Menu

حوار الرفيق أبو علي حسن: عملية طوفان الأقصى ضربت العقيدة الصهيونية والمجتمع الصهيوني يعيش حالة تناقض واضطراب قهري

أبو علي حسن

حاورته: لمى الشطلي

عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر استطاعت كسر العقيدة الأمنية الصهيونية لدى الكيان الصهيوني، وأحرجت أجهزته العسكرية والاستخباراتية، فكانت عملية بطولية استراتيجية بامتياز أفصحت عن قدرات المقاومة الفلسطينية وغيّرت من قواعد الاشتباك لصالح فصائل المقاومة، مما جعل الكيان في حالة صدمة انعكست على عدة مستويات وأثّرت في بنية المجتمع الصهيوني نفسه، نحاول في هذا الحوار مع الرفيق أبو علي حسن (عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين )، أنّ نقرأ تأثير عملية طوفان الأقصى على الكيان الصهيوني وانعكاساتها على المستوى الأمني العسكري، السياسي والاقتصادي.

*عملية طوفان الأقصى أسقطت نظرية الردع لدى جيش الاحتلال، وكان لها انعكاسها على مستوى المؤسسات العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني، كيف تقرأ هذا؟

**من المفيد الإشارة أنّ الكيان الصهيوني قبل عملية طوفان الأقصى كان يعيش أزمة وجودية وعبّر عنها بالخطر الوجودي الناتج عن تآكل عملية الردع لديه على مدار ثلاث سنوات، وهذا يعني أن الكيان الصهيوني لم يعد باستطاعته خوض حروبه مع الأنظمة والبلدان العربية كما كانت وفق العقيدة الصهيونية السابقة التي تحدثت عن:
- أهمية الحروب الخاطفة أي خلال ٥ أو ٦ أيام تحسم الأمور مع الجيوش العربية.
- المعركة يجب أن تدار على أرض العدو وخارج فلسطين.
-  يجب ألا يكون هناك أسرى صهاينة.
- لا يجوز إبقاء جثث بالميدان.


وكلّ هذا ضُرب، العقيدة الصهيونية لم تعد هي العقيدة التي كان الكيان يحارب بها في الأعوام الماضية، قد تغيرت العقيدة والأدوار والمكان، فالمكان في السابق كان على الأراضي العربية واليوم هو داخل الكيان الصهيوني، والجيوش العربية كانت تقاتل سابقاً اليوم المقاومة الفلسطينية هي من تقاتل، الأداة اختلفت والقدرة على مواجهة المقاومة الفلسطينية أصبحت محدودة بدليل تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة.

الكيان الصهيوني لم يعد كما كان في السابق، انكمش على نفسه، وحروبه تجاه التوسع وتحقيق انتصار ما على الأنظمة العربية أو الفصائل الفلسطينية اندثرت وأصبح بحالة دفاع، لذلك الحديث عن تآكل عملية الردع يعني تآكل في العقيدة العسكرية والأمنية الصهيونية.

*كيف يمكن فهم تعنت الكيان الصهيوني بالقضاء على حماس، هل المشكلة في حماس أم في قطاع غزة؟! وإذا كانت المشكلة في حماس لماذا يقصف القطاع بكل هذه الوحشية؟

**من الخطأ تبسيط عملية الصراع مع الكيان الصهيوني، فهي ليست بين فصيل فلسطيني لوحده والكيان، وليست بين نظام عربي والكيان، وإنّما عملية الصراع التاريخية مع كيان مصطنع من الاستعمار البريطاني والغربي وتحوّل إلى كيان إجلائي عنصري نازي لا يريد أن يتعايش حتى بالمنطقة، الكيان الصهيوني لا يستهدف حماس ولا أي فصيل بعينه بقوته المادية وإنّما يستهدف الحلم والتفاؤل والأمل الفلسطيني واستئصال غدة الوعي الوطني الفلسطيني، وهذا لا يمكن أن يتأتى أو يتحقق إلا من خلال ضرب البنية السياسية والاجتماعية والعسكرية والميدانية لكلّ المقاومة الفلسطينية، الكيان الصهيوني بالمعنى السياسي يريد تحقيق نصر بنيوي بهزيمة الوعي الفلسطيني وحينما يُهزم تتآكل الحركة الوطنية الفلسطينية وتتشتت الإرادة الفلسطينية ويسود الإحباط واليأس فيعيش الكيان في أمان، وهذا لا يتحقق إلا من خلال ضرب المقاومة الفلسطينية وفصائلها وتحميل المدنيين المسؤولية، وضرب البيئة الشعبية الحامية للمقاومة وهذا ما يفسر استهدافه للمدنيين، لكن بمعنى المرجعية الدينية لدى الكيان المستندة لنصوص التوراة التي تتحدث عن قتل الغويم (الآخر) من أطفال، نساء وشيوخ ...إلخ وعدم إبقاء أثر لهم عند خوض المعارك، وتتحدث عن قتل العماليق (الفلسطينيون أو الكنعانيون) أي أنّ هناك مرجعية دينية لكلّ هذا القتل والإبادة الجماعية وليست مقتصرة على المرجعية السياسية.

*لماذا يتم التركيز في العملية العسكرية لجيش الاحتلال على شمال قطاع غزة، لما يتم العمل على إفراغه؟

**هناك ورقة سياسية صدرت عن وزارة الاستخبارات الصهيونية تحت عنوان "خيارات التوجيه السياسي للسكان المدنيين في قطاع غزة" طرحت سيناريوهات عدة لكيفية التعامل مع قطاع غزة بعد بدأ عملية طوفان الأقصى:

-السيناريو الأول: القصف المستمر على شمال قطاع غزة وبعد ذلك تأتي السلطة لتستلم المسؤولية.

-السيناريو الثاني: أيضاً قصف مستمر ثم تأتي قوى عربية أو دولية متعددة الجنسيات وتستلم إدارة قطاع غزة.

-السيناريو الثالث: تهجير وتطهير الشعب الفلسطيني بالقتل المستمر.

وتم اعتبار السيناريو الأول خطير جداً ويجب التخلي عنه، والسيناريو الثاني تم استبعاده لأنه يبقي الأيديولوجيا الفلسطينية المعادية للكيان الصهيوني وليس باستطاعته فرض أيديولوجيا بديلة، تم اعتماد السيناريو الثالث واستخدام سياسة القتل لخلق حالة توازن ديمغرافي بين تعداد السكان الصهاينة والفلسطينيين في عموم فلسطين، لكن القتل ليس كافي لأنّه ربما يخلق ردود فعل دولية فمارس عملية التهجير إلى جانب عملية القتل وتصوّر الكيان سيناء أو الأردن أو أي مكان آخر بديلاً لغزة وبعد انتهاء المعركة بإمكانه أن يرتب سلطة فلسطينية مُستأنسة بالاحتلال. والتهجير استهدف شمال غزة لاكتظاظه بالسكان وازدحامه بالأبنية والأبراج فبدأت عملية التقتيل والدعوة إلى الهجرة للجنوب توطئةً لانتقالهم إلى سيناء، وباعتقاد الكيان أن الجزء الأكبر من المقاومة في شمال غزة لذلك تم التركيز عليه ومحاولة إفراغه لكن هذا السيناريو اصطدم بالموقف المصري والأردني لرفضهم له، بيد أنني أعتقد جازماً بأنه لن ينجح في مخططاته لسبب بسيط جداً الشعب الفلسطيني ارتفع مستوى وعيه على مدار ٧٥ سنة بسبب تجربته السابقة بالهجرة وبالتالي لن يغادر وطنه لأن الشتات لم يكن أفضل من قطاع غزة أو الضفة الغربية.

*هناك ربط لدى العدو الصهيوني بين ملف الرهائن والقضاء على حماس هل هذه محاولة لكسب تأييد الشارع الصهيوني بعمليته العسكرية؟

** المجتمع الصهيوني يعيش حالة تناقض واضطراب قهري، وهذا خلق تباينات في الوزارات المختلفة والحل هو إرضاء الشعب المنكوب في السابع من أكتوبر اليوم الأسود بتاريخهم على حد قولهم، الكيان الصهيوني يحاول رفع معنويات مواطنيه عبر ربط موضوع تحرير الرهائن بالعملية العسكرية وما يرافقها من عمليات قتل وتهجير، يريد أن يهدي شعبه نصراً ما، لكن مهما حدث التصادمات والخلافات لن تنتهي داخل الكيان الصهيوني.

 

*إذا حدثت عملية تبادل بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني هل يمكن أن نشهد تقليص لحجم العملية العسكرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة وهل هناك احتمالية لانتهائها بعد عمليات التبادل؟

**كلا، أعتقد بأن المعركة طويلة ويمكن أن تأخذ شهوراً لأن الكيان الصهيوني لم يدخل المعركة للقضاء على الفصائل الفلسطينية فقط، هو دخل المعركة لهزيمة الوعي ولكن حتى هذه اللحظة فشل في مخططه وبالتالي يمكن بعد هذه المعركة أن تتعاظم قدرة المقاومة الفلسطينية ليخوض مرة أخرى معارك كثيرة، هو يريد بالحد الأدنى أن ينهي الصراع مع قطاع غزة عشرين سنة إلى الأمام وسيحاول أن يفرض شروطه ولن ينجح في كل الأحوال هذا من ناحية، من ناحية أخرى تدخّل الأمريكي في القتال، فالإدارة الأمريكية حتى هذه اللحظة ترفض وقف إطلاق النار وتحرّض الكيان الصهيوني على الاستمرار في القتال لكن لذر الرماد في العيون تطالب بتحييد المدنيين، الإدارة الأمريكية تتحدث عن حاجتها للكيان الصهيوني أكثر من حاجته إلى نفسه وهي تحارب مباشرةً معه، فالأمريكيون تفاجئوا من الانهيار والانكسار داخل الكيان مما اضطرهم للوقوف معه فأرسلوا حاملات الطائرات والمعدات العسكرية لنجدتهم، لذلك الكيان مستمر بالقتال بسبب الموقف الأمريكي.

*منذ بدء عملية طوفان الأقصى كان الكيان الصهيوني يصف حماس بداعش لماذا تم استخدام هذه التسمية؟! ما الهدف من ورائها؟

**الكيان يريد يافطة يقاتل تحتها، وهذه اليافطة استخدمها الأمريكي في حروبه السابقة بأفغانستان و العراق وحتى سوريا، الكيان يستثمر هذه اليافطة مجدداً هو لا يستطيع إقناع العالم بأنّ المقاومة والحركة الوطنية الفلسطينية كلها إرهاب مما اضطره لتصنيف الفصائل الفلسطينية إرهابية وغير إرهابية ويدّعي بأنه يحارب الإرهابية منها (حماس) لكسب التأييد العالمي في حربه وبالمناسبة لم تؤيده إلا الدول الاستعمارية الإمبريالية، وبرأيي لتفادي هذا كلّه كان يجب خوض المعركة باسم المقاومة الفلسطينية وفصائلها جميعاً وعدم تحديد فصيل بعينه حتى نفوّت على الكيان الصهيوني فرصة استخدام يافطة الإرهاب ولكن لا يجوز الدخول بالنقد أثناء المعركة.

*رئيس مجلس الأمن القومي يتبجح بقوله مستشفى الشفاء قدس الأقداس للمجتمع الدولي حاولوا منعنا من دخولها ودخلنها، كيف يمكن للمجتمع الدولي تبرير موقف حكومة الاحتلال وممارساتها التي تقع دوماً فوق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية؟

**الكيان الصهيوني أثبت أنه ليس هناك محرمات في حربه ضد الشعب الفلسطيني حتى لو كانت مستشفيات واستعمل حجة استخدامها كمركز قيادة من قبل الفصائل الفلسطينية في عملياتها ضد الكيان فقام باستهدافها، وهذا مغاير للقوانين الدولية التي لا تسمح بضرب المستشفيات لكن الكيان يخرق كلّ القوانين تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية التي تصمت على خرق القوانين الدولية أو تعاقب عليها وفق ما يتماشى مع مصالحها، وكلّ حديثها عن القوانين الدولية والحريات وحقوق الإنسان لا يصبّ في نهاية المطاف إلا في خدمة أجنداتها السياسية، وذاك تحديداً ما أغضب شعوبها التي خرجت تندد بهذا التناقض الصارخ بين ما وضعته القوانين الدولية وبين ما تمارسه حكوماتها التي اكتفت بإدانة الجرائم والانتهاكات التي يقوم بها الكيان دون اتخاذ أي إجراءات أخرى وهذا خدمةً لمصالحها ومخططاتها في المنطقة العربية.

*مليار شيكل يومياً نحو ٢٥٠ مليون دولار كلفة العملية العسكرية الصهيونية، نزول في قيمة العملة والأسهم وتدهور في قطاع السياحة لدى الكيان الصهيوني بالإضافة إلى المشاكل الدبلوماسية (سحب سفراء وقطع علاقات)، إلى متى تستطيع حكومة الاحتلال تحمّل كلّ هذه الخسائر؟! هل هذه المؤشرات تجعلنا نستقرأ قرب نهاية الحرب بسبب كلفتها العالية؟

**بعد معركة طوفان الأقصى توقفت عجلة الاقتصاد الصهيوني المكوّنة من عدة قطاعات فقطاع الخدمات والسياحة والمصانع توقفوا تماماً، وذلك بسبب استدعاء ٣٦٠ ألف من العاملين بهذه القطاعات كاحتياط لتغطية جبهات القتال، أي تم إفراغ العمالة الصهيونية مما أدى إلى توقف عجلة الاقتصاد، إضافة إلى ذلك جنود الاحتياط يحتاجون إلى تعويض قُدّر ب ٤.٣ مليار دولار بحسب الأرقام الأولية، وتم تهجير أكثر من ٢٣٠ ألف صهيوني من شمال فلسطين وجنوبها، وهناك مئات من الدبابات دُمّرت وهذا أيضاً كلفة مادية وليس بالإمكان تغطيتها محلياً إنّما من التعويضات المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية التي أقرت بتقديم ١٤.٥ مليار كمساعدات للكيان الصهيوني، وبالحديث عن الجانب المالي البنك المركزي الصهيوني أفرج عن ٧ مليار دولار لتقوية قيمة الشيكل الصهيوني والصرف على بعض القطاعات التي واجهت أزمات، وهذا وجّه ضربة موجعة للاقتصاد الصهيوني لتهبط قيمة الشيكل إلى ٤.٣%، أي أنّ الكيان الصهيوني يتكبّد خسائر اقتصادية جمّة، لكن بالعقيدة الصهيونية الاقتصاد تابع للأيديولوجيا وليس هو المعيار الذي يقرر السياسة الصهيونية في المعارك بل الأيديولوجيا، والكيان يعول على مساعدات الغرب لتعويض كل خسائره الاقتصادية مما يجعل أفق هذه الحرب مفتوحاً ومتوقفاً على معطيات ووقائع الأرض.

*في استطلاع أجرته صحيفة معاريف بعد معركة طوفان الأقصى أفاد عن تراجع حزب نتنياهو من ٣٢ إلى ١٧ مقعداً في الكنيست لصالح تعاظم قوة حزب الوزير في حكومة الطوارئ غانتس إلى ٤٢ مقعداً، هل يمكن أن ترجح الكفة في الانتخابات القادمة لصالح أحزاب الوسط إن جاز التعبير؟! وهل يمكن أنّ يؤثر ذلك على الرؤية الصهيونية للقضية الفلسطينية؟

**بالبداية لا يوجد أحزاب يمين ووسط ويسار بالعقيدة الصهيونية فالذي أنشأ الكيان واحتل فلسطين وطرد أهلها ومارس التطهير العرقي وأنشأ المفاعل النووي (ديمونة) وخاض حروب عدة هو اليسار المتمثل بحزب العمل الصهيوني الذي كان يُعتقد بأنّه حزب اشتراكي، وبالحديث عن الاستطلاع نجد أن إحدى أزمات الكيان الصهيوني الدورية التبدلات السنوية إبان عملية الانتخابات والتحولات في موازين قوى الأحزاب ظهور أحزاب جديدة وموت أخرى، بمعنى حين تكون هناك تبدلات بموازين القوى الداخلية يعني هناك صراعات أكثر مما يجب، وبعد هذه الحرب تحديداً سيذهب نتنياهو وفريقه إلى المقصلة السياسية بسبب تخاذل أدائهم خلال العملية العسكرية ومن المرجح أن يخسر غانتس أيضاً، وبحلول الانتخابات سنشهد صراع غير عادي في المؤسسة السياسية والعسكرية والأمنية، خصوصاً أن الإدارة الأمريكية باتت تبحث عن بديل لنتنياهو بعدما تبين فشله في هذه الحرب، لكن كلّ الأحزاب داخل الكيان الصهيوني تحمل رؤية وأيديولوجية موحدة متمثلة بالعداء للشعب الفلسطيني ومحاولة تصفيته ورفض حلّ الدولتين لأنّ المجتمع الصهيوني نفسه بات متطرفاً وأكثر يمينية وهو الذي يفرز قيادات حزبية متطرفة تؤمن بسياسة القتل ولا شيء آخر.

 

*بين الرواية الفلسطينية ورواية الاحتلال هل نجحت حماس وفصائل المقاومة بإدارة المعركة إعلامياً وكسب الرأي العالمي؟

**حماس وفصائل المقاومة قادوا المعركة الإعلامية باقتدار وبثوا للعالم مجريات المعركة بالصوت والصورة بينما الإعلام الصهيوني لم يستطع أن يؤكد روايته الفاقدة لأي دليل واعتمدوا على تزييف الوقائع واختلاق الأكاذيب، لكن قوة وتماسك أداء المقاومة الفلسطينية كشف زيف ما يدعيه الاحتلال أمام العالم كله، وحتى الإعلام الصهيوني نفسه بدأ يتململ من رواية المؤسسة السياسية والعسكرية وبات غير مقتنع ويشكك بها، إنّ الدم الفلسطيني استطاع إحداث انقلاب بالرأي العالمي وتحولات في الوجدان الشعبي العالمي مما دفع الملايين للخروج تأييداً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وإحدى أهم إنجازات معركة طوفان الأقصى أنّها أعادة خلق القضية الفلسطينية بصورة غير نمطية أظهرت الاحتلال على حقيقته وبيّنت مدى صدق الرواية الفلسطينية وثبات شعبنا الصامد رغم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، لتؤكد دون أدنى شك بأننا أصحاب الأرض وهم المحتلون القتلة، وبعد الحرب علينا الاستفادة من هذا الزخم العالمي المؤيد لقضيتنا وطرح أنفسنا كحركة تحرر وطنية فلسطينية وهذا يستدعي مبادرات جدية للوحدة الوطنية حتى نقنع العالم بأن الشعب الفلسطيني فريق واحد وأنّ منظمة التحرير الفلسطينية الغير حالية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني وتوحد طاقاته ضمن رؤية سياسية واحدة وبهذا تستمر شعوب العالم في دعمنا ومساندتنا.