Menu

الضفّةُ المحتلّةُ ساحةٌ رئيسيّةٌ للمواجهة

نائبُ الأمينِ العام للشعبيّة: فصائلُ المقاومة موحدّةٌ ميدانيًّا ولا خيارَ أمامنا إلا إدامة الاشتباك مع العدوّ الصهيوني

غزة _ بوابة الهدف

أكّد نائبُ الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر، أنّ اللقاء الثلاثي الذي عُقد أمس الأحد، بين قادة حماس والجهاد والشعبيّة، جاء في توقيتٍ مهمّ، حيث تسعى حكومة الاحتلال لمواصلة الاستيطان والانتهاكات بحقّ المقدّسات الفلسطينيّة، وفي ظلّ مهدّداتٍ ومخاطرَ تستهدف تصفية القضيّة الفلسطينيّة. 

وشدّد الرفيق مزهر، خلال لقاءٍ عبر قناة الميادين، على أنّ هناك ضرورة وأهمية كبيرة لوحدة المقاومين في الميدان؛ حتى لا نعطي فرصةً للاستفراد بأي فصيلٍ من فصائل المقاومة الفلسطينيّة، لافتًا إلى أنّ تصاعد المقاومة واتّخاذ قرارٍ من قوى أساسيّة بتصعيدها في وجه الإجرام الصهيوني، له أهميّةٌ بالغة، ونحن مع تصعيد المقاومة باعتبارنا أمام حالة اشتباكٍ مع العدو الذي يحتل أرضنا.

وأشار الرفيق مزهر، إلى أنّ الوحدة الميدانية مهمة، وتجميع عناصر القوة ومضاعفتها أمر مهم في مواجهة الاحتلال، وهذه مهمة استراتيجية لدى الجبهة الشعبيّة، مشدّدًا على ضرورة تعزيز الوحدة الميدانية وبحث تشكيل مظلّةٍ ومرجعيّةٍ لكل المقاومين على اختلاف انتماءاتهم، لذلك نبحث تشكيل جبهة مقاومة موحدة في الميدان. 

وحول المقاومة بالضفة المحتلة، قال الرفيق مزهر، إنّ الضفّة محورٌ وساحةٌ رئيسيّةٌ للاشتباك مع العدو الصهيوني، مؤكّدًا أنّه لا خيار أمامنا إلا بتصعيد المقاومة، باعتبارها ركيزةً أساسيّةً تُلحق الأذى بالعدو المتغطرس، الذي يقوم على دماء شعبنا الفلسطيني.

ونبّه مزهر، أنّ سياسة الاحتلال وتوزيع أوهامه على المستوطنين، لا يمكن أن تمرّ، سواءً على الشعب الفلسطيني، أو الأمتين العربية والإسلامية، ونعدّها لعبًا في النار، موجّهًا كلّ الدعم والإسناد والتحيّة للمقاومين في الميادين، على امتداد الأرض الفلسطينية.

وأضاف: "المقاومة تسجّل انتصاراتٍ كبيرة، ستذهب إلى رحيل العدو عن أرضنا، ورأينا كيف رحل الاحتلال عن قطاع غزّة، وعلى العدو أن يتراجع ويفكّر مليًّا بالانسحاب من الضفّة المحتلّة، وهذ خطوةٌ مهمّةٌ نعمل عليها، وعلى كل قوى المقاومة أن تتوحّد في العمل على ذلك".

كما شدّد نائب الأمين العام للجبهة على أنّ "رحيل الاحتلال عن الضفة هدفٌ أساسيٌّ واستراتيجيٌّ لن نتراجع عنه بأي حالٍ من الأحوال، ومصير هذا الاحتلال إلى الزوال والرحيل، وهو ليس بعيدًا عن الرحيل أمام الشعب الفلسطيني ومقاومته، مسنودًا بمحور المقاومة الذي يسانده ويقدم الدعم والإسناد على كل المستويات".

وفي سياقٍ آخر، أكّد مزهر أنّ التنسيق الأمني يُلحق ضررًا بالمقاومة وعناصرها، وهناك قرارات إجماع وطني بوقفه، لكنها ظلّت في الأدراج، فالتنسيق الأمني قائم على الأرض؛ لأنّه نتيجة للاتفاقات الموقّعة مع الاحتلال، وعليه؛ شدّد مزهر على ضرورة إنهائه والانصياع لقرارات الإجماع الوطني وتطبيقها، التي تدعو لإنهاء العلاقة مع الاحتلال وسحب الاعتراف به، مطالبًا السلطة بإعطاء فرصةٍ ومساحةٍ للمقاومين، للتحرّك دون قيودٍ أو عوائق.

وبيّن نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة أنّ خيارات المفاوضات والتسوية جُرّبت كثيرًا، ولم تجلب لشعبنا إلا مزيدًا من الخيبات والانكسارات، مشدّدًا أنّ خيار المقاومة والوحدة الميدانيّة والوطنيّة، التي تعزّز الشعب الفلسطيني على أرضه، هو السبيل لانتصارنا على العدو الصهيوني.

وبشأن منظمة التحرير، أوضّح مزهر، أنّها إطارٌ فلسطيني نتمسّك به ممثّلًا وحيدًا للشعب الفلسطيني، لكنّها في حاجةٍ إلى إعادة بناء، حيث تجمع كل القوى الفلسطينيّة، مضيفًا أنّ القرارات التي تصدر عن المنظّمة ظلّت حبرًا على ورق، ولن تجد أي طرق أو ترجمات لتنفيذها، وهذا الأمر في حاجة إلى حوارٍ وطنيٍ فلسطيني.

وبخصوص مخيّم عين الحلوة جنوب لبنان، شدّد الرفيق مزهر، أنّ الوجود الفلسطيني في مخيّمات لبنان والشتات، يشكّل مصدر إزعاجٍ للعدو ومن يقف خلفه، مشيرًا إلى أنّ هناك محاولات لتصفيّة قضية اللاجئين الفلسطينيين، فمخيّمات لبنان و سوريا تشكّل عنوانًا ورمزًا لقضيّة اللاجئين.

وبين مزهر، أنّ هناك محاولات لخلق فتنةٍ داخليّةٍ لتأجيج الأوضاع، وإعطاء فرصةٍ ومساحةٍ لتدخّلاتٍ تهدفُ لإنهاء المخيّمات التي تمثّل اللاجئ الفلسطيني، ومخيّم عين الحلوة يُمثّل عاصمة مخيّمات الشتات، واستهداف هذا المخيم ليس صدفة، وإنّما هناك مخطّط حقيقيّ لاستهدافه.

وأكّد مزهر، أنّ ما يحدث في مخيّم عين الحلوة يهدف أيضًا لإدخال لبنان في متاهة الإشغال والاستنزاف الداخلي، ولبنان ليست بعيدةً عن المؤامرة التي تُحاك على فلسطين، فطالما هناك مقاومة، فإنّ المؤامرات والمخططات لن تتوقّف سعيًا لإنهائها.

وبشأن التطبيع، وما يُثار حول قرب السعودية من إقامة علاقات مع دولة الاحتلال، قال نائب الأمين العام للجبهة: "السعودية دولة مركزية، وعندما تُقدم على التطبيع مع العدو وانخراطها بالعلاقة معه سيلحق ضررًا كبيرًا على المستوى العربي، ونُحذّر من إقدامها على التطبيع مع إسرائيل، ومن الواضح أنّها قطعت شوطًا مهمًّا في المفاوضات، ونقول إنّ المطلوب هو عدم بيع الأوهام للشعب الفلسطيني، وتسويق أوهام الأفق السياسي من خلال التطبيع".

وطالب مزهر الفلسطينيين بعدم التساوق مع أي محاولات للتطبيع مقابل رشاوى أو امتيازات معينة، مشيرًا إلى أنّ انخراط السعودية في التطبيع، سيشجّع أطرافًا عربيةً أخرى لإقامة العلاقات مع الكيان، الذي يجب أن يكون مرفوضًا ومنبوذًا في المنطقة.

وختم نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة حديثه خلال اللقاء بالقول: "إذا اعتقد البعض أن التساوق وعقد الاتفاقيات مع العدوّ يمكن أن يحمي عروشهم، فنقول إنّ الشعوب العربيّة لن تقبل بهذا الجسم السرطاني في منطقتها، والمطلوب من الجانب الفلسطيني رفض أي عروض لمقايضة التطبيع مقابل الأموال والامتيازات، والتمسك بموقفٍ سياسيٍّ واضحٍ إزاءَ هذه القضيّة".