ المثل العليا والعقيدة السياسية، وإحكام المجموعة التنظيمية والتقيد التام بالانضباط والقواعد.

وظللنا نثابر بجهود دؤوبة على تقويم السلوك وتقوية الانضباط، ونعمل على تقويم ومعالجة "الأساليب الشريرة الأربعة" بروح تعاقب دق المسمار، ومعارضة عقلية الامتيازات الخاصة وظواهرها، والمعالجة الحازمة للنزعات غير السليمة ومشاكل الفساد التي تحدث بالقرب من الجماهير، مما كبح اتجاهات منحرفة لم نتمكن من كبحها منذ زمن طويل، وعالج مشكلات مزمنة ومستعصية لم تُحل على مدار سنوات عديدة.

وقد ناضلنا على نحو لم يشهد التاريخ مثيلا له في مكافحة الفساد، لعلاج المرض ومعالجة الفوضى بروح تحمل المسؤولية المتمثلة في أن "نغضب الآلاف ولا نخيب أمل المليار والأربعمائة مليون نسمة"، ودفعنا بناء آلية تضمن عدم الجرأة على الفساد وعدم وجود إمكانية له والإحجام عنه بصورة متكاملة، والعمل على "ضرب النمور والذباب" و"صيد الثعالب" في آن واحد، فتحقق انتصار ساحق في مكافحة الفساد وتوطدت نتائجه بشكل شامل، وأزيلت المخاطر الكامنة الخطيرة الموجودة داخل الحزب والدولة والجيش، مما ضمن استخدام السلطة الممنوحة من الحزب والشعب في السعي وراء تحقيق سعادة الشعب من البداية حتى النهاية.

وقد اهتدى الحزب بعد جهود دؤوبة إلى الثورة الذاتية التي هي الجواب الثاني على كيفية النجاة من مصير "حتمية الدورة التاريخية" بين النظام والفوضى وبين الازدهار والانحطاط، فازدادت قدرة الحزب على التنقية الذاتية والتكميل الذاتي والتجديد الذاتي والترقية الذاتية بصورة ملموسة، وتغير بشكل جذري وضع التسامح والتراخي والتواني في إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه، وبدأت تتشكل وتتطور داخل الحزب بيئة سياسية تسودها الاتجاهات السليمة والأساليب القويمة، مما يضمن ألا يتغير الحزب أبدا من حيث جوهره ولونه وطبيعته.

ولم تكن المنجزات العظيمة المحققة في العصر الجديد سوى ثمار جهود دؤوبة بذلها الحزب والشعب معا من خلال سعيهما المشترك وعملهما المشترك وكفاحهما المشترك، حيث تتسم التغييرات العظيمة التي طرأت خلال السنوات العشر الماضية من العصر الجديد بأهمية معلمية في تاريخ الحزب والصين الجديدة وعملية الإصلاح والانفتاح وتطور الاشتراكية وتطور الأمة الصينية.

وقد صار الحزب الشيوعي الصيني الذي قطع مسيرة كفاح امتد مائة عام أكثر صمودا وقوة عبر الصقل الثوري، وازدادت على نحو ملحوظ قدرة الحزب على القيادة السياسية والتوجيه الفكري والتنظيم الجماهيري والجاذبية الاجتماعية، وظل الحزب على الدوام يحافظ على ارتباطه بجماهير الشعب ارتباط اللحم بالدم، ويتقدم العصر في المسيرة التاريخية التي شهد الوضع العالمي فيها تغيرات عميقة، ويبقى سندا لأبناء الشعب بجميع أنحاء البلاد في المسيرة التاريخية لمواجهة مختلف المخاطر والاختبارات داخل البلاد وخارجها، ويشكل نواة قيادية قوية في المسيرة التاريخية للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها.

ثانيا، فتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها:

تعتبر الماركسية الأفكار المرشدة الأساسية لنا في بناء الحزب والبلاد والنهوض بهما. وقد أعطت الممارسات إجابات لنا حول: لماذا أضحى الحزب الشيوعي الصيني حزبا كفؤا؟ ولماذا تزدهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؟

الجواب في التحليل النهائي هو كفاءة الماركسية، وكفاءة الماركسية المصيننة والمعصرنة. ويكمن السبب الجذري لترسيخ حزبنا إيمانه وعقيدته السياسية وإمساكه بزمام المبادرة باستيعاب قانون التاريخ في الاسترشاد بالنظرية العلمية الماركسية.

ويعد دفع صيننة الماركسية وعصرنتها بمثابة عملية للسعي وراء الحقيقة والكشف عنها وتطبيقها بجدية. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، كانت التغيرات الجديدة في الأوضاع المحلية والدولية والشروط الجديدة للممارسة العملية تطالبنا بإلحاح بالإجابة المتعمقة من حيث الدمج بين النظرية والممارسة على سلسلة من الأسئلة الحيوية والعصرية التي تتعلق بتطوير قضايا الحزب والدولة وقيام الحزب بإدارة شؤون الدولة.

وجرؤ حزبنا على الاستكشاف والابتكار النظريين، وعمّق برؤية جديدة كل الجدة فهمَ قانون ممارسة السلطة للحزب الشيوعي وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري، وتوصل من ذلك إلى منجزات عظيمة في الابتكار النظري تتجسد رئيسيا في أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

وأدرك الشيوعيون الصينيون بصورة عميقة أنه لا يمكن الإجابة الصحيحة على أسئلة خطيرة طرحها العصر والممارسة، ولا يمكن الحفاظ إلى الأبد على الحيوية الجياشة والنشاط الوهاج للماركسية، إلا بدمج المبادئ الأساسية للماركسية مع الواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة، والمواظبة على استخدام المادية الجدلية والمادية التاريخية.

ولا بد للتمسك بالماركسية وتطويرها من دمجها في الواقع الملموس الصيني. وظللنا نتمسك باتخاذ الماركسية مرشدا لنا، في سبيل حل مسائل الصين باستخدام وجهة نظرها العلمية إلى العالم ومنهجها العلمي، وليس بهدف حفظ واجترار استنتاجاتها وعباراتها المحددة، وبالأحرى لا يجوز اعتبار الماركسية مذهبا جامدا.

ولا بد لنا من مواصلة تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع ومواكبة العصر والتحلي بالواقعية والروح العملية، والمواظبة على الانطلاق من الواقع في كل شيء، والاهتمام بحل المشاكل الواقعية البارزة في عملية الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية في العصر الجديد، للإجابة باستمرار على الأسئلة التي تطرحها الصين والعالم والشعب والعصر، وإعطاء إجابات صحيحة توافق الواقع الصيني ومطالب العصر، والتوصل إلى معرفة علمية متطابقة مع القانون الموضوعي، وبلورة نتائج نظرية مواكبة لتطور العصر، من أجل توجيه الممارسات الصينية على نحو أفضل.

ولا بد للتمسك بالماركسية وتطويرها من دمجها في الثقافة التقليدية الصينية الممتازة. ولا يمكن لشجرة الحقيقة الماركسية أن تنمو بجذورها العميقة وأغصانها المورقة، إلا من خلال ترسيخ جذورها في تربة التاريخ والثقافة الخصبة للصين وللأمة الصينية.

وتتحلى الثقافة التقليدية الصينية الممتازة بعمق الينبوع وطول المجرى واتساع المعرفة، وتمثل بلورة حكمة الحضارة الصينية التي تنطوي على مفاهيم مثل "العالم ملك للجميع" و"الشعب أساس الدولة" و"حوكمة البلاد بالفضيلة" و"الإصلاح والتجديد" و"تعيين الأشخاص بناء على الجدارة مهما كانت مناشئهم" و"الانسجام بين الطبيعة والإنسان" و"السعي المتواصل لتحسين الذات" و"ذوو الأخلاق النبيلة قادرون على تحمل المهام السامية" و"الالتزام بالعهود ودراسة طريقة التعايش الوئامي" و"كسب ود الجيران والتصادق مع الدول المجاورة" وغيرها من المفاهيم التي كانت تجسيدا مهما للنظرة الكونية والنظرة إلى العالم والنظرة المجتمعية والنظرة الأخلاقية التي كونها الشعب الصيني من خلال معيشته وإنتاجه عبر مراحل زمنية طويلة، والعمل على ربط جوهر أفكار الماركسية بخلاصة الثقافة التقليدية الصينية الممتازة وتحقيق التكامل بينه وبين مفهوم القيم المشتركة الذي تستفيد منه جماهير الشعب يوميا بصورة تلقائية، وذلك في سبيل منح الخصائص الصينية الواضحة للنظريات العلمية باستمرار، والتوطيد المتواصل للأساس التاريخي والآخر الجماهيري لصيننة الماركسية وعصرنتها، بهدف جعل الماركسية تتجذر في أعماق تربة المجتمع الصيني.

ولا توجد للممارسة نهاية وكذلك ليست للابتكار النظري نهاية. وتعد كتابة صفحات جديدة بصورة متواصلة لصيننة الماركسية وعصرنتها هي المسؤولية التاريخية المهيبة للشيوعيين الصينيين في العصر الحالي.

ويحتاج الدفع المطرد للابتكار النظري المبني على أساس الممارسة، أولا إلى استيعاب وجهة النظر إلى العالم والمنهج العلمي لأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو جيد، وإتقان التمسك بالمواقف ووجهات النظر والأساليب السائدة فيها وإتقان تطبيقها.

ولا بد من المثابرة على وضع الشعب فوق كل شيء. تعتبر الشعبية الصفة الجوهرية للماركسية، ونشأت نظريات الحزب الشيوعي الصيني من الشعب وتخدمه وتسعده، إذن، تعد ممارسات الشعب الإبداعية بمثابة منبع لا ينضب للابتكار النظري. وستصبح كل النظريات ضعيفة بلا جدوى إذا كانت بعيدة عن الشعب، كما أنها ستفقد حيويتها إذا لم تسع لسعادة الشعب. وينبغي لنا الوقوف دائما إلى جانب الشعب واستيعاب رغبة أبنائه واحترام ابتكاراتهم وبلورة حكمتهم، لتشكيل نظريات مرغوب فيها ومعترف بها من قبل الشعب ومملوكة له، مما يجعلها السلاح الفكري القوي الذي يرشد الشعب في معرفة العالم وتغييره.

الوضع الراهن للصين وتطلعها نحو مزيد من التقدم والنهوض:

ما زالت بلادنا دولة نامية كبيرة في المرحلة الأولية من الاشتراكية، وتمر حاليا بتغييرات اجتماعية واسعة وعميقة، حيث ظل العمل في دفع الإصلاح والتنمية وتعديل العلاقات المصلحية يؤثر دوما على الوضع الكلي.

ولذا، يجب علينا البراعة في إدراك الواقع بواسطة التاريخ ومعرفة الجوهر من خلال المظاهر الخارجية، والمعالجة الجيدة للعلاقات بين الوضع العام والوضع الجزئي وبين الحاضر والمستقبل وبين الإجمال والتفصيل وبين التناقضات الرئيسية والثانوية وبين العام والخاص، وتقوية باطراد قدرتنا على التفكير الإستراتيجي والتاريخي والجدلي والمنهجي والابتكاري والتفكير الخاص بحكم القانون وبالخط الأدنى، وذلك في سبيل تقديم أساليب أيديولوجية علمية للتفكير الاستشرافي والتخطيط المتعلق بالوضع الكلي والدفع الشامل لشتى مشاريع الحزب والبلاد.

ولا بد من الالتزام بوضع العالم ككل في اعتبارنا. ظل الحزب الشيوعي الصيني حزبا يسعى لتحقيق سعادة الشعب الصيني ولنهضة الأمة الصينية، وكذلك لدفع تقدم البشرية وتحقيق تناغم العالم ككل. ويتوجب علينا زيادة رؤيتنا للعالم اتساعا، واستكشاف تيار تقدم وتطور البشرية بصورة متعمقة، والاستجابة بنشاط للشواغل العامة لشعوب مختلف البلدان، وتقديم إسهامات لحل المسائل المشتركة التي تواجهها البشرية، والاستفادة من كافة المكاسب الحضارية الممتازة للبشرية واستيعابها بصدر رحب على غرار محيط يستقبل كل الأنهار، من أجل دفع بناء عالم أفضل.

ثالثا، رسالة ومهمة الحزب الشيوعي الصيني في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد :

من الآن فصاعدا، صارت المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني هي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق هدف الكفاح الواجب إنجازه عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط.

والتحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فهو يتسم بالصفات المشتركة للتحديث في مختلف البلدان، ويتميز على وجه الخصوص بالخصائص الصينية القائمة على ظروف الصين الواقعية.

التحديث الصيني النمط هو تحديث يغطي حجما سكانيا هائلا. وبعد دخول 1,4 مليار ونيف من سكان بلادنا بأسرهم في المجتمع الحديث، يتجاوز حجمه السكاني مجموع تعداد سكان البلدان المتطورة حاليا، فمن البديهي أن مدى المشقة والتعقيد لتحقيق هذا التحديث لم يسبق له مثيل، كما من المحتم أن طرق تطوره وأساليب دفعه تتصف بميزاتها الخاصة.

ونتمسك على الدوام بالتفكير في المسائل وتبني القرارات وتصريف الأمور انطلاقا من ظروف بلادنا الواقعية، وعدم التطلع إلى ما فوق القدرة وعدم التشبث بالأساليب القديمة، والحفاظ على الصبر برؤية تاريخية، والمواظبة على إحراز التقدم من خلال الحفاظ على الاستقرار والتقدم بانتظام تدريجيا والدفع المتواصل إلى الأمام.

التحديث الصيني النمط هو تحديث يتمتع فيه أبناء الشعب كافة برخاء مشترك. يعد تحقيق الرخاء المشترك المطلب الجوهري للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، كما أنه عملية تاريخية طويلة. ونثابر على اعتبار تحويل تطلع الشعب لحياة جميلة إلى واقع نقطة بداية وهدفا نهائيا لبناء التحديثات، وتركيز الجهود على حماية ودفع العدالة والإنصاف الاجتماعيين، والإسراع بتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب، للحيلولة بحزم دون اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

التحديث الصيني النمط هو تحديث يحقق التوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية. يمثل التمتع بالوفرة المادية والثراء المعنوي المطلب الأساسي للتحديث الاشتراكي. ولا يمثل الفقر المادي والفراغ المعنوي الاشتراكية.

وسنواصل توطيد الأساس المادي للتحديث وتحسين الظروف المادية للحياة السعيدة لأبناء الشعب، كما سنعمل بقوة على تطوير الثقافة المتقدمة الاشتراكية، وتعزيز التوعية بالمثل العليا والعقيدة السياسية، وتوريث حضارة الأمة الصينية، ودفع تحقيق الوفرة الشاملة ماديا والتطور الشامل بشريا.

التحديث الصيني النمط هو تحديث يسلك طريق التنمية السلمية. لن تسلك بلادنا ذلك الطريق القديم الذي كان بعض البلدان قد سلكه لتحقيق تحديثه عبر أساليب مثل الحرب والاستعمار والنهب، إذ أن ذلك الطريق القديم الذي يضر بالآخرين لأجل المصلحة الذاتية ويمتلئ بالدماء والجرائم قد جلب شقاء خطيرا على شعوب الدول النامية الغفيرة.

ونعتزم الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ وإلى جانب تقدم الحضارة البشرية، ورفع راية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك عاليا، سعيا وراء التنمية الذاتية لبلادنا من خلال حماية السلام والتنمية في العالم بحزم، ودفع حمايتهما نحو أفضل بتنميتنا الذاتية.

وسوف ينجز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل طبقا للترتيبات الإستراتيجية العامة على خطوتين: الأولى من عام 2020 إلى عام 2035، سيتحقق فيها التحديث الاشتراكي من حيث الأساس؛ والثانية من عام 2035 حتى منتصف القرن الحالي، سوف ينجز فيها بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة.

والهدف العام لتنمية بلادنا بنهاية عام 2035، هو أن تشهد القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة الوطنية الشاملة لبلادنا طفرة كبرى، ويزداد معدل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بدرجة كبيرة جديدة ليصل إلى مستوى الدول المتوسطة التقدم؛ ويتحقق الاعتماد على الذات وتقويتها على مستوى عالٍ في مجال العلوم والتكنولوجيا، حتى تنضم بلادنا إلى مقدمة ركب الدول المبتكرة؛ وينجز إنشاء منظومة اقتصادية حديثة، ويتشكل نمط تنموي جديد، ويتحقق من حيث الأساس التصنيع والمعلوماتية والحضرنة والتحديث الزراعي من الطراز الجديد؛ ويتحقق من حيث الأساس تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها، ويتوطد نظام الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية على نحو أكثر، ويُنجز بشكل أساسي بناءُ الدولة والحكومة والمجتمع الخاضعة جميعا لحكم القانون؛ وتبنى الدولة القوية من حيث التعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء والثقافة والرياضة البدنية ويتم بناء الصين الصحية وتزداد القوة الناعمة الثقافية الوطنية بشكل ملحوظ؛ وتصبح حياة الشعب أكثر سعادة وجمالا، ويرتفع معدل نصيب الفرد من دخل السكان القابل للصرف إلى درجة جديدة مرة أخرى، وتزداد نسبة الفئة المتوسطة الدخل بوضوح، ويتحقق تكافؤ الحصول على الخدمات العامة الأساسية، وتتوفر الظروف المعيشية الحديثة في الريف من حيث الأساس، ويحافظ المجتمع على الاستقرار الطويل الأمد، ويشهد التطور الشامل للإنسان والرخاء المشترك لكافة أبناء الشعب تقدما جوهريا أوضح؛ ويتشكل نمط الإنتاج والحياة الصديق للبيئة على نطاق واسع، وتنخفض انبعاثات الكربون من خلال الحفاظ على الاستقرار بعد بلوغها قمة ذروتها، ويتحقق من حيث الأساس هدف بناء الصين الجميلة؛ وتتعزز منظومة الأمن القومي وقدرته على نحو شامل، ويتحقق تحديث الدفاع الوطني والجيش بشكل أساسي.

وعلى أساس تحقيق التحديث عموما، ينبغي لنا مواصلة الكفاح سعيا وراء بناء بلادنا دولة اشتراكية حديثة قوية في مقدمة دول العالم من حيث القوة الوطنية الشاملة والتأثير الدولي عند حلول أواسط القرن الحالي.

وتشكل السنوات الخمس المقبلة مرحلة حاسمة من بدء بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وتتمثل أهدافها ومهامها الرئيسية فيما يلي: تحقيق اختراقات جديدة في التنمية العالية الجودة اقتصاديا، وترقية مقدرة الاعتماد على الذات وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا بوضوح، وإحراز تقدم مهم في مجال إنشاء نمط تنموي جديد وبناء منظومة اقتصادية حديثة؛ والتقدم بخطوات جديدة في الإصلاح والانفتاح، ودفع تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها قُدما بشكل معمق، وتعزيز استكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي، وتشكيل نظام جديد للاقتصاد المفتوح على مستوى أعلى من حيث الأساس؛ وزيادة الارتقاء بمستوى مأسسة الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية ومعايرتها وبرمجتها، وتعزيز استكمال منظومة حكم القانون للاشتراكية ذات الخصائص الصينية؛ وجعل الحياة الثقافية المعنوية للشعب تزداد ثراء، وتقوية تماسك الأمة الصينية وتأثير الثقافة الصينية باطراد؛ وتحقيق مواكبة زيادة دخل السكان النموَ الاقتصادي عموما، والتزامن بين ازدياد مكافآت العمل وارتفاع إنتاجيته من حيث الأساس، ورفع مستوى تكافؤ الخدمات العامة الأساسية بشكل ملحوظ، وتطوير نظام الضمان الاجتماعي المتعدد المستويات ليصبح أكثر استكمالا؛ وتحسين البيئات المعيشية لسكان الحضر والريف بوضوح، وتحقيق إنجازات ملموسة في بناء الصين الجميلة؛ وتوطيد الأمن القومي على نحو متزايد، وإحراز هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه عام 2027 في الموعد المحدد، ودفع بناء الصين الآمنة بخطوات راسخة؛ ومواصلة رفع مكانة الصين وتأثيرها دوليا، وتوسيع دورها في الحوكمة العالمية.

وفي طريق التقدم إلى الأمام، لا بد لنا من الالتزام بقوة بالمبادئ المهمة التالية:

التمسك بقيادة الحزب الشاملة وتعزيزها:

وهذا يعني ضرورة حماية سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة بحزم، وتجسيد قيادة الحزب في كافة المجالات والنواحي والحلقات الخاصة بقضايا الحزب والدولة، ليظل الحزب الركيزة الأكثر موثوقية لجميع أبناء الشعب في أوقات الشدة، ويضمن الاتجاه الصائب لبناء التحديثات الاشتراكية لبلادنا.

التمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية:

وهذا يعني ضرورة اعتبار البناء الاقتصادي محورا لكل أعمالنا، والتمسك بالمبادئ الأساسية الأربعة والإصلاح والانفتاح والاستقلال والاعتماد على النفس، والتمسك بطريقنا وإرادتنا الأصليين، دون السير على الطريق القديم المتسم بالانغلاق والتحجر الفكري ولا طريق الضلال المتمثل في تغيير الراية، والالتزام بإرساء تنمية الدولة والأمة على قاعدة القوة الذاتية، وإمساكِ الشعب الصيني مصير تطور بلاده وتقدمها في أيديه بقوة دائما.

التمسك بالفكر التنموي المتمحور حول الشعب:

وهذا يعني ضرورة حماية مصالح الشعب الأساسية، وزيادة رفاهيته، ومواصلة تحقيق التنمية لأجل الشعب وبالاعتماد عليه ولتمتعه بثمارها، وجعل منجزات بناء التحديثات تفيد جميع أبناء الشعب على نحو أكثر وفرة وعدالة.

التمسك بتعميق الإصلاح والانفتاح:

وهذا يعني ضرورة دفع الإصلاح والابتكار على نحو معمق، وتوسيع نطاق الانفتاح بثبات لا يتزعزع، وبذل جهود حثيثة لإزالة الحواجز العميقة الجذور الناتجة عن الأنظمة والآليات، ومواصلة إظهار أوجه تفوق نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وزيادة القوة المحركة لبناء التحديثات الاشتراكية وحيويته باستمرار، وتحويل مجالات تفوق أنظمة بلادنا إلى فعاليات لحكم الدولة على نحو أفضل.

التمسك بتطوير روح النضال:

وهذا يعني ضرورة تعزيز طموح جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب من مختلف قومياتهم في كل البلاد وإبائهم وثقتهم، وتحليهم بروح عدم الرضوخ للأشرار وعدم الاستكانة للتخويف بالشياطين والضغوط الخارجية، والتقدم لمواجهة المشاكل رغم معرفة صعوبتها، والتخطيط الشامل لقضيتي التنمية والأمن، وبذل كل ما في وسعنا لتذليل المصاعب والتحديات بشتى أنواعها في طريق تقدمنا إلى الأمام، والاعتماد على النضال الصلد لفتح آفاق جديدة لتطوير أعمالنا.

رابعا، تسريع إنشاء نمط تنموي جديد وتركيز الجهود على دفع التنمية العالية الجودة:

تمثل التنمية العالية الجودة المهمة الأكثر أهمية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. وتعد التنمية أول أمر مهم للحزب في ممارسة الحكم والنهوض بالبلاد. وفي حالة عدم وجود القاعدة المادية والتقنية المتينة، يستحيل علينا إنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل.

لذا، فلا بد لنا من تطبيق الفكر التنموي الجديد بصورة كاملة وسديدة وشاملة، والتمسك باتجاه الإصلاح في اقتصاد السوق الاشتراكي والانفتاحِ العالي المستوى على الخارج.

وتركيز الجهود على زيادة الإنتاجية الشاملة العناصر، والسعي بجد لرفع مرونة سلاسل الصناعة والتوريد ومستوى سلامتها، وتكثيف الجهود لتعزيز التنمية الاندماجية بين الحضر والريف والتنمية المنسقة بين الأقاليم، ودفع تحقيق الارتقاء النوعي الفعال والنمو الكمي المعقول اقتصاديا، وذلك من خلال:

(1) بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى:

سوف نتمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي الاشتراكي ونكمله، ونعمل على نحو لا يتزعزع في توطيد وتطوير اقتصاد القطاع العام وتشجيع ودعم وإرشاد تنمية اقتصاد القطاع غير العام، ونظهر الدور الحاسم للسوق في تخصيص الموارد بصورة تامة، ونذكي دور الحكومة بشكل أفضل.

وسنعمق إصلاح الأصول المملوكة للدولة والمؤسسات الحكومية، ونسرع تحسين التخطيط والتعديل الهيكلي لقطاع الاقتصاد العام، لدفع صيرورة رؤوس الأموال والمؤسسات الحكومية أقوى وأفضل وأكبر، وتعزيز القدرة التنافسية المحورية للمؤسسات.

وسوف نعمل على تحسين بيئة تنمية المؤسسات غير الحكومية وحماية حقوق ملكيتها وحقوق ومصالح رجال الأعمال وفقا للقانون، وننمي روح ريادة الأعمال، ونعجل وتيرة بناء مؤسسات من الدرجة الأولى عالميا، بالإضافة إلى دعم تنمية المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر.

وننشئ سوقا كبيرة موحدة وطنية، ونعمق الإصلاحات المستندة إلى السوق للعناصر الرئيسية، ونبني منظومة أسواق عالية المستوى.

وسنكمل النظام الأساسي لاقتصاد السوق بما فيه حماية حقوق الملكية والسماح بالنفاذ إلى الأسواق والمنافسة العادلة والائتمان الاجتماعي، ونحسن بيئة الأعمال التجارية. وسوف نعمل على توطيد نظام حوكمة الاقتصاد الكلي، وإظهار الدور التوجيهي الإستراتيجي للخطط التنموية الوطنية، وتعزيز التنسيق والتوفيق بين السياسة المالية والأخرى النقدية، وتوجيه الجهود نحو توسيع الطلب المحلي، وتقوية الدور الأساسي للاستهلاك في التنمية الاقتصادية والدور الحاسم للاستثمار في تحسين هيكل العرض.

وسوف نسعى إلى تعميق إصلاح النظام المالي، وإنشاء نظام بنك مركزي حديث، وتشديد الرقابة المالية الحديثة وتحسينها، وتقوية منظومة ضمان الاستقرار المالي، وإدراج كافة الأنشطة المالية بشتى أنواعها ضمن الرقابة وفقا للقانون، والالتزام بالخط الأدنى لمنع نشوء أي مخاطر نظامية. وسنوطد وظائف سوق رأس المال، ونرفع نسبة الأموال المدبرة مباشرة. ونشدد مكافحة الاحتكار والمنافسة غير العادلة، ونحطم الحمائية المناطقية والاحتكار الإداري، ونعاير ونوجه التطور السليم لرأس المال وفقا للقانون.

(2) بناء نظام صناعي حديث:

سوف نتمسك بتركيز جهود تنمية الاقتصاد على الاقتصاد الحقيقي، وندفع عملية التصنيع من الطراز الجديد، ونسرع بناء دولة قوية من حيث التصنيع والجودة وطيران الفضاء والنقل والخدمات السيبرانية إضافة إلى بناء الصين الرقمية.

وسننفذ مشاريع إعادة بناء الأساس الصناعي ومشاريع تسوية المشاكل المستعصية المتعلقة بالمعدات التكنولوجية الرئيسية، ونقدم دعما لتنمية المؤسسات التي تتحلى بصفات "التخصص والدقة والتميز والحداثة"، وندفع تنمية قطاع التصنيع ليصبح أكثر تطورا وذكاء وملاءمة للبيئة. ونوطد المكانة الرائدة للصناعات المتفوقة، ونسرع خطوات إصلاح الحلقات الضعيفة في المجالات ذات الصلة بالتنمية الآمنة، ونعزز القدرة على ضمان إمدادات الموارد الإستراتيجية.

وسوف نمضي قُدما في تطوير المجمعات المتكاملة من الصناعات الناشئة الإستراتيجية، وننشئ مجموعة من محركات النمو الجديدة بما فيها جيل جديد من تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأحيائية والطاقة الجديدة والمواد الجديدة والتجهيزات الراقية والصناعات الخضراء والصديقة للبيئة. ونشكل منظومة جديدة لقطاع الخدمات الممتازة والعالية الفعالية، وندفع الاندماج العميق بين قطاع الخدمات الحديثة وقطاع التصنيع المتقدم والزراعة الحديثة.

(3) دفع عملية النهوض بالأرياف قُدما على نحو شامل:

في أثناء بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، ما زالت المهام الأكثر مشقة وثقلا توجد في المناطق الريفية. وسنتمسك بمنح الأولوية لتنمية الزراعة والمناطق الريفية، ونثابر على التنمية المتكاملة بين الحضر والريف، ونسهل تدفقات عناصر الإنتاج فيما بينهما.

وسنعمل على تمتين أساس الأمن الغذائي من جميع الأوجه، ونطبق بشكل شامل نظام المسؤولية المشتركة للجان الحزب والحكومات المحلية عن ضمان الأمن الغذائي، وندافع بكل حزم عن الخط الأحمر المتمثل في 120 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، ونحول جميع الحقول الزراعية الأساسية الدائمة إلى حقول عالية المعايير بشكل تدريجي، ونعمق تنفيذ مبادرة النهوض بقطاع إكثار البذور، ونوفر مزيدا من الدعم العلمي والتكنولوجي والتجهيزي في الزراعة، ونكمل آلية تأمين دخل الفلاحين من زراعة الحبوب الغذائية وآلية دعم المناطق الرئيسية المنتجة للحبوب، سعيا لضمان أن يبقى مورد غذاء الصينيين ثابتا في أيديهم.

وسندعم الصناعات الريفية المتميزة لتنويع الفرص أمام الفلاحين لزيادة الدخل وتحقيق الثراء. وسوف نوطد ونوسع نتائج التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر، ونعزز الزخم التنموي المولد داخليا للمناطق والجماهير التي تخلصت من الفقر.

وسوف نوطد ونحسن النظام الأساسي لإدارة الأعمال في الأرياف، ونطور الاقتصاد الجماعي الريفي من الطراز الجديد، وننمي كيانات الأعمال الزراعية الجديدة النمط والخدمات التجارية ونساند أشكال الأعمال الزراعية ذات الحجم المناسب.

وسنعمق إصلاح نظام الأراضي الريفية ونمنح الفلاحين قدرا أوفر من الحقوق والمصالح فيما يتعلق بالممتلكات.

(4) تعزيز التنمية الإقليمية المنسقة:

من الضروري أن نعمق تنفيذ إستراتيجية التنمية الإقليمية المنسقة والإستراتيجيات الإقليمية المهمة وإستراتيجية المناطق الوظيفية الرئيسية وإستراتيجية الحضرنة الجديدة النمط، ونحسن التوزيع الجغرافي للقوى الإنتاجية الرئيسية، ونشكل توزيعا اقتصاديا إقليميا ونظاما لاستخدامات الأراضي يحققان تكامل المزايا والتنمية العالية الجودة.

وسنمضي قُدما في عملية الحضرنة الجديدة النمط مع اتخاذ الإنسان محورا لها، ونسرع عملية توطين السكان المنتقِلين من القطاع الزراعي إلى الحضر.

وسوف ننشئ نمطا من التنمية المنسقة بين المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة بالارتكاز على التجمعات الحضرية ودوائر المدن الكبرى، ونعزز التوسع الحضري مع التركيز على حواضر المحافظات.

وانطلاقا من مبدأ "المدينة الشعبية يبنيها أهلها، فتخدمهم"، سنرتقي بمستوى التخطيط والبناء والحوكمة للمدن، ونسرع تحويل نمط التنمية للمدن العملاقة والفائقة الحجم، وننفذ مبادرة التجديد الحضري، ونعزز تشييد البنية التحتية في المدن لتكون مدنا مرنة ذكية وملائمة للمعيشة. وعلاوة على ذلك، سوف نعمل على تنمية الاقتصاد البحري وحماية البيئة الأحيائية للبحار وتسريع بناء الصين لتصبح دولة قوية بحريا.

(5) الدفع قُدما بالانفتاح العالي المستوى على الخارج:

استنادا إلى تفوق السوق الواسعة النطاق للغاية في بلادنا، سنعمل على اجتذاب الموارد وعناصر الإنتاج العالمية إليها عبر الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية، وتعزيز تأثير التفاعل بين السوقين المحلية والدولية وبين الموارد الداخلية والخارجية، والارتقاء بنوعية ومستوى التعاون التجاري والاستثماري.

وسوف نمضي بخطى ثابتة في توسيع الانفتاح المؤسسي الذي يشمل القواعد واللوائح والإدارة والمعايير. ونحفز تطوير تجارة السلع وترقيتها، وننمي تجارة الخدمات بآليات مبتكرة، ونساند التجارة الرقمية، ونسرع بناء الصين لتصبح دولة قوية تجاريا.

وسنقلص القائمة السلبية للسماح بنفاذ الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المحلية بشكل مناسب، ونحمي حقوق المستثمرين الأجانب ومصالحهم وفقا للقانون.

وسوف ندفع تدويل العملة الصينية "الرنمينبي" بشكل منظم. وسننخرط بعمق في عملية تقسيم العمل الصناعي والتعاون في إطاره على مستوى العالم، ونحافظ على المعادلة الاقتصادية والعلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية المستقرة والمتعددة الجوانب.

خامسا، تنفيذ إستراتيجية "النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم" وتقوية الدعم بالأكفاء لبناء التحديثات:

يشكل التعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء الدعائم الأساسية والإستراتيجية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. ولا بد لنا من التمسك بفكرة أن العلوم والتكنولوجيا هي أعظم القوى الإنتاجية، والكفاءات هي أهم الموارد، والابتكار هو أكبر القوى الدافعة، ونعمق تنفيذ إستراتيجيات النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم وتقويته بالاعتماد على الأكفاء والتنمية المدفوعة بالابتكار، ونعمل على إيجاد مجالات ومسارات تنموية جديدة واستحداث زخم جديد ومزايا جديدة للنمو باطراد.

ويجب علينا الالتزام بمنح الأسبقية للتعليم، وبالاعتماد على النفس وتقوية الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا، وبالدور القيادي للمواهب في حفز التنمية، وتكثيف الجهود لبناء الصين لتصبح دولة قوية في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والمواهب.

وينبغي لنا كذلك الالتزام بتربية طلائع للحزب وإعداد أكفاء للدولة، ونرفع على نحو شامل نوعية الأكفاء الذين نؤهلهم بالاعتماد على أنفسنا، مع التركيز على إعداد ذوي المواهب الابتكارية الممتازة، كما نسعى لاستقطاب الموهوبين من كل أنحاء العالم، وذلك من خلال:

(1) إتقان التعليم الذي يرتضي به الشعب:

إن التعليم أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى الدولة والحزب. من يكون الذين نربيهم؟ وكيف نربيهم؟ ولمن نربيهم؟ ... هذه أسئلة جوهرية للتعليم.

ويكمن جوهر تنشئة النشء في ترسيخ القيم الأخلاقية، فيتعين تطبيق سياسة الحزب التعليمية على نحو شامل، والتركيز على المهمة الأساسية المتمثلة في ترسيخ الأخلاق وتنشئة النشء، والسعي لإعداد بناة وورثة للاشتراكية مكتملي النمو أخلاقيا وعقليا وبدنيا وتهذيبا وعمليا.

وسنسرع التنمية العالية الجودة والمتوازنة للتعليم الإلزامي وعملية التكامل الحضري والريفي في هذا المجال.

وسنعزز الجهود لبناء الفروع العلمية الأساسية والناشئة والمتشابكة، ونسرع بناء جامعات وفروع علمية متميزة ذات خصائص صينية ومن الدرجة الأولى عالميا.

وسنعزز البناء الخاص بأخلاق المعلمين وأسلوب عملهم، ونسعى لإعداد صفوف من المعلمين ذوي المزايا العالية، إضافة إلى نشر ثقافة احترام المعلمين والاهتمام بالتعليم. وسوف ندفع رقمنة التعليم، ونسعى لبناء مجتمع ودولة داعيين للدراسة حيث يتعلم الجميع طيلة الحياة.

(2) تحسين منظومة الابتكار العلمي والتكنولوجي:

سنتمسك بالمكانة المحورية للابتكار في الوضع العام لبناء التحديثات في بلادنا. وسوف نحسن نظام القيادة الموحدة للجنة الحزب المركزية للعمل العلمي والتكنولوجي، ونكمل النظام الوطني الجديد الطراز، ونعزز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية للدولة.

وسوف نعمق إصلاح النظام الإداري للعلوم والتكنولوجيا وإصلاحات التقييم العلمي والتكنولوجي، ونزيد تمويل الأبحاث العلمية والتكنولوجية من مصادر متعددة.

وعلاوة على ذلك، سوف نكثف التبادل والتعاون الدوليين في مجال العلوم والتكنولوجيا، ونسعى لتوفير ظروف تتماشى مع المعايير الدولية للأبحاث العلمية وتهيئة بيئة تتمتع بالقدرة التنافسية على مستوى العالم للابتكار المفتوح.

(3) تسريع تنفيذ إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار:

سنكثف جهودنا لتحقيق مستوى عالٍ من الاعتماد على النفس وتقوية الذات في الأبحاث العلمية والتكنولوجية. واسترشادا بالاحتياجات الإستراتيجية الوطنية، سوف نحشد القوى ونركزها على تسوية المشاكل المستعصية في أبحاث العلوم والتكنولوجيا الأصلية والرائدة، عاقدين العزم على كسب المعركة المتعلقة بالتقنيات الحاسمة والمحورية.

وسنعمل على رفع فعالية الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا، وتعميق إصلاح آلية التخصيص والاستخدام لمصروفات العلوم والتكنولوجيا من الميزانية العامة، بما يطلق العنان للابتكار.

وسنقوي مكانة المؤسسات بوصفها عناصر رئيسية في الابتكار العلمي والتكنولوجي، ونفسح المجال لتؤدي المؤسسات العلمية والتكنولوجية الرئيسية دورها القيادي والمحوري، ونهيئ بيئة جيدة تلائم نمو المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر في مجال العلوم والتكنولوجيا.

(4) تعميق تنفيذ إستراتيجية تقوية الدولة بالاعتماد على الأكفاء:

يعتبر تأهيل أعداد كبيرة من الأكفاء ذوي المزايا العالية الذين يجمعون بين الأخلاق والكفاءة أمرا بالغ الأهمية يتعلق بالتنمية البعيدة المدى للدولة والأمة.

وسنتمسك بمبدأ "إدارة الحزب للأكفاء"، ونلتزم باحترام العمل والمعرفة والكفاءة والإبداع، ونتخذ سياسات حول الأكفاء أكثر استباقية وانفتاحا وفعالية، لإرشاد جموع الأكفاء الغفيرة إلى حب الحزب وخدمة الوطن والشعب والتفاني والعطاء.

وسوف نحسن التخطيط الإستراتيجي للأكفاء، وسنسرع بناء مركز عالمي مهم للمواهب والابتكار، ونعزز التوزيع الجغرافي المعقول والتنمية الإقليمية المنسقة للكفاءات، ونوجه الجهود إلى تشكيل مزايا نسبية في المنافسة الدولية على المواهب. وسوف نسرع بناء القوة الوطنية من المواهب الإستراتيجية، ونسعى لإعداد المزيد من الأساتذة الكبار والعلماء الإستراتيجيين والأكفاء الرواد والفرق الابتكارية من الدرجة الأولى والأكفاء الشبان في مجال العلوم والتكنولوجيا والمهندسين المتفوقين والحرفيين العظماء والأكفاء ذوي المهارات العالية.

سادسا، تطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية وضمان كون الشعب سيدا للدولة:

إن بلادنا دولة اشتراكية تمارس فيها دكتاتورية الديمقراطية الشعبية التي تقودها الطبقة العاملة وتقوم على أساس التحالف بين العمال والفلاحين، وكل السلطة في الدولة هي ملك للشعب. والديمقراطية الشعبية هي شريان حياة الاشتراكية، وتعد من المتطلبات الأصلية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.

ولا بد لنا من السير بكل ثبات على طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك بالوحدة العضوية بين قيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة وفقا للقانون، والتمسك بمكانة الشعب كقوام، والسعي لتجسيد إرادة أبناء الشعب وضمان حقوقهم ومصالحهم وإذكاء حيويتهم الإبداعية.

ويجب علينا إكمال المنظومة المؤسسية لكون الشعب سيدا للدولة، وتوسيع المشاركة السياسية المنتظمة لأبناء الشعب، وضمان مشاركة الشعب في الانتخابات الديمقراطية والتشاورات الديمقراطية وصنع القرارات بالطرق الديمقراطية والإدارة الديمقراطية والرقابة الديمقراطية وفقا للقانون، بما يذكي روح الحماسة والمبادرة والإبداع لدى جماهير الشعب، ويوطد وينمي الوضع السياسي المتميز بالنشاط والحيوية والاستقرار والوحدة، وذلك من خلال:

(1) تعزيز الضمان المؤسسي لكون الشعب سيدا للدولة:

سنتمسك بالنظام السياسي الرئيسي والنظم السياسية الأساسية والمهمة لبلادنا ونحسنها، ونوسع قنوات الديمقراطية وننوع أشكالها، لضمان أن يدير الشعب شؤون الدولة والمشاريع الاقتصادية والثقافية والشؤون الاجتماعية حسب القانون وعبر مختلف السبل والأشكال.

وسندعم ونضمن ممارسة مجالس نواب الشعب ولجانها الدائمة سلطات التشريع والرقابة والبتّ والتعيين والعزل وفقا للقانون، ونحسن نظام رقابة مجالس نواب الشعب على الأجهزة الإدارية والرقابية والقضائية والنيابية، بغية حماية وحدة وهيبة وسلطة حكم القانون للدولة.

وسوف نبذل جهودا أكبر في بناء قدرات نواب الشعب على العمل، وتوثيق روابطهم مع جماهير الشعب. وسنكمل آلية العمل لاستيعاب آراء الشعب وحشد حكمته، ونتقن بناء نقاط الاتصال في الوحدات القاعدية في مجال التشريع، ونعمق إصلاح وبناء نقابة العمال وعصبة الشبيبة الشيوعية واتحاد النساء وغيرها من المنظمات الجماهيرية، حتى تؤدي أدوارها كجسر ورابط على نحو فعال.

(2) تطوير الديمقراطية التشاورية بشكل شامل:

تعتبر الديمقراطية التشاورية شكلا مهما لتطبيق الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية. وسنعمل على تحسين نظام الديمقراطية التشاورية، والتخطيط الشامل لدفع التشاور بين الأحزاب والآخر بواسطة مجالس نواب الشعب والحكومات من مختلف المستويات ومجالس المؤتمر الاستشاري السياسي والمنظمات الشعبية والوحدات القاعدية والمنظمات الاجتماعية، وإكمال مختلف منصات التشاور المؤسسية، ودفع تطور الديمقراطية التشاورية على نحو واسع ومتعدد المستويات ومؤسسي.

وسوف نتمسك بنظام التعاون بين الأحزاب المتعددة والمشاورات السياسية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ونكمله، ونلتزم بالدمج العضوي بين قيادة الحزب والجبهة المتحدة والديمقراطية التشاورية، ونلتزم بالترابط بين ممارسة الديمقراطية وتعزيز التضامن وبالحفز المتبادل بين طرح المقترحات البناءة وبلورة التوافقات، ونفعّل دور مجالس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني كأجهزة استشارية متخصصة، ونعزز بناء وظائفها باتخاذ المأسسة والمعايرة والبرمجة اتجاها مرشدا، ونرفع مستويات التشاور والتفاعل على نحو معمق .

(3) تطوير الديمقراطية القاعدية بنشاط:

تعد الديمقراطية القاعدية تجسيدا مهما للديمقراطية الشعبية الكاملة العملية. وسنكمل آلية الحكم الذاتي الجماهيري في الوحدات القاعدية تحت قيادة منظمات الحزب القاعدية، ونعزز بناء جميع المنظمات القاعدية بها، ونحسن مجموعة النظم والأعمال بشأن الديمقراطية المباشرة القاعدية، ونعزز الكفاءة الفعلية للإدارة الذاتية والخدمة الذاتية والتثقيف الذاتي والرقابة الذاتية لجماهير المجمعات السكنية في الحضر والريف.

(4) توطيد وتطوير أوسع جبهة متحدة وطنية نطاقا:

يعتبر تأييد الشعب أهم مسألة سياسية، وتشكل الجبهة المتحدة سلاحا سحريا قويا لتوحيد إرادة الشعب وحشد القوة. وسوف نحسن نمط أعمال الجبهة المتحدة الكبرى، ونتمسك بالتضامن والاتحاد الشاملين، ونعبئ جميع أبناء الأمة الصينية على التفكير معا والسعي سوية من أجل تحقيق حلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية.

وسنظهر تفوق النظام الحزبي الاشتراكي الجديد الطراز لبلادنا، ونثابر على التعايش الطويل الأمد والرقابة المتبادلة والمعاملة الصادقة لبعضنا بعضا والمشاركة في السراء والضراء، ونعزز التضامن والتعاون مع مختلف الأحزاب الديمقراطية والشخصيات اللاحزبية، ونؤيد الأحزاب الديمقراطية في تعزيز بنائها الذاتي وأداء وظائفها بصورة أفضل.

وسوف نسلك بثبات لا يتزعزع الطريق الصحيح ذا الخصائص الصينية لمعالجة قضية القوميات، ونتمسك بنظام الحكم الذاتي الإقليمي للقوميات ونحسنه.

وسنتمسك باتجاه إضفاء الطابع الصيني على الأديان في بلادنا، ونبادر إلى إرشاد الممارسات الدينية للتأقلم مع المجتمع الاشتراكي. ونعزز الأعمال الأيديولوجية والسياسية الخاصة بالمثقفين خارج الحزب، ونتقن العمل المتعلق بشخصيات الفئات الاجتماعية الجديدة، ونعزز التوجيه السياسي لخوض الكفاح المشترك.

سابعا، المثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل ودفع بناء الصين المدارة بالقانون:

يعد حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل ثورة عميقة لحكم الدولة، ويتعلق بأعمال حزبنا في ممارسة الحكم والنهوض بالبلاد وبسعادة الشعب وسلامته وبالأمن والاستقرار الدائمين للحزب والدولة. ولذا، لا بد لنا من إظهار دور حكم القانون بصورة أفضل في توطيد الأساس والحفاظ على استقرار التوقعات وإفادة المستقبل، من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة بشكل شامل على هُدى حكم القانون.

ويتعين علينا المواظبة على سلوك طريق حكم القانون للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتنفيذ القوانين بصرامة وضمان العدالة القضائية وإلزام الجميع بإطاعة القانون، ودفع تحقيق حكم القانون في أعمال الدولة بمختلف المجالات، سعيا لضمان الإنصاف والعدالة الاجتماعيين وتعزيزهما، وذلك من خلال:

(1) إكمال منظومة القوانين للاشتراكية ذات الخصائص الصينية باعتبار الدستور نواةً لها:

تتطلب المثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون أولا التمسك بحكم الدولة طبقا لأحكام الدستور، وتتطلب المثابرة على ممارسة الحكم طبقا للقانون أولا التمسك بممارسة الحكم طبقا لأحكام الدستور، والتمسك بلا تردد بالمكانة القيادية للحزب الشيوعي الصيني التي حددها الدستور، والتمسك بثبات لا يتزعزع بنظام الدولة المتمثل في دكتاتورية الديمقراطية الشعبية ونظام الحكم المتجسد في نظام مجالس نواب الشعب اللذين يقرهما الدستور.

ونثابر على صنع القرارات بالأساليب العلمية والديمقراطية والقانونية، وننفذ نظام إجراءات صنع القرارات المهمة على نحو شامل.

(2) دفع عجلة ممارسة الإدارة طبقا للقانون بخطوات راسخة:

يعتبر بناء الحكومة الخاضعة لحكم القانون مهمة رئيسية ومشروعا رئيسيا في حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل.

وسوف نعمل على تغيير طبيعة وظائف الحكومة، وتحسين نظام الصلاحيات والمسؤوليات والهيكل التنظيمي للحكومة، ونعمق إصلاح نظام تنفيذ القوانين الإدارية، وندفع بشكل شامل تنفيذ القانون بصورة صارمة ومعيارية وعادلة ومتحضرة، ونُحكم تنفيذ القانون في المجالات الرئيسية التي تهم المصالح الحيوية للجماهير.

وسوف نعزز بناء آلية رقابة تنفيذ القوانين الإدارية والقدرة على ممارستها.

(3) ضمان العدالة القضائية بصرامة:

تعتبر العدالة القضائية آخر خط دفاعي لصيانة الإنصاف والعدالة الاجتماعيين. وسنعمل على تعميق الإصلاح الشامل والمتكامل للنظام القضائي، والتنفيذ الشامل والمحكم لنظام المسؤولية القضائية، وتسريع بناء نظام قضائي اشتراكي عادل وعالي الفعالية وموثوق به، وبذل الجهود لتمكين جماهير الشعب من الشعور بالإنصاف والعدالة في معالجة كل قضية عدلية.

(4) تعجيل خطوات بناء المجتمع الخاضع لحكم القانون:

يشكل المجتمع الخاضع لحكم القانون أساسا لبناء الدولة الخاضعة لحكم القانون. وسنعمم روح حكم القانون الاشتراكي، ونتوارث الثقافة القانونية التقليدية الصينية الممتازة، ونرشد جميع أبناء الشعب لتحويل أنفسهم إلى مؤمنين مخلصين وملتزمين واعين وحراس أمناء لحكم القانون الاشتراكي.

ثامنا، تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات ثقافيا وإحراز منجزات باهرة جديدة للثقافة الاشتراكية:

من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، يلزمنا التمسك بطريق التنمية الثقافية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتقوية الثقة الذاتية الثقافية، وبناء دولة اشتراكية قوية ثقافيا بالتمحور حول رفع الراية وتوحيد إرادة الشعب وتنشئة أجيال جديدة وتنشيط الثقافة وإبراز صورة البلاد، وتنمية ثقافة اشتراكية قومية وعلمية وجماهيرية موجهة نحو التحديث والعالم والمستقبل، وتحفيز حيوية الأمة كلها في الابتكار والإبداع ثقافيا، في سبيل تعزيز القوة المعنوية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

ويجب علينا التمسك بالنظام الأساسي الملتزم بمكانة الماركسية بوصفها مرشدا في المجال الأيديولوجي، والمثابرة على خدمة الشعب والاشتراكية، والمواظبة على الدعوة إلى "دع مائة زهرة تتفتح، ومائة مدرسة تتبارى"، ومواصلة التحول الإبداعي والتطور الابتكاري، وتنمية الثقافة الاشتراكية المتقدمة وتطوير الثقافة الثورية وتوارث الثقافة التقليدية الصينية الممتازة مسترشدين بمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، وتلبية الاحتياجات الفكرية والثقافية المتزايدة للشعب، وتوطيد الأساس الفكري المشترك للتضامن والكفاح من جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في عموم البلاد، ورفع القوة الناعمة الثقافية الوطنية وتأثير الثقافة الصينية باستمرار، وذلك من خلال:

(1) بناء أيديولوجيا اشتراكية ذات قوة حشد وتوجيه جبارة:

تعتبر الأعمال الأيديولوجية أعمالا ترسخ العقيدة للدولة وتشكل الروح للأمة. وسنعمل على الإمساك القوي بقيادة الحزب للأعمال الأيديولوجية، والتطبيق الشامل لنظام المسؤولية عن الأعمال الأيديولوجية، ونوطد ونقوي الرأي العام حول الأفكار السائدة الداعية إلى الكفاح والتقدم في العصر الجديد.

وسوف نحسن منظومة الأعمال لتسليح جميع أعضاء الحزب وتثقيف الشعب وإرشاد الممارسات بنظريات الحزب المبتكرة. ونعمق تنفيذ مشروعات البحوث والبناء للنظريات الماركسية، ونسرع خطوات إنشاء منظومة الفروع العلمية والمنظومة الأكاديمية ومنظومة التنظير ذات الخصائص الصينية في الفلسفة والعلوم الاجتماعية، ونرعى وننمي صفوف الأكفاء المتخصصين فيها.

(2) تطبيق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية على نطاق واسع:

يعد مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية قوة جبارة لتوحيد إرادة الشعب وحشد قواه. وسوف نطور نظام الإرث الروحي للشيوعيين الصينيين الذي مصدره روح تأسيس الحزب العظيمة، ونستفيد على أكمل وجه ممكن من الموارد الثورية، ونواصل أعمال الإعلام والتوعية بمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، ونعمق التثقيف بمفاهيم الوطنية والجماعية والاشتراكية، ونركز القوى على إعداد أجيال جديدة عصرية قادرة على تحمل مهام النهوض بالأمة.

وسندفع عملية ديمومة ومَأسسة التوعية بالمثُل العليا والعقيدة السياسية، ونواصل أنشطة الإعلام والتثقيف بتاريخ الحزب وتاريخ الصين الجديدة وتاريخ الإصلاح والانفتاح وتاريخ تطور الاشتراكية بصورة جيدة، ونرشد أبناء الشعب إلى معرفة مضامين هذه التواريخ وحب الحزب والوطن، وترسيخ المثُل العليا المشتركة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية باطراد.

(3) رفع المستوى الحضاري لكل المجتمع:

سنعمل على تنفيذ مشروع البناء الأخلاقي للمواطنين، وتطوير الفضائل التقليدية الصينية، وتعزيز بناء الأسرة والتربية الأسرية والأخلاق الأسرية، وتقوية وتحسين البناء الفكري والأخلاقي لغير البالغين، والدعوة إلى إدراك الأخلاق السياسية والتمسك بالآداب العامة والتشدد في ضبط السلوك الشخصي لرفع مستوى الشعب الأخلاقي وتأدبه. وسوف نجري تخطيطا شاملا لدفع أنشطة التربية والممارسة والبناء الحضارية، ونمضي قُدما بالتنمية الاندماجية بين الحضر والريف للبناء الحضاري المعنوي، ونمجد روح العمل وروح الكفاح وروح التفاني وروح الإبداع وروح التقشف والترشيد في المجتمع كله لتشكيل سلوكيات عصرية جديدة.

(4) تنشيط وتطوير المشاريع الثقافية والقطاع الثقافي:

سنتمسك باتجاه الإبداع الذي يتخذ الشعب مركزا له، ونقدم المزيد من الأعمال الممتازة التي تعزز قوة الشعب المعنوية، ونعدّ ونؤهل مجموعة كبيرة من الأدباء والفنانين الذائعي الصيت أخلاقيا وفنيا وصفوفا ضخمة من المواهب الثقافية والفنية. وسوف نواظب على منح الأولوية للفعاليات الاجتماعية وتوحيدها مع المنافع الاقتصادية، ونعمق إصلاح النظام الثقافي، ونحسن السياسات بشأن الاقتصاد الثقافي.

وسنطبق إستراتيجية الرقمنة الوطنية للقطاع الثقافي، ونكمل منظومة الخدمات الثقافية العامة الحديثة، وننفذ مشروع إفادة الشعب بالثقافة من خلال سبل مبتكرة. وسوف نعمل على إكمال نظام القطاع الثقافي الحديث ومنظومة سوقه، وتطبيق الإستراتيجية الخاصة بريادة المشاريع الثقافية الرئيسية.

(5) تعزيز قدرة الحضارة الصينية على الانتشار والتأثير:

سنثابر بحزم على موقفنا الداعم للثقافة الصينية، ونستخرج الرموز الروحية والجواهر الثقافية للحضارة الصينية ونعرضها، ونعجل تشكيل منظومة تعبير وسرد صينية لإجادة رواية قصص الصين ونشر صوتها في الخارج، وإبراز صورة الصين المقنعة والمحبوبة والمحترمة.

تاسعا، زيادة رفاهية الشعب ورفع جودة معيشته:

الدولة هي الشعب والشعب هو الدولة. يقود الحزب الشيوعي الصيني الشعبَ للاستحواذ على السلطة والحفاظ عليها، هادفا إلى الحرص على نيل تأييد الشعب له.

والسعي لسعادة الشعب هو المطلب الجوهري لبناء الحزب من أجل المصلحة العامة وممارسة الحكم لخدمة الشعب. ومن الضروري التمسك بضمان وتحسين معيشة الشعب خلال عملية التنمية، والدعوة إلى الكفاح المشترك من أجل خلق حياة سعيدة، وتحقيق تطلعات الشعب إليها بصورة مطردة.

ويتعين علينا تحقيق المصالح الجوهرية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وحمايتها وتنميتها بصورة جيدة، والتركيز على مسائل المصالح التي يوليها الشعب اهتماما أكثر وتهمه على نحو أكثر مباشرة وواقعية، والمثابرة على بذل قصارى جهودنا وفي حدود إمكانياتنا من أجل حسن تسوية المشاكل المستعجلة والمستعصية التي تشكو منها جماهير الشعب وتتطلع إلى حلها بسرعة عن طريق تغلغلنا بين صفوف الجماهير والنزول إلى الوحدات القاعدية والاعتماد على تنفيذ مزيد من الإجراءات الهادفة إلى تحسين معيشة الشعب وإشعاره بالدفء، وإكمال منظومة الخدمات العامة الأساسية ورفع مستواها، وتعزيز تكافؤ توزيعها، وتوسيع نطاق قابلية الوصول إليها، ودفع عملية تحقيق الرخاء المشترك بخطوات راسخة، وذلك من خلال:

(1) إكمال وتحسين نظام توزيع الدخل:

يعد نظام توزيع الدخل نظاما أساسيا يدفع تحقيق الرخاء المشترك. ويلزمنا الالتزام باتخاذ التوزيع حسب العمل قواما وتعايش أنماط التوزيع المتنوعة، وتشكيل مجموعة أنظمة يتناسق ويتكامل فيها التوزيع الأولي والتوزيع الثاني والتوزيع الثالث.

وسنبذل جهودا لرفع نسبة دخل السكان في توزيع الدخل القومي ونسبة أجور العمل في التوزيع الأولي. وسوف نتمسك بمبدأ "مكسب أكثر لمَنْ يعمل أكثر"، ونشجع على تحقيق الرخاء اعتمادا على العمل الدؤوب، ونعزز تكافؤ الفرص، لزيادة أجور ذوي الدخل المنخفض وتوسيع حجم الفئة المتوسطة الدخل.

(2) تنفيذ إستراتيجية منح الأسبقية للتوظيف:

يشكل التوظيف أهم أساس لمعيشة الشعب. وسوف نحسن سياسة منح الأسبقية للتوظيف، ونكمل آلية تحفيزه، وندفع تحقيق التوظيف الكافي والعالي النوعية. ونوطد منظومة الخدمات العامة التوظيفية، ونكمل نظام دعم التوظيف للفئات الرئيسية، ونقدم مزيدا من المساعدات للفئات التي تواجه صعوبات في إيجاد عمل على نحو يضمن الحد الأدنى لمستوى المعيشة.

وسنعمل على إجراء تخطيط شامل لمنظومة سياسات التوظيف في الحضر والريف، وإزالة عيوب النظم والسياسات التي تعرقل تنقل الأيدي العاملة والأكفاء، وإزالة ما يعترض التوظيف المتساوي من القيود غير المعقولة والتمييز في هذا المجال، لكي يجد كل فرد فرصة لتحقيق التنمية الذاتية من خلال العمل الجاد.

(3) إكمال منظومة الضمان الاجتماعي:

تعتبر منظومة الضمان الاجتماعي شبكة الأمان لمعيشة الشعب ومرساة الأداء الاجتماعي. وسوف نعمل على تحسين منظومة الضمان الاجتماعي المتعددة المستويات التي تغطي عموم الشعب وتأخذ الحضر والريف بعين الاعتبار وتتسم بالميزات العادلة والموحدة والآمنة والمعيارية والمستدامة.

وسنكمل نظام التخطيط الشامل الوطني للتأمين الأساسي على الشيخوخة، ونطور منظومة ذات مستويات وأسناد متعددة للتأمين على الشيخوخة. وسوف نطبق تأخير سن التقاعد القانوني بالتدريج. ونوسع مظلة التأمين الاجتماعي، ونوطد آلية تدبير الأموال لكل من التأمين الأساسي على الشيخوخة والتأمين الطبي الأساسي وآلية تعديل الاستحقاقات للمشاركين فيهما، وندفع التخطيط الشامل على مستوى المقاطعة للتأمين الطبي الأساسي والآخر ضد البطالة والثالث ضد طوارئ العمل.

(4) دفع بناء الصين الصحية:

تمثل صحة الشعب علامة مهمة لازدهار الأمة ونمو قوة الدولة. وسنضع ضمان صحة الشعب في مكانة إستراتيجية ذات أسبقية في التنمية، ونحسن سياسة تعزيز صحة أبناء الشعب. ونكمل إستراتيجية التنمية السكانية، ونشكل منظومة سياسات داعمة قبل الولادة وبعدها، ونخفض تكاليف الإنجاب والتربية والتعليم.

وسوف ننفذ الإستراتيجية الوطنية الخاصة بمواجهة مشكلة شيخوخة السكان بنشاط، ونطور قضية رعاية المسنين والقطاعات ذات الصلة، ونحسن الخدمات للمسنين الذين لا يوجد معينون لهم، وندفع تمتع جميع المسنين بالخدمات الأساسية لرعايتهم.

وسنعمل على تعميق إصلاح النظام الطبي والدوائي والصحي، وتحفيز التنمية التعاونية والحوكمة المشتركة للتأمين الطبي والعلاج الطبي والأدوية، ودفع توسيع تغطية الموارد الطبية الممتازة الجودة وموازنة توزيعها بين مختلف الأقاليم، والتمسك بمبدأ "الوقاية أولا" من أجل تقوية القدرة على الإدارة الصحية للأمراض المزمنة الخطيرة، ورفع قدرة الوحدات القاعدية على الوقاية من الأمراض وعلاجها وإدارة صحة السكان.

وسنبتكر آلية التعاون والمزاوجة بين أعمال العلاج والوقاية، ونكمل منظومة الصحة العامة، ونرفع قدرتنا على الاكتشاف المبكر للجوائح الخطيرة، ونعزز بناء منظومة الوقاية من الجوائح الخطيرة والسيطرة عليها ومعالجتها، ونقوي القدرة على الاستجابة العاجلة لها، ونكبح انتشار الأمراض المعدية الخطيرة بشكل فعال. وسوف نعمق تنفيذ مبادرة الصين الصحية والحملات الصحية الوطنية، وندعو إلى تشكيل نمط معيشي متحضر وصحي.

عاشرا، دفع التنمية الخضراء وحفز التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة:

تشكل الطبيعة بيئة أساسية يعتمد عليها الإنسان في البقاء والتنمية. ويمثل احترام الطبيعة والتكيف معها وحمايتها مطلبا أصيلا لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. ومن اللازم أن نرسخ ونطبق بثبات فكرة "أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي"، ونخطط التنمية انطلاقا من تحقيق التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة.

ومن الضروري أن ندفع بناء الصين الجميلة، ونتمسك بالحماية المتكاملة والحوكمة المنهجية للجبال والأنهار والبحيرات والغابات والحقول والمروج والصحارى، ونجري تخطيطا شاملا لتعديل الهيكل الصناعي ومعالجة التلوث وحماية البيئة الإيكولوجية ومواجهة تغير المناخ، وننسق الجهود لخفض انبعاثات الكربون والحد من التلوث وتوسيع نطاق التنمية الخضراء واستدامة النمو الاقتصادي، وندفع التنمية القائمة على إعطاء الأسبقية لحماية البيئة والاستغلال الاقتصادي والمكثف للموارد والأساليب الإنتاجية الخضراء والمنخفضة الكربون، وذلك من خلال :

(1) تعجيل التحوُّل الأخضر لنمط التنمية:

يعتبر دفع تحوُّل نمط التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى آخر صديق للبيئة ومنخفض الكربون حلقة رئيسية لتحقيق التنمية العالية الجودة. وسوف نعجل عملية تعديل وتحسين هياكل الصناعة والطاقة والنقل وغيرها. وننفذ إستراتيجية الترشيد الشامل، وندفع الاستغلال الاقتصادي والمكثف لمختلف الموارد، ونسرع خطى إنشاء نظام لإعادة تدوير المخلفات.

(2) تعميق دفع مكافحة التلوث البيئي ومسبباته:

سنتمسك بمعالجة التلوث بتدابير هادفة ومحكمة وعلمية ومستندة إلى القانون، ونواصل كسب معركة الحفاظ على السماء زرقاء والمياه صافية والأراضي خالية من التلوث على نحو معمق.

وسوف نعزز السيطرة المنسَّقة على الملوثات، ونزيل تلوث الهواء الخطير من حيث الأساس. ونعمل على التخطيط الشامل لإدارة الموارد المائية والبيئة المائية والنظام الإيكولوجي للمياه، وندفع حماية النظم الإيكولوجية للأنهار والبحيرات وخزانات المياه الرئيسية ومعالجتها، وننظف المسطحات المائية السوداء والكريهة الرائحة في المدن لتختفي من حيث الأساس.

(3) رفع مستوى تنوع النظم الإيكولوجية واستقرارها واستدامتها:

سنسرع تنفيذ المشاريع الكبرى لحماية واستعادة النظم الإيكولوجية الرئيسية مع التركيز على المناطق الوظيفية الإيكولوجية الرئيسية الوطنية والخطوط الحمراء للحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية. وندفع بناء منظومة المحميات الطبيعية التي تتخذ الحدائق الوطنية قواما لها. وننفذ المشاريع الكبرى لحماية التنوع الأحيائي. ونجري حملة تخضير الأراضي على نطاق واسع بشكل علمي.

(4) اتخاذ خطوات نشطة وسليمة نحو وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني:

يمثل وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني تغييرا اقتصاديا واجتماعيا منهجيا ذا تأثير واسع وعميق. وانطلاقا من موارد الطاقة التي وهبتها لنا طبيعة بلادنا، نلتزم بمبدأ "التأكد من صلاحية الطاقة الجديدة البديلة أولا، وترك الطاقة التقليدية بعد ذلك"، لإنجاز أعمال وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها بصورة مخططة وعلى مراحل.

وسوف نحسن التحكم في إجمالي كمية وكثافة استهلاك الطاقة، مع إيلاء الاهتمام للحد من استهلاك الوقود الأحفوري، ونحقق تدريجيا الانتقال إلى نظام "التحكم المزدوج" في إجمالي كمية وكثافة انبعاثات الكربون. وندفع استغلال الطاقة بطرق نظيفة ومنخفضة الكربون وعالية الفعالية، وكذلك التحوُّل النظيف والمنخفض الكربون في مجالات مثل الصناعة والبناء والنقل.

حادي عشر، دفع تحديث منظومة الأمن القومي والقدرة على حمايته والحفاظ بحزم على الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي:

يشكل الأمن القومي أساسا لنهضة الأمة، ويعد الاستقرار الاجتماعي شرطا مسبقا لتقوية الدولة وازدهارها. ومن اللازم أن نطبق بثبات مفهوم الأمن القومي بمعناه الشامل، ونجعل حماية الأمن القومي سائدة في جميع النواحي وكافة العمليات المتعلقة بأعمال الحزب والدولة، لضمان الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي.

وينبغي لنا التمسك باعتبار سلامة الشعب هدفا، والأمن السياسي أساسا، والأمن الاقتصادي قاعدة، والأمن العسكري والعلمي والتكنولوجي والثقافي والاجتماعي ضمانا، وتعزيز الأمن الدولي سندا، ونأخذ بعين الاعتبار الأمنين الداخلي والخارجي، وأمن الأراضي وأمن المواطنين، والأمن بنوعيه التقليدي وغير التقليدي، والأمن الذاتي والآخر المشترك، ونجري تخطيطا شاملا لحماية الأمن القومي وتعزيزه، ونرسخ أساس الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي في الوحدات القاعدية، ونحسن آلية المشاركة في الحوكمة الأمنية العالمية، ونبني صينا آمنة ذات مستوى أعلى، لكي نضمن النمط التنموي الجديد بنظيره الأمني الجديد، وذلك من خلال :

(1) إكمال منظومة الأمن القومي:

سنتمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية لأعمال الأمن القومي، ونحسن نظام قيادة الأمن القومي المتسم بالفعالية العالية والموثوقية. ونعزز آلية التنسيق لأعمال الأمن القومي، ونوطد منظومات حكم القانون والإستراتيجيات والسياسات ورصد المخاطر والإنذار المبكر بها علاوة على نظام الإدارة الوطني لمواجهة الطوارئ في مجال الأمن القومي، ونكمل منظومة ضمان الأمن في المجالات الرئيسية ومنظومة التنسيق والقيادة للأعمال الخاصة المهمة، ونعزز بناء نظم ضمان الأمن فيما يتعلق بالاقتصاد ومنشآت البنية التحتية الرئيسية والشؤون المالية وشبكة الإنترنت والبيانات والأحياء والموارد والطاقة النووية والفضاء والبحار وغيرها.

(2) زيادة القدرة على حماية الأمن القومي:

سنصون أمن السلطة والأمن النظامي والأمن الأيديولوجي للدولة بثبات، ونعزز بناء القدرة الأمنية في المجالات الرئيسية، لضمان الأمن الغذائي وأمن الطاقة والموارد وأمن سلاسل الصناعة والتوريد المهمة، ونوطد بناء قدرة ضمان الأمن فيما وراء البحار، ونحمي الحقوق والمصالح الشرعية للمواطنين الصينيين والشخصيات الاعتبارية الصينية فيما وراء البحار، ونصون حقوقنا ومصالحنا البحرية، وندافع عن سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية بشكل حازم.

(3) الارتقاء بمستوى حوكمة الأمن العام:

سنعمل ملتزمين بمبدأ "السلامة أولا، والوقاية أهم" على بناء إطار شامل للسلامة ومعالجة الطوارئ، وإكمال نظام الأمن العام، ودفع تحويل نمط حوكمة الأمن العام إلى نمط يركز على الوقاية من الحوادث قبل وقوعها.

(4) إكمال منظومة الحوكمة المجتمعية:

سنكمل نظام الحوكمة المجتمعية القائمة على التشارك في البناء والإدارة وتقاسم الثمار ونرفع كفاءتها. ونحسن آلية التعامل الصحيح مع التناقضات داخل صفوف الشعب في ظل الوضع الجديد، ونعزز ونحسن الأعمال بشأن معالجة الشكاوى الشعبية المعبر عنها عبر رسائل أو بصفة شخصية، ونعمل على تسهيل ومعايرة قنوات تمكن الجماهير من التعبير عن مطالبها وتنسيق المنافع بينها وكفالة حقوقها ومصالحها، ونحسن منصة الحوكمة القاعدية التي تدار بشكل شبكي وتوفر الخدمات على نحو دقيق وتُدعَم بتقنية المعلومات.

وسنعمل على تطوير وتعظيم القوى الإيجابية الجماهيرية، لتهيئة مناخ مجتمعي يمجد التسابق للنجدة، وبناء مجموعة مشتركة للحوكمة المجتمعية يتحمل كل فرد فيها مسؤوليته ويؤديها ويتمتع بنتائج الحوكمة.

ثاني عشر، تحقيق هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه وخلق وضع جديد لتحديث الدفاع الوطني والجيش:

يعتبر تحقيق هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه في الموعد المقرر وتسريع بناء الجيش الشعبي ليصبح جيشا من الدرجة الأولى في العالم من المتطلبات الإستراتيجية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.

ويجب علينا تطبيق أفكار الحزب حول تقوية الجيش في العصر الجديد، وتنفيذ السياسات الإستراتيجية العسكرية في العصر الجديد، والتمسك بقيادة الحزب المطلقة للجيش الشعبي، والمثابرة على بناء الجيش سياسيا وتقويته عبر الإصلاح والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء وإدارته حسب القانون، والدأب في الاهتمام بالنضال العسكري والجاهزية القتالية وبناء الجيش في آن واحد، والمثابرة على التنمية الاندماجية بين المكننة والمعلوماتية والاستناد إلى التكنولوجيا الذكية، وتسريع التحديث في النظريات العسكرية والشكل التنظيمي للجيش وقدرات الأفراد العسكريين والأسلحة والتجهيزات العسكرية، لرفع القدرة الإستراتيجية على الدفاع عن سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية، وأداء رسالة الجيش الشعبي ومهمته في العصر الجديد على نحو فعال.

ويجب تعزيز الإدارة العسكرية على نحو شامل، وتوطيد وتوسيع إنجازات إصلاح الدفاع الوطني والجيش، وإكمال هيكل القوى العسكرية وتكوينها، وتحسين السياسات والأنظمة العسكرية على نحو منهجي.

وسوف نعزز التخطيط الشامل للقتال والبناء والتهيئة ضمن المهمات الرئيسية لبناء الدفاع الوطني والجيش، ونسرع بناء الخدمات اللوجستية الحديثة، وننفذ المشاريع الكبرى في مجال علوم وتكنولوجيا الدفاع الوطني والأسلحة والتجهيزات العسكرية، ونسرع تحويل المنجزات العلمية والتكنولوجية إلى قوة قتالية.

ثالث عشر، التمسك بمبدأ "دولة واحدة ونظامان" وتحسينه ودفع عملية إعادة توحيد الوطن الأم:

يعتبر مبدأ "دولة واحدة ونظامان" عملا مبتكرا عظيما للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأفضل ترتيب مؤسسي للحفاظ على الازدهار والاستقرار الطويلي الأمد في هونغ كونغ وماكاو بعد عودتهما إلى أحضان الوطن الأم، فلا بد لنا من التمسك به لمدة طويلة.

ويتعين التطبيق الشامل والمحكم لمبادئ "دولة واحدة ونظامان" و"أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ" و"أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو" ودرجة عالية من الحكم الذاتي بثبات لا يتزعزع، والمثابرة على إدارة هونغ كونغ وماكاو وفقا للقانون، وحماية النظام الدستوري للمنطقتين الإداريتين الخاصتين والذي حدده الدستور والقانون الأساسي.

ويجب تطوير وتعظيم القوى المحبة للوطن وهونغ كونغ وماكاو، وتقوية الروح الوطنية لدى المواطنين فيهما، لتشكيل جبهة متحدة أوسع لدعم مبدأ "دولة واحدة ونظامان" داخل البلاد وخارجها. ونوجه ضربات قاصمة إلى القوى الرامية إلى معاداة الصين وإرباك هونغ كونغ وماكاو، ونحترس بعزم من تدخل القوى الخارجية في شؤون هونغ كونغ وماكاو ونكبح جماحه.

ويعتبر حل مسألة تايوان وتحقيق التوحيد التام للوطن الأم من المهمات التاريخية التي يكافح الحزب في سبيل إنجازها بعزيمة لا تتزعزع، ومن الأمنيات المشتركة لجميع أبناء الأمة الصينية، وأيضا من المطالب الحتمية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

إن تايوان هي تايوان الصين. ولذا يعد حل مسألة تايوان من شؤون الصينيين أنفسهم، ويتعين أن يقرروه بأنفسهم. ونسعى إلى مستقبل إعادة التوحيد السلمي بأصدق نية وأقصى جهد، ومع ذلك فلن نتعهد بالتخلي عن اللجوء إلى القوة، ونحتفظُ بخيار اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الشأن، وذلك يستهدف تدخل القوى الخارجية والأقلية الضئيلة من الانفصاليين الداعين لـ"استقلال تايوان" وأنشطتهم الانفصالية وليس موجها ضد المواطنين في تايوان أبدا. إن عجلة التاريخ لتوحيد الوطن ونهضة الأمة تندفع إلى الأمام، فلا بد أن يتحقق التوحيد التام للوطن الأم، وسيتحقق بكل تأكيد.

رابع عشر، تعزيز السلام والتنمية العالميين ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية:

يشهد الوقت الحاضر تغيرات عالمية وعصرية وتاريخية لم يسبق لها مثيل، فالتيار التاريخي المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك لا يمكن وقفه، وقررت إرادة شعوب العالم واتجاه الوضع العام أن تتجه البشرية نحو مستقبل مشرق في نهاية المطاف من ناحية، ومن ناحية أخرى تحدث تصرفات الهيمنة والطغيان والتنمر مثل استئساد الأقوياء على الضعفاء وانتزاع ما لدى الآخرين بالقوة أو الحيلة ولعبة المحصلة الصفرية أضرارا بالغة الخطورة، بينما تزداد حدة القصور من حيث السلام والتنمية والأمن والحوكمة، مما شكل تحديات غير مسبوقة يواجهها المجتمع البشري. وقد وصل العالم إلى مفترق طرق في مسيرة تاريخه مرة أخرى، حيث يتوقف اتجاه سيره على خيار شعوب دول العالم.

وتظل الصين ملتزمة بهدف سياستها الخارجية المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، والسعي إلى دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وتنتهج الصين بثبات سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتظل تحدد مواقفها وسياساتها حسب جوانب الصواب والخطأ في القضايا ذاتها، وتحافظ على القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وتحمي الإنصاف والعدالة الدوليين. وتحترم الصين سيادة جميع البلدان وسلامة أراضيها، وتلتزم بأن كل الدول تكون على قدم المساواة سواء كانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية.

وتحترم الطرق التنموية والأنظمة الاجتماعية التي اختارتها شعوب مختلف الدول بصورة مستقلة.

وتعارض بحزم نزعة الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها وعقلية الحرب الباردة والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى إضافة إلى تطبيق معايير مزدوجة.

وتثابر الصين على تطوير الصداقة والتعاون مع جميع البلدان على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، ودفع بناء علاقات دولية جديدة الطراز، وتعميق وتطوير الشراكة العالمية المتسمة بالمساواة والانفتاح والتعاون، وتكريس نفسها لتوسيع ملتقى مصالحها ومصالح البلدان الأخرى. وتعمل على تعزيز التنسيق والتفاعل الإيجابي بين الدول الكبرى، وتحفيز تشكيل نمط يتميز بالتعايش السلمي والاستقرار العام والتنمية المتوازنة للعلاقات بين الدول الكبرى.

وتتمسك الصين بفكرة "الإخاء والإخلاص والمنفعة المتبادلة والتسامح" ومبادئ دبلوماسية الجوار المتمثلة في "اتخاذ الجيران أصدقاء وشركاء"، بغية تعميق الصداقة والثقة المتبادلة ودمج المصالح مع الدول المجاورة. وتعمل الصين أيضا على تعزيز التضامن والتعاون مع سائر الدول النامية وحماية مصالحها المشتركة، متمسكة بمفهوم "الإخلاص والصدق والإخاء والصراحة"، ووجهة النظر الصحيحة إلى العدالة والمنفعة.

ويرغب الحزب الشيوعي الصيني في تقوية التبادل والتعاون مع الأحزاب والمنظمات السياسية في مختلف الدول على أساس مبدأ "الاستقلال والمساواة التامة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، ويشجع بنشاط مختلف الجهات من مجالس نواب الشعب ومجالس المؤتمر الاستشاري السياسي والجيش والحكومات المحلية والقطاع غير الحكومي على إجراء اتصالات خارجية.

وتظل الصين تشارك بنشاط في إصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبنائها، وتطبق مفهوم الحوكمة العالمية القائم على مبادئ التشاور والتشارك والتنافع، وتتمسك بالتعددية الحقيقية، بغية تعزيز إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، ودفع تطور الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة ومعقولية.

وتحافظ الصين بعزم على المنظومة الدولية التي نواتها الأمم المتحدة، والنظام الدولي الذي أساسه القانون الدولي، والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي تقوم على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بينما تعارض الأحادية بكل أشكالها، وتعارض تشكيل تكتلات ودوائر صغيرة إقصائية تستهدف دولة أو دولا معينة.

ونواصل تشجيع منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وغيرهما من الآليات المتعددة الأطراف على إظهار دورها بشكل أفضل، وزيادة تأثيرات دول البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرهما من آليات التعاون، وتقوية تمثيل دول الأسواق الناشئة والدول النامية وحقها في التعبير بشأن الشؤون الدولية.

وتثابر الصين على الإسهام بنشاط في وضع قواعد الأمن العالمية، وتقوية التعاون الدولي في مجال الأمن، والمشاركة بحماس في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لتؤدي دورا بناءً في صون السلام العالمي والاستقرار الإقليمي.

وستواصل الصين التمسك بالحوار والتشاور لدفع بناء عالم يسوده السلام الدائم؛ والتمسك بالتشارك والتنافع لدفع بناء عالم يسوده الأمن الشامل؛ والتمسك بالتعاون والفوز المشترك لدفع بناء عالم يسوده الرخاء المشترك؛ والتمسك بالتبادل والاستفادة المتبادلة لدفع بناء عالم يسوده الانفتاح والتسامح؛ والتمسك بالتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون لدفع بناء عالم نظيف وجميل.

وندعو بلدان العالم بصدق وإخلاص إلى ترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التفاهم والتحابّ بين شعوب مختلف الدول، واحترام تنوع حضارات العالم، وضمان تجاوز سوء الفهم الحضاري من خلال التبادلات بين الحضارات، والتغلب على الاختلافات الحضارية من خلال التعلم المتبادل، والترفع عن أفكار التفوق الحضاري من خلال التعايش بين الحضارات، في سبيل مواجهة كافة التحديات العالمية بشكل مشترك.

ونعيش الآن في عصر مليء بالتحديات، ولكنه مفعم بالآمال. ويحرص الشعب الصيني على التعاون مع شعوب العالم في خلق مستقبل أجمل للبشرية.

خامس عشر، العمل بثبات لإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل وتعميق دفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام:

الحزب هو مفتاح القضية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل. ويلزم حزبنا بصفته أكبر حزب حاكم ماركسي في العالم أن يحافظ على يقظته وثباته دائما لحل مشاكل مستعصية خاصة بالحزب الكبير من أجل كسب تأييد الشعب وتوطيد مكانته في الحكم الطويل المدى.

ويتعين علينا تطبيق المطالب العامة لبناء الحزب في العصر الجديد، وإكمال نظام إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل، والتعزيز الشامل لأعمال الحزب في التنقية الذاتية والتكميل الذاتي والتجديد الذاتي والترقية الذاتية، لكي يتمسك حزبنا بالغاية الأصلية والرسالة، ويظل نواة قيادية قوية لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وذلك من خلال:

(1) التمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية وتعزيزها:

وتقوية القيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية بشأن الأعمال الرئيسية. ونعزز البناء السياسي للحزب، ونتقيد تماما بالانضباط السياسي والقواعد السياسية، بهدف تحقيق اضطلاع اللجان الحزبية (أو المجموعات القيادية الحزبية) على مختلف المستويات بالمسؤولية الرئيسية، وتعزيز قدرة المنظمات والكوادر الحزبية من مختلف المستويات على تقييم الأمور واستيعابها وتنفيذها الصحيح سياسيا.

ونثابر على ممارسة السلطة بالأساليب العلمية والديمقراطية وحسب القانون، ونطبق نظام المركزية الديمقراطية، ونبتكر في أسلوب القيادة ونحسنه، بهدف رفع قدرة الحزب على التمسك بالاتجاه العام وتخطيط المصلحة العامة ووضع السياسات ودفع الإصلاح، وإذكاء حماسة مختلف الأطراف.

وسنرسخ الطابع السياسي والعصرية والمبدئية والروح الكفاحية في الأنشطة السياسية داخل الحزب، ونتقن الاستفادة من النقد والنقد الذاتي كسلاح، ونواصل تنقية البيئة السياسية داخل الحزب.

(2) المثابرة الدؤوبة على توحيد الفكر وتشكيل الروح المعنوية بأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد:

يعتبر تسليح كل الحزب بنظريات الحزب المبتكرة مهمة جوهرية للبناء الأيديولوجي للحزب. وسنعزز بناء الحزب في مجال الأيديولوجيا على نحو شامل، ونثابر على توحيد الفكر والإرادة والعمل بأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، ونعد وننفذ خطة دراسة نظريات الحزب المبتكرة والتثقيف بها، ونبني حزبنا حزبا ماركسيا داعيا إلى الدراسة.

ونعزز التثقيف بالمثل العليا والعقيدة السياسية، ونرشد جميع أعضاء الحزب لتذكر هدف الحزب، والمعالجة الجيدة لمسألة "الصمام الرئيسي" بشأن وجهات النظر حول العالم والحياة والقيم، ليكونوا بوعي ممَنْ يعتقدون بحزم ويمارسون بإخلاص المثل العليا السامية للشيوعية والمثل العليا المشتركة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

ونثابر على الجمع بين التسلح النظري ودراسة تاريخ الحزب والتثقيف به بشكل دائم وروتيني، لتوجيه أعضاء الحزب والكوادر لدراسة تاريخ الحزب باطراد من أجل فهم الحقيقة وزيادة الثقة وتقدير الفضيلة والعمل الجدي، وتوارث الجينات الحمراء. ونعمق حملة التوعية بمختلف الموضوعات في الحزب بأسره مع التركيز على الكوادر القيادية على مستوى المحافظة وما فوق.

(3) تحسين مجموعة النظم والقواعد للثورة الذاتية للحزب:

نتمسك بإدارة الحزب وفقا للنظم والقواعد، ونتخذ دستور الحزب أساسا والمركزية الديمقراطية محورا، لنكمل مجموعة النظم والقواعد داخل الحزب، ونعزز سلطتها وقوة إنفاذها، وذلك لتشكيل آلية تلتزم بالحقيقة وتصحح الأخطاء وتكتشف المشاكل وتعدل الانحرافات.

ونكمل منظومة الرقابة الشاملة التغطية والموثوقة والعالية الفعالية تحت قيادة الحزب الموحدة، ونحسن آلية الرقابة على السلطة وتقييدها، ونعزز فعالية الرقابة على المسؤولين الأوائل والمجموعات القيادية. ونمكن الجولات التفقدية السياسية من الاضطلاع بدورها مثل سيف حاد، ونعزز الجولات التفقدية وأعمال التقويم والإصلاح فيها وتطبيق نتائجها. وننفذ المسؤولية السياسية عن إدارة الحزب بصرامة وعلى نحو شامل، ونطبق المساءلة بشكل جيد باعتبارها سلاحا حادا.

(4) بناء صفوف كوادر رفيعة المزايا تقدر على الاضطلاع بالمهمة العظيمة لنهضة الأمة الصينية:

يحتاج بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل إلى فريق من الكوادر يتمتع بالموقف السياسي الثابت ويتكيف مع متطلبات العصر الجديد ويقدر على قيادة بناء التحديثات. ونلتزم بمبدأ إدارة الحزب للكوادر، ونتمسك باختيار الكوادر حسب مبدأ الجمع بين الأخلاق والكفاءة مع وضع الأخلاق في المقام الأول وتعيين الكوادر بناء على الجدارة مهما كان منشأها، لضمان التنفيذ الفعال للمعيار الخاص بالكوادر الجيدة في العصر الجديد.

ونحدد الاتجاه المرشد الصحيح في اختيار وتعيين الكوادر، لاختيار الكوادر الرفيعة المزايا والمتخصصة التي تكون مخلصة ونزيهة وجريئة على تحمل المسؤولية، وترقيتها إلى مناصب أعلى بهدف تقوية المجموعات القيادية على مختلف المستويات.

ونهتم بصقل الكوادر في النضال الكبير، ونزيد قدراتها على دفع التنمية العالية الجودة وخدمة الجماهير ودرء المخاطر ونزع فتيلها.

ونحسن منظومة فحص الكوادر وتقييمها، ونرشدها لترسيخ وممارسة وجهة النظر الصحيحة تجاه الإنجازات، وندفعها للاستعداد للترقية أو تنزيل الدرجة والاستعداد للدخول والخروج، من أجل تشكيل وضع جيد لترقية القادرين ومكافأة الممتازين وسحب الخاملين وعزل الرديئين.

ونعمل على إعداد الخلف لقضيتنا باعتباره أمرا حيويا، ونكمل آلية عمل روتينية لتأهيل الكوادر الشابة الممتازة واختيارها، ونتخذ نزول الكوادر الشابة إلى الوحدات القاعدية والمناطق ذات الظروف القاسية بغية الصقل والترعرع طريقةً مهمة لتأهيلها.

ونولي الاهتمام لتأهيل واختيار الكوادر من النساء لنجعلها تؤدي دورها المهم. ونحرص على تأهيل الكوادر من أبناء الأقليات العرقية، والاستفادة منها بشكل جيد.

ونشجع الكوادر على الجرأة على تحمل المسؤولية والعمل بنشاط. ونقدم الرعاية للكوادر العاملة في الوحدات القاعدية خاصة في المناطق ذات الظروف القاسية.

(5) تعزيز الوظائف السياسية والتنظيمية لمنظمات الحزب:

يكمن تفوق الحزب وقوته في أطره التنظيمية المحكمة. وينبغي لمنظمات الحزب على كافة المستويات أداء مختلف واجباتها التي يكلفها دستور الحزب لها، وتطبيق وتنفيذ خطوط الحزب ومبادئه وسياساته والقرارات والترتيبات المتخذة من قبل لجنة الحزب المركزية بشكل جيد، وتنظيم وحشد الجماهير الغفيرة من مختلف الأوساط بشكل جيد.

(6) التمسك بتقوية تقويم السلوك وتشديد الانضباط بناء على المبدأ المتجسد في الصرامة:

يعتبر أسلوب عمل الحزب مسألة يتوقف عليها مصير الحزب الحاكم. ويجب تطوير تقاليد الحزب المجيدة وأساليب عمله الممتازة، وحث الكوادر الحزبية خاصة الكوادر القيادية على العمل في مقدمة الصفوف لإجراء التحقيق والدراسة، والانهماك في أداء العمل الفعلي وإيجاد تدابير ناجعة والسعي إلى تحقيق نتائج ملموسة.

ونتمسك بإيلاء الاهتمام لروح الحزب وأسلوب عمله والانضباط الحزبي على حد سواء، في سبيل تقوية الأصل والحيوية من حيث الأيديولوجيا، ورفع الوعي بروح الحزب، وزيادة القدرة على مقاومة الفساد والاحتراس ضد الانحطاط، وتغذية الروح النبيلة المتمثلة في "لن يغريني المال ولا الجاه ولن يغير عزيمتي الفقر ولا الذل ولن يخضعني النفوذ ولا القوة".

(7) العزم على تحقيق الانتصار في المعركة الحاسمة والطويلة الأمد لمكافحة الفساد:

ونثابر على دفع التقدم الكلي لبناء آلية تضمن عدم الجرأة على الفساد وعدم وجود إمكانية له والإحجام عنه، ونعقد العزم على تقصي ومعالجة قضايا الفساد الذي تتشابك فيه المشاكل السياسية والأخرى الاقتصادية، ونمنع بحزم الكوادر القيادية أن تصبح متحدثة ووكيلة لمجموعات مصلحية وجماعات نفوذ، وندفع عجلة التشريع الوطني بشأن مكافحة الفساد إلى الأمام، ونعزز بناء ثقافة النزاهة في العصر الجديد.

وفي نهاية التقرير خاطب الرفيق شي جين بينغ رفاقه أعضاء اللجنة المركزية بهذه الكلمات: أيها الرفاق

ينادينا العصر، ويتطلع إلينا الشعب. ويجب علينا العمل بعزيمة لا تتزعزع وبصدق لا يتراخى، وبهذا وحده يمكن ألا نخيب العصر والشعب فينا.

ويلزم الحزب بأسره تذكُّر أنّ التمسك بقيادة الحزب الشاملة هو الطريق الذي لا بد لنا من السير عليه للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، وأنّ الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي الطريق الذي لا بد لنا من السير عليه لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

وأنّ تطبيق الفكر التنموي الجديد هو الطريق الذي لا بد لنا من السير عليه لتطوير بلادنا وتقويتها في العصر الجديد.

ولا بد لنا من إطلاق العنان للقوة الخلاقة العظيمة لدى مئات الملايين من أبناء الشعب لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.

وينبغي للحزب بأسره الالتزام بالهدف الأساسي المتمثل في خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، وترسيخ وجهة النظر الجماهيرية، وتطبيق الخط الجماهيري، واحترام روح المبادرة لدى الشعب، والتمسك بمبدأ "أن يكون كل شيء نعمله من أجل الشعب وبالاعتماد عليه" وبمبدأ "من الجماهير وإليها"، والحفاظ دائما على ارتباطه بجماهير الشعب ارتباط اللحم بالدم.

ومواصلة توطيد الوحدة الكبرى بين أبناء الشعب من كافة القوميات في أنحاء البلاد، وتعزيز الوحدة الكبرى بين أبناء الأمة الصينية داخل البلاد وخارجها.

وإذا قوي الشباب، قويت البلاد، حيث يبدو أمامهم مسرح واسع لا مثيل له لعرض مواهبهم، وآفاق مشرقة لا شبيه لها لتحقيق أحلامهم. ويتعين على الحزب بأسره الاهتمام بالعمل الشبابي باعتباره عملا إستراتيجيا، ويسلح الشباب بنظريات الحزب العلمية، ويلهمهم بغاية الحزب الأصلية ورسالته، ويكون صديقا حميما للشباب ومتحمسا في ممارسة العمل الشبابي ومرشدا لجماهير الشباب.

ويجب على الشباب الإصغاء إلى صوت الحزب والسير وراءه بثبات لا يتزعزع، والتطلع إلى الطموحات مع الوقوف على الأرض الواقعية، والجرأة على التفكير والممارسة مع إحراز النتائج المحمودة من خلال الأداء الحسن، وعقد عزمهم على أن يكونوا شبابا ممتازين في العصر الجديد يتحلون بالمثُل العليا ويجرؤون على تحمل المسؤولية ويقدرون على تحمل المشقات والمتاعب ويستعدون لخوض غمار الكفاح، لتتفتح زهور الشباب بهية سنية في الممارسات المتوقدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.

أيها الرفاق

لنتضامن ونكافح من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية قُدما على نحو شامل.

 

المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني يعزز الثقة العالمية

جذب تقرير رئيسي يرسم مسار حملة التحديث الصينية الذي سلط الحزب الشيوعي الصيني الضوء عليه في مؤتمره الوطني الـ20، المنعقد في أكتوبر 2022، انتباه العالم.

وفي أثناء تقديمه التقرير إلى المؤتمر، قال شي جين بينغ إن الصين ستركز جهودها على إنشاء نمط تنموي جديد ودفع التنمية العالية الجودة.

وقال شي "لا بد لنا من تطبيق الفكر التنموي الجديد بصورة كاملة وسديدة وشاملة، والتمسك باتجاه الإصلاح في اقتصاد السوق الاشتراكي والانفتاح العالي المستوى على الخارج، وتعجيل إنشاء نمط تنموي جديد يتخذ الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية قواما له ويتميز بالتعزيز المتبادل بين الدورتين الاقتصاديتين المحلية والدولية".

في أثناء تقديم التقرير، تعهد شي بأن الصين تدفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. ودعا شي بلدان العالم بصدق وإخلاص إلى ترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التفاهم والتحابّ بين شعوب مختلف الدول، مؤكدا على تحديات غير مسبوقة يواجهها المجتمع البشري.

وقال إن الناتج المحلي الإجمالي للصين بلغ 18.5 بالمئة من الاقتصاد العالمي، بزيادة 7.2 نقطة مئوية على مدى السنوات العشر الماضية. وأصبحت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، شريكة تجارية رئيسية لأكثر من 140 دولة ومنطقة، لتقود العالم من حيث إجمالي حجم التجارة في البضائع.

وأكد شي مجددا في تقريره أن التحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.

وشدد على أن التحديث الصيني النمط هو تحديث يغطي حجما سكانيا هائلا، ويتمتع فيه أبناء الشعب كافة برخاء مشترك، ويسلك طريق التنمية السلمية، مضيفا أن التحديث الصيني يقدم للبشرية "خيارا جديدا" في تحقيق التحديث.

ويهدف الحزب الشيوعي الصيني إلى تحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي من عام 2020 إلى عام 2035، وبناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة من عام 2035 حتى منتصف القرن الحالي.

وأوضح شي الأهداف التنموية العامة بحلول عام 2035، وتشمل زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير ليكون على قدم المساواة مع بلد متقدم متوسط المستوى.

كما شدد على مهام وأهداف حملة التحديث الطموحة في الصين، ما يشمل بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى، ودفع ديمقراطية العملية الكاملة الشعبية.

وأكد شي أن الماركسية تعتبر الأفكار المرشدة الأساسية التي تأسس وازدهر على أساسها الحزب الشيوعي الصيني والصين.

وقال شي "قد أعطت الممارسات إجابات لنا حول: لماذا أضحى الحزب الشيوعي الصيني حزبا كفؤا؟ ولماذا تزدهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؟ الجواب في التحليل النهائي هو كفاءة الماركسية، وكفاءة الماركسية المصيننة والمعصرنة".

وذكر التقرير أن الصين تتمسك بالمسار الصحيح للعولمة الاقتصادية، وتعارض جميع أشكال الأحادية.

وقال شي إن الصين تتصدى بحزم لجميع أشكال الهيمنة وسياسات القوة، وعقلية الحرب الباردة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والمعايير المزدوجة.

وأضاف شي "بغض النظر عن مرحلة التنمية التي تصل الصين إليها، الصين لن تسعى وراء الهيمنة أبدا، ولن تنخرط في التوسع الخارجي أبدا".

وافق المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني على التقرير الذي قدمه الرفيق شي جين بينغ، نيابة عن اللجنة المركزية.

وحلل المؤتمر الأوضاع الدولية والمحلية، ولخص الأعمال في السنوات الخمس المنصرمة والتغييرات العظيمة خلال عقد من العصر الجديد، وأوضح المسائل المهمة بما فيها فتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها، والخصائص الصينية والمطالب الجوهرية للتحديث الصيني النمط، وأجرى تخطيطاً إستراتيجياً لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية، ووضع ترتيبات كاملة خاصة بالدفع المخطط للترتيبات الشاملة لـ"التكامل الخماسي" لتطوير قضايا الحزب والدولة في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد وتحقيق هدف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، رافعاً الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عالياً، ومتمسكاً بالماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية ومطبقاً على نحو شامل لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

وأشار المؤتمر إلى أنه خلال عقد منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، مررنا بثلاثة أحداث مهمة تتحلى بأهمية واقعية عظيمة ومغزى تاريخي بعيد المدى بالنسبة لقضايا الحزب والشعب، وهي:

أولا، استقبال الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني؛

ثانيا، دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد؛

ثالثا، إتمام المهمة التاريخية الخاصة بتذليل المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر وإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ومن ثم تحقيق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

وتتسم التغييرات العظيمة التي طرأت خلال السنوات العشر الماضية من العصر الجديد بأهمية معلمية في تاريخ الحزب والصين الجديدة وعملية الإصلاح والانفتاح وتطور الاشتراكية وتطور الأمة الصينية. وقد صار الحزب الشيوعي الصيني أكثر صمودا وقوة عبر الصقل الثوري، وانبثق منها وعي تاريخي أقوى وروح مبادرة أعلى، وقد دخل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية مسيرة تاريخية لا رجعة فيها، وأظهرت الاشتراكية العلمية حيويتها الجياشة الجديدة بالصين في القرن الـ21.

وأكد المؤتمر على أن الماركسية هي الأفكار المرشدة الأساسية للحزب في بناء الحزب والبلاد والنهوض بهما. وقد أعطت الممارسات إجابات للحزب حول: لماذا أضحى الحزب الشيوعي الصيني حزبا كفؤا؟ ولماذا تزدهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؟ الجواب في التحليل النهائي هو كفاءة الماركسية، وكفاءة الماركسية المصيننة والمعصرنة. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، جرؤ الحزب على الاستكشاف والابتكار النظريين، وعمّق برؤية جديدة كل الجدة فهمَ قانون ممارسة السلطة للحزب الشيوعي وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري، وتوصل من ذلك إلى منجزات عظيمة في الابتكار النظري تتجسد رئيسيا في أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

ويلزم التمسك بهذه الأفكار دواما ومواصلة إثرائها وتطويرها. ولا يمكن الإجابة الصحيحة على أسئلة خطيرة طرحها العصر والممارسة، ولا يمكن الحفاظ إلى الأبد على الحيوية الجياشة والنشاط الوهاج للماركسية، إلا بدمج المبادئ الأساسية للماركسية مع الواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة، والمواظبة على استخدام المادية الجدلية والمادية التاريخية.

ويحتاج الدفع المطرد للابتكار النظري المبني على أساس الممارسة، أولا إلى استيعاب وجهة النظر إلى العالم والمنهج العلمي لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو جيد، وإتقان التمسك بالمواقف ووجهات النظر والأساليب السائدة فيها وإتقان تطبيقها، والمثابرة على وضع الشعب فوق كل شيء، والمثابرة على الثقة بالنفس والاعتماد الذاتي، والتمسك بالأصل مع الابتكار، والتمسك باتجاه حل المسائل، والمثابرة على الفكر المنهجي، والالتزام بوضع العالم ككل في الاعتبار، وفتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها.

وذكر المؤتمر أنه من الآن فصاعدا، صارت المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني هي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل .

وأشار المؤتمر إلى أن بناء دولة اشتراكية حديثة قوية سينجز على نحو شامل طبقا للترتيبات الإستراتيجية العامة على خطوتين: الأولى من عام 2020 إلى عام 2035، وسيتحقق فيها التحديث الاشتراكي من حيث الأساس؛ والثانية من عام 2035 حتى منتصف القرن الحالي، وسوف ينجز فيها بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة.

وتشكل السنوات الخمس المقبلة مرحلة حاسمة من بدء بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وتتمثل أهدافها ومهامها الرئيسية فيما يلي:

تحقيق اختراقات جديدة في التنمية العالية الجودة اقتصاديا.

ترقية مقدرة الاعتماد على الذات وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا بوضوح.

إحراز تقدم مهم في مجال إنشاء نمط تنموي جديد وبناء منظومة اقتصادية حديثة؛

التقدم بخطوات جديدة في الإصلاح والانفتاح،.

دفع تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها قُدما بشكل معمق.

تعزيز استكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي.

تشكيل نظام جديد للاقتصاد المفتوح على مستوى أعلى من حيث الأساس؛

زيادة الارتقاء بمستوى مأسسة الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية ومعايرتها وبرمجتها.

تعزيز استكمال منظومة حكم القانون للاشتراكية ذات الخصائص الصينية؛

جعل الحياة الثقافية المعنوية للشعب تزداد ثراء، وتقوية تماسك الأمة الصينية وتأثير الثقافة الصينية باطراد؛

تحقيق مواكبة زيادة دخل السكان النموَ الاقتصادي عموما.

التزامن بين ازدياد مكافآت العمل وارتفاع إنتاجيته من حيث الأساس، ورفع مستوى تكافؤ الخدمات العامة الأساسية بشكل ملحوظ.

تطوير نظام الضمان الاجتماعي المتعدد المستويات ليصبح أكثر استكمالا؛

تحسين البيئات المعيشية لسكان الحضر والريف بوضوح.

تحقيق إنجازات ملموسة في بناء الصين الجميلة؛

توطيد الأمن القومي على نحو متزايد، وإحراز هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه عام 2027 في الموعد المحدد.

دفع بناء الصين الآمنة بخطوات راسخة؛ ومواصلة رفع مكانة الصين وتأثيرها دوليا، وتوسيع دورها في الحوكمة العالمية.

وشدد المؤتمر على أن بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل قضية عظيمة وشاقة، وله مستقبل مشرق، وأمامه شوط بعيد.

في طريق التقدم إلى الأمام، لا بد للحزب من الالتزام بقوة بالمبادئ المهمة التالية: التمسك بقيادة الحزب الشاملة وتعزيزها، والتمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك بالفكر التنموي المتمحور حول الشعب، والتمسك بتعميق الإصلاح والانفتاح، والتمسك بتطوير روح النضال.

وينبغي للحزب كله ترسيخ الثقة والتقدم بهمة وعزم، والمبادرة بمعرفة التغيرات والتكيف معها وطلبها بصورة استباقية، والمبادرة بدرء المخاطر ونزع فتيلها، من أجل إحراز انتصارات جديدة في بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل باستمرار.

دور الحزب الشيوعي الصيني:

وأكد المؤتمر على أن الحزب هو مفتاح القضية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية.

ويلزم الحزب بصفته أكبر حزب حاكم ماركسي في العالم أن يحافظ على يقظته وثباته دائما لحل مشاكل مستعصية خاصة بالحزب الكبير من أجل كسب تأييد الشعب دائما وتوطيد مكانته في الحكم الطويل المدى.

ويلزم حفز إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل وبجهود دؤوبة، ودفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام بشكل معمَّق، وقيادة الثورة الاجتماعية بثورة الحزب الذاتية، وتطبيق المطالب العامة لبناء الحزب في العصر الجديد، وإكمال نظام إدارة الحزب بصرامة وعلى نحو شامل، والتعزيز الشامل لأعمال الحزب في التنقية الذاتية والتكميل الذاتي والتجديد الذاتي والترقية الذاتية، والتمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية وتعزيزها، والمثابرة الدؤوبة على توحيد الفكر وتشكيل الروح بأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتحسين مجموعة النظم والقواعد لثورة الحزب الذاتية، وبناء صفوف كوادر رفيعة المزايا تقدر على الاضطلاع بالمهمة العظيمة لنهضة الأمة الصينية، وتعزيز الوظائف السياسية والتنظيمية لمنظمات الحزب، والتمسك بتقوية تقويم السلوك وتشديد الانضباط بناء على المبدأ المتجسد في الصرامة، والعزم على تحقيق الانتصار في المعركة الحاسمة والطويلة الأمد لمكافحة الفساد.

ودعا المؤتمر كل الحزب والجيش وأبناء الشعب من كافة القوميات في أنحاء البلاد للالتفاف الوثيق حول لجنة الحزب المركزية ونواتها الرفيق شي جين بينغ، والتذكر على الدوام أن الكلام الفارغ يضر بالدولة والعمل الفعلي ينهض بالوطن، وترسيخ الثقة والعمل بقلب واحد وإرادة واحدة، والانكباب على العمل والتقدم إلى الأمام بشجاعة، والتضامن والكفاح من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية قُدما على نحو شامل.

رجّح المؤتمر الثاني عشر وقبله المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي اللبناني أن تسير الصين بأحد طريقين :

أولا- ان تنجح في بناء اقتصاد عصري يطوّر القوى المنتجة ويحقق تفوقاً في امتلاك البنية التحتية التكنولوجية تحديداً، ويقوم على نمطين اقتصاديين: نمط اشتراكي يواصل في المدى المتوسط ترسيخ القاعدة العميقة للبناء الاشتراكي، وينجح في ابداع آليات لحل تناقضات المجتمع تحت قيادة الحزب الشيوعي؛ ونمط رأسمالي مرحلي يستفيد من تجربة الاقتصاد الرأسمالي العالمي في تطوير القوى المنتجة لاستكمال بناء القاعدة الاقتصادية المادية للصين؛ على أن يتراجع دور النمط الرأسمالي بمقدار ما يتعاظم دور النمط الاشتراكي. ويحتاج هذا الامر الى مرتكزات فكرية وممارسة سياسية وتنظيمية على الحزب الشيوعي الصيني أن يعمل على توفيرها؛

ثانيا - ان تتقدم الجوانب السلبية في النمط الاشتراكي والممارسة الاشتراكية على الجوانب الايجابية الطليعية فيه، بالتزامن مع الضغوط والعقوبات الاميركية وخلق الفتن والنزاعات لاعاقة الاتجاه الاول ، تماماً كما حدث في الاتحاد السوفياتي، مما يجعل المراهنة على الاستفادة من مزايا النمط الرأسمالي محدودة الفعالية أو ذات مفاعيل عكسية، وعندها تحسم المنافسة لصالح الرأسمالية. وهكذا احتمال سينعكس عاجلاً أم آجلاً على البنية الفوقية للمجتمع وعلى المستوى السياسي والايديولوجي، حيث ستتقدم التوجّهات المرجحة لتغليب التطور الرأسمالي على النمط الاشتراكي.

إن رجحان أحد الاحتمالين يتوقف على دور الحزب الشيوعي الذي يقود الصين راهنا، وعلى مدى استيعابه لتناقضات التقدم المحقّق واجتراحه للحلول المناسبة لها، بحيث يؤدي ذلك الى ترسيخ النمط الاشتراكي وتأكيد صحة خياره والطابع المؤقت للنمط الرأسمالي في الصين.

خلاصة: يبدو أن المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني قد حسم الحوار لصالح الخيار الأول وخاصة لجهة اخضاع النمط الرأسمالي لصالح النمط الاشتراكي بالمواصفات الصينية!

دستور الحزب الشيوعي الصيني

(أجيز في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني المنعقد بتاريخ 24 أكتوبر 2017)

إن بلادنا ما زالت وستظل لفترة زمنية طويلة في المرحلة الأولية من الاشتراكية. وهذه هي مرحلة تاريخية لا يمكن تخطيها في مسيرة بناء التحديث الاشتراكي في الصين التي كانت متخلفة اقتصاديا وثقافيا، وسوف تستمر هذه المرحلة حوالي مائة سنة.

ومن أجل بناء الاشتراكية في بلادنا، يجب سلوك طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية انطلاقا من ظروف بلادنا الخاصة.

في المرحلة الحالية، فإن التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية. وسيبقى الصراع الطبقي قائما في نطاق معين ولمدة طويلة بسبب العوامل المحلية والتأثيرات الدولية، وقد تزداد حدته في ظروف ما، إلا أنه لم يعد تناقضا رئيسيا.

إن المهمات الأساسية لبلادنا في البناء الاشتراكي هي تحرير القوى المنتجة وتطويرها إلى حد أكبر والتحقيق التدريجي للتحديث الاشتراكي، وإصلاح ما لا يناسب تطور القوى المنتجة من جوانب وحلقات في علاقات الإنتاج والبناء العلوي من أجل ذلك.

ويجب إكمال والتمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي المتصف بإبقاء القطاع العام مسيطرا وبتطور الاقتصاديات المتعددة الملكية سوية، والتمسك والإكمال لنظام توزيع الدخل الذي يكون التوزيع حسب العمل قواما له وتتعايش فيه أنماط متنوعة من التوزيع، وتشجيع بعض المناطق والأشخاص على تحقيق الثراء قبل الآخرين، والقضاء على الفقر تدريجيا للوصول إلى الرخاء المشترك، والوفاء المستمر بحاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة على أساس تطور الإنتاج ونمو الثروات الاجتماعية، لدعم التنمية الشاملة للإنسان.

إن المبادئ الأساسية الأربعة التي تتمثل في التمسك بالطريق الاشتراكي والدكتاتورية الديمقراطية الشعبية وقيادة الحزب الشيوعي الصيني والماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ، هي أساسنا لبناء البلاد.

ويجب التمسك بهذه المبادئ الأساسية الأربعة ومقاومة الليبرالية البرجوازية طيلة عملية بناء التحديث الاشتراكي.

إن التمسك بالإصلاح والانفتاح هو طريقنا لتقوية الدولة، فلا يمكن تطوير الصين والاشتراكية والماركسية إلا بتطبيق الإصلاح والانفتاح. ويجب تعميق الإصلاح على نحو شامل، وإكمال نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويره، ودفع عجلة تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها.

ويتعين إصلاح النظام الاقتصادي الذي يقيد تطور القوى المنتجة إصلاحا جذريا، والتمسك بنظام اقتصاد السوق الاشتراكي وإكماله؛ وينبغي إدخال إصلاحات على الهيكل السياسي ومجالات أخرى تكيفا مع ذلك.

ويجب التمسك بسياسة الدولة الأساسية للانفتاح على العالم الخارجي، والاستيعاب والاستفادة من كافة المكاسب الحضارية التي خلقها المجتمع البشري.

الحزب الشيوعي الصيني يتحد مع جميع العمال والفلاحين والمثقفين من مختلف القوميات ومع جميع الأحزاب الديمقراطية والشخصيات اللاحزبية والقوى الوطنية من مختلف القوميات بالبلاد كلها لتعزيز تطوير وتقوية الجبهة المتحدة الوطنية الأوسع والمكونة من كافة العاملين الاشتراكيين وبناة قضية الاشتراكية والوطنيين الذين يؤيدون الاشتراكية ويؤيدون إعادة توحيد الوطن الأم ويعملون على تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

ولأجل بناء الحزب، فمن الضروري العمل بحزم لتحقيق المطالب الأساسية الخمسة التالية:

أولا، التمسك بالخط الأساسي للحزب. يتعين على كل الحزب توحيد أفكاره وأفعاله بنظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية وأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد والخط الأساسي للحزب.

ويجب دمج الإصلاح والانفتاح بالمبادئ الأساسية الأربعة ووضع خط الحزب الأساسي موضع التنفيذ الشامل، ومعارضة الميول الخاطئة "اليسارية" واليمينية كافة، والاحتراس من اليمينية، إلا أن الأهم هو الوقاية من "اليسارية". ويجب تعزيز بناء المجموعات القيادية على مختلف المستويات وإعداد واختيار كوادر ممتازة يحتاج إليها الحزب والشعب، وتدريب وإعداد عشرات الملايين من ورَثة قضية الاشتراكية لتوفير ضمان تنظيمي لتنفيذ وتطبيق نظرية الحزب الأساسية وخطه الأساسي وبرنامجه الشامل الأساسي.

ثانيا، التمسك بتحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الوقائع ومواكبة العصر والتحلي بالواقعية والبراغماتية.

إن الخط الأيديولوجي للحزب يتمثل في فعل كل شيء انطلاقا من الواقع ودمج النظرية بالممارسة الواقعية والبحث عن الحقيقة من الوقائع والحكم على الحقيقة وتطويرها من خلال الممارسة.

وعلى كل الحزب أن يتمسك بهذا الخط الأيديولوجي، وينشط في الاستكشاف، ويجرؤ على التجربة، ويعمل على الابتكار بروح ريادية، ويقوم بالأعمال بصورة خلاقة، ويدرس الأحوال الجديدة بلا انقطاع، ويلخص التجارب الجديدة، ويحل المشاكل الجديدة، ويثري ويطور الماركسية من خلال الممارسة، ويدفع عملية صيننة الماركسية.

ثالثا، التمسك بخدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص. ليس للحزب مصالح خاصة سوى مصالح الطبقة العاملة والغالبية الساحقة من جماهير الشعب. ويضع الحزب مصالح الجماهير في المقام الأول في كل الأوقات.

إن أكبر تفوق سياسي لحزبنا هو الارتباط الوثيق بالجماهير، كما أن أكبر خطر يواجه الحزب بعد توليه الحكم هو الانفصال عن الجماهير.

إن مسألة أسلوب عمل الحزب واتصاله بجماهير الشعب مسألة تتعلق بمصير الحزب. ويمارس الحزب الخط الجماهيري خلال عمله، فيعمل كل شيء لخدمة الجماهير، بالاعتماد عليها ولتحويل آرائه الصحيحة إلى أعمال جماهيرية واعية حسب مبدأ "من الجماهير وإليها".

رابعا، التمسك بالمركزية الديمقراطية. إن المركزية الديمقراطية عبارة عن الاندماج بين المركزية القائمة على أساس الديمقراطية والديمقراطية تحت إرشاد المركزية. إنها المبدأ التنظيمي الأساسي للحزب، وفي الوقت نفسه هي تطبيق للخط الجماهيري في أنشطة الحزب. فمن الضروري تطوير الديمقراطية داخل الحزب على نحو تام، واحترام مكانة أعضاء الحزب كقوام، وضمان حقوقهم الديمقراطية، وإظهار المبادرة والابتكارية لدى منظمات الحزب على مختلف المستويات والجموع الغفيرة من أعضائه.

ويجب تطبيق المركزية الصحيحة وترسيخ الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق، والحفاظ بثبات على سلطة لجنة الحزب المركزية التي نواتها الرفيق شي جين بينغ وقيادتها المركزية الموحدة، وضمان التضامن والوحدة وتوافق الأعمال لكل الحزب، وضمان تطبيق وتنفيذ قرارات الحزب بسرعة وعلى وجه فعال. ويتعين تقوية ومعايرة الأنشطة السياسية داخل الحزب، وترسيخ طابعها السياسي وعصريتها ومبدئيتها وروحها الكفاحية، وتطوير الثقافة السياسية الإيجابية السليمة داخل الحزب.

ويمارس الحزب في أنشطته السياسية النقد والنقد الذاتي بالأسلوب الصحيح، ويمارس النضال الأيديولوجي في القضايا المبدئية للتمسك بالحقيقة وتصحيح الأخطاء.

خامسا، التمسك بإدارة الحزب لشؤونه وأعضائه بصرامة. إن إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل تسير في طريقها دائما. وفي ظل الأوضاع الجديدة، فإن الاختبارات التي تواجه حزبنا أثناء ممارسة السلطة والإصلاح والانفتاح وتنمية اقتصاد السوق والتكيف مع الظروف الخارجية هي طويلة الأمد ومعقدة وقاسية، وتقف المخاطر المتمثلة في التراخي النفسي، وضعف القدرة، والانفصال عن الجماهير، والتواني والفساد في وجه كل الحزب بصورة أكثر حدة.

ويجب جعل المعايير الصارمة والإجراءات الشديدة تسود في كل عملية إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه وفي كافة أوجهها. وينبغي التمسك بإدارة الحزب وفقا للقواعد، والجمع بين المعالجتين الفرعية والجذرية، وإبراز الانضباط في المقدمة، وتعزيز الحس التنظيمي والانضباطي، وكون جميع أعضاء الحزب سواسية أمام الانضباط الحزبي. ويتعين تشديد المسؤوليتين الرئيسية والرقابية عن إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه، وتعزيز الرقابة على الهيئات والكوادر القيادية الحزبية خاصة الكوادر القيادية الرئيسية.

إن قيادة الحزب الشيوعي الصيني هي أهم المميزات الجوهرية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأكبر تفوق للنظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، وبالتالي فإن الحزب يقود كافة القطاعات رأسيا وأفقيا في كل أنحاء البلاد، فيجب على الحزب التمسك بممارسة السلطة بالأساليب العلمية والديمقراطية ووفقا للقانون، وتعزيز وتحسين قيادته وذلك بالتكيف مع متطلبات الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي.

ويتعين على الحزب ممارسة أنشطته في حدود الدستور والقوانين. وينبغي عليه ضمان عمل أجهزة الدولة التشريعية والقضائية والإدارية والرقابية والمنظمات الاقتصادية والثقافية والمنظمات الشعبية بنشاط ومبادرة، وباستقلالية ومسؤولية، وبتناسق وتوافق. ويجب عليه تعزيز قيادته لنقابات العمال وعصبة الشبيبة الشيوعية واتحاد النساء وغيرها من المنظمات المجتمعية لحفظ وترسيخ طابعها السياسي وتقدميتها وشعبيتها وإظهار أدوارها تماما.