شاركت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، يومي 9 و10 مايو 2025، في فعاليات إحياء الذكرى السابعة والتسعين لرحيل المناضل التونسي محمد علي الحامي، مؤسس الحركة النقابية في تونس، وذلك بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل بولاية قابس، والاتحاد المحلي للشغل بمدينة الحامة.
ولد الحامي في 15 أكتوبر 1890، وتوفي في 10 مايو 1928 في حادث سير خلال مرحلة نفيه بالمملكة العربية السعودية، ويُعد أحد أبرز رموز النضال النقابي والاجتماعي في تونس.
افتتحت الفعاليات يوم 9 مايو بندوة فكرية، قدّم خلالها الرفيق عابد الزريعي، ممثل الجبهة الشعبية في تونس، مداخلة بعنوان "طوفان الأقصى في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية". وتخللت الندوة فقرات غنائية قدّمها الرفيق محمد علي، عكست روح النضال والمقاومة.
وفي 10 مايو، شاركت الجبهة في المسيرة الجماهيرية التي جابت شوارع مدينة الحامة، وانتهت عند النصب التذكاري للراحل محمد علي الحامي، حيث قُرئت الفاتحة ووضعت أكاليل الزهور، أحدها باسم الاتحاد الجهوي للشغل بقابس، وآخر باسم أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ألقت الجبهة كلمة باسم أمينها العام من معتقله في سجن "جلبوع"، حيّت فيها الشعب التونسي وأهالي مدينة الحامة ومناضليها. وأكدت على أهمية المعاني والدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة النضالية للمناضل محمد علي الحامي.
وتناولت الكلمة أبرز الدروس التي قدمها الحامي في مسيرته، حيث شددت على أهمية العمل من أجل العيش بكرامة، فقد بدأ الحامي في العمل منذ سن مبكرة لإعالة أسرته، مما يعكس التزامه العميق بالمسؤولية.
كما أكدت الكلمة على ضرورة التمسك بالتعليم، فرغم حرمان الحامي من التعليم في سن مبكرة نتيجة ظروفه الاجتماعية الصعبة، فقد واصل دراسته حتى حصل على أعلى الشهادات العلمية.
ودعت الكلمة إلى ضرورة التنظيم من أجل تقوية المجتمع، مشيرة إلى أن الحامي أسّس "منظمة العملة التونسيين" عام 1924 كأول تنظيم نقابي تونسي. كما أكدت على أهمية الانحياز إلى الطبقة العاملة والكادحين الذين يشكلون القوة الحقيقية للمجتمع.
واختتمت الكلمة بالتأكيد على أن نكون وطنيين، فقد انخرط في صفوف الحركة الوطنية التونسية، وتحمل السجن والمنفى من أجل ذلك، وإذا كنا وطنيين حقيقيين، فسنكون بالضرورة قوميين واعين، وبالنتيجة سنكون فلسطينيين، باعتبار أن فلسطين هي وجدان الأمة ووطنها المعنوي الذي تناضل من أجل استعادته وتحريره لتتحرر من القيود التي فرضتها عليها القوى الاستعمارية.
وقد شارك في الفعالية عدد من القيادات النقابية من مختلف ولايات الجمهورية التونسية، من بينهم: الأخ صلاح الدين بن حامد، الكاتب العام، والأخ الحبيب الوحيشي، الكاتب العام المساعد للقطاع العام، ومحمد الصغير العبي، الكاتب العام المساعد للإعلام في الاتحاد الجهوي للشغل بولاية قابس، والأخ يوسف عباس، الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بولاية صفاقس، والكاتب العام للاتحاد بولاية مدنين، والأخ نجيب المباركي، الكاتب العام للشغل بمدينة الحامة، والإخوة بولبابة النسالي، والناصر الخليفي، ومحمد الطاهر الزعباني، أعضاء قيادة الاتحاد المحلي بمدينة الحامة، والسيد عماد الشقتاوي، عضو المجلس المحلي للأقاليم، بالإضافة إلى عدد من الكوادر السياسية ونشطاء من منظمات المجتمع المدني.