Menu

حين تستدعي غزة الوحش الطائفي لأطفالها

بوابة الهدف الإخبارية

الاطفاال في احدى مدارس غزة

 ان حرية الفكر والمعتقد والرأي وحق الترويج للافكار هو حق متاح، لاي فرد او مجموعة من البشر، طالما ان هذا النشاط لا يتضمن اي اعتداء على حقوق الاخرين، او تجاوز للقوانين او العقد الاجتماعي بين الجماعة البشرية الاكبر التي يتشكل منها مجتمع ما او بلد ما.

في حالة المنتديات الدعوية التي يجري تنظيمها في قطاع غزة، يمكن فهم الجدل الذي دار حولها ارتباطاً بوجود مجموعة من التجاوزات أغفلها من يقوم على تنظيم هذه المنتديات أو دعمها أو تغطيتها.

ابتداءً بكون جزء من هذه المنتديات تم تنظيمها في مدارس حكومية، يفترض انها خاضعة لمعايير التوافق الاجتماعي، وللقوانين واللوائح الناظمة لعملها، وبالتالي لا يمكن قبول تنظيم انشطة فيها تخدم شريحة بعينها دون اخرى، هذا ناهيك عن كون المادة التي تقدمها هذه المنتديات ودعاتها قد استهدفت اطفال وفتيان، لا يمكن على الإطلاق قبول فكرة مخاطبتهم في مواقع دراستهم دون إذن من أولياء أمورهم، وخارج كل ما هو مرتبط بالمساقات التعليمية، أو ما هو متوقع من مدارسهم.

بعيداً عن الجانب الحقوقي في هذه القضية تبرز لنا إشكاليات أخرى في هذه القضية، كان من الطبيعي أن تثير الجدل والتحفظ لدى قطاعات واسعة من الجمهور، أولها ان طبيعة ما قدم لهؤلاء الاطفال لم يكن منفصلاً عن المذهبية الدينية والسياسية التي ترعاها قوى طائفية في المنطقة، قادت بلداننا العربية وقواها للاحتراب والصراع الأهلي، وبالتأكيد هذا آخر ما نرغب بتقديمه لأبنائنا بغزة.

العنصر الآخر هو الدلالات المرتبطة بكون الجهة الحاكمة ل غزة قد اختارت فعليا تسهيل ورعاية انتشار هذا النمط الفكري، الذي خاضت مع أدواته المسلحة مواجهات عدة، هذا ناهيك عن ما خبره المجتمع الغزي من اعتداءات للمجموعات المنضوية تحت لواء هذا التيار سواء على المواطنين في القطاع، او ابناء فصائل المقاومة، او حتى متضامنين اجانب اختاروا مساندة الشعب الفلسطيني في نضاله.

وحتى لا يكون حديثنا من باب النقد المفتوح او التصويب بلا هدف، فإن المطلوب اليوم بوضوح هو وقف أي دعم من السلطات الحاكمة في قطاع غزة لهذه الانشطة، وإبعادها تماما عن المؤسسات العامة المملوكة للشعب الفلسطيني، وضمان مراعاة هذه الانشطة للقوانين الفلسطينية، وعدم تجاوزها بالدعاية الطائفية تجاه أي من مكونات شعوبنا العربية.

باختصار في فلسطين لسنا في محل التعبئة الطائفية وصراعها المريض، فأولاً وأخيراً يجب ان يتذكر كل فلسطيني ان لدينا صراع مع اسرائيل، هذا الصراع الذي يجب ان يدفع الجميع لحشد القوى والطاقات الفلسطينية والعربية لمواجهته، لا استدعاء عوامل التفكيك والفرقة وزجها عنوة في مجتمعنا.