Menu

على ماذا يحتوي فيلم "اللوبي" الذي تمتنع الجزيرة عن بثه ولماذا يغضب الصهاينة

بوابة الهدف/ترجمة خاصة/ الإنتفاضة الإلكترونية

ما زال الغموض يحيط بمصير الفيلم الذي أنتجته قناة الجزيرة بعنوان "اللوبي" بنسخته الأمريكية بعد عرض النسخة البريطانية والتي كشفت عن تفاصيل النشاط الصهيوني في السياسة البريطانية ومراكز النفوذ، وأدت إلى استنفار نظيرتها في الولايات المتحدة التي اكتشفت أن الجزيرة صنعت فيلما آخر عنها عبر زرع مراسل متخف في قلب جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة.

الفيلم بنسخته الأمريكية يبدو أنه أكثر غموضا ويبدو أن عرضه أصبح موضع الشك أصلا بسبب حجم التعقيدات التي تحيط به والنشاط المحموم لأبطاله لمنع عرضه خصوصا "مؤسسة فكر المحافظين الجدد" الرائدة للدفاع عن الديمقراطيات التي تعمل كعميل للحكومة الصهيونية، ومن المفترض أن يكشف الفيلم تفاصيل حساسة عن نشاط هذه المؤسسة. فيما يلي ترجمة للمقال الذي كتبته آسا وينستانلي للانتفاضة الإلكترونية في إطار الجدل الذي ينشب حاليا حول الفيلم وأكثر من ذلك والأهم حول إخفائه الغامض.

وفقا لمصدر شاهد الفيلم الوثائقي، فإنه يحتوي على لقطات لمسؤول إسرائيلي قوي يزعم أنه المؤسسة المذكورة تعمل لحساب حكومته وهناك آخرون أيضا.

وقالت سيما فاكنين غيل، ضابط الاستخبارات العسكرية الصهيونية سابقا، بأن الأساس هو "العمل على" مشاريع "لإسرائيل" بما في ذلك "جمع البيانات، وتحليل المعلومات، والعمل على المنظمات الناشطة، النفوذ المالي وغيرها".

في الولايات المتحدة الأمريكية يفترض بموجب قانون معروف باسم FARA، أن تسجل المنظمات الأمريكية والأفراد العاملون لحساب حكومات أخرى أنفسهم في قسم مكافحة التجسس في وزارة العدل، ويظهر البحث على موقع FARA أن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" تعمل بدون تسجيل.

يقال إن فيلم الجزيرة يحدد عددًا من جماعات الضغط التي تعمل مع الكيان الصهيوني للتجسس على المواطنين الأمريكيين باستخدام تقنيات معقدة لجمع البيانات. كما يقال أن الفيلم الوثائقي يلقي الضوء على الجهود السرية لتشويه وترهيب الأميركيين الذين ينظر إليهم على أنهم أكثر انتقادا للكيان.

وفي هذا السياق جاء فعل جماعات الضغط بإنزال ضغوط مكثفة على الحكومة ال قطر ية بهدف إجبار الجزيرة على منع عرض الفيلم ما طرح تكهنات بأنه قد لا يتم بثه على الإطلاق.

وكيل سري لإسرائيل

 سيما فاكنين-جيل، التي تحمل رتبة عميد في الجيش الصهيوني، هي الآن أعلى موظف حكومي في وزارة الشؤون الاستراتيجية الصهيونية، وهذه الوزارة مسؤولة عن إدارة حملة سرية من التخريب ضد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات لدعم حقوق الشعب الفلسطيني. ومدير فاكنين –جيل في الوزارة هو جلعاد أردان الذي يشغل أيضا منصب وزير الأمن الداخلي في الكيان وحليف مقرب لرئيس حكومة "إسرائيل" بنيامين نتنياهو.

بعد فترة وجيزة تم تعيينها لقيادة الوزارة في بداية عام 2016، وعدت فاكنين غيل بـ"خلق مجتمع من المقاتلين" لإغراق الإنترنت بالدعاية الصهيونية التي تنأى عنها الحكومة رسميا.

إقرأ أيضا: لماذا تمتنع الجزيرة عن بث فيلم "اللوبي"؟

وبالإضافة إلى الحصول على تمويل من شيلدون أديلسون، الملياردير المناهض للفلسطينيين والمانح رقم واحد لحملة دونالد ترامب الرئاسية، ترتبط مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بعلاقات وثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي في رسائل البريد الإلكتروني التي تم اختراقها في العام الماضي، شجع السفير الإماراتي في واشنطن المؤسسة على الضغط من أجل نقل قاعدة عسكرية أمريكية من قطر إلى بلده.

كما سيعرض الفيلم لقطات متغطرسة لعضو جماعة ضغط صهيونية يدعى ماكس أدلشتاين يتباهى فيها بمدى قرب علاقات "إسرائيل" مع دولة الإمارات العربية المتحدة وأنظمة الخليج الأخرى.

الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تعميق العلاقات

يقال إن ماكس أدلشتاين يظهر في الفيلم مشيراً إلى أن اللوبي قد ساعد "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة على تطوير روابط أمنية "كلها تحت الطاولة".

إقرأ أيضا: اللوبي الصهيوني: تغرد من أجل غزة.. إذا ستدفع الثمن

يذكر أن أدلشتاين كان متدربًا في شركة الضغط الأمريكية في مجموعة هاربور. ومن عملاء الشركة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وقد تلقت الشركة 2.2 مليون دولار من الإمارات العربية المتحدة وأكثر من 300 ألف دولار من المملكة العربية السعودية خلال الأشهر الستة المنتهية في 30 سبتمبر 2017.

ويقول أدلنشتاين الآن إنه يعمل لصالح "إيباك"، وهي أقوى مجموعة ضغط في واشنطن، ولكن بعد نشر هذه المقالة باللغة الإنكليزية غير أدلنشتاين معلوماته الشخصية على الفيس بوك وألغى صلته بآيباك.

ويقال إن الفيلم يظهر أدلشتاين وهو يدعي أن العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل "تتحسن كثيرا، ولا أحد يعرفها"، وأخبر مراسل قناة الجزيرة السري أن "الحكومات عليها أن تنسق بشأن الأمن. كل ذلك تحت الطاولة. لكن في مجال التجارة، الأمن، التكنولوجيا، الطب، هناك الكثير من التعاون ".

ووفقًا لمصدر الانتفاضة الإلكتروني، يظهر أدلنشتاين في اللقطات السرية التي توضح أن "لجنة دراسة" لجامعة أمريكية يهودية تركز على "التعاون المتبادل" تم التخطيط لها.

وفي كانون الثاني، أعلن مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية، وهو منتدى لجماعات اللوبي الإسرائيلي يضم اللجنة اليهودية الأمريكية إنه أرسل "وفدا كبيرا" من قادته لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث "التقى مع الجميع على أعلى المستويات. "

وتأتي الرؤية الإضافية لدولة الإمارات العربية المتحدة باعثة لارتياح "جماعات الضغط الإسرائيلية" في الوقت الذي تواجه فيه أنشطة الإمارة الغنية في واشنطن تمحيصًا متجددًا.

وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت الماضي أن المحامي الخاص روبرت مولر يقوم بتوسيع تحقيقه من التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية "لتشمل التأثير الإماراتي على إدارة ترامب" من خلال صهر الرئيس والمستشار جاريد كوشنر.

"معاداة السامية كمسحة ليست كما اعتادت أن تكون"

يقال إن جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مسؤول عن تقديم ملخصات متخفية عن كيفية تشويه جماعات التضامن في الولايات المتحدة التي تدعم حركة المقاطعة، ووفقا للمصدر يعترف شانزر للمراسل السري بأن "BDS قد أخذت الجميع على حين غرة". ووصف رد فعل جماعات الضغط "الإسرائيلية" بأنه "فوضى كاملة"، مضيفًا "لا أعتقد أن أي شخص يقوم بعمل جيد، نحن لا نقوم بعمل جيد حتى".

إقرأ أيضا: تقرير مسرب: كيف أخفق اللوبي الصهيوني عالميا في التصدي لحركة التضامن مع الشعب الفلسطيني

ووفقاً للمصدر، يصرح شانزر أن محاولات تشويه طلاب العدالة في فلسطين والمسلمين الأميركيين الداعمين لفلسطين على أنهم مرتبطين بالإرهاب الإسلامي المتطرف فشلت في اكتساب أي زخم.

وقال أيضاً إنه يتأسف لأن التكتيك المعتاد الذي يمارسه اللوبي الإسرائيلي على الزعم بأن ناشطي التضامن في فلسطين تحركهم الكراهية المعادية لليهود يفقد تأثيره: "أنا شخصياً أعتقد أن معاداة السامية كمسحة ليست كما اعتادت على ذلك"، حسبما أخبر الصحفي المتخفي.

وتردد آراء شانزر صدى تقرير سري أقرته الحكومة الصهيونية ووزعته على قادة اللوبي العام الماضي، إن هذا التقرير  يخلص إلى أن جهود إسرائيل لوقف نمو حركة التضامن مع فلسطين قد فشلت إلى حد كبير.

تأخر الفيلم

في تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، أعلن كلايتون سويشر، رئيس التحقيقات في الجزيرة ومخرج الفيلم المثير للجدل، أن القناة الفضائية القطرية كانت في عام 2016 تدير صحافيا سرية في اللوبي "الإسرائيلي" في الولايات المتحدة. وأعلن سويشر هذا بعد أن رفض منظم البث في المملكة المتحدة جميع الشكاوى ضد فيلم " اللوبي" التابع لقناة الجزيرة بنسخته البريطانية.