Menu

كيف أخفى الجيش الصهيوني جريمة اغتيال لؤي كحيل وأمير النمرة

بوابة الهدف - ترجمة خاصة

في عصر يوم 14 حزيران/يونيو من هذا العام صعد الشابان الفلسطينيان لؤي كحيل (16 عاما) وأمير النمرة (15 عاما) إلى إلى سطح مبنى الكتيبة في مدينة غزة، حيث التقطا الصورة الأخيرة لهما قبل أن يغتالهما صاروخ صهيوني.

في ذلك اليوم أطلق الطيران الاحتلالي أربع "صواريخ تحذيرية" باتحاه المبنى الاذي زعمت أنه منشأة تدريب لحماس، ويزعم الجيش الصهيوني أن الصواريخ التحذيرية التي تطرح أسطح المباني الهدف منها تحذير المدنيين للرحيل قبل إسقاط قنابل أكبر.

الجيش الصهيوني قام بتحرير الفيديو الذي التقطته طائرة مسيرة للضربة الصاروخية التي قتلت لؤي وأمير، وحذفت مشهد القتل، ولكن بما أن حبال كذب الاحتلال قصيرة، فقد كشف معهد الهندسة المعمارية في بريطانيا بالتعاون مع منظمة "بتسيلم" الحقيقة كلها.

فبعد "صواريخ التحذير"، صدمت أربعة صواريخ أكبر المبنى وقد قتل الشابان بالصاروخ الأول، بينما أصيب 23 فلسطينيا آخر ب وقد قُتل كحيل والنمره بأول صاروخ "تحذيري" و أصيب ثلاثة وعشرون آخرون من الفلسطينيين بصواريخ أكبر.

ونشر الجيش الصهيوني لقطات تظهر الصواريخ التحذيرية المزعومة ولكن التحقفيق الذي أجرته المنظمة "بتسيلم" والمعهد أظهر أن الفيديو المنشور لايتطابق مع الوقائع التي حدثت بالفعل.

تم حذف اللقطات من الضربة الأولى، التي قتل فيها الشابان، بينما ما نشره العدو فعلا هو ضربة الإنذار الثالثة وليس الأولى، وحسب "بتسيلم" و المعهد، فإن إغفال لقطات الضربة الأولى يثير السؤال عما إذا كان الجيش الصهيوني يعرف أن الشابين كانا جالسين على سطح المبنى عندما أطلق الصاروخ الأول، وما إذا كان يحاول تغطية هذه الجريمة.

من المعروف أن يالجيش الصهيوني يسوق الضربات الجوية التي يشنها على غزة باعتبارها أشبه بعمل جراحي بهدف حماية المدنيين وتجنيبهم على حد مزاعمه مستخدما ما يقول إنه الذكاء الدقيق والذخائر والمراقبة الحديثة والاهتمام بالقانون الدولي، ولكن وقائع السلوك الإجرامي الصهيوني في غزة تكذب كل هذا.

يشير مدير بتسيلم إلى أن المزاعم "الإسرائيلية" هي "محض دعاية" "فما يحدث هو تدمير وقتل المدنيين وعدم التمييز بين المقاتلين وغيرهم في الاستهداف بينما يستخدم الجيش هذه المزاعم كمرجعية مرجعية روتينية، والتي تُستخدم لاحقًا في تبييض انتهاكات حقوق الإنسان، وضمان الإفلات من العقاب.

في سبيل كشف الحقيقة استخدم المعهد البريطاني مجموعة من الصور في تحقيقاته، بما في ذلك اللقطات الجوية التي نشرها الجيش الصهيوني، وأشرطة فيديو CCTV تم التقاطها من كاميرات قريبة، ومقاطع فيديو منشورة على وسائل الإعلام الاجتماعية في ذلك الوقت.

ثم قام الباحثون بمزامنة المواد وصقلها لإعادة بناء محاكاة الحدث، ومن خلال مزامنة الفيديوين، يمكن للمرء أن يرى أن الانفجارات من الضربة الثالثة وما يدعي الجيش أنه الضربة الأولى متطابقة.

الجيش الصهيوني لم يعلق عالى هذه الوقائع ولم ينف حتى إن كان قد حذف اللقطات عمدا، ولكنه أعاد تكرار السرد الرسمي بأن استهداف مبنى الكتيبة كان باعتباره مبنى عسكريا.