Menu

لماذا ينفض التقدميون والديمقراطيون اليهود الأمريكان عن آيباك

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

في تقرير في هآرتس قالت إميلي ماير العضو مؤسس في حركة "إذا لم يكن الآن if not now "، وهي حركة يقودها شباب يهود لإنهاء دعم المجتمع اليهودي الأمريكي للاحتلال إن مهرجان المؤتمر السنوي  للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) يوم الأحد بدأ بطريقة يائسة قليلاً.

وأضافت أنه على الرغم من  انتصارات AIPAC الأخيرة حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وموجات من التشريعات المناهضة للـBDS في الولايات وعلى المستوى الفيدرالي فإن رئيسAIPAC  مورت فريدمان افتتح المؤتمر بدون أي صرخة نصر بل بالتحذير من الانقسام ودعوة اليهود إلى الاتحاد في مشروع الآيباك معترفا بوجود قوى تريد سحب تأييد اليهود للجنة الأقوى في التعبير عن المصالح الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية. واعترف بأن المشكلة تنتج عن التجاذب بين "التقدميين" اليهود والمؤسسة اليهودية وحكومة تل أبيب.

وقال معارض يهودي وأحد زعماء حركة "إن لم يكن الآن" إنه طالما يصر الآيباك على دعم والحفاظ على الاحتلال لملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، فإن التقدميين سيبتعدون عن مؤيدي "إسرائيل" بأعداد متزايدة داخل وخارج المجتمع اليهودي على حد سواء.

وقال التقرير إن نظرة على نتائج استطلاع في المجتمع اليهودي الأمريكي تظهر أن دعم "إسرائيل" بين طلاب الجامعات اليهود في الولايات المتحدة انخفض بنسبة مذهلة 32 في المئة بين عامي 2010 و 2016.

وفي حين أن المؤسسة اليهودية، حريصة على إعطاء معنى لهذه الأرقام، يرتبط بالاندماج والمقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (حركة BDS)، فإن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها كما قال الزعيم الطلابي المعارض "جيلي لم يعرف سوى إسرائيل كدولة محتلة تمنع الملايين من الفلسطينيين من الوصول المياه، والرعاية الطبية المناسبة، والقدرة على انتخاب حكومتهم الخاصة. إن دعم مثل هذا النظام كعقيدة هو طريق مسدود للمستقبل اليهودي المزدهر الذي نريده جميعا".

ورغم أن الأميركيين زعماء الجالية اليهودية دأبوا على حضور مؤتمر آيباك عاما بعد عام، بغض النظر عن إجراءات ترامب الوبائية في المنطقة كما يزعم مسؤول سلطوي صهيوني فإن هؤلاء ليسوا وحدهم من فشل في رؤية الرياح المعاكسة التي تهب، أيضًا المسؤولين المنتخبين - وخاصة قادة الحزب الديمقراطي - يواجهون قليلا قاعدة متشككة بشكل متزايد.

وأظهرت دراسة مركز بيو صدر في يناير أنه في حين أن 79٪ من الجمهوريين يتعاطفون أكثر مع إسرائيل، 27٪ فقط من الديمقراطيين يتخذون هذا الموقف، وتزداد الفجوة بين وجهات نظر الطرفين بخصوص "إسرائيل" لأول مرة منذ 1978.

وترجع الصحفية أسباب هذا التحول إلى التحالف الغريب بين الحزب الجمهوري والحكومة الصهيونية والقوميين البيض مؤيدي الكيان بما فيهم المعادون للسامية، على الضد من القاعدة الديمقراطية العامة أنه من المتوقع أن يكون قادة الأحزاب والسياسيين والمرشحين إلى جانب الحرية والكرامة، "هنا وفي إسرائيل – فلسطين".

وتلاحظ المقالة تصاعد قوة النشطاء "التقدميين" لدرجة أنه عندما وضعت النائبة الأمريكية كيرستن جيليبراند اسمها على مشروع قانون مكافحة الـBDS  في الصيف الماضي، اضطرت بسبب غضب الناشطين واتحاد الحريات المدنية الأمريكية لسحب رعايتها.

وفي الوقت الذي يحاول فيه الديمقراطيون وضع أنفسهم كبديل للسياسات الاستبدادية والعنصرية التي تتبعها إدارة ترامب، فإن الدعم الذي لا لبس فيه لـ "إسرائيل" أصبح موقفا لا يمكن الدفاع عنه.

وينعكس هذا فيمن أبعد عن قائمة المتحدثين في آيباك هذا العام من شخصيات ديمقراطية هامة مثل نانسي بيلوسي، تشاك شومر، وأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطي روبرت مينينديز وبين كاردان، الذين يشاركون بكثافة في لجان السياسة الخارجية. في ظل سعي قوي من النشطاء التقدميين لإزالة قبضة الآيباك عن الحزب الديمقراطي،  ويرون أنه لا يكفي التظاهر خارج آيباك بل يجب أن يظهر التقدم في جميع المشارب أن مستقبل الحزب الديمقراطي ويكمن في السياسات التي تدفع إلى إنهاء الاحتلال ودعم الحرية والكرامة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين. وهم يريدون الوصول إلى مرحلة يقولون فيها "وداعا لآيباك إلى الأبد".