Menu

ريشة أُسكتت بالقصف ومحيت بالمجازر

استشهاد الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب في قصف إسرائيلي يستهدف صمود جباليا

بيسان عدوان

الفنانة محاسن الخطيب

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة، جباليا

استشهدت صباح اليوم الفنانة التشكيلية الفلسطينية  محاسن الخطيب من شمال قطاع غزة، وتحديدًا من مخيم جباليا. عُرفت بريشتها التي حملت قضايا الوطن والإنسان، حيث عبرت من خلال لوحاتها عن حياة الفلسطينيين وصمودهم في وجه الاحتلال. ولدت محاسن الخطيب في قطاع غزة، وترعرعت في أزقة مخيم جباليا، الذي شهد منذ سنوات طويلة معاناة سكانه جراء الاحتلال الإسرائيلي والحصار المستمر.

ما كانت محاسن الخطيب في الأربعينيات من عمرها عندما استشهدت في القصف الإسرائيلي. نشأت في بيئة عايشت الحرب والحصار، وقد أثرت هذه الظروف على أعمالها الفنية بشكل واضح.

FB_IMG_1729318825162.jpg
 

حياة الخطيب الفنية

محاسن الخطيب كانت معروفة بأسلوبها الفني الذي يجمع بين التعبيرية والتجريد، حيث تميزت لوحاتها بألوانها الجريئة والمعبرة عن النضال الفلسطيني والألم والأمل. استلهمت مواضيعها من الواقع اليومي في غزة، من مشاهد الدمار والقصف إلى لحظات الصمود والبساطة التي يعيشها أهل القطاع.

ركزت محاسن على تمثيل النساء الفلسطينيات ودورهن في النضال والصمود، مما جعل لوحاتها تحاكي قصص النساء المقاومات وتلقي الضوء على التحديات التي يواجهنها.

شاركت في العديد من المعارض المحلية في غزة، وأصبحت معروفة في الوسط الثقافي والفني الفلسطيني، حيث كانت تسعى دائمًا لنشر رسالة السلام والمقاومة من خلال الفن.

مشاركاتها الفنية رغم الإبادة الجماعية 

رغم الحصار والظروف الصعبة، تمكنت محاسن من المشاركة في العديد من المعارض الفنية داخل غزة. كما أنها سعت للوصول بأعمالها إلى العالم الخارجي من خلال مبادرات رقمية ومشاركة أعمالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتعرض من خلالها صورة الحياة في غزة وتوثق عبر الريشة ما يمر به شعبها.

كانت من أبرز المشاركين في الفعاليات الفنية المنظمة ضمن "رواسي فلسطين"، حيث قدمت ورشات للأطفال والشباب لتعريفهم على الفن التشكيلي كأداة للتعبير عن الهوية والمقاومة.

FB_IMG_1729318965209.jpg
 

شاركت في عدد من المشاريع الفنية التعاونية التي تهدف لتجميل الأماكن العامة في غزة، ولتقديم رسالة من الأمل والفن رغم الدمار.

استشهادها في مجازر جباليا

في ظل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، ارتقت محاسن الخطيب شهيدة جراء قصف الطائرات الإسرائيلية لمنزلها في مخيم جباليا شمال القطاع. وكانت قد رفضت مغادرة منزلها رغم استهداف الاحتلال للمنطقة، متمسكة بصمودها في وجه العدوان مثلما اعتادت أن تفعل في لوحاتها التي عكست روح المقاومة والثبات.

FB_IMG_1729318979047.jpg
 

الإرث الفني

برحيلها، تركت محاسن الخطيب إرثًا فنيًا مهمًا، حيث ستبقى لوحاتها شاهدًا على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وعلى الصمود والتحدي الذي يتسم به أهل غزة. تبنت مؤسسة رواسي فلسطين للثقافة والفنون والإعلام حمل رسالة محاسن الخطيب ونشر أعمالها، لتبقى صرخة حق وصورة مقاومة لا تمحى.

FB_IMG_1729318955694.jpg
FB_IMG_1729318910926.jpg
منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، استشهد ما لا يقل عن 28 فناناً وكاتباً فلسطينياً في قطاع غزة. هؤلاء الفنانون والمبدعون كانوا يمثلون جزءاً حيوياً من الحياة الثقافية والفنية في القطاع، وشكّل استهدافهم ضربة مؤلمة للمشهد الثقافي الفلسطيني. هذه الاستهدافات ليست جديدة؛ بل إنها جزء من نهج الاحتلال الإسرائيلي الممنهج الذي يهدف إلى القضاء على كل مظاهر الإبداع الفلسطيني كجزء من حربه على الهوية الوطنية.