Menu

عن العروبة ومهماتها

صورة أرشيفية.jpg

ذات يوم كانت الأمة العربية قريبة من تحقيق وحدتها، على الأقل هذا ما كان يوحي به نبض شارعها الممتد بعد تحقيق الاستقلال الوطني لمعظم الأقطار العربية، بل وكانت الآمال عريضة باستكمال الاستقلال والتخلص من التبعية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

في عالمنا العربي اليوم يحيق السواد بمعظم تفاصيل المشهد، وتراجعت كثير من الآمال والطموحات، فالأقطار التي كنا نطمح لتوحيدها في وطن عربي كبير باتت مهددة بالتفكك والتشظي، والهوية العربية الواحدة يجري تشظيتها لمفاهيم ومكونات بدائية طائفية واثنية ضيقة، فيما يعود الاستعمار وهيمنته بآلاف الأذرع والوجوه والأدوات التي تديرها المنظومة الامبريالية.

كأننا نقف اليوم أمام معركة استقلال جديدة لكل بلد عربي، ومعارك جديدة للحفاظ على وحدة كل من هذه الأقطار، ناهيك عن مهمات التنمية والتحديث المعطلة، وسؤال العدالة الاجتماعية العالق.

في زمن المد الثوري العربي كان هناك قوى حقيقية تنبض بالحياة وتحمل هذه المهمات وتناضل لأجلها، القليل منها ما تبقى ثابت في هذا الزمن، وهذا القليل يعاني من الكثير من العلل، وهو ما يزيد هذه المهمات استعصاء.

بارقة الأمل تأتي من وعي شعبي متراكم بخطورة ما يجري، وعي ينبذ كل الطروحات الطائفية ويتوق لهوية حقيقية، هذه الجماهير والشعوب الواعية تحتاج من القوى التقدمية المتبقية همة مضاعفة في طرح البرامج التي تستجيب لمصالحها وآمالها، واشتقاق آليات النضال وأشكال التساند والوحدة فيما بينها، والأهم يبقى دومًا في طرح رؤية عربية تحررية مشتركة، تنبض بالأمل، وتعيد لطاقة هذه الأمة معناها.