Menu

حرب قصيرة جدًا: ضابط صهيوني سابق يشرح خطة فرقته للهجوم على غزة

بوابة الهدف/منابعة خاصة

سنفجر ونقتلهم في الداخل، وإذا خرجوا من الأنفاق سنجهز عليهم: ذلك كان كلام العميد سار تزور القائد السابق للفرقة  252 في جيش العدو الصهيوني، ويبدو أن هذا القائد السابق غير مضطلع على تفاصيل النقاشات في جيشه بالذات حول الأنفاق ومعضلات التعامل معها. وكأنه لم يغادر منصبه قبل أسبوع بل قبل ذلك بكثير، ولكننا نعلم أنهم يختارون كلماتهم بعناية لإضفاء مزيد من الرهبة والتوقع الدرامي على عملياتهم.

عموما في هذا التقرير الذي نشرته معاريف ويحتوي على أجوبة العميد الصهيوني المليئة بالضجيج والعنجهية،، يحاول أن يعطي لمحة عن السيناريوهات التي يعرفها والمرسومة سلفا لدى جيش العدو في كيفية التصرف في الحرب القادمة، بالأصح في العدوان القادم على غزة، وهي سيناريوهات باتت معروفة ونوقشت في أعلى المستويات، حتى في مركز الأمن القومين ويتطرق لها القادة السابقون أكثر من الحاليين كما فعل آفي ديختر مثلا وغيره، بينما القادة الحاليون الذين يعيشون في قلب النقاش الفعلي يتجنبون التطرق لهذه المواضيع، ولكن الغريب أن الحوار مع هذا الضابط لا يتطرق لتلك السيناريوهات بل لخطة فرقته بالذات في الهجوم على غزة.

خلال العام الماضي أصبحت قوات الاحتياط هي القوة الأهم في سياق أي قتال مستقبلي مع قطاع غزة، وهي الأكثر إتاحة لقائد الجبهة الجنوبية، في حال التصعيد السريع الذي يتطلب قوات فورية للعمل، وتلك كما نعلم إحدى معضلات الجيش الصهيوني التي تتفاقم مع تزايد عدد الجبهات التي عليه إيلائها أهمية واستنزاف قسم كبير من قواته في الضفة في عمليات المطاردة والقمع والحراسة.

أهمية الموقع الذي كان تزور يشغله تتيح له إعطاء لمحة مفيدة عن التغييرات في نظرة الجيش الصهيوني للمواجهة القادمة مع حماس، وجميع السناريوهات ترتكز على معضلة التخلص من حرب طويلة وهو يعبر عنها بالقول المفلتر "تدمير أكبر عدد ممكن من قوات العدو في أقصر وقت ممكن".

خدم تزور سابقا في الفيلق المدرع في لواء 1881. وكضابط مدرع، أصبح قائد لواء بنيامين، وعاد لاحقا إلى لواء بنيامين كقائد لواء خلال فترة معقدة جدا. وقد تمكن من قيادة لواء احتياطي حتى أصبح  قائد اللواء 401، الذي قاده في قتال غزة في عدوان "الجرف الصامد" ثم عين  رئيسا للتخطيط والتنظيم في القوات البرية. لذلك يعتبر تزور شريكا بالفعل بحكم وظائفه في خلق الرؤى والتصورات حول الحرب المستقبلية. ولكن كلامه يعكس عنجهية مبالغ بها، ومن الغريب أن تصدر عن شخص غادر منصبه وبالتالي ليس في موقع أن يقول كيف ستتصرف القوات تحت قيادة قائد آخر.

ويزعم تزور أن فرقته "السابقة" جاهزة للعمل القتالي الهجوم، على عكس باقي الوحدات النظامية، التي يشكك ضمنا في جاهزيتها، وزعم إنه قال لقائد الجبهة الجنوبية أنه " حتى قبل أن يتمكن من تركيز الكتائب النظامية من جميع أنحاء البلاد، فإن التقسيم سيصل بالفعل إلى السياج ".

ويضيف تزور أنه أثناء قيادته كان يعمل على تحليل قدرة "الخصم" بناء على ثلاثة معايير: مدى دقة صواريخ حماس وهذا يمثل تحديا كبيرا، والأمر الثاني هو الأنفاق وطبيعتها المختلفة تماما عن الأنفاق الحدودية، حيث أن الأنفاق الداخلية أصعب وأكثر تعقيدا وإذا كانت القوات الهجومية تستطيع التعامل –فرضيا-مع الأنفاق الحدودية والعابرة فإنها ليس لديها ما تفعله مع الأنفاق الداخلية التي تتيح المعيار الثالث في التحليل وهو قدرة المقاتلين في المقاومة على التنقل بحرية تحت الأرض. وهو يقول أن الخطة تعتمد على التركيز على القضاء على كتيبة من حماس بعدد أفراد محدود مما يتيح الكشف عن البنى التحتية المرتبطة بها كمدخل لاستكمال المعركة.

وزعم أنه واثق بأنه بعد تدمير الأنفاق والتعامل معها سيضطر مقاتلو حماس للخروج للتنفس وعندها سيتم التعامل معهم، رغم أنه قال قبل هذا مباشرة أن الأنفاق الداخلية معضلة مختلفة. ولكنه يعود ويقول إن الهدف ليس التغلب على العدو ولكن إلحاق الضرر به، في أقصر وقت.

ويعترف أن الأنفاق في داخل غزة هي فخاخ موت وقال إن مهمة فرقته ليست إغلاق الأنفاق لأن مسؤولية منع اختراق الحدود تقع على عاتق فرقة غزة. وزعم أنه سينهي المهمة خلال بضعة أيام.