Menu

البعد الوطني والبعد القومي والبعد الأممي للقضية الفلسطينية

ماهر الطاهر

كتب د ماهر الطاهر*

منذ أن تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في 11/12/1967   والتي نحتفل بذكرى انطلاقتها السادسة والخمسين، أقول بأن الجبهة الشعبية منذ انطلاقتها وخاصة بعد صياغة استراتيجيتها السياسية والتنظيمية عام 1969 أكدت من خلال وثائقها على البعد الوطني للقضية الفلسطينية وعلى البعد العربي القومي لقضية فلسطين، كما أكدت على البعد الأممي والبعد الدولي للقضية الفلسطينية وأكدت على ترابط هذه الأبعاد الثلاث ترابطا وثيقا مع بعضها البعض بمعنى ان القضية الفلسطينية لها بعدها الفلسطيني، لها بعدها العربي القومي، ولها بعدها الأممي العالمي، وعلى أساس هذه الرؤية كانت حريصة أشد الحرص على أن تقيم علاقات وثيقة على المستوى الدولي، ولذلك ربطتها علاقات جيدة ومتنامية مع دول صديقة في العالم، وخاصة أيام وجود الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية و تمكنت الجبهة الشعبية من خلال رؤيتها لأهمية البعد العالمي لصراعنا مع المشروع الصهيوني، نجحت في إقامة علاقات وثيقة وجيدة مع الاتحاد السوفيتي ومع مجموعة من البلدان الاشتراكية وكنا نزور هذه البلدان وتوطدت العلاقات، وقدمت لنا مساعدات ومنح دراسية وعلاقات سياسية وثيقة مع هذه البلدان الاشتراكية، كذلك ربطتنا علاقات وثيقة مع كوبا، فنزويلا، كوريا الديمقراطية، جنوب أفريقيا، فيتنام والصين و وكانت قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى رأسها القائد المؤسس الدكتور جورج حبش والمكتب السياسي يقومون بزيارات متعددة لهذه البلدان وكنا نوقع بروتوكولات تعاون مشترك مع هذه الدول الصديقة، كذلك على مستوى الأحزاب والقوى التقدمية واليسارية والتقدمية بشكل عام في العالم اجمع.
 أقمنا علاقات مع الأحزاب والقوى التقدمية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وكنا نتبادل الزيارات واللقاءات والوثائق مع هذه القوى التقدمية في العالم، وكنا نلمس أن هناك احتراما عميقا من هذه القوى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نظرا لما كانت تمثله من فاعلية على الأرض في مواجهة العدو الصهيوني، ونظرا لما كانت تقدمه من رؤية سياسية وفكرية لطبيعة صراعنا مع المشروع الصهيوني، واتذكر أيضا أنه أيام الشهيد القائد وديع حداد، تمكن الشهيد وديع من إقامة علاقات مع قوى ثورية عالمية وشارك البعض من هذه القوى في عمليات عسكرية قامت بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأهمها عملية مطار اللد التي استشهد خلالها عدد من المناضلين اليابانيين، مما يؤكد عمق العلاقات بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقوى التقدمية على الصعيد العالمي.
 واليوم، تستمر الجبهة الشعبية في توثيق هذه العلاقات من خلال اتصالاتها ولقاءاتها مع هذه القوى، سواء على مستوى الدول أو على مستوى الأحزاب وقامت وفود من الجبهة الشعبية بزيارات إلى كوبا، فنزويلا، الصين، إيران، جنوب إفريقيا، فيتنام وكذلك تربطنا علاقات وثيقة مع كل الأحزاب أو غالبية الأحزاب التقدمية في العالم، نتبادل الرسائل، تصلنا رسائل تضامن من هذه القوى ومن هذه الأحزاب، وكنا نصدر سابقا مجلة باللغة الإنجليزية اسمها "فلسطين الديمقراطية"، وكنا نوزع هذه المجلة على مختلف الدول والأحزاب التقدمية في العالم.
 واليوم في إطار مكتب العلاقات الدولية، نواصل لقاءاتنا وعلاقاتنا مع سفارات الدول الصديقة، وأيضا نوثق علاقاتنا مع الأحزاب والقوى التقدمية في العالم ونتبادل باستمرار الوثائق والزيارات واللقاءات وتتعمق علاقاتنا مع هذه القوى واليوم نؤكد وخاصة بعد معركة طوفان الأقصى والتعاطف الشديد والكبير والتحولات على مستوى الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، نلاحظ بأن هذه العلاقات التي تربط بيننا وبين هذه القوى التقدمية في العالم قد بدأت تترك تأثيراتها على مستوى الرأي العام العالمي ولا شك أن صمود شعبنا ومعركة طوفان الأقصى، هذه الملحمة التاريخية التي سطر من خلالها الشعب الفلسطيني بطولات استثنائية، أكدت إصرار شعبنا على التمسك بحقوقه واستعداده لتقديم أغلى تضحيات في وجه العدو الصهيوني المجرم، ومن خلال الجرائم التي اقترفتها العصابات الصهيونية على أرض قطاع غزة، وقتلها للآلاف من الأطفال الفلسطينيين والنساء والشيوخ، وتدمير المساجد والجامعات والمؤسسات والمستشفيات، بدأ العالم فعلاً يعيش حالة تحول كبيرة ولافتة للنظر تؤكد تعاطف هذا العالم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وكشف هذا العالم حقيقة المشروع الصهيوني الذي يقوم على التمييز العنصري وعلى حرب الإبادة، وعلى القتل والإجرام.
 نحن سنسعى في المرحلة القادمة وخاصة على ضوء صمود الشعب الفلسطيني والتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية سنسعى بكل طاقاته إلى تعميق علاقاتنا مع كل القوى التقدمية في العالم، سواء في آسيا أو أفريقيا أو أمريكا اللاتينية، وأيضا سنسعى إلى تعميق علاقاتنا مع الدول الصديقة.
 إن الشعب الفلسطيني من خلال كفاحه ومن خلال صموده ومن خلال إصراره على مواصلة الكفاح والمقاومة، سنتمكن في نهاية المطاف فعلا من بلورة رأي عام عالمي مساند بشكل حقيقي لقضيتنا العادلة، وهذا سيلعب دور مهم في انتصارنا في هذه المعركة التاريخية والمجابهة التاريخية التي نخوضها مع المشروع الصهيوني.
الان لدينا مكتب علاقات دولية مرجعيته المكتب السياسي ولدينا خطة عمل سنوية كمكتب علاقات دولية، كيف يمكن أن نعزز ونطور العلاقات مع مختلف القوى التقدمية في العالم ونسير بهذا الاتجاه على أساس تطبيق برامجنا ورؤيتنا.

*مسؤول مكتب العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين