* عملية طوفان الأقصى ستترك آثاراً عميقة على الكيان الصهيوني في المدى القريب والمتوسط والبعيد على المستوى العسكري والأمني والسياسي والاجتماعي كيف تقرأ هذه الآثار؟
** عملية طوفان الأقصى عملية بطولية ونوعية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. والفلسطيني الصهيوني.
لذلك سيترك هذا الحدث الكبير والعظيم آثاره على مختلف الصعد. (ما قبل 7 أكتوبر ليس كما بعد 7 أكتوبر).
أولاً: هذا الحدث ترك أثراً كبيراً على الكيان وزاد من أزماته ومشاكله الداخلية وبدأت تشعر بعض الأحزاب والقيادات والمستوطنين أن وجودهم (على كف عفريت). وأن الكيان يعيش مرحلة (وجود أو زوال هذا الكيان عاجلاً أو آجلاً).
ثانياً: تأثير الحدث على حلفاء الكيان وبشكلٍ خاص الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها. لذلك تحركت الإدارة الأمريكية بهذا المستوى من الوقاحة والعداء لشعبنا العظيم (سياسياً وعسكرياً وعلى مختلف الصعد).
ثالثاً: الآثار الإيجابية لهذه المعركة البطولية على الجماهير العربية وحركتها في مواجهة أنظمتها المطبعة والعميلة وفي مواجهة العدو عبر أساليب مختلفة. منها المقاطعة وغيرها.
ومحاولات الضغط على هذه الأنظمة لسحب السفراء وإغلاق السفارات الصهيونية في الأقطار العربية التي طبعت حكوماتها مع العدو الصهيوني.
* بعد مضي أكثر من شهر على معركة طوفان الأقصى تقوم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني وتدمير هائل للبنية التحتية ومنازل المواطنين هل الهدف من ذلك الانتقام ام أن لهذا التدمير أهداف أخرى؟
** الهدف من هذه الهجمة الإجرامية التي يقوم بها العدو محاولة استرداد هيبته وهيبة جيشه التي دُمرت، ويريدون تحقيق نصر ولو بمزيد من المجازر والتدمير...الخ
الأمر الثاني محاولة تهجير شعبنا في غزة تمهيداً للخطوة الثانية الهامة جداً وهي تهجير شعبنا من الضفة إلى الأردن.
هذا السيناريو قائم ومدعوم من الإدارة الأمريكية والمسألة مسألة وقت وينتظرون ماذا سيجري على الأرض.
والهدف الثالث إيجاد طريقة للسيطرة الأمنية على قطاع غزة والتحكم أكثر مما مضى في كل شيء في القطاع.
نتائج المعركة في الميدان هي التي تقرر أياً من السيناريوهات سيتم.
وأنا أعتقد أن الواقع في الميدان سيُفشل كل هذه السيناريوهات بما فيها سيناريو عدم تبادل الأسرى في سجون العدو الصهيوني، ستنجح المقاومة وسينجح شعبنا في تحقيق أهدافه وفرض شروطه على العدو (بالدم والنار والبطولات والتضحيات) من كل الشعب ومن كل الفصائل المقاومة في غزة وفي الضفة. معركة واحدة ومصير واحد.
* هناك مشاورات أمريكية اسرائيلية مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار جنوب قطاع غزة اذا ما حصل ذلك هل سيعتبر ذلك بداية سقوط الأهداف العدوانية التي أعلنتها إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة؟
** نعم إذا تم وقف إطلاق نار شامل في الوضع الحالي يعتبر انتصار للمقاومة وتستطيع المقاومة أن تطرح شروطها وأهمها رفع الحصار عن غزة، وتحرير جميع الأسرى في سجون العدو بدون أي استثناء. وإعادة إعمار غزة كخطوة أولى. وبعد ذلك تحدد الفصائل التوجهات السياسية المستقبلية من خلال اجتماعات لجميع الفصائل لوضع خطة عمل وبرنامج يتناسب مع ما حققه شعبنا وفصائله المقاومة على قاعدة استمرار المقاومة وبرنامج مغاير تماماً لبرنامج أوسلو الكارثي على قاعدة ما قبل 7 أكتوبر وليس كما بعدها
* هناك مشاريع تطرح من قبل الأمريكي والاسرائيلي عن إمكانية وجود قيادة فلسطينية على مقاسهم تدير قطاع غزة ما بعد الحرب انطلاقا من هذا ولقطع الطريق على هكذا مشاريع لماذا لا يتم التفكير بتشكيل قيادة طوارئ فلسطينية مؤقتة تضم القوى الرئيسية إضافة لشخصيات وطنية وأعضاء من اللجنة التنفيذية تقود المواجهة الآن وتكون هي المرجعية المؤقتة لإدارة قطاع غزة ما بعد الحرب؟
** أعتقد أن هذا الاقتراح معقول لكن يحتاج لنقاش وتبادل الآراء لأن أمام هذا الاقتراح عقبات عديدة. سبق أن طرح سابقاً (هيئة مؤقتة مع الأمناء العامين) لم تنجح.
وسبق أن طرحت آراء تمت الموافقة عليها في دورات مجالس وطنية عديدة ومجلس مركزي واجتماعات الفصائل في القاهرة وغيرها.
هناك جهة متحكمة بالقرار وهي السلطة وقيادة المنظمة الحالية برئاسة أبو مازن.
أنا أعتقد أنه يجب أن يتم بحث إمكانية انتخاب قيادة للشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارج الوطن. وأن يجري الفصل بين السلطة والمنظمة وقيادة المنظمة الأفضل أن تكون مقرها في أحد الأقطار العربية (الجزائر و العراق والجامعة العربية وتونس....الخ)
أي تحرير قيادة المنظمة ومؤسساتها من قيود الاحتلال. (أي دولة في المنفى) وسلطة تدير الشؤون المدنية في الداخل. والعمل على توحيد الشعب والجغرافيا في الضفة +غزة على طريق تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها.
* ملف الجنود الأسرى صحيح أن القسم الأكبر في يد كتائب القسام لكن هناك أسرى لدى بعض الفصائل وهذا الملف يجب أن لا يحصر بعملية تبادل للأسرى فقط بل علينا استثمار وجود هذا العدد الكبير لدينا في ملفات عديدة مثل فك الحصار عن غزة، إعادة إعمار غزة ما بعد الحرب، وقف توغل الاستيطان المستوطنين، وقف اقتحامات الأقصى، وهذا يتطلب وجود قيادة فلسطينية موحده تدير ملف التفاوض حول هذه القضايا؟
** نعم يجب أن نطرح صفقة كاملة أو شروط كاملة وشاملة فهذه فرصة يجب أن نحقق من خلالها إنجازات وانتصارات وأهمها تحرير الأسرى.
أنا أوافق على كل ما طرح في هذا السؤال. كذلك العمل في هذا المجال يجب أن يكون موحد وتشكل له مرجعية موثوقة وصلبة من جميع فصائل المقاومة وليس كل فصيل لوحده.
* لوحظ غياب كامل لغرفة العمليات العسكرية المشتركة للفصائل الفلسطينية في غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى إلى الآن كيف تفسرون ذلك. خاصة أن المعركة تتطلب تنسيقا كبيراً بين مختلف الأجنحة العسكرية؟
** بات معروفاً أن الذي جرى رغم إيجابياته الكبيرة جداً لم يجرِ من خلال غرفة العمليات المشتركة أو التنسيق بين الفصائل تفردت بالقرار وبالتوقيت (الأخوة في حركة حماس ) والخطة التي وضعتها قيادة القسام خطة خاصة بالوحدات المقاتلة لقوات القسام مع إجراءات أمنية هامة ودقيقة وناجحة...الخ
الفصائل الأخرى التحقت بخطة حماس وعملت على أساسها.
الآن ما يجري هو تنفيذ لما كان متفقاً عليه سابقاً – محاور المواجهة وكيفية التصدي للعدو ونقاط تمركزه، أو نقاط تقدمه بالإضافة إلى التوزع داخل مدن غزة يجعل العدو يدفع ثمن توغله البري. وهذا جاري فعلاً الآن ببسالة وشجاعة منقطعة النظير من قبل كل فصائل المقاومة.
* ما بعد عملية طوفان الأقصى غير ما قبلها هل سنشهد إنهاء للانقسام الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا على أسس وطنية، هل سنشهد مراجعة سياسية شاملة واشتقاق استراتيجية مواجهة شاملة والتخلي عن أوهام التسوية؟
** المفروض أن يحصل ذلك فور انتهاء المعركة أو قبل انتهائها. ولكن ليس على الطرق والأساليب السابقة وليس على أساس الاجتماع والصور وبيان شكلي غير مفيد وغير قابل للتنفيذ، هذه المعركة يجب أن تشكل تغييراً نوعياً في كل أساليب عمل الفصائل ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والانتخابات أول خطوة نوعية يجب أن تتم. بعيداً عن أي حسابات فئوية أو شخصية. والظروف ناضجة والدم يوحدنا. غزة توحدنا، فلسطين توحدنا، غير هذا الفهم سيوصلنا إلى أوسلو جديدة أو أقل من أوسلو إذا بقيت دقة القرار والسلطة للقيادة الحالية يجب أن تفرز هذه المعركة دروس جديدة وقرارات جديدة وعلاقات جديدة وإعادة بناء للمؤسسات والفصائل نفسها تبني نفسها على أساس المقاومة المستمرة للاحتلال وليس أي أساليب أخرى.
* البعض عاتب على دور محور المقاومة في هذه المواجهة المستمرة منذ أكثر من شهر كيف تقيمون دور محور المقاومة في هذه المواجهة؟
** محور المقاومة وضع خطة مشتركة للقيام بعمل شامل في خطة موحدة تتضمن تفاصيل الخطوات والتجهيزات.
الخطوات الأولى والثانية والانتصار.
الأخوة في حركة حماس بادروا لهذه العملية البطولية بدون أن ينسقوا مع احد.
ونحن ايدنا الخطوة بعد أن نفذ الأخوة / القسام/ الجزء الأكبر من العملية.
في كل الأحوال محور المقاومة لا زال مستعداً لخوض المعركة الشاملة ولاحظنا أن الأخوة في اليمن على اتم الاستعداد وعبروا عن ذلك بضربات تكتيكية للكيان الصهيوني وأعلنوا عن ذلك. وهذا ينطبق على أخوتنا المقاومة العراقية.
أما بالنسبة لأخوتنا في حزب الله فهم حسب خطتهم يقومون بواجبهم، ومعركة الجنوب مفتوحة يومياً اشتباكات وخسائر وتضحيات، وبالمقابل قتلى وجرحى وتدمير أجهزة / تقنيات العدو على الحدود وفي المستوطنات. وهذه مقدمة للحرب الشاملة إذا اشتعلت.
ثقتنا بأخوتنا في محور المقاومة كبيرة وستأتي اللحظة التي تضغط فيها كل هذه القوى على الزناد (لإزالة هذا الكيان الفاشي المجرم.) وسنجعله يدفع ثمن كل جرائمه.
* أعادت معركة طوفان الأقصى الألق للقضية الفلسطينية على مستوى الشارع العربي كيف تقيمون دور الشارع العربي وقواه الوطنية في إسناد ودعم شعبنا الفلسطيني؟
** نعم المحرك للجماهير العربية هي المقاومة الفلسطينية. مقاومة الاحتلال عبر الميدان والشجاعة والبطولة للمقاومة ولشعبها.
وهذا ما نشهده الآن بطولات الشعب الفلسطيني وتضحياته جعلت كل شعوب العالم تنتفض لدعمه وإسناده رغم قمع الأنظمة خاصة المطبعة مع العدو.
المطلوب من جماهيرنا العربية:
1- أن تفرض على حكوماتها المطبعة أن تلغي التطبيع وتسحب السفراء...الخ
2- الطلب من انظمتهم الدعم المستمر على مختلف المستويات للشعب الفلسطيني.
3- مقاطعة البضائع الأمريكية والغربية بشكل عام.
4- الطلب من هذه الأنظمة العربية جميعها أن تساهم في إعادة إعمار غزة.
5- الاستمرار بالمظاهرات والمسيرات في الساحات والشوارع العربية.
6- رفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم ومقاومة ذلك رسمياً وشعبياً.
7- اعتبار الولايات المتحدة شريك للعدو.
8- إثارة موضوع السلاح النووي الصهيوني في كل المحافل الدولية ووضع هذا الأمر على جدول أعمال المؤسسات الدولية والعربية للتفتيش والمحاسبة...الخ لأنه هناك اعتراف من قبل العدو أنه يملك سلاحاً نووياً.
* شهدنا حراكاً دولياً على مستوى الشارع الغربي يدين الجرائم الصهيونية وشهدنا مواجهة سياسية بين أمريكا والغرب من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى عبر استخدام الصين وروسيا الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الأمريكي الذي يشرع العدوان على شعبنا الفلسطيني كيف تقيمون الدور الروسي والصيني في وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في غزة؟
** علاقتنا مع الصين وروسيا جيدة جداً ونثمن مواقفهم في المحافل الدولية والدعم لشعبنا وخاصة لغزة الآن. لكن هذا لا يكفي والمطلوب التصدي لهذه الجرائم والمذابح بطرق وأساليب أكثر فعالية وأكثر تاثيراً خاصة وان الولايات المتحدة شريكة في هذه الحرب سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ووجود مباشر في المنطقة