أعلنت السعودية الحرب على لبنان، هذه حقيقة علينا التعامل معها، بعد أن تعاملنا مع حربها الإجرامية على اليمن، والمقصود هنا بالتعامل معها هو معنى واضح لا ثاني له، الوقوف مع الشعب اللبناني ومقاومته ومواجهة العدوان السعودي بكافة أشكاله، وهذا يترتب عليه بالضرورة الكثير من الأثمان التي سيدفعها من يختار الوقوف ضد هذا العدوان الوقح.
حين قررت السعودية شن حربها ضد اليمن واشترت المواقف وجندت مرتزقة الكتبة والمقاتلين لذبح شعبنا في يمن العروبة، فضل الكثير منا الحديث عن هزالة قدرة السعودية القتالية، وتفاهة تأثير المال السعودي في معركة عسكرية جدية.
الانتصارات لا تشترى بالمال، وهذا صحيح، ولكنه لا يغني عن ابصارنا لجملة من الحقائق المهمة التي لا مفر منها، وأبرزها أن السعودية قد دمرت اليمن وقتلت من أهله الآلاف و جوعت الملايين، بل وأننا أخفقنا في وقف عدوانها المستمر، والفضل في الصمود اليمني والفشل السعودي يعود لليمنيين أنفسهم، و لقلة قليلة من القوى والأفراد الذين اختاروا تقديم المساندة الحقيقية لهذا الشعب المظلوم.
" إنهم يقتلوننا لأننا فقراء" هذه جملة تحدث بها زعيم سياسي يمني وضعت السعودية مكافأة مقابل قتله، ولكن جملته هذه تشرح الكثير الكثير عن متن السياسة السعودية، ففي عالم اليوم يمكن لأمراء آل سعود القتل والتشريد وارتكاب الجرائم وشن الحروب، ليس لأنهم يمتلكون الحق ولكن فقط لأنهم يمتلكون المال، و بوسعهم شراء المواقف الدولية بواسطته، ولأن المنظومة العالمية التي تدعي لنفسها صيانة السلم في هذا العالم تختار في كل مرة الانحياز الواعي والمقصود لمن يدفع المال، لمن يدفعه لدونالد ترامب وقاعدته الصناعية العسكرية، ولمن يدفعه لموظفي المؤسسات الدولية على شكل رواتب أو هبات أو مساعدات، هذا هو واقع عالم اليوم، ونحن في اليمن والعراق وفلسطين و ليبيا وسوريا ولبنان، نحن الفقراء أو الذين تم إفقارنا بقوة السلاح الغربي، نحن الطرف الأضعف في هذه المعادلة.
ما الحل؟
إن السماح بتكرار مجزرة اليمن في لبنان، سواء بواسطة القوة العسكرية المباشرة، أو بواسطة تجنيد المرتزقة والعقوبات الاقتصادية وتسليط الكتبة المأجورين على شعب لبنان هو جريمة، ليس جريمة سعودية فحسب ولكن جريمة سنكون شركاء فيها اذا اكتفينا بإدانتها.
جن جنون أمير الرياض محمد بن سلمان، لأن هناك من يرفض الخضوع له، وسلط أبواق إعلامية تتحدث عن إيران وغيرها، نحن أبناء هذه المنطقة عرب أصليين، نعرف عن عروبتنا أكثر مما عرفت كل سلالات النفط العميلة للغرب، لسنا بحاجة لإيران لنعاديك ونقاتلك يا محمد بن سلمان، ولن تجد في كل خزائنك من المال ما يكفي لشرانا ولن تجد لدى حلفائك من صهاينة الكيان والولايات المتحدة ما يكفي من السلاح لكسر إرادتنا.
لديكم من الطائرات والدبابات والأرصدة البنكية ربما أكثر من عدد أنفاسنا، ولكن لدينا من الإرادة والتصميم على قتالكم ما يفوق كل ذلك، هزمناكم في تموز 2006 وفي غزة 2005 و2008 و2012و 2014، وسنهزمكم في كل مرة ستطلون بها بعدوانكم، سنهزم مشروعكم ونطوي دولتكم ونعيد لشعب الحجاز العربي حريته، نحن رفاق ناصر السعيد بطل الحجاز وشهيد العرب الذي عذبتموه وقتلتموه ومعه كل نفس للحرية.
لن يكون هناك مكان في عالمنا لمن هادنكم أو صمت على عدوانكم ضد الشعوب، هؤلاء سيتلقون نفس مصيركم السيء، لا نتوعدكم ولا نمتلك ما يفوقكم من السلاح، ولكننا نمتلك الأمل وإرادة الحرية، ورفض الذل.
لن نذل لن نستكين لن نركع، نقاتلكم بإرث وديع حداد وعماد مغنية وعز الدين القسام وعبد القادر الحسيني، وبوعي غسان كنفاني وأبو علي مصطفى، وبكل ذرة كرامة عربية تجري في عروقنا. تحدثوننا عن العروبة لتستعدوا شعوب المنطقة على بعضها بعضا، ولكننا سنريكم المعنى الحقيقي للعروبة كما تعلمناها من حكيم العرب وحكيم الشعوب وحكيم الثورة، نحن أمة جورج حبش في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن والجزائر وتونس وغيرها لن نتخلى عن اليمن ولن نتخلى عن لبنان ولن نتخلى عن القطيف، كما لم ولن نتخلى عن فلسطين.