Menu

نورمان فنكلشتاين: تحقيق في استشهاد غزة (1-2)

غلاف كتاب فنكلشتاين حول غزة

بوابة الهدف/ترجمة وتحرير: أحمد.م .جابر

[نورمان فنكلشتاين، مؤلف وباحث غني عن التعريف، أستاذ جامعي يهودي أمريكي، معروف بمناهضته للصهيونية ومساندته للحقوق الفلسطينية، ونشاطه البحثي الأساسي ينصب على القضية الفلسطينية والصراع الصهيوني - الفلسطيني، وسياسات المحرقة والقضايا المتصلة بها، وقد برز بالذات بسبب كتابه الأكثر شهرة ربما: "صناعة الهولوكوست: تأملات في استغلال المعاناة اليهودية".

مؤخراً، صدر له كتاب جديد، أثار الكثير من الضجة، بعنوان غزة: تحقيق في استشهادها. ويطرح فيه احتمال أن تواجه "إسرائيل" تحقيقاً من قبل المحكمة الجنائية الدولية حول ارتكابها لجرائم حرب أثناء اعتدائها على غزة في العام 2014. ومن المعروف أنه في أقل التقديرات قتل الجيش الصهيوني 2100 فلسطيني، بينهم أكثر من 500 طفل في تلك الحرب العدوانية.

فيما يلي تقدم الهدف ترجمة كاملة معالجة للّقاء الذي أجرته الصحفية آمي غودمان في قناة وموقع "الديمقراطية الآن"، حول الكتاب الأخير والجرائم الصهيونية وآراء فنكلشتاين بهذا الصدد المحرر]

غودمان: لقد برر  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم العسكري في غزة عام 2014، و المحكمة الجنائية الدولية على وشك أن تفتح تحقيقاً في جرائم الحرب ما رأيك بهذه؟

فنكلشتاين: حسناً، بنيامين نتنياهو يقول أمرين: الأول، ليس لدى إسرائيل أي خيار، والثاني، أنها تستخدم الحد الأدنى من القوة. حسناً، دعونا ندقق بسرعة في هاتين النقطتين.

النقطة الأولى، كان لدى نتنياهو خيار الامتناع عن استخدام القوة، كان عليه ببساطة أن يرفع الحصار وما كانت لتقع الحرب. ويعلم الجميع أن  حماس لم تسعى إلى الحرب وتريد تحقيق هدف وحيد هو إنهاء الحصار على قطاع غزة، وبموجب القانون الدولي هذا الحصار غير قانوني، ويمثل عقاباً جماعياً وكل المجتمع الدولي أدان هذا الحصار، وكان لدى نتنياهو

النقطة الثانية، يدعي نتنياهو أنه جرى استخدام الحد الأدنى من القوة، وهناك الكثير مما يمكن أن يقال عن هذا الادعاء، ويمكنك أن تقرري بنفسك ما إذا كان صادقاً، عندما تدمر إسرائيل 18000 منزل، كم عدد المنازل الإسرائيلية التي دمرت؟ وعندما تقتل إسرائيل 550 طفل فلسطيني، كم عدد الأطفال الإسرائيليين الذين قتلوا؟ الآن، قد تقولين أن هذا يحدث  لأن إسرائيل تملك نظام دفاع مدني متطور، أو لأن لديها القبة الحديدية، لن أناقش هذا، ليس هناك وقت ولكن السؤال البسيط  : ماذا شاهد الجنود الإسرائيليون أنفسهم؟ ماذا قالوا بأنفسهم عن هذه الحرب؟

لدينا الوثيقة، وهي التقرير الذي وضعته المنظمة الإسرائيلية الخاصة بجمع شهادات الجنود السابقين "كسر الصمت" وهي وثيقة من حوالي 110 صفحات. لم أكن أصدق ما أقرأ  لا سأقول لك، آمي، ما زلت أتذكر عندما كنت أقرأه، كنت في تركيا ، كنت ذاهباً لمعرض الكتاب، جالساً في الجزء الخلفي من سيارة وأقرأ شهادات الجنود، وما فعلوه، بكلامهم ووصفهم هم، وكان جلدي يقشعر، كنت أشعر بالاهتزاز وأن الجندي خلفي، وهم غير نادمين، بل ما قالوه مجرد وصف لما حدث،  ولا يوجد أي تناقض. وهؤلاء ليسوا أنصار حركة المقاطعة الذين يقولون هذا الكلام بل الجنود، واحد تلو الآخر يقول: "أوامرنا قتل أي شيء يتحرك وأي شيء لا يتحرك". الجندي تلو الآخر يقول "استخدمت إسرائيل كميات مجنونة من النيران في غزة".

غودمان: هؤلاء الجنود الإسرائيليون من يقول هذا؟

فنكلشتاين: نعم الجنود، يصفونه. يقول واحد تلو الآخر: "لقد فجرنا، دمرنا، بشكل منهجي، دمروا كل بيت في الأفق بشكل منهجي". ماذا يعني ذلك؟ 70٪ من سكان غزة هم لاجئون، وهذا يعني أنهم فقدوا وطنهم. آخر شيء لديهم، والشيء الوحيد لديهم، الشيء الوحيد الذي كان لديهم، هو وطنهم. وذهب الإسرائيليون في مثل طاقم تدمير مع لبلدوزرات.

غودمان: اشرح كيف

فنكلشتاين: كيف ماذا؟

غودمان: كيف كان  الاجتياح العسكري الإسرائيلي لغزة عام 2014؟

فنكلشتاين: لا، هذه الأمور صعبة الشرح، لأنه يعتمد على المكان الذي تريدين أن تبدئي منه،  في نهاية أبريل 2014، تم تشكيل حكومة وحدة وطنية بين السلطة الفلسطينية وحماس. والمدهش أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي،  لم تقطعا الاتصالات مع حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، على الرغم من أنها "تضمنت منظمة إرهابية"،  وغضب نتنياهو من ذلك.

غودمان: كنت تستخدم الأقواس في الهواء حول ما يسمى الإرهابي؟

فنكلشتاين: حسنا، ما تسميه إسرائيل منظمة إرهابية، لأنه، في ذلك الوقت، الولايات المتحدة كانت على استعداد للتفاوض، وذلك أغضب نتنياهو، لأنه كان يجري تجاهله في موضوع إيران، والآن (في ذلك الوقت) يتم تجاهله في موضوع حماس. وهكذا، يجد نتنياهو ذريعة، وأنا لا أريد أن أخوض في التفاصيل الآن، يجد ذريعة لمحاولة جر حماس إلى رد فعل، حتى أنه يمكن القول، "أنظر إنها منظمة إرهابية "، ثم سرعان ما صعدت الأمور كما تجري العادة،  ثم، تم استغلال حادثة سقوط الطائرة الماليزية يوم 17تموز / يوليو، في أوكرانيا، سقطت الطائرة بعد ظهر ذلك اليوم، ونتنياهو أطلق الغزو ضد غزة في المساء، سوف تُفاجئين كيف اتفق النشاط الإسرائيلي بدقة مع دورة الأخبار الأمريكية، في عام 2008 بدأت عملية الرصاص المصبوب  مع انتخاب أوباما رئيساً في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، وفي 17 تموز/ يوليو، عندما سقطت الطائرة على أوكرانيا، نصبت جميع الكاميرات هناك، واسمحوا لي أن اقتبس لكم من قول بيتر مورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ولقد فوجئت بملاحظته يقول حرفياً تقريباً "في كل حياتي المهنية، لم يسبق لي أن رأيت الدمار كما رأيت في غزة." وهذا يأتي من رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي تعوّد على رؤية، مناطق الحرب. إن ما حدث هناك كان جريمة ضد الإنسانية. خذي مكاناً مثل الشجاعية وهي منطقة مكتظة جدا بالسكان 90.000 شخص، ألقت طائرات الفانتوم أكثر  من 100 طن من القنابل على الشجاعية، أكثر من 100 قنبلة كل منها تزن طناً على الشجاعية. فعلوا نفس الشيء في رفح، وأيضا في خزاعة وفي قطاع غزة بأكمله. ثم يأتي هذا الرجل "نتنياهو" ويقول أنه لم يستخدم قوة مفرطة،  وقال: "لقد استخدمنا القوة التمييزية، لقد استخدمنا القوة المتناسبة ".

غودمان: برأيك ماذا يجب أن يحدث الآن؟

 فنكلشتاين: حسناً، من الواضح أن الشيء الأول الذي يجب القيام به هو رفع الحصار، الحصار يجب أن يرفع فوراً ودون شروط. هذا هو القانون: يجب رفعه فوراً ودون قيد أو شرط. هذا هو أول شيء ينبغي القيام به،  يجب أن ينتهي الحصار، يجب أن ينتهي الاحتلال. وشعب غزة يجب أن يحصل على حقه في التنفس والعيش.

غودمان: وكيف تعتقد أن هذا سيحدث؟

فنكلشتاين: إنها لحظة صعبة جداً في الوقت الحالي، ولكن هناك دائما احتمالات، كما يحدث في الضفة، أنا من أتباع غاندي، وأؤمن بالمقاومة اللاعنفية، ولكن لا أريد مناقشة هذا الآن،  أفكر باستراتيجية مثل ما فعلت عهد التميمي.

غودمان: التي تواجه احتمال سجنها عدة سنوات؟

فنكلشتاين: نعم. لا أحد يقول أنها عملية دون مخاطر.

غودمان: عشرة سنوات؟

فنكلشتاين: مثلما أطفال غزة، قاموا بإلقاء الحجارة على الإسرائيليين في عام 1988 خلال الانتفاضة الأولى، تحول الرأي العام الدولي، وأعتقد أن الناس و نساء غزة، لديهم أيضا حملة "وأنا أيضا" خاصة بصفع الجنود الإسرائيليين.

غودمان: أنت تحدثت عن حملة لا عنفية.

فنكلشتاين: نعم، وأنا لا أنظر.

[يتبع في الجزء الثاني]