Menu

قراءة أولى لنتائج اللقاء القيادي الفلسطيني في القاهرة الذي تم في العلمين بمصر العربية في ٣٠/٧/٢٠٢٣

وديع ابو هاني

هل كان يمكن أن يتمخض عن لقاء القاهرة جملًا فلسطينيًا نستطيع من خلاله مواجهة التحديات التي تنتصب أمام المشروع الوطني وقضية وحقوق الشعب الفلسطيني…؟

من الصعوبة موضوعيًا اختبار وتقييم نتائج ومخرجات اللقاء القيادي الفلسطيني الذي عقد في العلمين برعاية مصرية وبحضور الرئيس أبو مازن. لكن بالعودة للتجارب السابقة من المؤكد أننا أمام تكرار نفس الأسطوانة والتفاوض والحوار على عناوين أشبعت حوارًا وجرى ترسيمها بقرارات وطنية ومن أعلى هيئات منظمة التحرير الفلسطينية وجميعها تكدس في الأدراج، والأهم أنها شكلت قواسم وتوافق عليها الجميع وعلى رأسها وثيقة الوفاق الوطني التي عكست ارادة الحركة الوطنية الأسيرة في حينه عام ٢٠٠٦، يبقى السؤال هل نفذت القرارات السابقة للرهان والبناء على قرارات ومخرجات جديدة تدعم المتفق عليه؟ أم مازال لسان حالنا اتفقنا على أن لا نتفق؟

الحقيقة ما زالت الهوة كبيرة بين خطين ونهجين سياسيين، وعلى خيارات ثبت فشلها. كلفة الموقف والمصالح وعدم الشفافية والجرأة تكتنف خط وسلوك السلطة الفلسطينية التي ما زالت تتهرب من التزاماتها تجاه شعبها وشركائها الوطنيين، ثم أن غياب المناخات الوطنية الداخلية والديمقراطية التي سبقت اللقاء القيادي أرخت بظلالها سلبًا على اجتماعات القاهرة، الأمر الذي أدى لغياب قوى فاعلة وتاريخية عن لقاء القاهرة بسبب حملة الاعتقالات العشوائية والتي طالت قوى المقاومة، وخاصة الاخوة في حركة الجهاد الاسلامي.

لذلك ما دامت السلطة الفلسطينية تتشبث وتتبنى مقولة (عنزا ولو طارت) فلا امكانية للرهان على جديد ونوعي من الاجتماع الأخير، بعدما تبين أن البيان الختامي مقتضب ولا يسمن ولا يغني ولا يتبنى خط المراجعة الجدية التي يمكن أن تفضي لبناء استراتيجية كفاحية جديدة مبنية على وحدة الشعب وقواه بشراكة وطنية، وتعزيز صموده من خلال مقاومة شاملة، ليس للاحتلال فقط الذي يتغول على كافة مجالات الحياة الفلسطينية، بل أن يتطور نضالنا لتعرية وعزل النظام الاستعماري العنصري الصهيوني في إطار معركة شاملة على الأرض وفي الميدان وفي كافة المنابر الدولية.

مع ذلك وإلى أن تعود القوى التي اجتمعت إلى أعشاشها وتقيم هيئاتها نتائج ومخرجات ما حصل يبقى لنا كلمة ورأي أخر ليس بعيدًا عن حكمة ستي (اللي يجرب المجرب عقله مخرب).

العبرة بالتنفيذ، وليس فقط بتعداد أمكنة جولات الحوارات السابقة وتلبيتنا لها، والتي أفقدت جماهير شعبنا أي رهان وثقة وأمل بالوعود التي تقطع ولا تنفذ بعد كل لقاء قيادي فلسطيني.