Menu

قطاع غزة: بين فوضى السلاح والعدوان المستمر

فوضى السلاح في غزة، وكالات

مهند أبو شمالة، الهدف الإخبارية - قطاع غزة

يتعرض قطاع غزة منذ السابع أكتوبر من العام الماضي لعدوان ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والذي استهدف بشكل مباشر البنية الأمنية للقطاع. قصف الاحتلال مقرات الأجهزة الشرطية، واغتال عدداً كبيراً من عناصر الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى تعطيل قدرتهم على فرض القانون وحماية المواطنين. هذا التصعيد أدى إلى فوضى متزايدة وانتشار ظاهرة الاستخدام غير الشرعي للسلاح.

آلاف العناصر الذين ينتمون إلى أجهزة الأمن في قطاع غزة استُشهدوا من بين عشرات الآلاف الذين قضوا خلال العدوان، معظمهم ضمن عمليات اغتيال ممنهجة، اعترف جيش الاحتلال صراحةً بتنفيذها قاصداً عدم قدرة "حماس" على حكم القطاع وذلك بحسب نيته التي يعلنها مع كلّ عملية اغتيال، والتي تهدف منهجياً إلى تفريغ ساحات القطاع من الأمن وضرب أهله ببعض دون وجود من يمنعهم ويفرض قوة القانون عليهم، فبالكاد يمر يومُ في قطاع غزة دون الاستخدام الغير الشرعي للسلاح من قبل الخارجين عن القانون، فلتان أمني نتيجة لما سبق يعيشه القطاع، ويدفع ضريبته المواطنون، حالات قتل _ كانت متعمدة أو لا_ بشكل شبه يومي يتم تسجيلها.

مؤخرا، شهدت مدينة دير البلح وسط القطاع، يومي الأربعاء والخميس، فلتاناً غير مسبوق في استخدام السلاح في أكثر أماكنها اكتظاظاً بالمواطنين (علماً أن المدينة الصغيرة تستوعب حالياً أكثر من مليون نازح)، سوق دير البلح المكان الأكثر كثافةً في قطاع غزة، شهد حالات إطلاق نار كثيرة وذلك بسبب خلافات بين عائلتين قًتل على إثرها مواطن.

في هذا السياق، يقول أحد عناصر الأجهزة الأمنية في حديثٍ مع "الهدف الإخبارية" إنّ الشرطة تحاول الانتشار قدر استطاعتها في أماكن الخلافات لحلّها، أو حتى في الأسواق في الأوقات الطبيعية وذلك وقاية منها، إلّا أنّ الشرطة تعاني نقصاً كبيراً في كوادرها، وذلك بسبب استشهاد أو اعتقال عددٍ كبير منهم خلال 11 شهراً من العدوان.

وتابع "متحفظاً عن ذكر اسمه": تم إنشاء لجان الحماية الشعبية وهو شبه جهاز بديل لتنظيم وضبط الحياة اليومية في الأسواق وبين المواطنين، إلى أنّ نقص الموارد المادية والبشرية يحول دون إتمام هذه المهمّة بالشكل المطلوب، بالإضافة إلى صعوبة ظهور العناصر الأمنية بعتادها ولباسها الرسمي؛ وذلك تحسباً من عمليات الاغتيال الممنهجة التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق عناصر الشرطة بحجة حملهم للسلاح.

ولفت إلى أنّ فوضى العائلات عادت لواجهة مشكلات القطاع خلال العدوان، وأنّ معظم السلاح الذي بيد أبنائها غير مرخص ويُستخدم بشكلٍ غير شرعي وفي أماكن ازدحام الناس، وذلك ما يزيد من حالة الفوضى التي تمنع من قدرة الكوادر الأمنية القليلة من فرض القانون وحالة الأمن بشكل مستمر.

العنصر الأمني دعا المواطنين وكبار العائلات إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والالتزام بالقانون وعدم استخدام السلاح، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يأبه بالقوانين الإنسانية، إذ يشنّ عدواناً شرساً قتل خلاله البشر والحجر والشجر في غزة.

وفي ذلك واجباتٌ متراكمة ومسؤولية اجتماعية، فغزّة وسكانها لا ينقصهم آلة موتٍ جديدة، فيحيط بهم أبشع آلاتٍ عرفها التاريخ البشري، تستخدمها أكثر القوى فاشيةً بحقّ شعبٍ كُتب عليه أن يبقى تحت سقوف الموت، فالمطلوب من الجميع التعامل على قدر الأزمات والحفاظ على أمن عَمَدَ الاحتلال على نزعه باختلاف الأدوات.