Menu

رجا اغبارية في مهداف الصهيونية: الكيان ضد أبناء البلد

بوابة الهدف - متابعة خاصة

اعتقلت شرطة الاحتلال الصهيوني المناضل رجا اغبارية يوم ١١ أيلول ٢٠١٨ على خلفية منشورات له على منصة فيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي، ويُعتبر اعتقال اغبارية حلقة جديدة في سلسلة القمع وكتم الأصوات التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد النشطاء الفلسطينيين ومحاولة لحرمانهم من حقهم في التعبير السياسي والنشاط السياسي.

وقدمت النيابة العامة الصهيونية وبقرارٍ مشترك مع المستشار القضائي للحكومة، لائحة اتهام ضد القيادي في حركة "أبناء البلد"، (66 عامًا) تنسب إليه تهم التحريض للإرهاب والانتماء لمنظمة ارهابية وفق ما جاء في بيان النيابة الاحتلالية.

وجاء في بيان المكتب السياسي للحركة عقب اعتقال الرفيق رجا " ان اعتقال الرفيق رجا إغبارية صبيحة يوم الثلاثاء بمداهمة بيته وتفتيشه والعبث بمحتوياته ومصادرة الحواسيب والهاتف النقال لا يندرج الا في إطار الهمجية المعهودة لأجهزة الاحتلال الأمنية، هذه الأجهزة التي تقتل وتغتال وتعيثُ خرابًا وتدميرًا بحق شعبنا ومجتمعنا، وحرمان الرفيق رجا طوال الأمس واليوم، ليلاً ونهارًا من الراحة ونقله المستمر من مركز تحقيق إلى آخر واحتجازه في ظروف قاسية وغير إنسانية لمدة خمسة أيام بهدف كسر معنوياته و ارادته الصلبة وهذا ما لن ينالوه".

وأضاف البيان "وهل لنا غيرَ هذا الدَرب، درب الأحرار والحرّية، سنبقى نُكَرّر للمرّة المليون، لن تُثنينا اعتقالاتكم عن دربنا الذي حفرناهُ مع من سبقونا من أحرار شعبنا، درب الكرامة والدفاع عن حقوق شعبنا الوطنية".

وقال البيان "نعم، إنّ اعتقال القيادي في حركة أبناء البلد الرفيق رجا اغبارية ليست المرّة الأولى التي يتعرض لها شخصيًا وكذا ليست بجديدة على رفيقنا وعلى حركة أبناء البلد وهي ضريبة الشرف والكرامة على درب التمسك بالثوابت وعدم التفريط السياسي الوطني، وبالتأكيد ليس الاعتقال الأخير الذي يطال الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني وعلى رأسها حركة أبناء البلد وبتهمة التحريض، فهل وقوفها إلى جانب قضايا شعبنا العادلة هو تحريض! وإن كان كذلك فليشهد العالم على أنّنا نعشق التحريض على الاحتلال والاستعمار والظلم والاضطهاد وستبقى على هذا العهد وهذا الدرب، لن تردعنا هذه الحملات المُمنهجة".

وختم بالقول "الحركة الوطنية عَصيّة على الكسر وكذا قادتها وكوادرها وناشطيها، وستبقى حركة أبناء البلد رأس حربة، إلى جانب كل القوى الوطنية، في الدفاع عن الحق والنضال من أجل انتزاع حقوق شعبنا الفلسطيني العادلة في العودة والحرية والتحرير".

من المعروف أن حركة أبناء البلد هي حركة سياسية تعمل على تعبئة وقيادة الجماهير الفلسطينية من أجل استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الأممية الديمقراطية على أرض فلسطين التاريخية، وتناضل الحركة من أجل إقامة مجتمع اشتراكي قائم على المبادئ الديمقراطية والإنسانية على طريق بناء مجتمع اشتراكي موحّد.

ومنذ اعتقال المناضل الفلسطيني رجا اغبارية، القيادي في حركة أبناء البلد، بدأ الإعلام الصهيوني عمومًا وإعلام اليمين والمستوطنين خصوصًا، شن حملة شعواء، ضد الرفيق اغبارية وضد الحركة، اتسمت بطابعين اثنين: الإنكار لحق أي فلسطيني بالاعتراض على الدولة الصهيونية ورفض قيمها وقوانينها والتحريض على منع هذا النوع من الاعتراض بسبب خطورته على أمن الدولة، لتحريضه الفلسطينيين في الداخل على رفض الامتثال لما تريده الدولة المحتلة منهم وتصوراتها عنهم.

من هو رجا اغبارية؟

رجا إغبارية (مناضل فلسطيني ولد عام 1952 في أم الفحم حيث أنهى دراسته الابتدائية فيها وأكمل الثانوية في الناصرة، وحاز على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية وعلم النفس وكان في السبعينيات أحد مؤسسي اتحاد لجان الطلاب الجامعيين العرب وعمل موظفًا لمدة سنة في مجلس أم الفحم المحلي في نهاية تعليمه الجامعي). بعد ذلك عمل كمدرس في المدينة لمدة 24 سنة، حيث مارس المهنة فعليًا في 14 منها وفصل ثلاث مرات بسبب نشاطه السياسي، كان آخرها في ذكرى يوم الأرض عام 1988 وقد ربح جميع القضايا التي رفعها ضد وزارة وسجل سابقة قانونية تدرس في الجامعات، حيث سمح القانون في أعقاب قرار المحكمة لأول مرة لمعلم مدرسة بأن يمارس السياسة ويكون قائدًا لتنظيم سياسي. أحيل للعمل في مركز تربوي يهودي بمدينة الخضيرة، وأثناء ذلك شارك في برنامج بولوتيكا الشهير يوم 30 آذار 1998 في ذكرى يوم الأرض وأطلق تصريحاته المشهورة كأول سياسي عربي يجرؤ على ذلك حيث قال خلال البرنامج "إن استقلالكم هو يوم نكبتنا" فقامت الدنيا ولم تقعد، وأصبحت جملته شعارًا للمظاهرات من حينها، على أثر ذلك طلبت وزارة المعارف منه الخروج للتقاعد المبكر، وقبل ذلك مقابل تقاضيه 52% من راتبه الأصلي.

انضم اغبارية سرًا إلى حركة أبناء البلد وهو في الـ16 وأصبح عضوًا رسميًا فيها بعد تخرجه من الجامعة، وتعرض لاعتقالات عديدة منذ يوم الأرض عام 1976 والإقامة الجبرية لمدة أربع سنوات عام 1980 حيث منع من الخروج ليلاً من البيت ونهارًا من أم الفحم، وفرض عليه تثبيت وجوده يوميًا في مركز شرطة عارة الاحتلالي، وكان أول معتقل إداري داخل الخط الأخضر كذلك كان أول من أصدر صحيفة "الراية" التي أغلقت بأمر عسكري عام 1988 ثم جريدة "الميدان" التي عاشت عامًا ونصف وأغلقت أيضا بأمر عسكري، ترأس رجا إغبارية الحركة وشارك بفعالية في إنشاء التجمع الوطني الديمقراطي وكان مهندس التحالف مع "حداش" عام 1996 وبعد أن نجح عزمي بشارة في انتخابات الكنيست طلب حل أبناء البلد فترك اغبارية التجمع وعاد إلى أبناء البلد الفرع الذي رفض الانتخابات جذريًا.

الحملة الفاشية

في هذا السياق جاء تقرير موقع مكور ريشون اليميني الاستيطاني، الذي يمثل ذروة الفاشية الصهيونية والعداء ضد الفلسطينيين، وهكذا يذهب المحرر الصهيوني إلى اتهام الحركة بتمجيد الفلسطينيين وخصوصًا الشهداء منهم وكأن الحركة مطلوب منها مغادرة جسدها وروحها الفلسطينية كما فعل الكثيرون لتتوافق مع توقعات الغاصب الذي يواصل التنكيل بضحيته حتى تعلن أنها أحبت هذا التنكيل، ويزعم التقرير أن الحركة تدعو إلى الصراع العنيف مع "الإسرائيليين" وفي الحقيقة إن حركة أبناء البلد تتماثل مع شعبها وتوقعاته وليس مع توقعات المستوطن، التي يتوقعها ويريدها يشاي فريدمان محرر هذا التقرير الفاشي.

يتهم الرفيق اغبارية بالتماثل في تصريحاته العلنية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مع الجبهة الشعبية وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الذين تعتبرهم دولة الاحتلال أعداءها الأكثر جذرية، باعتبارهم يصنفون كأعداء "أيدلوجيين" ليس فقط للكيان الصهيوني بل للحركة الصهيونية برمتها.

من التهم أيضًا أن اغبارية يقيم علاقات وطيدة مع مناضلين من نمط خضر عدنان، وأن أعضاء حركته على صلة وثيقة ب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والأخطر بالنسبة لفريدمان هو أن يتحدث اغبارية في تأبين الفدائي الشهيد باسل الأعرج وأن يكتب عن حكمته وشجاعته، وأن يمجد الخلية التي "أسسها الأعرج" بزعم المخابرات الصهيونية بهدف شن هجمات ضد الكيان ومستوطنيه وتكريس باسل الأعرج كنوع من "البطل الثقافي" على يد أبناء البلد.

يلاحظ التقرير وغيره من تقارير مشابهة أن صورة رجا اغبارية كانت حاضرة بقوة في التظاهرات الفلسطينية سواء في الضفة أو غزة وأمام مكاتب الصليب الأحمر وكيف أن نشطاء الجبهة الشعبية يقودون الحملة لصالحه.

يحرض فريدمان أيضًا ضد الحركة ويزعم أن هناك عضوان من لجنة المتابعة التي تمثل أبناء البلد جزءًا أساسيًا منها هما أعضاء رسميين في الكنيست وتزعم الليكودية عنات بيركو أن لجنة المتابعة "تتحول تدريجيًا إلى حكومة ظل تتعامل مع التخريب السياسي وتحرض الرأي العام العربي" وتكالب بحظرها ورميها خارج القانون، وكذلك يجب على حد زعمها حظر أبناء البلد كمنظمة إرهابية وعدم ببروز منظمة مشابهة فجأة باسم مختلف.

من جانب آخر تدرك حركة أبناء البلد أنها حركة صغيرة، وهي تقاطع الانتخابات الصهيونية ليس بسبب حجمها بل بسبب جذريتها واتجاهها القومي، وتذكر المقالة بالرفيق محمد أسعد كناعنة الذي قضى أربع سنوات ونصف السنة في السجون الصهيونية بتهمة تمرير المعلومات إلى "العدو" وهي التي اعتقل أخواه بسببها وحكم عليهما لمدة 10 سنوات.

يقول التقرير أن أبناء البلد تأسست كحركة وطنية في الثمانينيات واعتبرت قريبة إلى الحركات اليسارية والماركسية وكان رجا أغبارية الأمين العام للحركة، طبعًا هذا تأريخ خاطئ فقد تأسست "أبناء البلد" عام 1972 في مدينة أم الفحم المحتلة ونشأ لها فروع لاحقًا في نحف وسخنين وشفا عمرو وكابول، وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية، وفي وقتٍ لاحق يذكر التقرير أنه قاد خطًا حازمًا ضد اتفاقات أوسلو وانخرط في منظمة التجمع الوطني الديمقراطي، ثم انسحب منها وعاد إلى الفرع الذي يرفض المشاركة في الانتخابات في إسرائيل.

وينقل تصريحًا للؤي الخطيب أحد نشطاء الحركة "ليس لدينا أي سبب للتصويت في الانتخابات لصالح إسرائيل"، مُضيفًا "الواقع الفلسطيني لا يتغير نتيجة التصويت في الانتخابات، ولا يهم إذا تضافر كل الأطراف العربية".

ويلاحظ الخطيب مُحقًا على الرغم من أن معظم الجمهور العربي ليس في صفوف أبناء البلد، فإن معظمهم يختارون عدم التصويت في الانتخابات. "يقولون إن 50٪ من العرب لا يصوت في الانتخابات، ولكن أقول إن هذا تزوير و40 في المئة فقط يصوتون، ونحن نعلم أن تأثيرنا على الدولة هو صفر".

ومع ذلك، يبرز أعضاء أبناء البلد في الانتخابات البلدية، "في النهاية نحن على القوة لا يتجزأ من الطيف السياسي الفلسطيني في إسرائيل. كنا قبل التجمع الوطني الديمقراطي وأحزاب أخرى قبل مواقفنا ثابتة ولا تتغير" يقول الخطيب.

يزعم فريمان أن ما يميز الحركة التي يصفها بالمتطرفة، فيما وراء مسألة الانتخابات، هو التثقيف بالمقاومة العنيفة ضد دولة "إسرائيل". بعد ذلك يلاحق التقرير الصهيوني صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالحركة وأعضائها ويرصد دعمها لما وصفه "أشد الهجمات الإرهابية التي وقعت في شوارع إسرائيل والعناصر الإرهابية الذين ارتكبوها" مثل عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة في غوش عتصيون على يد فدائيين من حركة حماس ، والدعوة لإطلاق الأسرى "ممن تلطخت أيديهم بالدماء" وغيرها من الأعمال الفدائية مثل تمجيد شخصيات كمحمد الجعبري ويحيى عياش وأحمد نصر جرار، والقول إن الجيش الصهيوني كان بإمكانه اعتقال الفدائي باسل الأعرج لكنه اختار اغتياله، وعندما سُئل لؤي الخطيب عن مبرر السلاح الذي وجد بجانب الشهيد الباسل رد قائلاً "كان هذا سلاح للدفاع عن النفس".

يتطرق التقرير الفاشي، إلى معسكر العودة الذي تقيمه الحركة وجناحها الشبابي والذي يزعم انه انتقائي يدرس القضية الفلسطينية والشخصيات المجيدة في التاريخ الفلسطيني وتبرير العلاقات بين الحاج أمين الحسيني وألمانيا والإشادة بعملية ميونخ، وأنه كان هناك مبرر لقتل الرياضيين الصهاينة الذين تدربوا في مهد وينجيت، على اسم ضابط استعماري صهيوني خدم الكيان الصهيوني كما هو معروف، وكذلك تمجيد شهداء 1929.

يزعم التقرير أن معسكر العودة يدرب الأطفال على تصرفات عهد التميمي ويجعل باسل الأعرج بطلاً لهم، ويمجد "حنظلة" ناجي العلي الذي علقت صورته وهو يحمل السلاح، وعن إحدى أغاني المعسكر حيث تقول كاتبة الأغنية "السلام الذي نتحدث عنه هو السلام الذي يضمن تحرير البلاد، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وعودة اللاجئين".