من أهم مرتكزات ثقافة المقاومة الإيمان بحق الشعوب بمقاومة الاحتلال وتقديم التضحيات، مهما كان حجم هذه التضحيات كبيراً ففي معركة الشرف والكرامة ليس مهماً أن ننتصر بل المهم أن نقاتل. " فأما فلسطين أو النار جيلا بعد جيل" يختصر هذا القول السّردية الثّقافية للمقاومة الثّابتة عند الموقف الوطني الصلب الذي لا يمكن بأي حال هزيمته. هذا هو منطق التحرر الوطني من الاستعمار والاحتلال... وهذا ما يؤكده المناضل الأممي الأيقونة أرنستو تشي غيفارا وذلك في خطابه الشهير من على منبر الأمم المتحدة حيث قال: " الوطن أو الموت" وعليه تتبلور رواية ثقافة المقاومة التى تتشكل في مسارات متعددة من الاشتباك الثقافي والفكري إلى النضال الاجتماعي والمدني بشتى الوسائل، وصولا إلى الكفاح المسلح الذي تضمنه القوانين والأعراف الدولية. وعلى مر التاريخ من الصراع مع العدو شكلت هذه المقاومة على مختلف مشاربها ومنابعها هوية انسانية تكتسب احترام كل أحرار العالم و برزت رموزها من خلال شخصيات عظيمة دخلت التاريخ من اوسع أبوابه ليس لكونها شخصيات عظيمة بذاتها بل لأنها تحمل قضية انسانية عظيمة عاشت وماتت لأجلها. في المقابل لا يتوقف العدو من تحديث أساليبه ووسائله لطمس سردية المقاومة خلف سرديته الكاذبة التى يتوجه بها لمخاطبة الجمهور العالمي، لكنه فشل بذلك فشلاً ذريعا، حيث بات العالم بأسره يعرف حقيقة هذا الكيان المحتل ودليل ما شهده العالم من تحركات و تظاهرات عارمة في مختلف انحاء المعمورة لاسيّما في لندن والجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية و بالتالي شعوب العالم تعي ما يحدث وتعرف أن المقاومة في غزة وجنوب لبنان لا تواجه جيشاً يعترف بالقوانين الدولية للحرب بل تواجه وحشاً مسعوراً هائجاً بكل معنى الكلمة يرتكب افظع المجازر التى لم تشهد الانسانية لها مثيل على الإطلاق وهذا ما لن تقبله شعوب العالم وسيكون لذلك تداعيات كبيرة في المستقبل على الكيان. بينما تجد بعض "المهزومين" فكرياً وثقافياً في أوساط المثقفين العرب الذين يطالعونا ليلاًو نهاراً بمقالات ومقابلات ومواقف على منصات التواصل الاجتماعي ضد المقاومة وضد ثقافة المقاومة تحت ذريعة أنّ الحرب دمرت لبنان وغزة وتحت ذريعة حماية المدنين. وهذا بالضبط هدف العدو من التّدمير وقتل الأبرياء أن يخرج هؤلاء ويلقون باللوم على المقاومة عوضاً من تحميل المسؤولية للعدو الذي يقتل ويدمّر ويتناسى هؤلاء أنّ المنازل التي تدمّر هي منازل أهل المقاومة والمدنين هم عائلاتها واناسها. وبعض هؤلاء "المهزومين" كانوا طوال الوقت يشككون بقيادة المقاومة سواء بغزة أو في لبنان ليضحد استشهاد أسياد المقاومة في لبنان وغزة ادعاء هؤلاء الصغار. فقد استشهد السنوار مشتبكا مقبلا والسيد حسن نصرالله مواجها مصمماً على الوقوف إلى جانب غزة شهادة عظيمة على طريق القدس تأكد نبل ونقاء هذه القيادة الشريفة التي لن تتكرر مرة أخرى على هذه الأمة. ويستمر هؤلاء المهزومين في مهاجمة المقاومة فبعض هذه الأقلام مأجورة وبعضها الآخر متآمر على وطنه والبعض الآخر مدفوع بعصبية طائفية عمياء دون أن يفقه شيئاً. وهذا كل ما يريده العدو أن تنشط وتستمر هذه الأقلام في الترويج لسرديتها المسمومة التى تخدم مشروعه من حيث تدري أو لا تدري والأرجح أن بعضها يدري ويجب مواجهتها والتصدي لها بالقلم الذي لا يخشى في الحق لومة لائم. و الأخطر وجود ثلة أخرى من هؤلاء "المهزومين" تلتزم الصمت وتختفي من المشهد بشكل كامل تصمت أقلامها وتغلق صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وبعضها الآخر يكتب ويدوّن أشياء كأنه يعيش على كوكب آخر متجاهلاً كل ما يحدث في انتظار انتهاء المعركة للوقوف إلى جانب المنتصر أي كان هذا المنتصر. إن السّهام التى تأتي من الخلف تتسبب بجروح وندوب يصعب الشفاء منها ولكن المقاومة مع كل ذلك ستستمر بثقافتها التي تترفع عن الأحقاد وتمضي إلى هدفها الأسمى متسلحة بالحق والإيمان والصبر الجميل حتى الشهادة أو النصر ولتكن الحياة دون ذلك لهؤلاء "المهزومين" الأذلاء الذين لا يعرفون معنى العيش بعزة وكرامة.