Menu

"طوفان الأقصى": خطتنا ما بعد إعلان هزيمة الكيان

خالدة حدادة

"كتب د. خالد حدادة"

قبل 7 أكتوبر، كان التاريخ يمدنا بالشواهد. كان البحث الفكري وربما الإيمان بالقضية يدفعنا للتقدير بأن قضية فلسطين لن تموت، والمقاومة الفلسطينية ليست ردات فعلٍ مؤقتة. هي حركة شعب، ما إن يرى وهناً في مقاومته حتى يبث فيها روحاً جديدة تملؤها فكرة أن فلسطين ستعود، محررة من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس .

قبل 7 تشرين، كان القول إن "إسرائيل" فقدت مبرر وجودها مجرد "احتمال نظري" يطلقها أمثالنا من حملة الأمل، أو كما يصفنا البعض "أصحاب اللغة الخشبية البائدة". هؤلاء الذين اعتقدوا أن العالم تغيّر، وأن العالم العربي يسبقه بهذا التغيير (بمعناه السلبي)، وأن زمن الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني قد ولىّ، وأن مرحلة الإنتقال من "العالم العربي" إلى "الشرق الأوسط الجديد" قد حانت، وأن "إتفاقات أبراهام" ستجلب المنّ والسلوى، عبر مسار التطبيع وعبر الرهان على زواج أموال النفط و"العقل اليهودي."

قبل 7 تشرين، كان يسود الاعتقاد بأن العالم كلهّ متجه إلى مساوماتٍ لن يكون فيها مكانٌ لشعبٍ إسمه الشعب الفلسطيني بآماله وطموحاته. وبأن الإتفاقيات السابقة من كامب دايفيد إلى أوسلو ووادي عربة، وأيض اً الـ 1771، هي اتفاقات نهائية وكل من يمس بها لا مستقبل له ولا وجود. 
كان حديثنا حينها، مدعاة لإهمال البعض المراهن، إن لم يكن لسخريته .

وجاء اليوم المجيد في 7 أكتوبر... 
أصبحت الكتابة بعده مليئة بخليطٍ غريب على البعض، رغم أن تاريخنا يمتلئُ به. مزيجٌ من الألم والأمل، من التصميم والمقاومة. هذا المزيج أعاد تظهير الأفكار والأحلام السابقة وجعلها واقعاً مجبولاً بالدم. 
قبل الحديث عن المتغيرات ما قبل 7 أكتوبر، لابُدّ من تسجيل بعض الوقائع – الملاحظات.

الملاحظة الأولى إن فقدان الكيان لوظيفته

ليس فعل يومٍ أو حدث، بل هو تراكمٌ تاريخي يمتدُّ من المواجهات الأولى للشعب الفلسطيني، ضد عصابات الصهاينة والإستعمار الحاضن لها، واستمرت، وإن بأشكالٍ مختلفة، من انطلاقة المقاومة بكل فصائلها، إلى الإنتفاضات الفلسطينية في الضفة، ومواجهات القطاع بمراحله المختلفة.

إنه تراكم له نتيجة واحدة، هذا الكيان ليس أبدياً، حتى بلسان بعض مؤرخيهم. هو كيانٌ مصطنع، أوجدته الإمبريالية في مراحلها المختلفة، وغطته الرجعية العربية. لذلك فإن فقدان مبرر الوجود يرتبط بشكلٍ  وثيقٍ مع ما يجري في العالم من تطوراتٍ ومن مأزق الإمبريالية نفسها.

الملاحظة الثانية أن المأزق، يتجاوز الكيان المصطنع إلى "الكيانات المصطنعة" المترافقة .

فكما تلازم وعد بلفور مع إتفاقية سايكس-بيكو، فإن نتاج مأزق وليدة وعد بلفور مع أولاد اتفاقية سايكس-بيكو يسيران بمأزق متلازم. فمأزق الوعد تزامن مع الإنهيار الواقعي لسايكس-بيكو ومحاولة الإمبريالية الأميركية تحصينه وتطويره بمشاريع وسياسات جديدة تطال مستقبل المنطقة. وما النهضة التي يتغنى بها البعض في إمارات النفط إلا نهضة كرتونية لابدّ أن يؤثر بها عميقاً، مأزق النظام العالمي ومأزق الكيان الصهيوني الذي كانت تُفرَش له سجادات الحرير في اتفاقيات التطبيع.

الملاحظة الثالثة إعادة التأكيد أن المقاومة هي حراكُ شعبٍ، ربّما يأخذ صوراً وخلفيات متعددة، لكنه في النهاية فعلٌ مستمر، لا يرتبط مصيره ومصيرها (المقاومة) بتنظيمٍ أو مجموعة تنظيمات. فالشعب الفلسطيني إذا ما تعرض مسارٌ ما لمأزقٍ أو أزمة، يستولد شكلاً وإطاراً آخراً للمقاومة، بكل مستوياتها، بما فيها بشكلٍ أساسي، المقاومة المسلحة.

فما الذي استجد بعد 7 أكتوبر؟  
سؤالٌ، فيه التباس، السؤال الحقيقي ما الذي أثبتته معارك غزة اليوم في 7 أكتوبر وما تلاها
.

لقد أثبت يوم البطولة في 7 أكتوبر، توقعاتنا وربّما أحلامنا، بأن هذا الكيان لن يبقى. هو كيانٌ  فقد مبررات وجوده، فعلى المستوى العسكري، لم يعد هو "ّصمّام  الأمان" ليهود العالم، كما بدأ التمهيد له منذ "هرتزل" ونشأة الصهيونية حتى اليوم. وإلى ذلك ليس هو بلد الرفاهية الموعود. البحر الأحمر ليس متاحاً دائماً، هكذا يقول أبناء اليمن.

إن وظيفة الكيان الأساسية في المشاريع الامبريالية للمنطقة، هو أن يكون رأس حربة هذه المشاريع. لقد أثبتت الحروب السابقة، وخاصة بعد تحرير معظم الأراضي اللبنانية، ومعارك غزة ومقاومتها عدم قدرة هذا العدو على الانتصار. 
إن أهمية 7 أكتوبر من الناحية العسكرية هو أنه، أي جيش العدو، غير قادر على المواجهة والصمود أمام عشراتٍ من المقاومين استطاعوا بإمكانياتهم المتواضعة هزيمة الفرق العسكرية الموجودة على حدود غزة، وطرد العدو من مساحة كبيرة من غلافها.

هو غير قادر على الانتصار، وأيضاً غير أهل للدفاع والصمود. لذلك انقلبت الأدوار، فعوض أن يكون رأس حربة الإمبريالية لتنفيذ مشاريعها، أصبح "الحارس المريض" الذي يقتضي حشد جيوش الغرب، وبمقدمهم الولايات المتحدة الأميركية للحفاظ على وجوده.

7 أكتوبر أيضاً، ضرب مشروع الجنة التكنولوجية واقتصاد النانو، فكل هذه التكنولوجيا لم تمنع حفر الجدار والدخول، طبعاً هذا الذي تحقق، كان ثمنه غالياً. الكثير من الألم والدموع، من الدمار والدم، هذا الكم الهائل لا يستطيع أي شعب ان يتحمله. تحملته غزة، أطفالها والنساء والشيوخ. وطبعاً شهداء المقاومة من كل المنظمات وغيرهم من المقاومين مجهولي الإنتماء التنظيمي ،معروفي الإنتماء للقضية والوطن.

لن أستعيد هنا ما تحقق من فشل أهداف العدو الصهيوني، ومن نتائج على مستوى الأداء العسكري والسياسي والشعبي للمقاومة. فكثيرٌ من المحللين والقوى استعرضوا ما هو كافٍ من براهين الانتصار والصمود البطولي.

سأحاول نقاش بعض الاحتمالات والنتائج التي تتجاوز المؤقت، وتلامس استراتيجي في موضوع القضية الوطنية، بما في ذلك المهمات. يحاول البعض وضع 7 أكتوبر في إطار الصراع العالمي الحالي حصراً، للإيحاء بأن المقاومة جزء من مشروع عالمي وتحديداً إقليمي (إيراني) في المنطقة، ويقدِّم هذا البعض، ومنه بعض (العرب) العدو الصهيوني كضحية.

إن لما جرى في غزة بعده الفلسطيني والعربي والعالمي، ولكن ليس كما يدعي الملتحقون بالسردية الأميركية – الإسرائيلية، فالعلاقة هي العلاقة العكسية التي تُبرِز تأثير المعركة في الأبعاد العربية والإقليمية والعالمية. 
أسقطت غزة ومعها الضفة وكل فلسطين، اتفاقية أوسلو، التي يجب أن يُنظر لها، كحدثٍ من التاريخ، وحدثٍ سيء بطبيعة الحال. وأثبتت أن هذه القضية لن ولا تموت، بل تتجدد وتتجذّر.

أثبت تلاحم أطراف المقاومة الفلسطينية (بغض النظر عن قوّة كل طرف) وحدة العمل المقاوم مع استقلالية أطرافه، ووحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، أكدتها ردة فعل الفلسطينيين، في الداخل والخارج، ومنهم رجال الدين من كل الأطياف، أنهم وبرغم بنية وتركيبة الطرف الأساسي في المقاومة، فأن وظيفتها تتعدى الطائفة، لتصبح وظيفة الوطن.

مرّة جديدة، تتأكد كما في معركة تموز 2006، بأن الوظيفة الأساسية لأية مقاومة تتعدى بنيتها وتركيبتها ،فما هو إسلامي فيها، وكذلك ما هو يساري أو قومي، يقوم بوظيفة وطنية عنوانها واحد "تحرير فلسطين."

هنا يمكن القول إن هذه المعركة، وجملة المعارك التي سبقتها ،تطرح تحدياً فكرياً حول "نظرية المقاومة" يشكل استمراراً لحركات المقاومة في العالم، من فيتنام إلى أميركا اللاتينية وأفريقيا ولبنان وفلسطين والعراق. فلكل احتلال مقاومة. 
وعلى المستوى الإقليمي، يؤثر بعض المثقفين وبعض الإعلام المرتبط، إلى الدور اللبناني والعراقي واليمني، ناهيك عن الموقف الإيراني، وكأنه إحدى الخلفيات "السلبية" للمعركة، والتي تؤكد ارتباطها بالمشاريع الإقليمية في المنطقة. نعم إن معركة فلسطين، باستهدافها وطبيعتها، هي جزء متضامن مع حراكٍ إقليمي جوهره هو قضية فلسطين، فكيف تكون فلسطين خارجه؟

لقد تبيّن أن الأميركي هو العدو الرئيسي، وهذه حقيقة نسجِّلها دائماً، ومشاريع أبراهام، هي المساندة للمشروع الأميركي الإسرائيلي. ولذلك فأي حراكٍ يتصدى لهذا أو لهذه المشاريع، هو جزء من معركة تحرير فلسطين ومعها تحرير الإرادة والثروة العربية، وربما تكون أحدى أهم نتائج المعركة، هي هزيمة أطراف مشاريع أبراهام، ومؤامرة التطبيع بحد ذاتها.

ما يجري اليوم، من مساندة لبنانية عراقية ويمنية، وعلى المستوى الشعبي، الجماهير العربية ،لا تضع "طوفان الأقصى" في خانة خدمة مشاريع إقليمية، بل أنها على العكس من ذلك ستكون "طوفان الأقصى" رافعة في خدمة الشعوب العربية الأخرى في مواجهة الصهاينة في الجنوب اللبناني ومواجهة الأميركي في العراق واليمن.

ولا ننسى على مستوى الإقليم والعالم العربي، كيف منعت غزة حتى الآن أميركا وحلفاءها من إنهاء دور قناة السويس ومحاصرة الشعب المصري. إن "طوفان الأقصى" منع المشروع الأميركي – الصهيوني لشق بديلٍ لقناة السويس من العقبة مروراً بغزة، وبذلك يمكننا القول إن غزة ساندت مصر، بجزء من اقتصادها الذي تؤمنه قناة السويس.

فلسطين وغزة تستحقان المساندة من كل المقاومة وكل شعوب العرب، ولكن أيضاً، غزة تساند بصمودها كل حركات المقاومة والتقدم في العالم العربي.

أمّا على المستوى العالمي، فلطوفان الأقصى، نتائج سيظهر بعدها الاستراتيجي تدريجياً، الأول، هو إعادة الحياة "للقضية الفلسطينية" وهنا مفارقة مهمة، منذ عدة عقود، يعمل العدو الأميركي، وبما له من سلطة وطغيانٍ وإعلام على تزوير التاريخ، وتقديم قضية فلسطين بوجهان: الأول عبر تضخيم مظاهر التطبيع الذي اعتمدته الأنظمة العربية وبشكلٍ خاص أنظمة الخليج، ووضع هذه الخطوات في إطار إنهاء "الصراع" في الشرق الأوسط، لإيجاد مجال جغرافي عالمي خالٍ من الحروب وخاضع لسيطرتها الكاملة، ويعوّض عنها مسؤولية دعم "إسرائيل" واقتصادها بشكلٍ خاص.

أما الثاني، فهو عبر تصوير أي حدث مقاوم وكأنه مرتبط بالمشروع الإيراني من جهة، أو جزء من الإرهاب الإسلامي بعد أن نشر الفوبيا المعادية للإسلام في أوروبا والعالم بشكلٍ عام، هو اخترع هذا الإرهاب وهو يحاول وصف أي عملٍ مقاومٍ به.

نعم كان الرأي العام العالمي الشعبي قبل طوفان الأقصى يميل إلى هذا الاعتقاد، فجاءت بطولة وصمود أبطال غزة، عنواناً لإعادة الاعتبار للحقيقة التاريخية، وأصبحت غالبية الشعوب تمتلك تحليلاً مغايراً لذلك الذي حاول الأميركي والأوروبي ترويجه.

في هذا المجال، لابد من التأكيد على دور اليسار الأوروبي والعالمي، دولاً وأحزاباً ونقابات، وكذلك دور الديمقراطيين، كل الديمقراطيين، في مواجهة هذه السردية وإعادة الاعتبار لتاريخ القضية الفلسطينية بما هي حركة تحرر وطني بمواجهة الاحتلال الصهيوني والامبريالية الأميركية.

ولأهميتها نشير فقط إلى جواب جان لوك ميلونشون، زعيم اليسار الفرنسي، على سؤال يحاول حشره في يوم 9 أكتوبر، ودفعه لاعتبار حركة حماس "إرهاباً" كان جوابه حاسماً: "التاريخ لم يبدأ بـ 7 أكتوبر، وما يحملونه من أكاذيب، إن حماس حركة إسلامية، ولكنها حركة مقاومة للاحتلال وليست إرهاباً، وإسرائيل تشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني".

لا تحتمل مساحة المقالة تفصيلات أكثر، ولكن ما يمكن استنتاجه، أن طوفان الأقصى أعادت للصراع العالمي جزءا من طبيعته ،فقراء العالم، دولاً وفئات شعبية، مع فلسطين، في مواجهة أغنيائه ومضطهديه من الرأسمال العالمي بقيادة الإمبريالية الأميركية، التي تحاول تجاوز مأزقها بالحروب على حساب دماء الشعوب وحقوقها، وتدعم الكيان الصهيوني كممثل لها في الشرق الأوسط.

في المقابل، وكما أن العالم يتضامن مع فلسطين، لابد من الإشارة إلى الدور الذي تلعبه طوفان الأقصى وصمود الشعب الفلسطيني، في لجم عدوانية أميركا والناتو، ليس في المنطقة فقط، بل أيضاً في أوروبا نفسها. ما يجري اليوم في أوكرانيا ما كان ممكناً لولا صمود غزة ومقاتليها. 

السؤال الأساسي، ليس مخطط العدو فيما بعد غزة ،بل السؤال الأكثر ضرورة واحتمالاً، ما هي خطتنا لما بعد الانتصار في غزة؟.

بعد أكثر من ثلاثة أشهر على طوفان الأقصى، لم يعد مبالغاً فيه أن نقول إن النصر قد تحقق، عدم تحقيق العدو لأهدافه هو نصر. المقاومة باقية ،أهل غزة كالغرس في أرضهم رغم الدم والدمار هم باقون ، لذلك السؤال عن ما بعد الانتصار سؤالٌ طبيعي. على المقاومة بكل أطرافها، في فلسطين وفي العالم العربي. على كل القوى المواجهة للمشروع الأميركي والصهيوني أن تجيب بشكلٍ مشترك، وماذا بعد الانتصار؟.

طبيعي هنا إعطاء الأولوية للحاجات الملحة والضرورية، للتخفيف عن كاهل أبناء غزة وإعادة إعمارها. وطبيعي القول إن لا شيء يعوض الآباء والأمهات عن أبنائهم، ولكن بالنسبة للشعب الفلسطيني، الأمر محسوم؛ هم متعلقون بالحياة وبأبنائهم، ولكنهم أيضاً متعلقون بفلسطين.

وهنا لابد من التأكيد على الإغاثة الشعبية، وليس إغاثة الأنظمة في العالم وفي العالم العربي، الأنظمة تريد المقابل، بينما الإغاثة الشعبية، رغم ضعفها، فهي صافية وتشكل جزءا من المقاومة ذاتها.

إذا تخطينا هذا الجانب، تبقى المهمة الأساسية على طريق تحرير فلسطين، كل فلسطين ، و أول شروطها الإعلان الرسمي عن موت ما يسمى "حل الدولتين "لقد مات هذا الحل، ليس اليوم، فكل مستوطنة في الضفة أعلنت هذا الموت، اليوم استحق الدفن.

دفن هذا الوهم، يبدأ بإعلان فك المقاومة الفلسطينية، بكل أطرافها، عن أوسلو وأجهزة السلطة. وإعادة البحث في إطار موحد للعمل الوطني الفلسطيني، يعيد لمنظمة التحرير صفتها التمثيلية، عبر تعديل نظامها الداخلي وصياغة برنامجها المقاوم بكل الأشكال، ودخول كل أطراف المقاومة عبر صيغة ديمقراطية إلى مؤسساتها.

يترافق ذلك حتماً مع، اعتبار أن كل فلسطين أرضٌ محتلة، ولا حوار مع العدو الأميركي والاسرائيلي إلا بالمقاومة. وكل شبرٍ يتحرر من فلسطين هو قاعدة للدولة الممتدة على كل ترابها التاريخي. غزة ومخيمات الضفة ومدنها، التي تتخلص من الاحتلال تصبح حينها "هانوي فلسطين" بل "هانوي العرب" كما أرادها أبو علي مصطفى ، ووعد بها القادة الشهداء وآخرهم الشهيد صالح العاروري.

أما على المستوى العربي، فعلى قوى التقدم والمقاومة ،إعلان موت ودفن صيغة "الجامعة العربية" وتشكيل إطار شعبي عربي مقاوم، ينسق عمله المشارك في فلسطين من جهة ،ويواجه الأنظمة العربية، وخصوصاً أنظمة التطبيع من جهة أخرى.

هذا الإطار الشعبي، يعمل على تطوير ودعم تشكيل أطر عالمية تتخطى مؤسسات الأمم المتحدة، التي أثبتت عجزها وتآمر بعضها، وتطوير المساندة السياسية والإغاثية العالمية للشعب الفلسطيني ومقاومته. 
طبعاً هذا بشكل أولي، يستلزم البدء بالحوار والبحث، بانتظار الأمل الذي يقترب، أمل التحرير والإنتصار.