Menu

المقاومة ونيران التصعيد

تطورات العدوان الإسرائيلي على لبنان: غارات مكثفة ونزوح آلاف المدنيين

تصعيد علي الجبهة اللبنانية، وكالات

الهدف الإخبارية - بيروت

يتصاعد العدوان على لبنان مع استمرار الهجمات التي تشنها "إسرائيل" على جنوبي وشرقي البلاد، حيث بلغ عدد الشهداء حتى الآن 492 شخصاً، وأصيب 1645 آخرون. هذا التصعيد أدى إلى نزوح كثيف من القرى والبلدات الجنوبية، حيث تجاوز عدد النازحين 16 ألفاً، مع تسجيل حركة إيواء في أكثر من 150 مدرسة، بحسب ما أفاد وزير لبناني.

من جهة أخرى، أعلن حزب الله عن قصفه عدة مواقع عسكرية لـ"إسرائيل"، بما في ذلك قاعدة نفتالي ومواقع لوجستية للفرقة 146. يأتي ذلك في ظل تصريحات من مسؤولين إسرائيليين، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل" تسعى إلى تغيير "التوازن الأمني" في الشمال، مشيراً إلى أن جيشه يعمل على "استباق التهديدات". بدوره، قال وزير الأمن يوآف غالانت إن "إسرائيل" تمكنت من تدمير عدد كبير من الصواريخ والذخائر الدقيقة التابعة لحزب الله، معتبراً أن هذا الأسبوع هو "الأصعب" على الحزب منذ تأسيسه.

على الصعيد الدولي، تزداد المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة، وسط تحذيرات من المجتمع الدولي حول مخاطر التصعيد المتزايد. ومع هذا، نفى مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي وجود خطط فورية لشن عملية برية في لبنان، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تركز على الضربات الجوية بهدف تقليص قدرة حزب الله على تنفيذ هجمات إضافية.

من ناحية أخرى، شهدت الساحة اللبنانية زيارات دبلوماسية، حيث التقى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، لبحث التطورات الحالية في لبنان، مع تأكيد دعم فرنسا للبنان. في الوقت نفسه، توجه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى نيويورك لإجراء اتصالات دولية مكثفة في محاولة للحد من التصعيد العسكري.

الوضع على الأرض يزداد تعقيداً مع استمرار القصف الإسرائيلي لمناطق بعلبك وصور، حيث شنت قوات الاحتلال عدة غارات على تلك المناطق، مدمرة البنية التحتية ومتسببة في سقوط ضحايا بين المدنيين. في الوقت نفسه، تعرضت مناطق الجليل شمال فلسطين المحتلة لقصف من حزب الله، مما أسفر عن أضرار مادية واندلاع حرائق دون تسجيل إصابات بشرية كبيرة.

في السياق ذاته، ألغت العديد من شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى لبنان، حيث أفاد مصدر من مطار بيروت الدولي بأن ما يقرب من 15 رحلة تم إلغاؤها نتيجة لتطورات الأوضاع. في الوقت نفسه، تستمر رحلات طيران الشرق الأوسط رغم تراجع عدد الرحلات الجوية بشكل عام.

من جانب آخر، ووسط استمرار القصف، اندلعت حرائق كبيرة في مناطق مفتوحة في كريات شمونة، كما أُبلغ عن سقوط شظايا صواريخ في مدن عربية داخل "إسرائيل" مثل طمرة وبلدات في الجليل، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة دون تسجيل إصابات بشرية.

تشير التحليلات إلى أن هذا التصعيد قد يتجه نحو مزيد من العنف، خصوصًا في ظل استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية والردود الصاروخية المكثفة من حزب الله. ومع تزايد التحذيرات الدولية من الانزلاق نحو حرب شاملة، يبدو أن الأطراف المعنية ليست مستعدة بعد لتهدئة الأمور، ما يعزز المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في كل من لبنان وشمال الأراضي المحتلة.