Menu

حقوق الناس أولاً

غزة - 2 أكتوبر 2017

بوابة الهدف

تفاؤل جماهير شعبنا الكبير بالمصالحة يستحق من الساسة الفلسطينيين قدر كبير من المسؤولية، وفي المستويات الرسمية المقررة يجب أن تزيد هذه المسؤولية ابتداء من الشعور بمعاناة الناس ومشاكلهم، لذلك يصبح منطق التأجيل والتباطؤ هو صناعة لانقسام دائم لن ينتهي إلا بإفناء قضية فلسطين وتدمير مقدرات شعبها.

المرضى الذين يعانون شح العلاج في قطاع غزة وأصحاب البيوت المهدمة التي تنتظر الإعمار، والموظفين الذين قطعت رواتبهم، والشابات والشبان الذين يفتقدون الأمل في فرصة ولو ضئيلة للعمل وتأسيس حياة لائقة، لحظة واحدة من معاناة أي من هؤلاء هي أهم من بروتوكولات أي من المسؤولين أو تصريحاتهم.

أبناء القدس الذين يواجهون الاحتلال مكشوفي الظهر في ظل عجز فلسطيني عن بناء استراتيجية لإسنادهم ومواجهة العدو الذي يعربد في كل شبر من ضفة الفداء الفلسطيني، هذا أيضاً حال أبناء شعبنا في النقب والجليل حيث تشتد هجمات الأسرلة ومصادرات الأرض، عدا عن حال شعبنا في الشتات الذي يعاني من التهجير والقتل والتمييز وبؤس الحياة، هذا الشعب العظيم يستحق أن تكون قيادته أكثر مصداقية وأعلى مسؤولية، وأشد تصميم على مواجهة الاحتلال.

البعض يظن أننا في مكان ما من شمال أوروبا وقد اتممنا استقلالنا وتأسيس دولتنا، وما علينا إلا أن ننشغل بتفاصيل خلافاتنا، والحقيقة أننا شعب وجوده مهدد بمعناه المادي والمعنوي، ونحن بحاجة لكل طلقة للدفاع عن هذا الوجود، ولن يكون هناك شرعية لأي سلطة مهما كان مسماها إذا ما مست في حقنا المشروع بالدفاع عن أنفسنا وحيازة الوسائل الضرورية لذلك، وكذلك لن يكون هناك مشروعية لأي سلطة تواصل التنسيق الأمني وتعاقب أبناء شعبنا على مقاومتهم للاحتلال، شعبنا كان واضح في هذا ألف مرة وفي كل موقف في تمسكه بحقوقه، والحقيقة تقول أن التمسك بالقوانين يقتضي الانفاذ الفوري لقرار المجلس المركزي ذات المجلس الذي عين الرئيس أبو مازن كرئيس لدولة فلسطين، وقد أقر المجلس المركزي، وبوضوح وقف التنسيق الأمني وإعادة النظر في كل أشكال العلاقة بين السلطة والاحتلال.

المناخات الإيجابية التي خلقتها المصالحة من شأنها إعطاء شعبنا فرصة لإعادة ترتيب أوراقه وإطلاق طاقاته في مواجهة الاحتلال، مستفيداً من كل الموارد المتاحة على اختلافها، ومساحة المعركة مع الاحتلال تسمح بألف شكل من النضال، وتحتاج لكل من يستطيع المساهمة في التصدي لهذا المحتل وجرائمه اليومية بحق شعبنا.

متفائلين بأبناء شعبنا، وبإرادتهم على تحقيق الوحدة وطي صفحة الانقسام، وبقدرة هذا الشعب على هزيمة الاحتلال، وبقدرة القوى منه على اشتقاق برنامج نضالي وطني يلحق الهزيمة بهذا الاحتلال، فجوهر وجودنا هو معركتنا لأجل حريتنا وليس صراع لأجل سلطة بائسة نأمل أن يصبح خلف ظهورنا.