Menu

بحق الشعب الفلسطيني..

الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تعقد اجتماعاً استثنائياً حول استمرار العدوان الصهيوني الدموي

عقدت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية اجتماعاً استثنائياً يوم الأربعاء الموافق 20 كانون الأول 2023، وتناول الاجتماع استمرار العدوان الصهيوني الدموي والشامل على الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة المحاصر، وأهداف هذا العدوان ومِنْ ضمنها، مخططات تهجير الفلسطينيين ومساعي تصفية قضيتهم الوطنية، وتحديد مهمات العمل المشترك لهذه الأحزاب، من أجل استمرار التصدي للمخاطر الجديّة الراهنة لتصفية القضية الفلسطينية، وتهديد أمن وسلامة المنطقة وشعوبنا العربية، والتحديات الكبيرة القائمة جراء ذلك. 

 وفي البداية وجّه اجتماع الأحزاب التحية والتقدير العاليين للمقاومة البطولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، وللصمود الأسطوري لقطاع غزة في وجه العدوان وحرب الإبادة غير المسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر.

 وعبّر الاجتماع عن إدانته لتماهي بعض الأنظمة السياسية مع قوى العدوان الصهيوني – الأمريكي، والتعاون مع أحلافه العسكرية في المنطقة مؤكداً أنّ استمرار الاحتلال الصّهيونيّ، ومواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، بدعم من الإمبريالية الأمريكيَّة وحلف شمال الأطلسي والقوى الرجعية العربية، هو جذر معاناة الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ومشكلاتها، ومصدر انعدام الأمن والاستقرار فيها. ومِنْ جرَّاء ذلك، تستمرّ الصراعات، وتُحرم الشعوب من العيش بسلام، وسوف تبقى في خطر الوقوع في دوامة حرب شاملة.

وأكّد الاجتماع أنّ على المجتمع الدولي (ممثلاً بمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها) تحمّل مسؤولياته الفعلية بصورة ملموسة لإلزام الاحتلال الصّهيونيّ بالقوانين والمواثيق العالمية، وفي المقدمة منها “اتفاقيات جنيف الرابعة لحماية المدنيين في المناطق المحتلة وفي أوقات الحرب والنزاعات المسلحة”، وكذلك ضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

كما طالب بعض الدول من الأصدقاء التاريخيين تقديم المزيد من الاستخدام الفعّال لمكانته الإقليمية والدولية للتدخل وممارسة أقصى أنواع الضغط الدولي لوقف ممارسات الاحتلال الصهيونيّ، ومساندة الحقوق الوطنيَّة والإنسانيَّة المشروعة للشَّعب الفلسطينيّ.

وفي الختام حدّدت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية المشاركة في الاجتماع، المهمات المُلحّة لعملها ونضالها المشترك، وفق الأولويات التالية:

أولاً: العمل على توسيع التحرك السياسي والكفاحي وتكثيفه، رسمياً وشعبياً وبكافة الوسائل والأشكال الممكنة، والضغط على كافة الأصعدة – في المنطقة وفي كلّ بلد مِنْ بلدان العالم – من أجل سرعة:

أ) مواجهة ولجم العدوان الحربي الصّهيونيّ – الأمريكي على الشعب الفلسطيني وحملة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها وإفشال أهدافها، وإلزام الاحتلال الصهيوني بوقف إطلاق النار بشكل دائم وشامل.

ب) كسر الحصار المفروض على الشَّعب الفلسطينيّ، وفي مقدمة ذلك قطاع غزة، وتأمين دخول جميع الإمدادات الإنسانية والمساعدات والاحتياجات الأساسية للقطاع ومؤسساته كافةً.

ج) التحرك عالمياً لفضح جرائم الاحتلال الصهيوني التي ترتقي إلى مصاف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإنهاء إفلاته من العقاب، ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق فوريّ في هذه الجرائم، وملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال الصهيوني وقادة الدول الداعم لجرائمه.

ثانياً: تقديم كل أنواع الدعم الملموس للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، سياسياً ومعنوياً ومادياً وإعلامياً وثقافياً، وتعزيز الرواية الوطنية الفلسطينية في مواجهة الرواية الصهيونيةَ وماكينة التضليل الإعلامي – للتحالف الأمريكي الصهيوني الغربي – في جميع أنحاء العالم… إلخ. إضافةً إلى اختراق الأوساط السياسية المضللة أو الملتبسة المواقف، خصوصاً في أوروبا الغربية وأمريكا.

ثالثاً: توسيع وتصعيد كل أشكال التضامن الرسمي والشعبي والمؤسساتي مع الشعب الفلسطيني في كل بلد من البلدان العربية، وعلى صعيد المنطقة والعالم، والسعي الدائم لوضع القضية الفلسطينية وتحصيل الحقوق الوطنيَّة والإنسانيَّة للشَّعب الفلسطينيّ، على رأس جدول أعمال اللقاءات التنسيقية واجتماعات الأحزاب الشيوعية واليسارية والتقدمية على كل مستوياتها في العالم.

رابعاً: بذل كل جهد ممكن للضغط بلا كلل أو ملل من أجل دعم تحقيق الوحدة الوطنيّة الفلسطينية وتعزيزها، على أساس وحدة الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته للاحتلال، والالتزام بالدفاع عن حقوقه الوطنية والإنسانية كاملة.

خامساً: التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وتحرير وطنه، والحصول على حقوقه الوطنية كافة، وفي مقدمتها: حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، والعودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار هيئة الأمم المتحدة 194 الصادر في العام 1948.

سادساً: الشروع في تنظيم مختلف الأنشطة والفعاليات الضاغطة لتوسيع وتعزيز المقاطعة الشاملة لكيان الاحتلال الصهيونيّ وجميع منتجاته ومؤسساته ووسائل إعلامه على المستويات كافة، وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه، ككيان احتلال واستيطان وإرهاب.

سابعاً: مقاومة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، والمطالبة بإلغاء اتفاقيات التطبيع المُذلّة معه، بصورة دائمة وليس بالارتباط بقضية العدوان ووقف إطلاق النار فقط.

ثامناً: يدين الاجتماع توسّع العدوان الصهيوني ضد لبنان وسوريا واستهداف أراضيهما، ويؤكد على حقهما بتحرير الأراضي المحتلة في شمال وشرق سوريا وفي الجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا في لبنان، ويدين الاجتماع كذلك استمرار العقوبات الاقتصادية والحصار الظالم على الشعب السوري. كما يدين كلّ محاولات تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن، ويدعو للتصدي لهذا المشروع الإجرامي الخطير.

تاسعاً: أكّد الاجتماع على ضرورة متابعة مخرجاته، ووضعها موضع التنفيذ، ومواصلة التنسيق بين أطرافه، ومتابعة مهمات العمل المُلحّة على صعيد القضايا المشتركة ذات الأولوية.