Menu

اشهار موقف: مع الحقيقة والطوفان والمقاومة ومحورها

د. وسام الفقعاوي

د. وسام.jpg

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة- غزة

في سياق الرد على مواقف وكِتابات بعض المثقفين ومُدّعي الثقافة والكَتبة وغيرهم، من ذات التوجه والاصطفاف، أُشهر هذا الموقف؛ المُصطف مع الحقيقة والمقاومة ومحورها، بعد مرور عام على معركة طوفان الأقصى الباسلة والمجيدة، من خلال المسائل/القضايا التي تناولوها في كتاباتهم ومواقفهم الصريحة والواضحة ضدها - كنهج مستمر - وضد من قام بها، من قوى المقاومة ومن يخوض معركتها؛ دفاعًا عن القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير على تراب أرضنا كاملة، كما تجاوزهم لفلسفة الأسئلة الصحيحة؛ مضمونًا وروحًا، في كتاباتهم، والتي تنتقل معهم، في كل حدثٍ وفعلٍ من سياق لسياق آخر مُختلف ومُقتطَع ومجزوء من سياقه المتكامل؛ السابق أو اللاحق له من أفعالٍ أو مواقفٍ أو تصريحاتٍ، بهدف التوظيف، لصالح الفكرة/الثورة المضادة التي يمثلونها، وعليه، أُعبر هنا، عن موقفٍ واضحٍ وواسعٍ وشاملٍ، بالرد والإجابة، على ما جاء في مجمل مواقفهم وكتاباتهم تقريبًا، بذات المضمون والسياق:

أولًا: بلغة السياسة والواقع والوقائع، وصل تطور الصراع؛ مع هجوم/نصر ٧ أكتوبر، إلى لحظة الاحتدام/الوضوح التاريخي، وكل ما تبع ويتبع ويستمر بالانسجام مع هذا التطور ودخول الصراع مرحلة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة، خاصة وأن العدو يتحدث منذ ذلك الحين، ولأول مرة منذ إنشاء كيانه، بأنه يخوض حرب وجود، وإعادة تأسيس استقلال "إسرائيل" الثاني... وعليه؛ يسعى لتغيير وجه الشرق الأوسط، الذي تغييره، من خلاله وحلفه وأدواته؛ يصل لمرحلة التطور التاريخي السلبي، والذي يعاكسه ويقف ضده تاريخي بالمقابل، كتوجهٍ وفعلٍ ايجابي من المقاومة والممانعة، ويمثل ذلك بكل وضوح؛ قوى محور المقاومة، وكل من يصطف معها؛ فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا وأمميًا.

ثانيًا: حول استشراف المستقبل ومدى مساهمة الضربات الإيرانية، في التأثير على العدوان ومدياته واستمراره، فهذه المسألة لها؛ علاقة بتكامل جبهات وساحات الفعل المقاوم، ومدى تحقيقها لتوازن الرعب الذي سيجعل الأمريكي قبل الإسرائيلي، يركض نحو حل آخر: "يحفظ ماء وجه "إسرائيل"، مع قناعتنا بأننا أمام صراع تاريخي شامل ومفتوح، وسيستمر في إنتاج؛ محفزات/ديناميكيات استمراره، حتى حسمه، بالنصر التاريخي لأمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني وأحرار العالم في كل مكان.

ثالثًا: دولة بحجم إيران الإقليمي ودورها في المنطقة، لا ترد خجلًا أو حفظًا لماء الوجه، أو بمطنق رغبوي إرادويّ، حتى وأنا أكتب وأُشهر موقفي من قلب المقتلة وحرب الإبادة، ومجازرها الوحشية وألمها المقيم والذي أصاب الجميع؛ فهي من ردت على ضرب قنصليتها في حينه، بما لا يقل عن ضربة الفاتح من أكتوبر، لكن تقديرات توقيت الرد لدى العدو وحلفهِ كانت مُسبقة في حينه، لهذا جرى التصدي له من الأردن والسعودية وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وإسرائيل وغيرهم، لدرجة أن البعض من مُدّعي الثقافة والكَتبة وصفوها بالمسرحية، وآخرين ذهبوا إلى أنها مُعدة/مُرتبة مُسبقًا، مع الإدارة الأمريكية..! كما جاء في مقالاتهم ومواقفهم التي يصطفون، من خلالها - بوعي أو بدونه - في ذات جبهة العدو... وعليه؛ إيران ردت - وهي من توعدت بالرد بكامل هيئاتها وأركان حكمها، منذ اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية ، وأعلنت أنها لا يمكن أن تخضع للتهديد أو الوعيد وستختار الزمان والمكان المناسبين - متى هي ارتأت الوقت المناسب، والقواعد التي يجب أن تُضرب وتُمسح، خاصة بعد الضربات الكبيرة والمؤلمة ضد حزب الله واغتيال أمينه العام القائد الشهيد حسن نصرالله.

رابعًا: لم يعد استخدام لفظ "مسرحية" من قبل هؤلاء الكّتّبة، ينطلي على أحد، بل رأينا بأم أعيننا مفخرة المقاومة من مسافة صفر، ضد الجيش الصهيوني ودبابات الميركفاه والعبوات التلفزيونية والبيوت المفخخة وغير ذلك الكثير في قطاع غزة، على مدى سنة كاملة من العدوان والإبادة الجماعية، وكذلك تناول خبراء ومتخصصين وكُتَّاب غربيين وإسرائيليين؛ عسكريين وأمنيين وسياسيين، بالإضافة لتقارير دولية وفيديوهات بثها إسرائيليون، نُشرت من خلف مقص الرقيب الأمني، وصور لأقمار صناعية؛ حجم الضربة الإيرانية وتأثيرها، في مواقع وقواعد إسرائيلية، ومنها مقر الموساد وقواعد ومطارات عسكرية مهمة، وصولًا إلى "كمائن الموت" التي سَرّبلَ بها، مقاتلوا حزب الله عشرات الجنود الصهاينة، قبل دخولهم الأراضي اللبنانية؛ وليس انتهاءً بالدور الكبير الذي تقوم به القوات اليمنية، حربيًا واقتصاديًا، التي تتناول تأثيراتها المهمة، أكبر وأهم المؤسسات والدول الغربية التي شكلت مع بعض قواها، ما سميَّ "حارس الازهار" لمواجهتها، وفشلت في ذلك فشلًا ذريعًا، وكذا قوى المقاومة العراقية، ودورها ضد القواعد الأمريكية والإسرائيلية؛ فأي دورٍ يقوم به هؤلاء المُدعين الكَتبة؛ ليًا لعنق الحقائق والعمل على إخفائها وتجاوزها وتغييبها؛ والاصطفاف في جبهة العدو وروايته؛ والضرب والتشويه لقوى المقاومة ومحورها، بالكلمة التي تلتقي مع صاروخه وبندقيته؛ الصهيونية - الأمريكية - الإمبريالية، وشركائهم من أصحاب الاتفاقات الإبراهيمية؟!

خامسًا: هناك تَقصدٌ عند هؤلاء، بمحاولة الفصل بين إيران والمقاومات الأخرى بالمنطقة، من بيروت إلى غزة ومن دمشق إلى صنعاء وبغداد.. حتى من يهلل ويفرح ويبكي أيضًا، لانجازات مقاومتهم الباسلة والشجاعة، وهي محاولة فصل مفتعلة، بحيث يبدو أن لبنان تَضرِبَ بمعزل عن طهران ودعمها، وكذلك صنعاء و العراق وغزة.. وهذه الحقيقة لا يجب أن تغيب أو تُغيب، تحت عنوان الاختلاف الأيديولوجي الذي يقدم التاريخي المستقبلي، على الواقعي الراهني واستحقاق مواجهة العدو الصهيوني الإمبريالي؛ مشروعًا ووجودًا في قلب منطقتنا، وهنا يلتقي "البعض من المحسوبين على التيار الوطني والقومي"، معهم في التخويف من هوية المحور، وكأن البيئة والثقافة والحاضنة الإسلامية العريضة؛ ليست محددًا رئيسيًا في مقاومة الاحتلال والعدوان والهيمنة، ولذلك، يعمل هؤلاء على دعشنة المقاومة من جهة، وهذا ما أعلنه العدو منذ بداية المعركة وحربه ضد الجميع، ومذهبتها وتشييعها طائفيًا؛ بتجاوز كونها حالة جماعية، يُعبِرُ عنها، الضمير الجمعي والإنساني والفعل المقاوم والشعبي على امتداده وطيفه الواسع؛ فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا وأمميًا. من جهة أخرى، في سياق الالتقاء مع المشروع الصهيوني - الأمريكي - الرجعي، في تفتيت وتقسيم وتجزئة المنطقة، وهنا جوهر مشروع؛ الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنه العدو وكامل حلفه المعادي.

وهنا، ومن باب التأكيد المطلوب دومًا، أن الموقف من إيران أو أي نظام أو جهة ما، فلسطينية أو عربية أو إقليمية أو دولية، هو قربها أو ابتعادها من وعن القضية الفلسطينية وحقوقها الوطنية، ومقاومة مشروع ووجود الحركة الصهيونية في المنطقة، وعلى ذات الخط، القرب أو البعد من وعن الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها الحاضن والداعم والحليف الشريك لها في كل عدواناتها وحروبها العسكرية والسياسية، وأية قرب منها أو علاقة معها، تعني وعلى طول الخط أيضًا؛ قربًا وعلاقةً مع حليفتها إسرائيل/العدو.

سادسًا: أخذنا في أكثر من رأي وكتابة لنا، على حزب الله وإيران بالذات، تأخرهم في تطوير الجبهة من اسناد إلى مواجهة أشمل (وهما لهما رؤيتهما واستراتيجيتهما وتكتيكاتهما وتقديراتهما في إدارة المعركة، من مواقعهما، التي تختلف عن رؤيتي لها من موقعي، كقارئ ومتابع وكاتب، أقيم في قلب المقتلة وحرب الإبادة، ومنتميًا بوعيٍ كاملٍ للمقاومة ومحورها)؛ أعطت للعدو "الوقت المناسب" للوصول؛ ضربًا واغتيالًا للكثير، من المقاومين وفي مقدمتهم: القائدين الشهيدين إسماعيل هنية وحسن نصرالله وقادة من أركان المقاومة في غزة ولبنان على وجه الخصوص، وكذلك النيّل من امكانات عديدة للمقاومة، وأعتقد أنهما لو سَبَّقَا في ذلك، لما توحشت إسرائيل/العدو وتمادت أكثر، وهنا ضرورة أن يستمر الهجوم ويتوسع، بالقدر الذي يحقق توازن الرعب، خاصة وأن المعركة المُخاضة حاليًا، ليست التاريخية النهائية، لكن تُؤسس لها.

سابعًا: يذهب بعضهم في إطار الانتقائية والقطع مع السياق الطبيعي لسيل التصريحات، التي تصدر وصدرت؛ في تأكيد دور إيران كرأس للمحور في المواجهة، منذ بدايتها، بأخذ تصريح، يتعلق بردها على عدوان على ردها، وكأنه نهاية فعل إيران، وهذا أقل ما يقال عنه، وكأنه محاولة لإرضاء الذات ورد اعتبارٍ لها، على خطيئة عدم حفظ الاتزان وفقدان الرؤية والبوصلة، منذ البداية، والتي شككت في كل شيء، وهذه تبدأ معهم، من هجوم/نصر ٧ أكتوبر، الذي وعى خطورته وأبعاده الراهنة والمستقبلية العدو وحلفه، أكثر من غيره، من أصحاب القضية أو من يدعون الانتماء إليها؛ وفي تناولهم أيضًا؛ لمجريات الحرب والعدوان وفعل المقاومة، مرورًا بالتشكيك، بسبب رد إيران ودوافعه، التي هي من أعلنت سبب ذلك ببيانها الرسمي، وبحقها وفقًا للقوانين الدولية، وصولًا لقولها حال رد العدو - على الرد الأخير - سيكون ردها أقوى مما يتوقعون... من خلال القطع والانتقائية؛ مُتقنين لغة التوظيف المقصود أو اللاموضوعي في آن، والوقوف في المكان المعاكس للتاريخ الصحيح الذي يُكتب للمنطقة، لكن من يكتبه الدم الذي ينتصر على السيف، ومن ينتصر له.

ثامنًا: معظم الكُتّاب ومدعي الثقافة الذين ينطبق عليهم، ما هو مذكور هنا، هم من كَتبة السلطة ومثقفيها، فمنهم من كان جزءًا، من طبخة/كارثة أوسلو التي جرت من خلف ظهر شعبنا الفلسطيني ومؤسساته الوطنية، وسببت أكبر مذبحة وطنية - سياسية، بحق قضيتنا وحقوقها وما تمثل بأبعادها كافة، والتي ما تزال فصولها مستمرة، ومنهم من كان منظرًا إعلاميًا لها؛ نهجًا وسياسةً وحكمًا أمنيًا، ومنهم من كانوا وزراءً بها وأبواقًا لها وما يزالون، بالإضافة لخلفية الآخرين التنظيمية، أو الفكرية والثقافية، والذين يجمع بين معظمهم؛ العداء لفكرة المقاومة؛ ثقافة ونهجًا وطريقًا؛ لاحقاق الحقوق والوصول لهدف الصراع، بإنهاء الاحتلال والعدوان وكل أشكال الهيمنة والتبعية، لهذا نجدهم، يلتقون عند هدف واحد؛ الاعتراف بشرعية وجود إسرائيل/العدو على أرضنا العربية الفلسطينية، ويعملون على القطع/الانفصال بين القضية الوطنية الفلسطينية، وأبعادها القومية والإسلامية والأممية، وينغلقون قطر يًا؛ حد الطائفية، ويرتكزون على فزاعة "يا وحدنا" والرعاية الأمريكية، التي يراهنون على تغيُّر حزب وشخص، من يجلس في بيتها الأبيض، في تجاهلٍ متعمدٍ، مع سبق الاصرار والترصد؛ لحقائق التاريخ والتجربة المديدة على هذا الصعيد.

تاسعًا: إعادة النقمة الطائفية، من بوابة المسألة الفلسطينية وباسم كُتّاب ينتمون لها بالجنسية، وصولًا لإخراج الفارسية، كأحد المكونات الطبيعية، من مكونات النسيج المجتمعي الإيراني، إلى مشهدٍ لتعزيز الطائفية، كما تقول وتفعل وتعزز؛ الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والسعودية ومن يدور في فلكهم، ويصبح من يُعرفَ عن نفسه بأنه وطني وعلماني؛ ناطق مذهبي باسم الإسلام السني والصهيوني والإمبريالي والإبراهيمي والداعشي أيضًا، ويتناسوا هؤلاء عمدًا في هذه الحالة، أحاديث: إنها نتنة فتجنبوها.. ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.. فما بالكم عندما يكون لمسلمٍ على مسلمٍ؟!

هنا تبرز ثنائية التناقض الرهيب، في تكوين الذات الواحدة لهؤلاء المدعين الكَتبة، بحيث نجد أنفسنا أمام الشيء ونقيضة، وسهولة الانتقال بين المواقف، وتناقض الأقوال والأفعال، والانتهازية الموصوفة، وإجادة لعبة نط الحبال، في أحضان أصحاب المال، ومراكز الأبحاث المشبوهة والمؤسسات الإعلامية التابعة والخاضعة، لأجندات العدو وحلفه... وصولًا إلى انفصالهم عن قضيتهم، مهما ادعوا تمثيلها؛ فقضية التحرير ومسألة الوحدة ونهج المقاومة وبناء حلف/معسكر الأصدقاء؛ أبجديات/أسس أي رؤيةٍ ومنهج عملٍ سليم، وهذه لا تأتي أو يصنعها، من لا ينسجم مع نفسه، ويحل تناقضاتها أولًا، على الأقل، فما بالنا، إذا كان من الغرقى حتى أذنية في الخيانة وبيع القلم، بعد بيع فلسطين والضمير معًا؟!

عاشرًا: مصدر الخبر الصحيح للكثير من هؤلاء هو العدو، كمصدرٍ أساسي، الذي يقف خلف إعلامه، أيديولوجيا صهيونية - توراتية، تؤدلجه، ومؤسسة سياسية تمنهجه، ومؤسسة أمنية تراقبه (سمح بالنشر)، ووسائل إعلام تبثه؛ موجهًا ودعائيًا، تضخيمًا وتقليلًا وكذبًا.. ومن يستند إليه، كوحدة قياس أو حقيقة لا تحتاج للحذر واليقظة والنقد والنفي، أينما لزم، سيقع فريسةً بإرادته في استخدامه، مُنطَلقًا وأساسًا في الرد حتى الكذب، عندما يصل الأمر لقلب الحقائق ولي عنقها، لتنسجم مع رؤية قاصرة وكِتابة مُرتفجة وحشر وحشد للمسائل دون منطق داخلي متماسك وتحليل غير علمي وفي أدني حدوده غير موضوعي، وهنا تَغيبُ أحد أهم شروط النزاهة الفكرية والأخلاقية، وتصبح "عقلية المؤامرة"؛ تَحبكُ من خيالها ما تريد، حد وضع إيران في شراكة وتقاسم بينها وبين أمريكا وإسرائيل، دون إيراد دليل يثبت ذلك أو معلومة صحيحة واحدة، يَستندون عليها في صياغة حبكة تحليل فيها من المعقولية، حد يقنع كُتّابها قبل قُرائها. 

عاشرًا: النضال ضد العدو الصهيوني - الأمريكي وحلفه، لا يحتاج إلى إذن مسبق من شعبنا الفلسطيني، الذي أعطى جوهر القضية وأبعادها؛ الوطنية والقومية والإسلامية والأممية، شرعيةً بدم من يقاتل معه تاريخيًا وآنيًا، وينتصر لقضيته ويقف مع حقوقه، من فنزويلا وكوبا وبوليفيا وإيران، وما بينهما... مرورا بالجزائر و اليمن والعراق ولبنان وما بينهما... وليس انتهاءً بساحات الدول الغربية وجامعاتها العريقة، ونخبة النخبة منها... لا شرعية الاعتراف بالعدو ووجوده والاستسلام لمشروعه، حد الشراكة معه في العدوان والإبادة في أكثر من مكان: من كامب ديفيد وما بينهما إلى أبراهام.. ومن يستنقع في وسطهم، ويحارب بسيفهم، لا بسيف العقل والحق والدم ووحدة الهدف والمصير.

الحادي عشر: بالنسبة لي قولًا واحدًا لا رجعَةَ فيه، سواء جاءت الانتخابات الأمريكية بالديمقراطيين وأبقتهم في الحكم، أو جاءت بالجمهوريين ومرشحهم ترامب، لن يفرق الأمر أبدًا على صعيد الصراع في منطقتنا، لا درجةً ولا نوعًا.. وهذه الحقيقة التي يجب أن نُمسك بها، وهي أن أمريكا عدونا الأول ويتبع من يتبع من صهاينة إسرائيليين وعرب، وليست عندي أية أوهام "عقلانية"، غير ذلك، والواجب النضال ضدهم، في ذات الوقت ومن ذات القاعدة، انطلاقًا من ذات التعريف للعدو وحلفه كاملًا.