Menu

عام على العدوان.. قتل وأسر وتجويع وتهجير قسري

خاص_بوابة الهدف - غزة

يستمر الاحتلال الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة، ارتكب خلاله أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني، مستخدماً كل آلات الموت، في حرب لفظت اليوم عامها الأول.

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن عدد الشهداء وصل في اليوم الـ367 للعدوان 41,909  شهداء، و97,303  إصابات، حيث ارتكب 4  مجازر ضد العائلات في قطاع غزة،  وصل منها للمستشفيات 39 شهيد و 137 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
 
وبحسب الوزارة، فلازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.

حصار مطبق 

في التاسع من أكتوبر (ثاني أيام العدوان)  فرض الاحتلال حصارا شاملا على قطاع غزة، وأغلق كافة المعابر وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والطاقة عن القطاع، وخلال أيام أمر بإخلاء شمال القطاع، تأهبا لقصفه.

تصرف كان بأمر من حكومة فاشية تضم مجرم حرب كـ"يواف غالانت" وهو وزير الحرب فيها، والذي أمر وصادق على تطبيق الحصار بعد بدء عملية "طوفان الأقصى"، بقوله الشهير عن الفلسطينيين "حيوانات بشرية"، والذي سنّ عقبها عقوبة "لا ماء لا كهرباء لا دواء، وسلفه فيها المجرم الأكبر نتنياهو بالقول "سنعيد غزة 50 سنة للوراء".

منذ ذلك الحين، ويشهد القطاع حصاراً خانقاً، أغلقت فيه كل المنافذ المؤدية للقطاع، وتم الحجر على البضائع وحتى الأدوية والمستلزمات الطبية، والذي بفعله عاشت كثير من مناطق الحصار المجاعة بمعنى كلمتها. 

تدمير البنى التحتية

عمد الاحتلال منذ بدء عدوانه على تدمير البنى التحتية للقطاع، في مسعى منه لإعادة القطاع سنواتٍ إلى الوراء، فقد أصبح البعض يسمي القطاع "مدينة منكوبة"، وهي أصبحت بالفعل لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الطبيعية، حيث دمر العدوان أكثر من 70% من عمرانها، والتي أصبح المتبقي الغير مدمر منها غير صالح للسكن؛ وذلك لعدم توفر الخدمات الأساسية "الصرف الصحي_الكهرباء_المياه النظيفة".

العدوان المستمر على القطاع تعمد فيه الاحتلال على تغيير معالم مدنه، عبر عملياته البرية التي لا تكاد تتوقف في كل مناطق القطاع، حيث الشوارع المجرفة والركامة الذي يملأ الطرقات المدمرة أصلاً، وهو ركام يحتاج سنوات لإزالته، فضلاً عن صعوبة إنشاء غيره؛ وهذا لأسباب الحصار المفروض والعدوان المستمر.

استهداف المنظومة الصحية

استمراراً لجرائمه ضد الإنسانية، أخذ الاحتلال في استهداف المستشفيات والمراكز الصحية وأخرج معظمها بل وجميعها في أوقاتٍ عن الخدمة، حيث أوقف الأدوية والمستلزمات الطبية عن الدخول للقطاع، وحجر على كثير من المؤسسات الدولية والإنسانية  إدخالها للقطاع.

وتسبب الاحتلال في عدوانه بتدمير عددٍ من المستشفيات مثل: الشفاء، الأندونيسي، ناصر، وهي مستشفيات اقتحمها جنوده خلال عمليات برية نفذوها في مدنم القطاع، بالإضافة إلى إحراق وهدم كثير من أقسامها، في جرائم حرب ضد الإنسانية، لم تجد حسيباً له بفعلها، بل وجدت تشجيعا أمريكيا غربيا بوضع الفيتو مراراً على وقفها.

وبحسب بيانات لوزارة الصحة، فقد بلغ عدد شهداء القطاع الصحي 986 كادراً صحياً، منهم 4 داخل السجون السجون من اصل 312 معتقلاً.

وما سجلته الإحصائيات في هذا السياق، بعد عام من حرب الابادة، يدلل على مدى تركيز الاحتلال على تدمير المنظومة الصحية  حيث تم استهداف ما يقارب 65 % من المؤسسات الصحية ( الحكومية – الاهلية – الخاصة – وكالة الغوث – الدولية )، وما تبقى يعمل بشكل جزئي وبنسبة اشغال 300% بالخصوص اقسام العناية المركزة والحضانات، ومنع ادخال المنظفات الشخصية ومواد التعقيم مما أدى الى انتشار الأوبئة والامراض مثل التهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال والامراض الجلدية.

تهجير قسري

بعد مرور خمسة أيام من العدوان، أصدر جيش الاحتلال قراراً للفلسطينيين بإخلاء بيوتهم في كل المدن والمناطق التي تقع شمال وادي غزة، مما اضطر أكثر من مليون ونصف المليون من المواطنين، على الخروج من منازلهم، والذهاب إلى مناطق ادّعى جيش الاحتلال كاذباً أنها مناطق آمنة، إلّا أنّها شهدت على آلاف الجرائم.

أكثر من مليوني مواطن متواجدون الآن في مدينتين صغيرتين جغرافياً أصلا، في مناطق تفتقر لكثير من مقومات الحياة الآدمية، وذلك بفعل ما سلفنا ذكراً، إلّا ورغم ذلك، يطلب الاحتلال بين حينٍ وآخر من بعض من المناطق التي يسمّيها آمنة إخلاءها، مثل ما حصل في مناطق كثيرة من خانيونس والمحافظة الوسطى، وما زال يحدث في مدنة رفح كلها إلى هذا الوقت.

هجوم بري واسع

وفي 27 من الشهر نفسه، بدأ جيش الاحتلال هجوما بريا واسعا على شمال القطاع، واستمرت العمليات فيه تحت غطاء ناري مكثف نحو 3 أشهر، نفّذ الاحتلال خلالها هجمات عنيفة، طالت مناطق واسعة وأهدافا مدنية في محافظتي الشمال وغزة.

وبحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأ العدو بالانسحاب التدريجي من مناطق في محافظة الشمال، تبعها انسحاب جزئي من محافظة غزة، ولكنه أعاد توغله في مواضع أخرى في المحافظتين، فكان يُغيّر تموضعه، وينفذ عمليات سريعة، كما توغّل في أجزاء واسعة من المحافظة الوسطى ومدينتي خانيونس ورفح، بحيث ما تزال رفح تشهدا توغلاً موسعاً.

استهداف المدارس وانهيار النظام التعليمي

اتخذ الاحتلال منذ بداية عدوانه على غزة المدارس أهدافا رئيسية لنيرانه، وأسفر قصف المدارس، الذي تصاعد بوتيرة أصبحت شبه يومية، عن عشرات المجازر وما يزيد عن ألف من الضحايا، فضلا عن الجرحى والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال، ولا سيما أن المدارس أصبحت ملاجئ مكتظة بالنازحين، الذين اعتبروها ملاذا آمنا بموجب القانون الدولي الإنساني.

وبفعل الحرب المستمرة، تحولت معظم المؤسسات التعليمية إلى أنقاض، وأفادت وزارة التعليم والتعليم العالي الفلسطينية، مع نهاية أغسطس/آب 2024، بأن 377 مدرسة و112 مبنى جامعيا ومعهدا للدراسات العليا في القطاع قد تعرضت لتدمير كامل أو أضرار بالغة أو جزئية.

وصرحت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنه إلى يوليو/حزيران 2023، كان نحو ثلثي المدارس التابعة لها أو التابعة للحكومة في غزة قد تعرض للتدمير، وفي الشهرين التاليين تم قصف أكثر من 20 مدرسة، واستشهد جرّاء ذلك نحو 300 فلسطيني، وأصيب مئات آخرون.

ختاماً، كلّ هذا لا يوصف حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة، بحيث يتعرضون منذ العام للقتل بكل الآلات، يستخدمها مجرمو حرب اتخذوا من الفاشية منهجاً لمعاداة الفلسطينيين، وما زال شعبنا يضرب أروع معاني التحدي والصمود والثبات في أرضه مواجهةً لعدوه.