Menu

الضربة الإيرانية تقصم ظهر "إسرائيل": تدمير قاعدة نيفاتيم وشل أسطول طائرات F-35

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة

وفقاً لتقرير صادر عن مجلة ميليتيري ووتش (Military Watch Magazine)، المتخصصة في التحليلات العسكرية والاستراتيجيات الدفاعية، نفذت إيران ضربة صاروخية باليستية واسعة النطاق على أهداف في "إسرائيل" في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024. الهجوم استهدف بشكل رئيسي قاعدة "نيفاتيم" الجوية، التي تعتبر من أهم المنشآت العسكرية لـ"إسرائيل"، حيث تضم سربين من طائرات الجيل الخامس المتقدمة "F-35". وتعتبر هذه الطائرات أحد أعمدة القوة الجوية الإسرائيلية، إذ تستخدم في مهام استراتيجية رئيسية، بما في ذلك التخفي والعمليات الهجومية ضد الدفاعات الجوية.

https://militarywatchmagazine.com/article/strike-completely-destroys-f35-base

تدمير قاعدة نيفاتيم الجوية

الضربة الإيرانية، التي أطلق عليها اسم "الوعد الحقيقي 2"، تسببت في "التدمير الكامل" لقاعدة نيفاتيم الجوية وفقاً لمصادر إعلامية إيرانية. يُقال إن الهجوم أدى إلى تدمير أكثر من 20 طائرة "F-35"، مما يمثل خسارة استراتيجية كبيرة لـ"إسرائيل". وتُعد طائرات "F-35" من الأصول الجوية الأكثر تطوراً على مستوى العالم، حيث تجمع بين قدرات التخفي، والحرب الإلكترونية، وإلكترونيات الطيران المتقدمة، مما يجعلها أدوات حاسمة في أي تخطيط للهجمات على إيران. كما أن هذه الطائرات تُستخدم بكثافة في العمليات الإسرائيلية المستمرة ضد أهداف إقليمية، مثل لبنان وسوريا.

تداعيات استراتيجية

تدمير طائرات "F-35" لا يمثل ضربة عسكرية فحسب، بل يحد من قدرة "إسرائيل" على الرد بشكل فعال في المستقبل القريب. الأسطول الإسرائيلي يعتمد على طائرات الجيل الخامس في تنفيذ مهام هجومية واستخباراتية، كما تُعد طائرات "F-35" جزءاً رئيسياً من الخطط الإسرائيلية لاستهداف المنشآت الإيرانية النووية. ومع تدمير سرب كامل من هذه الطائرات، تتضاءل قدرة "إسرائيل" على تنفيذ عمليات كبيرة أو التصعيد في المنطقة.

على الرغم من أن "إسرائيل" كانت قد طلبت سرباً ثالثاً من طائرات "F-35"، إلا أن التأخير في عمليات الإنتاج والتسليم، التي تفاقمت بسبب مشاكل تتعلق بالجودة وسلاسل التوريد، يعني أن هذه الطائرات لن تصل قبل عام 2028. هذا التأخير يمنح إيران وحلفاءها تفوقاً زمنياً لتقوية دفاعاتهم وتحديث أنظمتهم العسكرية.

ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية

الهجوم الإيراني كشف عن نقاط ضعف كبيرة في شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي تُعتبر واحدة من الأكثر تطوراً وكثافة في العالم. على الرغم من امتلاك "إسرائيل" نظام القبة الحديدية، وأنظمة دفاعية متقدمة أخرى مثل "مقلاع داوود" و"آرو"، إلا أن الهجوم الصاروخي الإيراني تجاوز هذه الأنظمة الدفاعية. وفقاً للتقارير، فإن عشرات الصواريخ الباليستية أصابت أهدافاً حيوية في "إسرائيل"، بما في ذلك مقر وكالة الاستخبارات "الموساد" في تل أبيب، والذي تعرض هو الآخر لأضرار كبيرة.

ويُعتقد أن هذه الضربة الإيرانية جزء من ردود أوسع نطاقاً بعد تصعيد إسرائيل ضد إيران وحلفائها في المنطقة، لا سيما بعد الغارة الإسرائيلية على طهران في يوليو/تموز 2024. كانت إيران قد وافقت في السابق على تخفيف حدة الرد إذا خففت "إسرائيل" من عملياتها، لكن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، بما في ذلك غزو لبنان واغتيال قادة من حزب الله، اعتُبر خرقاً لهذا الاتفاق غير الرسمي.

ردود الفعل الدولية

الضربة الإيرانية لم تقتصر على الخسائر المادية فقط، بل أثارت ردود فعل سياسية واسعة. في الولايات المتحدة، أعرب مستشار الأمن القومي جيك سوليفان عن إدانته للهجوم قائلاً: "إيران ستدفع ثمناً باهظاً لهذا الهجوم، ونعمل بشكل وثيق مع إسرائيل لضمان حدوث ذلك". وقد دعا السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام الرئيس جو بايدن إلى التصريح بشن ضربات على منشآت النفط الإيرانية كجزء من الرد الأمريكي. كما شدد المسؤولون الإسرائيليون على أن الرد الإسرائيلي سيكون "مرئياً في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، مع استعدادات واضحة لتصعيد عسكري أكبر.

في داخل "إسرائيل"، أُجبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين على الاحتماء في مخابئ تحت الأرض في القدس أثناء الهجوم، حيث تم الإبلاغ عن انفجارات هائلة في جميع أنحاء تل أبيب. ووفقاً لتقارير إعلامية، فقد أدى الهجوم إلى تعطيل حركة الطيران والنقل في جميع أنحاء البلاد، مما تسبب في حالة من الفوضى والذعر.

انعكاسات مستقبلية

تدمير قاعدة نيفاتيم الجوية وتدمير سرب "F-35" يشكلان نقطة تحول في ميزان القوى بين "إسرائيل" وإيران. فإلى جانب خسارة "إسرائيل" لقدرة جوية كبيرة، فإن الهجوم يرسل رسالة واضحة بأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليست محصنة أمام الهجمات الباليستية الدقيقة، وهو ما قد يدفع طهران لتعزيز موقعها الإقليمي. كما قد يُشجع ذلك حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى على تكثيف هجماتها في المستقبل، مستغلة هذا الضعف في الشبكة الدفاعية الإسرائيلية.

وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن يشهد الشرق الأوسط تصعيداً عسكرياً ملحوظاً خلال الأسابيع القادمة، حيث لا يمكن لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة تجاهل هذا الهجوم. ومن المحتمل أن تتخذ تل أبيب خطوات انتقامية حاسمة، مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهة أوسع نطاقاً تشمل إيران وحلفاءها في المنطقة.