Menu

مروان عبد العال في ندوة لملتقى النهضة: الكيان مولود غربي لقيط وهو امتداد عضوي للاستعمار "ومن شابه أباه فما ظلم"

بوابة الهدف - لبنان

 

 

تحت عنوان "الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني وحركات المقاومة" أقام ملتقى النهضة ندوة حوارية شارك فيها الكاتب والروائي والقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، وكلٌ من وزير العمل الأستاذ مصطفى بيرم، المفكر منير شفيق، والأستاذ معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، والقيادي القومي عن اللقاء القومي النهضوي توفيق مهنا، فيما أدار الندوة د. زهير فياض عن ملتقى النهضة وذلك في تاريخ 12-12-2023 في دار الندوة في شارع الحمرا.

استهل  مروان عبد العال مداخلته بتوجيه التحية إلى ملتقى النهضة  والزملاء والرفاق والحضور  وأشار إلى أنه  في الإبادة والمقاومة يجتمع الضدين " الموت والحياة" وبهما تستعاد كل مفردات الأسطرة والرموز والبطولة الخارقة، تحتشد دفعة واحدة على أرض غزة، طوبى لصناع البطولة هم بعين أعدائنا من غير البشر، لا أستطيع إلا أن أصفهم بغير ذلك، حقاً إنهم كذلك، فوق البشر، أطفال ونساء وأبطال من جنس الملائكة.

وأضاف: طوبى لمن استعاد صورة البطل الإغريقي الذي اخترق حصار طروادة، اخترق في السابع من أكتوبر، أكبر غيتو في هذا القرن، أكبر مخيم للاجئين والنازحين من عامي ١٩٤٨ و١٩٦٧، وأكبر سجن في الهواء الطلق، وأقسى حصار على مدار ١٧ عاماً.

وشدد على أنه الطوفان الذي جاء نتيجة لعملية تراكمية مركبة ليحدد من جديد معنى وحقيقة وآفاق هذا الصراع الوجودي والتي تتمظهر كالآتي:

١-  الجرأة الثورية على قلب موازين القوى، هذا الفعل الاستراتيجي ضرب من المستحيل لذلك اعتبر أنه ذنب لا يغتفر، وكل محاولة  لتغيير ميزان القوى في التجربة الكفاحية الفلسطينية نماذج بيروت ١٩٨٢ وقبل الأردن عام ١٩٧١ كانت تصد بقوة وغير مسموحة حتى من بعض النظام العربي الرسمي، ممنوع اختراق المعادلة، ممنوع تركيم وتوسيع محور المقاومة لأنه تغيير لواقع الهزيمة.

٢-  كشف هشاشة الكيان القائم على ركائز ثلاث: الدولة الثكنة، والدولة الوظيفة، والدولة الملاذ، وفجأة وجد الكيان نفسه منهاراً  يفقد القدرة على الردع، وأن يكون ملاذاً قوياً لا يقوى على حماية نفسه، هكذا فقد صدمه عقل المقهورين المتحرر وخارج بيت الطاعة، رغم سنوات التجويع والتركيع والتقطيع والحصار القاسي، ظل متمرداً ويقاتله كَنِدّ وغير قابل للتطويع.

٣-  طرح أساس الوجود للكيان باعتباره مولود غربي لقيط، كونه امتداد عضوي للاستعمار  بشكليه القديم والجديد، وكيل حصري  في تقديم خدمات للغرب وأكثر من ذلك هو امتداد للتركيبة الفكرية الاستعمارية، والعنصرية والنازية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية والتي يمارسها ليست استثناء، هذا جزء من تاريخ الغرب الاستعماري، وهو صنيعته وجزء منه. "ومن شابه أباه فما ظلم".

٤- الصراع وجودي "إما نحن أو هم" هذا بمنطق عدونا العنصري الصهيوني وجوهر أيديولوجيته واسترتيجيته الإحلالية وليست الاحتلالية فقط، حتى اتفاق أوسلو اعتبره خدمة أمنية له بهامش سياسي كهدف مرحلي بالنسبة له ريثما ينجز مهمته في حسم الصراع.

٥- سقوط المرجعية الفكرية التي قامت عليها التسوية، إن مهادنة الكيان ستفاقم من تناقضاته الداخلية والرهان يكون على أن التحولات يمكن أن تغيير من طبيعته الصهيونية،  لكن الذي ثبت أن الاجماع  اليوم على الحرب، هو وحدة صورية، وأن المقاومة وحدها قادرة على رفع منسوب القلق الوجودي لديه.

٦- اليوم أُعيد طرح السؤال الاستراتيجي: لمصلحة من يجري الزمن؟ هذا السؤال أيضاً شغل عقول قادة الصهاينة، كما الكثير من الباحثين عندنا، لكن الإجابة الحقيقية تكمن بالتالي: إن الزمن يجري لمصلحة من يستطيع أن يملأه، كيف يملأه؟ ليس بإضاعته ولا بالاستسلام للزمن، وليس بالتفريط بالقناعات والحقوق والخداع، بل بالإرادة والمقاومة والصبر والصمود، وهل وجدتم شعب يمتلك هذا الرصيد أكثر من أبناء غزة؟

٧- النصر المعجل قد تحقق في السابع من أكتوبر، والنصر المؤجل قادم  في اللحظة التي نحمى  النصر، هذه هي فرضية النصر. الوجع الفلسطيني هو هزيمة للعدو وهو أيضاً تعرية أخلاقية له  فرصية النصر، أن يعود أسراهم قتلى وتتوقف الحرب، أو أن يجري التبادل ويطلق سراح أسرانا جميعهم، وأن تستمر المقاومة، فأنت لست مهزوماً ما دمت تقاوم.

كما أكد عبد العال في حديثه على أن هناك ديناميتين لوقف العدوان، تعتمدان على دبلوماسية الصناديق.

اولاً: دينامية داخلية بتمزيق الإجماع الصهيوني حول العدوان، ويكون بإرسال المزيد من الصناديق المحمولة بجثث جنوده إلى تل ابيب، وهذا تنجزه المقاومة.

وثانياً: دينامية خارجية أن يجري تحولات سياسية نتيجة الغضب العالمي وتقول دول العدوان مثل أميركا، كفى، وبخوف من صناديق الانتخابات.

 وختم عبد العال حديثه بالقول: "نعود إلى طروادة التي حطمت أسوارها ، وظلت ملحمة الأوديسة نشيد الأجيال، لقد بقيت رغم ما اقترفه الغزاة من ذبح لرجالها ونساءها وأطفالها وهدم بيوتها،  لكنها فتحت أبواباً لا يمكن أن تغلق أبداً لأنها مشرعة للأجيال القادمة نحو فلسطين".