Menu

القدس حرة

بوابة الهدف الإخبارية

اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال في المسجد الأقصى

بوابة الهدف

محمد أحمد محمد جبارين (29 عاماً)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاماً) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاماً)، بصفاتهم بملامحهم، بأعمارهم، بانتسابهم ل فلسطين أرضاً وشعباً واحداً موحداً، بتضحيتهم، ببطولتهم، بدمهم الطاهر، بيقظة احدهم من الاستشهاد مطاردا جنود العدو. هذا كله لن ينسى من تاريخ فلسطين، وفي مستقبل أفضل من هذه الأيام، وفي زمن الحرية والاستقلال الناجز لشعب فلسطين، سيكون لهذه العملية مكانها في ذاكرة شعب فلسطين كأحد عناوين الانتصار وكنس المشروع الصهيوني من أرض فلسطين.

لا أصدق من صوت جماهير فلسطين، التي احتفت أمس بمن عانقوا المجد، وفي مواجهة الإدانة الرسمية من قبل السلطة الفلسطينية، برز الاحتضان الشعبي من قطاعات عربية واسعة من المحيط للخليج، مشيدة بالفعل البطولي والرمزية العالية له، وفي مواجهة كذب الاحتلال وارتجاف جنوده كان الفخر لفلسطين وشعبها بقدرة هذا الشعب ومقاوميه على كسر معادلات الأمن الصهيوني، واختراق حصاره الدائم للقدس.

منذ احتلال القدس عمل الكيان الصهيوني على محاصرتها وعزلها عن بقية الجسد الفلسطيني، بجانب سياسات مركبة لتهويد المدينة وإفراغها من أهلها الفلسطينيين، وفي السنوات الأخيرة باتت السياسة الصهيونية أكثر وقاحة ووضوح، لتدجين وعينا أمام مقولة أساسية تحكم السلوك الصهيوني تجاه المدينة، بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني وهي بكاملها خاضعة لسيادته.

أطراف عربية وإسلامية ودولية عدة تساوقت مع هذا المفهوم بالممارسة أن لم يكن باللفظ والاعتراف الرسمي، وحصرت القضية في خانة كونها قضية السيطرة على المقدسات الاسلامية والمسيحية بالمدينة، وسياسات الكيان الصهيوني ضد هذه المقدسات، بل امتد هذا الموقف الرسمي ليتحول لعنوان للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وغطاء لسياساته تجاه القدس، بحيث باتت رحلات التطبيع مع الكيان الصهيوني بحجة الصلاة في المسجد الأقصى هي عنوان لأغلبية من السياسات العربية والإسلامية تجاه المدينة المحتلة.

عملية الأقصى أعادت طرح المعادلة الحقيقية، القدس مدينة محتلة، والمشكلة لا تقتصر على سياسات الكيان الصهيوني فيها، أو الحق في ممارسة العبادات، ولكن في احتلال القدس، وقبل ذلك في وجود الكيان الصهيوني، وطبيعته العنصرية الصهيونية، والإسناد الغربي والامبريالي له.

وفي المعسكر العربي المشكلة فيمن اختار طريق الاستسلام، والعداء لنهج الشهداء، هؤلاء الشهداء الأبطال الذين كانوا ولا زالوا وسيبقون خلاصة روح هذه الأمة، وعنوان لحضور تاريخها المجيد، ومفتاح لمستقبلها الكريم.