Menu

كيف غيرت منظومة S-300 قواعد اللعبة في سوريا

بوابة الهدف - وكالات/متابعة خاصة

الإقرار الصهيوني بأن تسلم الجيش السوري لمنظومة الصواريخ الإعتراضية S-300 ليس مفاجئا، ولكن الصخاينة كانوا يجمدون قلقهم، باعتبارات التفاهم الروسي- "الإسرائيلي" حول حرية العمل في السماء السورية، ولطالما اعتبر الكيان الصهيوني أن بمقدوره مع حليفته الولايات المتحدة أن يعطل عملية التسليم.

ولكن بما أن التسليم حدث فعلا، فقد أسقط في يد الجيش الصهيوني وقيادته السسياسية، ليس فقط بسبب طبيعة ونوعية ومستوى هذا السلاح ولكن أيضا بسبب الظروف الاستثنائية التي تم بها تسليمه ل سوريا وللجيش السوري وليس بإدارة الجنود الروس.

أبرز ما في هذه الظروف هو سقوط التفاهمات الروسية الصهيونية أو على الأقل انحدارها إلى أدنى مستوى بعد تسبب الطائرات الصهيونية في إيقاع طائرة روسية في فخ راداري أدى إلى إسقاطها بالنتيجة حملت روسيا الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة حتى لو سقطت بصاروخ سوري.

هذا التطور النوعي سيجعل الكيان يفكر كثيرا قبل مواصلة هجماته العدوانية على سوريا ويعترف العدو بأن قواعد اللعبة تغيرت تماما، وسيصبح الحلف السوري الإيراني مع حزب الله أقوى وأكثر حصانة. معتبرين أن هذه إشارة تحذير للجيش الصهيوني فيما يتعلق باحتمال نشوب حرب على الجبهة الشمالية ومستوى هذه الحرب.

هذا الأمر أكده نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد حين قال إن إرسال نظام الدفاع الجوي المتقدم من روسيا سيجعل الكيان الصهيوني يفكر مرتين قبل هجوم آخر على الأراضي السورية. وفي مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في دمشق ، قال مقداد "إسرائيل أصبحت معتادة على تنفيذ العديد من الهجمات تحت ذرائع مختلفة ، وسيكون عليها الآن إعادة النظر في هجوم آخر".

ولكن ليس هذا فقط ما يقلق الكيان الصهيوني، ففي تقرير مفاجئ جاء أن القوات الأمريكية تستعد حاليا للانسحاب النهائي من قاعدة التنف على الحدود السوري الجنوبية الشرقية مع العراق، حيث أكدت مصادر مطلعة لوكالة "سبوتنيك" أن اتفاقا تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والأمريكي يؤدي إلى خروج المجموعات المسلحة المرتبطة بقاعدة التنف الأمريكية إلى الشمال السوري، بما يمهد لانسحاب القوات الأمريكية من هذه القاعدة. هذا التغيير إضافة إلى منظومة السلاح الجديدة يخلق انقلابا في القوى في الجنوب لمصلحة الجيش السوري، حيث أعلنت سوريا رسميا نيتها استعادة مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات كردية مدعومة من القواعد الأمريكية.

وكالة سبوتنيك أكدت أن التنفيذ سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة طبقا لاتفاق تم التوصل إليه أخيرا بين "مركز المصالحة الروسي" في سوريا وبين القوات الأمريكية في قاعدة التنف، والذي يشبه إلى حد بعيد اتفاقات المصالحة التي أبرمت في الغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة في سوريا.

وأشارت المصادرلسبوتنيك إلى أن الاتفاق ينص على إخراج جميع المجموعات المسلحة التي تنشط في المنطقة والمرتبطة بالقوات الأمريكية في قاعدة التنف، وتسوية أوضاع من يرغب من "المسلحين السوريين" بتسليم سلاحه والعودة إلى حضن الوطن، وإخراج من لا يقبل بالتسوية إلى "جرابلس" في الشمال السوري.