Menu

الحل "فلسطين من النهر إلي البحر"

مائة وسبعة سنوات على وعد بلفور

أشرف أيوب

صور أرشيفية

خاص، الهدف الإخبارية - مصر، العريش

بعد مرور مائة عام وسبعة سنوات من وعد بلفور إلي روتشيلد ممثلا عن الاتحاد الصهيوني في بريطانيا وايرلندا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين المحتلة، نفضت عصابات المستعمرين الصهاينة الإسرائيليين عن كاهلها كل التزام باتفاقيات السلام الموقعة مع دول الطوق (مصر "كامب ديفيد ١٩٧٩م واتفاقية معابر قطاع غزة ٢٠٠٥م"، والأردن "وادي عربة ١٩٩٤م" ولبنان "القرار الأممي ١٧٠١ لسنة ٢٠٠٦" ومنظمة التحرير الفلسطينية "أوسلو ١٩٩٣م"، كخطوات في طريق خارطة الطريق الأمريكية الترامبية طريق صفقة القرن لحل قضية القرن التوصيف الذي صكه السيسي اثناء لقائه الأول مع ترامب في إبريل/نيسان ٢١٠٧م لتصفية القضية الفلسطينية، وكانت البداية بعد هذا اللقاء بسبعة أشهر بشطب مؤجلات أوسلو للحل النهائي على أساس حل الدولتين ( القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين) من على أجندة المفاوضات المستقبلية.

اعترف ترامب رسمياً في ديسمبر/كانون الأول 2017م بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، في مايو/أيار ٢٠١٨م، وفي نهاية أغسطس/آب ٢٠١٨م، قررت إدارة ترامب وقف التمويل كلياً عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)..

مع التشدد الأمريكي في تعريف اللاجئين حيث لا تعتمد إلا اللاجئين الفلسطينيين الأجداد الذين هجروا من ديارهم خلال نكبة فلسطين عام 1948م دون الاعتراف بأبنائهم أو أحفادهم لاجئين، مما دفع النتنياهو وعصابته إلي تكثيف بناء المستعمرات داخل الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية وخارجها، وكذلك في منطقة القدس.

وأختتم ترامب ولايته برعاية الاتفاقيات الإبراهيمية لاستكمال بنود صفقة القرن، وهي اتفاقيات السلام التي وقعت بين كيان المستعمرين الصهاينة إسرائيل والإمارات والبحرين في سبتمبر/أيلول ٢٠٢٠م، ومع السودان في أكتوبر/تشرين الأول 2020م، والمغرب في ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٠م.

ولم يحالف الوقت ترامب لتتويج نهاية ولايته بإنجاز أخر بنود الصفقة وتحت مظلة الاتفاقيات الإبراهيمية وهو اتفاق سعودي مع العدو الإسرائيلي.

لكن المفاوضات التي رعتها إدارة بايدن قد نضجت لإنجاز اتفاق سلام سعودي إسرائيلي وكانت البداية فتح الأجواء السعودية أمام الطيران المدني الإسرائيلي لتحلق في سماءها أول رحلة طيران رسميّة مباشرة وغير مسبوقة من يافا (تل أبيب) المحتلة إلي جدة بعد أن قررت السعودية في ١٥ يوليو/تموز 2022م فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية"، قبيل ساعات من وصول بايدن إلى المملكة قادماً من فلسطين المحتلة.

في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية يوم ٢٠ سبتمبر/أيلول 2023م أعلن محمد بن سلمان: "أن المملكة "تحقق تقدماً" باتجاه التطبيع مع إسرائيل."، وقال: "نقترب كل يوم أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، وأن الاتفاقية بين البلدين ربما ستكون "أكبر صفقة تاريخية منذ الحرب الباردة"، وأضاف قائلاً: "هناك دعم من إدارة الرئيس بايدن للوصول إلى تلك النقطة. وبالنسبة لنا فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية".

في اليوم التالي، جاء تصريح يحاكي تصريحات بن سلمان من وزير خارجية الكيان الإسرائيلي إيلي كوهين: "إن اتفاقاً إطارياً توسطت فيه الولايات المتحدة لإقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية قد يتم إبرامه بحلول بداية العام المقبل".

بعد تصريحات بن سلمان وبن كوهين، النتنياهو خرج في ٢٢ سبتمبر/ أيلول 2023م ممارساً دوره الوظيفي في الصفقة ليعلن دولته المسماة إسرائيل من النهر إلي البحر، خلال كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، رافعاً خريطة ما سماه بدول "الشرق الأوسط الجديد" وهي مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن في القلب منها كامل فلسطين المحتلة مكتوب عليها إسرائيل.

وأكد النتنياهو بأنه "يجب ألا يحظى الفلسطينيون بحق النقض على اتفاقيات السلام مع الدول العربية" وأضاف "نقترب من التوصل إلى السلام مع المملكة العربية السعودية، وسيفتح المجال أمام السلام في عموم المنطقة، والسلام بين السعودية وإسرائيل سيخلق شرقا أوسط جديدا" وأفاد "اتفاقات إبراهام فتحت الباب أمام حقبة تاريخية من السلام" ولفت إلى أن "الممر الواصل بين الهند وأوروبا سيشكل تحولا جذريا وتاريخيا".

وكان الرد على خارطة الطريق الأمريكية الترامبية حاسماً طوفان الأقصى الذي أزال حدود حل الدولتين، حدود هزيمة ١٩٦٧م، لتعلن المقاومة الفلسطينية أن دولتهم فلسطين من البحر إلي النهر، لتأتي عملية إسناد من لبنان و اليمن والعراق لتعلن أن هذا الكيان مؤقت.

وجد الكيان المؤقت، كيان عصابات المستعمرين الصهاينة الإسرائيليين بعد أن عجز أداء دوره الوظيفي المقرر له كقاعدة عسكرية تحمي مصالح أمريكا ودول أوروبا الاستعمارية، قامت أمريكا وحلفائها الأوربيين بإقامة غرفة عمليات لإدارة حرب الإبادة الجماعية والتدمير والتجويع والتعطيش لقطاع غزة وضم الضفة الغربية، شارك فيها حلفاء أمريكا والعدو الصهيوني شركاء صفقة القرن من دول المنطقة التي تشكل الشرق الأوسط الجديد عملية إسناد لإنقاذ الكيان المؤقت والحفاظ على أسهمهم في صفقة القرن من الانهيار في بورصة الشرق الأوسط الجديد بحصار الشعب الفلسطيني والفرجة على إبادته بقتل البشر وتدمير الحجر لتحقيق حلم دولة إسرائيل من النهر إلي البحر.

فاقمت عصابات المستعمرين الصهاينة الإسرائيليين من خلال برلمانهم الإسرائيلي (الكنيست) بالموافقة بالأغلبية، على رفض إقامة أي دولة فلسطينية في غرب نهر الأردن، باعتبار أن مثل هذه الدولة ستشكل "خطرا وجوديا على دولة إسرائيل ومواطنيها".

هذا القرار يعني الانسحاب من كل الاتفاقيات المبرمة مع دول الشرق الأوسط الجديد التي جوهرها حل الدولتين على أرض فلسطين التاريخية.

إعادة احتلال عصابات المستعمرين الصهاينة قطاع غزة، وتفريغ شماله من السكان لإعادة بناء المستعمرات للمستعمرين الجدد، وإعادة السيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) وتدشين وتسويد طريق بطول الحدود المصرية الفلسطينية مع قطاع غزة ونشر عناصرها فيه، والقيام عمليات تهجير ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية لتغيير الواقع الديمغرافي واستكمال مخطط ضم الضفة الذي بدأ بتنفيذه منذ ضم القدس الشرقية المحتلة واستولى بموجبه على آلاف الدونمات من أراضي المواطنين يقوم بها النتنياهو وعصابته وعصابات المستعمرين لتهجير أهالي القرى الفلسطينية في مسافر يطا والأغوار وقرى نابلس وسلفيت ورام الله وغيرها من مدن الضفة الغربية، مع استمرار حرب الإبادة فيها.

ولإحكام السيطرة الأمنية والعسكرية على الأغوار التابعة للجانب الفلسطيني ضمن المنطقة "ج"، ووأد مشروع الدولة الفلسطينية، وافق الإرهابي يوآف غالانت ورئيس هيئة أركانه الإرهابي هرتسي هليفي على تشكيل فرقة شرقية على طول الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة 335 كيلومتراً، منها 97 كيلومتراً مع الضفة الغربية و238 كيلومتراً مع أراضي فلسطين ١٩٤٨م، مما يعد مخالفاً للملحق رقم (1) لاتفاقية وادي عربة الذي يحدد ويضبط انتشار القوات على الواجهات الحدودية.

وأغلق برلمان كيان المستعمرين الصهاينة الكنيست يوم ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤م، ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين بشكل نهائي، حيث وافق على قانون يمنع عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل.

في النهاية قد أصبحنا أمام مشروعين في الشرق الأوسط الجديد لا ثالث لهما حسب معطيات الواقع، يا إسرائيل من النهر إلي البحر، يا إما فلسطين من النهر إلي البحر.