Menu

أبناء الشمس.. رجال الأنفاق

شهداء الأنفاق

عصام السعدي

لا أحد يدرك معنى الضوء والنور مثلهم
الرجال الملثمون، من لا يحفلون بأسمائهم
من جعلوا من الأثر اسما لهم...
فنحتوا ببرق عيونهم مسارات للشمس، كي تشرق من جهة أقدامهم

البارحة، ونحن نركض متعةً تحت المطر، أو نحتضن زوجاتنا وأولادنا قرب مدفأة تبعث فينا الحبور... كان خيط ماء الموت يتسلّل بين الشقوق ليدفنهم تحت الأرض.

لعلّهم سمعوا صوت أقدامنا المرحة، وضحكاتنا الوادعة، وهم يتنادون لغلق الشقوق بأكتافهم وأكفّهم وظهورهم العارية...
لم ينادوا علينا، ولم يربكوا ركضنا تحت المطر، ولا قطعوا همساتنا الساخنة في آذان من نحبّ
وماتوا، حالمين بضوء ينير المسافة ما بين "الناقورة"، و"أم الرشراش"

رجال الأنفاق في غزة، وحدهم يعرفون معنى الضوء... 
وحدهم نجوم تحت الأرض، وتنير ليلنا

تحاضنوا مختلطين بالطين، 
وشهقوا وأكفّهم تقبض على العهد، 
ثمّ أطلقوا زفيرهم الأخير في العتمة
بلا أسماء تدلّ عليهم...

رجال الأنفاق في غزة / أبناء الضوء
هكذا، يصعدون كمعجزة في السماء...كلّما ذهبوا عميقا في أرض غزة