Menu

الكاهانية ما زالت حية: العصابة التي يستدعيها نتنياهو إلى الكنيست

كاهانا يلقي كلمة في الكنيست الفارغة عام 1985

بوابة الهدف - إعلام العدو/ترجمة خاصة (عن يديعوت أحرونوت بتصرف)

يبدو أن مائير كاهانا، الحاخام العنصري المتطرف، والمجرم، الذي دعا لاستعباد جميع من هم غير يهود، لم يمت وما زال أتباعه يملؤون الوسط السياسي ضجيجا في الكيان الصهيوني، والرصاصات الاتي أطلقها سيد نصير عام 1990 قتلت الرجل ولم تقتل ضجيجه السام.

فما الذي يدفع نتنياهو في هذه الانتخابات للارتماء في أحضان ورثن كاهانا، كما قعل في الانتخابات الماضي، هل لأن هؤلاء هم التعبير الحقيقي عن الصهيونية ومسارها الفاشي، بدون تجميل ليبرالي ولا أقنعة عمالية؟

وبالنظر إلى سلوك كاهانا وطبيعة القوانين التي كان يحاول سنها، يبدو أن الوسط السياسي اليميني الحالي في الكيان الصهيوني، مناسب له تماما، ويبدو كاهانا منتميا تماما لأشخاص مثل نفتالي بينت وأيليت شكيد ومايكل بن ديفيد، والحاخام ليتسمان وسموترتش وغيرهم من الفاشيين، والأرجح لو أراد كاهانا إلقاء خطاب في الكنيست اليوم لن تكون القاعة فارغة كما حدث عام 1985.

تمكن كاهانا من الوصول إلى الكنيست عام 1984، ممثلا عن حزب كاخ الذي كان يتزعمه، ورغم أن مثل تطور الأيدلوجية الفاشية في الكيان منذ 1967، وخصوصا بعد علام 1977، إلا أنه وصف كمخترق "للديمقراطية الإسرائيلية" فقد كانت بذاءته العرقية أكبر من أن يحتملها زملاؤه في الكنيست لدرجة أنه ألقى عام 1985 كلمة في الكنيست في قاعة فارغة تقريبا، لم يجلس للاستماع إليه إلا عضوين من حزب شاس، ولكن سرعان ما انضم شاس أيضا لقية الأحزاب في مقاطعته.

كان كاهانا يشبه جهازا لتفريخ القوانين العنصرية، بما لم يحتمله رئيس الكنيست حينها الذي حاول عبثا منعه من اقتراح مثل هذه القوانين، ومنها على سبيل المثال إلغاء جنسية أي شخص غير يهودي، وأيضا منع غير اليهود من الانتخاب لأي منصب رسمي والإبعاد عن القدس ، واستعباد العرب وغيرهم من الأمم غير اليهودية، وحاول تمرير قانون لمنع الاتصال بين العرب الفلسطينيين واليهود، وإقامة شواطئ منفصلة، وعدم السماح للعرب بالعيش بجوار اليهود، وفطع الزيجات المختلطة بالقوة.

كان كاهانا فجا عنصريا لدرجة أن عضو الليكود وعضو الكنيست مايكل إيتان شبه قوانين كاهانا بقوانين نورنبرغ النازية، وفي ذلك الوقت قررت الهيئة العامة لللإذاعة خفض تغطية الحاخام المتطرف، ما دفعه للاستئناف أمام المحكمة العليا، وحكم االقاضي أهارون براك لصالحه، على الرغم من دفاع المحكمة العليا عن حرية التعبير ، كان كاهانا مكروهًا من النظام السياسي بسبب مواقفه ، ولكن أيضًا لأنه كان ديماغوجًا ناجحًا، وحظيت إيديولوجيته المتسمة بالكراهية بتأييد واسع ، لدرجة أن استطلاعا للرأي عام 1985 أظهر أن حزبه قد يفوز في 11 مقعدا في الكنيست في الانتخابات القادمة ، معظمها على حساب الليكود.

شكل كاهانا تهديدًا أساسيًا وسياسيًا للمؤسسة "الإسرائيلية": فقد حاول في المقام الأول تقديم الصهيونية بحد ذاتها كعنصرية وتحويل "إسرائيل" إلى دولة فصل عنصري رسمي، بقدر ما يتعلق الأمر صورة "إسرائيل" وهدد حزب كاهانا بالقضاء على الجناح اليميني الليبرالي الراسخ في الليكود.

كان يجب تعديل قانون أساس في الكنيست للتمكن من استبعاد كاهانا وكاخ من الانتخابات عام 1988، ونص التعديل على قانون أساس الكنيست ليصبح أي أي شخص يعمل على تدمير الديمقراطية "الإسرائيلية" ، ويرفض وجود "إسرائيل" كموطن قومي للشعب اليهودي ، أو يحرض على العنصرية ، لن يكون قادراً على الترشح للكنيست، هكذا تم استبعاد كاخ قبل انتخابات 1988.

يراى نداف إيال في مقالته في يديعوت أحروتوت، أن الكاهانية لم تمت بموت كاهانا، حيث يستمر تلاميذه في النمو في الوسط السياسي الصهيوني، ويعكسون نسخة بذيئة من من اللورد فولدمورت تبشّر بالدم النقي ( اقتباس من رواية هاري بوتر).

سبق لمايكل بن آري ، عضو سابق في الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني ، أن أعلن عن نفسه في عام 2009 "خليفة كاهان". وهناك شريط فيديو له من احتجاج عام 2012 يصرخ بأن "كل اليساريين خونة" ويقول "لا يوجد أبرياء في قطاع غزة"..

ولكن بن آري ليس صوتا وحيدا، فاليوم تأتي عملية نزع الشرعية عن اليسار، وشيطنة العرب وتجريدهم من انسانيتهم مباشرة من مكتب رئيس الحكومة، وزعيم الليكود، هذا الحزب الذي انتقل من مهدد من كاهانا وحزبه إلى صورة تائهة نوعا ما للكاهانية، تفشل في الاحتفاظ بليبرالية الحزب القديمة، وتتخبط في الانتقال إلى مجرد حزب يمثل المستوطنين وعتاة التطرف.

لذلك، سعى نتنياهو عبر الأسابيع الأخيرة لتوحيد الأحزاب اليمينية الصغيرة، وتحقيق الوحدة بينها، ودفع باتجاه استيعاب تلاميذ كاهانا ليكونوا جزءا من هذا الاتحاد، ورغم أن هناك رفضا تقليديا من القطاع الديني لخطاب كاهانا إلا أن ما يهم نتنياهو هو المقاعد في الكنيست.