Menu

تقريركيف أصبحت المحاكم الإسبانية ساحة قتال لجهود "إسرائيل" المناهضة للمقاطعة

بوابة الهدف - ترجمة خاصة

في 4 من هذا الشهر أيلول/سبتمبر، أصدرت محكمة المقاطعة الإسبانية قرارا بإلغاء قرار سابق لبلدية لايامونتي، تعلن فيه دعمها لحركة الـ BDS للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني، وبلدة لايامونتي هي بلدة صغيرة تقع على الحدود مع البرتغال، دعت في قرارها إلى فرض حظر على أي ارتباط مع الشركات أو المؤسسات الإسرائيلية.

قبلها بشهر تقريبا، في آب/أغسطس، كانت بلدتان أخريان هما فيلاروبليدو، وساجونتو، قد قررتا إلغاء دعمهما للـ BDS بعد شهور قليلة من الإعلان عن نفسيهما أسوة ببلدات أخرى محررة من نظام الفصل العنصري "الإسرائيلي.

هذه البلدات الثلاث هي جزء من مجموعة كبيرة تضم 60 بلدة ومدينة إسبانية أعربت عن دعمها لBDS في العامين الماضيين. وكان من بينها فالنسيا - ثالث أكبر مدينة في إسبانيا - التي انضمت إلى BDS احتجاجا على الفظائع التي ترتكبها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين المشاركين في مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة المحاصر. لماذا حدث هذا التحول في البلدات الثلاث؟ هذا ما يجيب عليه هذا التحقيق لـ MEM0؟

الجواب يكمن في ACOM، وهي منظمة تصف نفسها "منظمة غير طائفية ومستقلة تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية بين إسبانيا وإسرائيل من خلال العمل مع الحكومات والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني". ولكن بعيدا عن صفتها كمنظمة مستقلة، كانت ACOM على خط الجبهة مع جهود "إسرائيل" لسحق الدعم ل BDS وأدت عملياتها إلى تورط المحاكم الإسبانية في هذه العملية.

في حالة بلدة أيامونتي، رفعت منظمة ACOM دعوى قضائية أمام محكمة المقاطعة لإلغاء قرار مجلس البلدية، وتم تهديد بلدتي فيلاروبليدو وساجونتو بالإجراءات القانونية إذا لم تتخليا عن دعمهما لحركة المقاطعة. وفي معرض حديثه عن ساجونتو، قال رئيس ACOM "سنستمر في منع الحركة المتطرفة BDS من التسلل إلى مؤسسات المواطنين الإسبان ومن كسر الطبيعة الديمقراطية التعددية والمنفتحة لمؤسساتنا".، وزعم أن منظمته " أحبطت ما لا يقل عن 26 مبادرة من جانب المجالس الإسبانية والبلديات لتعزيز موقف موالي لل BDS عن طريق استخدام هذه التكتيكات، و ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل و جيروزاليم بوست أن هذا الرقم قد يصل إلى 35.

لا تحاول منظمة ACOM إخفاء جدول أعمالها المؤيد "لإسرائيل"، و يدعو موقعها على شبكة الانترنت إلى "تفكيك BDS العنصرية" وينشر مزيجا غريبا من "الحقائق عن إسرائيل"، بما في ذلك أن إسرائيل لديها 20 في المائة من السكان العرب، وأنه لم تكن هناك أي اعترافات بحق إسرائيل في الوجود من قبل حماس.

إذا يمكن للمرء أن استخلاص أن هذه المنظمة وثيقة العلاقة مع رابطة مكافحة التشهير ومقرها الولايات المتحدة، ومنظمة مراقبة الإعلام الفلسطيني (PMW) وهي منظمة غير حكومية مقرها "إسرائيل"، تراقب "التحريض" من قبل وسائل الإعلام الفلسطينية – و كذلك منظمة مراقبة المنظمات غير الحكومية ومقرها في القدس و معروفة بالنقد الشديد للمنظمات الموالية لفلسطين.

ولدى المنظمة روابط قوية مع المؤسسة السياسية "الإسرائيلية" ففي عام 2017، انضم عضو الكنيست يائير لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" إلى وفد من ACOM والمنظمات الأخرى في البرلمان الإسباني لتقديم تقرير مشترك عن المنظمات غير الحكومية لـ "تنفيذ حملات الحرب السياسية ضد إسرائيل." .

ومنذ فترة طويلة كان لابيد على اتصال بسياسة الاستيطان الحكومية، ففي يوليو 2017 شارك في احتفال أقيم في مستوطنة نتيف هافوت، جنوبي مدينة بيت لحم، وحتى بعد أن أصدرت المحكمة العليا "الإسرائيلية" أمر هدم البؤرة الاستيطانية وإجلاء سكانها غير القانونيين.

وقد وضعت هذه الروابط مع المنظمات غير الحكومية اليمينية والنخبة السياسية الإسرائيلية منظمة ACOM في طليعة حرب "إسرائيل" المناهضة للـ BDS. من المهرجانات الموسيقية إلى الأحداث الدولية وكرة القدم العالمية، يتم شن هذه الحرب على العديد من الجبهات، وعلى الصعيد المحلي، أدت الحملة إلى حظر دخول العديد من نشطاء BDS إلى البلاد، بما في ذلك آنا سانشيز ميرا التي يعتقد انها نشطة في اعمال BDS إسبانيا.

بعد أن انتهت هذه المعركة الأخيرة في المحاكم الإسبانية، فإن هذا يدل على أن شد الحبل يمتد إلى أبعد من حدود الدولة اليهودية، وبهذه الطريقة، أصبحت المحاكم الإسبانية من نواح كثيرة نموذجًا مصغَّرًا للقتال على كسب الرأي العام.

ولكن أنخيل ماس رئيس ACOM تذوق في مارس آذار عام 2018، طعم الدواء بنفسه، حيث قامت لجنة التضامن مع القضية العربية (CSAC)، وهي منظمة غير حكومية تتلقى تمويلاً من عدة بلديات إسبانية، برفع دعوى قضائية من 70 صفحة ضد ماس. وهذه هي المرة الأولى التي يساق فيها كيان مؤيد "لإسرائيل" إلى المحكمة في إسبانيا بسبب أنشطته.

وقال ماس انه "مندهش وخائب الأمل" من قرار القاضي بإعادة النظر في الدعوى، وأضاف ماس أنها "محاولة تافهة من سوء المعاملة في القضاء الإسباني الخاضع للدعاية". وزعم أنها بعد تكبدها الخسائر في المحاكم فإن حركة BDS في إسبانيا تبدل أساليبها وتستهدف الأفراد "في حملة تشويه" كما زعم، مدعيا أن هذا لن ينجح.

هذا الأسبوع، نشرت ACOM بيانًا صحفيًا يعكس الإجراءات القانونية المعلقة ضد مجلس مدينة بامبلونا، في شمال إسبانيا. ويتهم المجلس البلدي فيها بالتمييز ضد "الإسرائيليين" واليهود الإسبان، وبالتالي، فإن الجهود التي تبذلها "إسرائيل" لسحق حملة المقاطعة في إسبانيا تكتسب المزيد من القوة والعزم، على الرغم من أن حركات BDS مثل CSAC بدأت تلعب مع ACOM في لعبتها الخاصة، ولكن لا تزال مثل هذه الجهود متخلفة في كل من الكمية والتأثير. وإذا ما رغبت BDS بالحفاظ على الزخم والتأثير، سوف تضطر إلى معركة أكثر صعوبة في هذا البلد.