في ذكرى 76 عاماً على النكبة الفلسطينية، افتتحت وزارة الخارجية الكوبية أمس الأربعاء في مركز الصحافة الدولي معرض الصور الفوتوغرافية ” فلسطين تحيا“ تكريماً لآلاف الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا ضحايا الإبادة الجماعية لأكثر من سبعة عقود.
إن تضامن الشعب الكوبي وحبه للقضية الفلسطينية هو محور المعرض الفوتوغرافي، الذي يتم التعبير عنه في أربع صور من الحجم الكبير للمصور والفنان الوطني أليخاندرو أزكوي دومينغيز.
أما المركز الدولي للصحافة فيعرض 25 لقطة لأقسى إبادة جماعية شهدها تاريخ الإنسانية المعاصر، من خلال عدسة مراسلي شبكة الميادين الفضائية العربية الذين يخاطرون بحياتهم من الميدان في قطاع غزة مع كل وسائل الإعلام الصحفية لإطلاع العالم على المجزرة التي ترتكبها الصهيونية الإسرائيلية.
وترأس حفل افتتاح المعرض كل من هيراردو بينيالفر بورتال، النائب الأول لوزير خارجية كوبا وفرناندو غونزاليس يورت بطل جمهورية كوبا ورئيس المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب وألبيدو ألونسو غراو وزير الثقافة في جمهورية كوبا وخوان أنطونيو فرنانديز مدير دائرة الاعلام والاتصالات في وزارة الخارجية وتيريسيتا فرنانديز، السفيرة الثقافية للوزارة المسؤولة عن المعرض ونائبة المستشارة جوزيفينا فيدال فيريرو.
هذا وقد حضر هذا المعرض الفوتوغرافي الذي يعكس آلام الشعب الفلسطيني وتشريده ومجازره أكثر من 30 سفيراً من سفراء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الجزيرة، من بينهم سفيرة جنوب أفريقيا، وسفراء روسيا وإيران و مصر والهند وسوريا والدول الأفريقية والعربية وسفيرة بوليفيا وممثلين عن سفارة فنزويلا البوليفارية ووزير خارجية بليز السابق وبمشاركة الدكتور أكرم سمحان سفير دولة فلسطين في كوبا.
كذلك حضر مجموعة من المثقفين، مثل الفنانة البارزة ليسبيا فينت دوموا وليس كويستا، مديرة الفعاليات في وزارة الثقافة وزوجة الرئيس ميغيل دياز كانيل والموسيقي والمغني التروبادور راؤول توريس والشاعر أليكس باوسيدس والكاتب خوسيه إرنستو نوفايز منسق شبكة الدفاع عن الإنسانية وإيريانا بوبو سيرانو، امديرة تلفزيون سيرانا و والدو راميريز دي لا ريفيرا المخرج ونائب رئيس المعهد الكوبي للإذاعة والتلفزيون و ماركس لينين بيريز فالديس، دكتوراه في الفلسفة والكاتبة ، وميشيل توريس كورونا، مدير تحرير نويفو ميلينيو ومقدم البرنامج التلفزيوني "كون فيلو" ودينيس سان خورخي رودريغيز، فنان تشكيلي ومصمم لوحة ”فلسطين“ ضمن سلسلة توبونيميا ميكانيكا، والذي تم إختيارة ليكون الملصق الرئيسي للمعرض.
وحضر أيضا كل من، ميرثيا بروسارد من اتحاد الشبيبة الشيوعي وناشطين من حركة ”MST“بدون أرض البرازيلية، وجويل سواتيز من مركز مارتن لوثر كينغ الديني وأنيت فينيرو من منظمة "معا من أجل فلسطين" وغراسييلا راميريس منسقة اللجنة الدولية للسلام والعدالة وكرامة الشعوب ومديرة تحرير ريسومين لاتنو أمريكبنو في كوبا واعضاء من اللجنة والمنبر الاعلامي والممثل السياسي للجبهة الشعبية وممثلي منظمة الشبيبة الفلسطينية ومراسل الهدف.
في كلمة الافتتاح، قال فرناندو غونزاليس يورت بطل جمهورية كوبا ورئيس المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب:
”لا يمكن لأحد أن يبقى غير مبالٍ بالصور المعروضة في هذا المعرض، فهي تلامس أعماق الاحاسيس الإنسانية، إنها تدعونا بقوة أكبر إلى العمل على عدم التزام الصمت لأن الصمت هنا ليس خياراً".
وأضاف: "اليوم لا حدود للعار بعد مرور 76 عاماً على تلك الأحداث، لا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من وحشية النظام الصهيوني الإسرائيلي الذي يخترع بتواطؤ من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تبريرات وأكاذيب حتى أمام أعلى محفل ومن المفترض أن تحترمه الأمم لتحقيق الرغبة المجنونة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية في وضع الشرق الأوسط والعالم تحت رحمة مصالحها الإمبريالية. إن الانتهاك المستمر للحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني يستدعينا مرة أخرى لنرفع أصواتنا من جديد مطالبين بالعدالة لأمة لا تستسلم وتصمد بتضحية وشجاعة أمام أهوال الغزو الصهيوني“..
يتكون معرض ”فلسطين تحيا“ من قسمين بصريين رئيسيين، الأول يدين الفظائع التي ارتكبتها حكومة ”إسرائيل“ الصهيونية منذ أكتوبر 2023 ضد السكان المدنيين في غزة. أما القسم الثاني ذو الطابع التاريخي الذي عُرض في الأصل في مقر الأمم المتحدة، تحت عنوان ”فلسطين: أرض بشعب“، فيقدم النكبة، وهو مصطلح يعني بالعربية المأساة أو الكارثة، حدث تاريخي يمثل نقطة تحول في حياة هذا الشعب الذي ضحى بنفسه.
من بين الصور الفوتوغرافية الكبيرة، تبرز صورة القائد العام فيدل كاسترو وهو يرتدي الوشاح الفلسطيني التقليدي (الكوفية)، رمز ثقافة الأجداد والنضال الذي يمثل الشعب البطل، وهي مقدمة لهذا المعرض من مركز فيدل كاسترو روز، إلى جانب صورة الطفل الكوبي سينين كاساس وصورة الرئيس دياز كانيل وهو يحتضن طالب الطب الفلسطيني الذي يدرس في كوبا، للمصور أليخاندرو أزكوي دومينغيز. كما ترافق المعرض الرمزي صورتان كبيرتان أخريان للمصورنفسه، وهما صورتان للشعب الكوبي وهو يتظاهر تضامناً مع فلسطين وصورة للشابة بيلاسان أروث، وهي طبيبة فلسطينية مستقبلية تدرس في كوبا.
وعُرضت على الشاشة مقاطع فيديو عن الهجمات على غزة من قبل قناة الميادين، وأغنية "القلب في فلسطين الحساسة للغاية، من كلمات وموسيقى راؤول توريس، و للمخرج أوسماني بياتو موريخون، من إنتاج مؤسسة ريسومين لاتينو أمريكانو.
وقد حظي معرض الصور الفوتوغرافية بتعاون كل من غينيسيس غاليرياس دي آرتي، ولجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بالتعاون مع البعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة؛ والصحفية غراسييلا راميريز من مؤسسة ريسومن لاتينوأمريكانو، والمصور الفوتوغرافي أليخاندرو أزكوي دومينغيز؛ ووكالة الصحافة العربية ”الميادين“؛ والمحللة والإعلامية اللبنانية وفيقة إبراهيم ومركز فيدل كاسترو روز.
إن معرض ”فلسطين تحيا“ هو أكثر من مجرد معرض للصور الفوتوغرافية، إنه دعوة إلى الضمير والعمل التضامني، إنه ألم ومقاومة وأمل.
