Menu

ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول

ملحمة المقاومة الفلسطينية وصمود الأبطال. 

طارق معمر

ناشط فلسطيني؛ مقيم ببلجيكا

الهدف الإخبارية - بلجيكا

في السابع من أكتوبر، تحل علينا ذكرى تاريخية خالدة وراسخة في وجدان وذاكرة الشعب الفلسطيني وكل احرار العالم، يوم يشع فيه نور وحضور المقاومة ويذكرنا بالكرامة والتضحيات التي قدمتها الأجيال الصامدة في وجه الاحتلال. هذه الذكرى ليست مجرد حدث يمر مرور الكرام، بل هي محطة أساسية في مسيرة الكفاح الفلسطيني المستمرة من أجل الحرية واستعادة الحقوق المغتصبة. واعادة الاعتبار لكل ماهو مقاوم. 

السابع من أكتوبر: يوم البطولة.

في هذا اليوم، قبل عام من الآن، سطر الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة واحدة من أعظم الصفحات في تاريخ الصراع مع الاحتلال. كان السابع من أكتوبر يوماً فارقاً، يومَ أظهرت فيه المقاومة الفلسطينية قدرتها على تحدي آلة الحرب والظلم بإرادة لا تلين. هذه اللحظة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت رسالة للعالم بأسره بأن الفلسطينيين لا يقبلون الانكسار، وأن نضالهم متجذر في أعماق هويتهم الوطنية.

المقاومة الفلسطينية: إرادة صلبة في وجه الاحتلال.

لقد تمكنت المقاومة في السابع من أكتوبر من تنفيذ عمليات نوعية لم تكن مجرد انتصارات عسكرية فحسب، بل كانت انتصارات معنوية أكدت أن الشعب الفلسطيني لن يتراجع أمام الاحتلال مهما بلغت التحديات. بفضل التخطيط الدقيق والشجاعة الفائقة، نفذت المقاومة واحدة من أكبر عمليات التضليل ضد العدو، مظهرةً أن العقول الفلسطينية قادرة على إبداع استراتيجيات فاعلة في مواجهة قوة الاحتلال.

عادت قوات المقاومة في ذلك اليوم ومعها 264 أسيرًا، في خطوة هادفة إلى مبادلتهم بأسرى فلسطينيين. هذا الانتصار المزدوج، سواء على الأرض أو في ميدان المعنويات، هو دليل على أن المقاومة لا تزال تقود نضال الشعب الفلسطيني نحو حريته.

رسالة للأجيال: المقاومة خيار وليست مجرد رد فعل

تحمل ذكرى السابع من أكتوبر في طياتها رسالة عميقة للأجيال الجديدة بأن المقاومة ليست مجرد رد فعل على القمع والاحتلال، بل هي خيار استراتيجي يستند إلى الحق المشروع في الدفاع عن الأرض والكرامة. كما أن هذه الذكرى تبرز دور الوحدة الوطنية والعمل المشترك في تحقيق الإنجازات، حيث استطاعت المقاومة بصمودها وتعاونها أن تتحدى الاحتلال وتفرض عليه معادلات جديدة.

دروس الماضي وآمال المستقبل

في الوقت الذي نحيي فيه ذكرى هذا اليوم المجيد، علينا أن نتأمل في الدروس التي علمتنا إياها المقاومة الفلسطينية؛ وهي أن النضال المستمر والتضحية هما السبيل لتحقيق الحرية. ما تحقق في السابع من أكتوبر يذكرنا بأن الأمل في التحرير لم ولن يندثر، وأن المقاومة ستظل مشعلاً ينير طريق الكفاح حتى تحقيق الاستقلال الكامل.

إن هذه الذكرى هي فرصة لتجديد العهد بأن نضال الشعب الفلسطيني سيستمر، وأن المقاومة ستبقى رمزا للعزة والكرامة. بفضل التضحيات التي قدمها المقاومون في الماضي، ستظل الأجيال القادمة تحمل الراية وتدافع عن الأرض حتى يتحقق الحلم الكبير بالتحرير والعودة.

ختامًا: عهد على مواصلة الطريق: في ذكرى السابع من أكتوبر، نجدد العهد بأن فلسطين ستظل في قلوبنا، وأن المقاومة ستبقى الخيار الأول والأخير حتى تتحقق الحرية ويعود الحق لأصحابه. ما قدمته المقاومة في هذا اليوم التاريخي هو دليل حي على أن إرادة الشعب لا تقهر، وأن النصر، مهما طال الزمن، آتٍ لا محال.