Menu

جولة بلينكن في المنطقة أميركا تدير الحرب بكل تفاصيلها

غسان ابو نجم

خاص - بوابة الهدف

 

 

كتب غسان أبو نجم*

 

ليس بالضرورة أن أكون يهودياً لأكون صهيونياً ولم تكن هناك إسرائيل لكنا خلقناها بهذه الجمل يفتخر جون بايدن بدعمه للكيان الصهيوني ويسخر كافة إمكانيات الولايات المتحدة الأميركية لدعمها.

حين اندلعت الحرب الهمجية الصهيونية على شعبنا في السابع من أكتوبر ووضعت الحكومة الصهيونية الفاشية الأهداف التي يجب تحقيقها من هذه الحرب بالتعاون مع الإدارة الأميركية ووضعت السيناريوهات السياسية لما بعد إنهاء المقاومة في غزة لم يتم الأخذ بالاعتبار مدى قوة وصلابة وحنكة القيادة السياسية والعسكرية لهذه المقاومة ومدى التفاف الجماهير الفلسطينية حولها ومدى تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وعدم تكرار الهجرة والنزوح مرة أخرى

إنها المرة الأولى التي يحتدم الصراع المسلح بين جيش الإرهاب الصهيوني والمقاومة الوطنية الفلسطينية ليأخد شكل معركة يستخدم فيها كافة الأسلحة الخفيفة والثقيلة بعد انطلاق الانتفاضة المسلحة التي تطورت وتراكم فعلها في السنوات السابقة

وهذا بتقدري هو بداية معركة التحرر الوطني الفلسطيني لتحقيق هدف الثورة الفلسطينية في الحرية ودحر الاحتلال الصهيونى.

ربما أخذ الأحداث الحاصلة في الضفة الغربية وقطاع غزة على أنها اعتداء صهيوني على الشعب الفلسطيني وتحديد رؤية هذه الأحداث على أنها فقط سحق المقاومة الوطنية الفلسطينية يعتبر رؤية ضيقة لما يجري لا بل توصيف لا يتفق مع ما يجري على الأرض من أحداث وما يجري في كواليس دوائر الامبريالية العالمية المشاركة في إراقة الدم  الفلسطيني ودوائر صنع القرار فيها وفي الكيان الصهيوني من تجهيز لتطويع المنطقة من جديد في خدمة رأس الشر العالمي وتحويل الهزيمة العسكرية والأخلاقية للجيش الصهيوني بوصفه أخطر منظمة إرهابية إلى نصر سياسي بعد بدء تحول شعبي عالمي ضد الكيان الصهيوني وانكشاف الأكذوبة الكبرى للسردية الصهيونية وحقها في فلسطين بوصفها أرض الميعاد وهذا أخطر ما في الأمر لا بل إنه الهدف الذي من أجله تجري الأحداث على الأرض وفي ساحات المعركة على أرض فلسطين والأراضي اللبنانية والبحر الأحمر وسوريا والعراق وإيران

إنها المرة السادسة التي يزور فيها وزير الخارجية الأميركي المنطقة منذ بدء الحرب النازية على غزة والهدف المتابعة المستمرة والمباشرة لمجريات الحرب التي تم التخطيط الاستراتيجي لأهدافها وتمويلها ب١٤ مليار دولار من حساب دافع الضرائب الأميركي وفتح مستودعات الأسلحة والذخيرة أمام الجيش الصهيوني وتزويده بقنابل ذكية وعمياء تزن ٢٠٠٠ طن لضرب البنية التحتية للقطاع وضمان تدمير الأنفاق وديمومة الحرب لدحر المقاومة وتطويع الشعب الفلسطيني والقضاء على حلمه بإقامة دولته ونيل استقلاله.

ولم يقف الدعم الأميركي عند هذا الحد بل جندت كل إمكاناتها الدبلوماسية لدعم وتبرير حرب الإبادة في المحافل الدولية وإفشال أي قرار يمكن أن يدين حكومة الكيان الصهيوني الفاشية أو أي محاولة لإيقاف الحرب بعد سلسلة الجرائم التي ارتكبها الكيان في غزة والتي أصبح تبريرها صعباً أمام الرأي العام العالمي حتى تحقق هذه الحرب الأهداف التي قامت من أجلها في تدمير بنية هذا الشعب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للتخلص كلياً ليس من تهديدات المقاومة كما تدعي بل من قضية فلسطين ككل وتحقيق الحلم الأميركي الصهيوني في الهيمنه الكاملة على الإقليم عبر ضرب كل محور المقاومة في فلسطين ولبنان و اليمن والعراق والداعم الأساسي لها إيران.

ونشطت الدبلوماسية الأميركية في إدامة أمد الحرب التي تتباكى بالعلن على إيقافها عبر الزيارات المكوكية لوزير خارجيتها لدول المنطقة العربية والإقليمية لضمان استمرارية دعمها للمخطط الإمبريالي العالمي عبر العزف المشروخ على أسطوانة حل الدولتين بينما هي تخطط أن تديم سلاسل التوريد للكيان من المحيط العربي والإقليمي وضمان التأييد العربي ولو سراً لما تقوم به حكومة الكيان من جرائم حرب ضد شعبنا لأن المقاومة الفلسطينية والعربية في اليمن ولبنان تشكل تهديداً خطيراً على وجودها فنراها تسهل ضرب المقاومة في لبنان وتجيش البحر الأحمر لحصار المقاومة اليمنية والإمداد اللوجستي الإيراني لمحور المقاومة وتطوع النظام المصري لضمان حصار قطاع غزة لقطع الإمدادات عن المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة وتضغط على المقاومة اللبنانية ليس عسكرياً في الجنوب اللبناني فقط بل تجهيز حلفائها في الداخل اللبناني للانقضاض على حزب الله في حال اتخذ قرار توسعة الحرب حتى وصل الأمر ببطريرك لبنان الطلب من الكيان الصهيوني بوضع حد لتجاوزات حزب الله لأنها أصبحت ضرورة ملحة والضغط على الأردن لضمان التوريد اللوجستي الغذائي لمستوطنات الشمال التي تضررت من الحرب والدفع بإدامة الدعم السعودي الاقتصادي للكيان لتغطية مصروفات الحرب ومعها دول الخليج العربي التي تعتبر الصراف الآلي للكيان الصهيوني والضغط على سلطة دايتون في رام الله لتسهيل عمل القوات الصهيونية في ملاحقه المقاومة في الضفة وضمان سكوتها عن ما يحدث في غزة وعدم اتخاذ أي موقف عملي لوقف الاعتداءات الصهيونية على شعبنا والاكتفاء بالإدانة مقابل وعود كاذبه باتخاذ خطوات عملية لحل الدولتين ووعود بزيادة الدعم المالي لها ودور مستقبلي للسلطة في غزة

لقد دأبت الإمبريالية الإميركية على التخطيط والإشراف على التطبيق الدقيق لمخططها في المنطقة وعملت على إذابة أي عائق لتنفيذه بما فيها الخلافات الداخلية في الكيان واستخدمت سياسة التهديد والإغراء في تطويع دول الإقليم لتنفيذ أجندتها السياسية وتحقيق أهداف الحرب التي رسمتها في المنطقة مع شريكتها في الإجرام حكومة الكيان الصهيوني وشركائها على الصعيد العالمي في أوروبا الذين فتحت شهيتهَم كميات الغاز الكبيرة في بحر غزة وكميات النفط الواعدة في مناطق الضفة الغربية والتي دفعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى المسارعة في دعم الحرب على غزة بحجة مقاومة الإرهاب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني

إننا أمام هجمة صهيونية فاشية وحرب إبادة وتهجير خطط لها اليانكي الأميركي وينفذها أكبر وأخطر منظمة إرهابية عالميه هو الجيش الصهيوني في ظل تواطئ عالمي وعربي رسمي يهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة من جديد، سعت وتسعى قوى المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق إلى إفشاله عبر خوضها حرباً ضروس ومقاومة عنيدة تعصي على الانكسار وشعب فلسطيني متمسك بأرضه ومقاومته.

 

*كاتب أردني