Menu

إيران والاتفاق النووي: ما يُغضب أميركا هو الصواب!

حسن حيدر

قبل عامين ابدي قائد الثوره الاسلاميه ايه الله السيد علي خامنئي موافقته علي اجراء محادثات نوويه علي مستوي وزراء الخارجيه، لكن هذه الموافقه ظلت مقرونه بسقف منخفض للتوقعات.

يومها، قال خامنئي: «انا لست متفائلا بالنتائج لانّ الطرف المقابل صاحب حيله ومكر ولا يمكن الاعتماد عليه».

تلك حقيقه وصل اليها المفاوضون النوويون في فيينا خصوصاً حين صارت الامور المرتبطه بالمفاوضات كافه تجري وفق ما تم الاتفاق عليه في جنيف اوّلاً، واعلان سويسرا تالياً، واخيراً في جوله فيينا الماراثونيه، حين وصلت المفاوضات الي نقاط حساسه شملت قضيه العقوبات بشقها العسكري، وتفتيش المنشات العسكريه، ومده الاتفاق، والابحاث العلميه، ومنشاه «فردو» لتخصيب اليورانيوم، التي تراجع الاميركيون، بحسب المعلومات، عن القبول بوجود الف جهاز طرد مركزي في داخلها مع انها غير فعاله.

تم الاتفاق علي اعداد صيغه للتفاهم، وكتب مشروع القانون من الناحيه التقنيه، واضيفت اليه الملاحق الخمسه، ليصل عدد الصفحات الي ثمانين صفحه او اكثر بقليل.

الرئيس الاميركي باراك اوباما عقد لقاءً عبر شاشه الدائره المغلقه مع جون كيري، ليخرج بعدها الوفد الاميركي بلهجه مختلفه ومطالب جديده غيّرت مجري المباحثات واوصدت الابواب امام الحوار.

المفاوض النووي العارف بان القرار سياسي والخطوط الحمراء تمّ رسمها في طهران، ادرك ان العوده باي اتفاق غير الذي اقرّه مجلس الشوري الاسلامي سيعني عدم الموافقه عليه، و لن يساوي قيمه الحبر الذي كتب به، وكان مدركاً ان بعض المطالب الغربيه وبخاصه الاميركيه و الفرنسيه تمثل خرقاً للخطوط الحمراء التي رسمها المرشد الاعلي، وبان البحث فيها قد يؤدي الي تقديم بعض التنازلات ما يعني تجاوز الخطوط الحمر باتجاه اتفاق لن تعترف به طهران الرسميه.

الموقف الاميركي الذي يشير الي تشدّد في المطالب يفتح الباب امام معارضي تفاصيل الاتفاق النووي داخليا، فوزير الخارجيه الايراني محمد جواد ظريف يحاول تدوير الزوايا لانه واقع بين فكي كماشه المطالب الاميركيه المبالغ فيها من جهه والمطالب البرلمانيه الايرانيه التي رفعت السقف في الخطوط الحمر من جهه اخري، ما يدفع بظريف للعب دور الباحث عن الحلول الوسطيه لاقناع الطرف الغربي وارضاء البرلمان.

هنا ظلت تكمن عقد التاويل والتفسير للبنود، ومن بينها، علي سبيل المثال المده الزمنيه المطروحه ايرانيا لعدم انتاح الوقود النووي، وخفض مستوي التخصيب الي نسبه 3.6 في المئه هي ثماني سنوات فيما يطالب الغرب بفتره تتراوح بين 12 الي 15 عاما كحد ادني.

واما الاصرار الايراني علي السنوات الثماني فيبرره العقد الموقّع مع الجانب الروسي لتامين وقود مفاعل بوشهر حيث انقضي من تاريخ العقد عامان وبقيت ثمانيه اعوام، تريد ايران بعدها انتاج الوقود بنفسها والاستغناء عن تمديد العقد، ما قد يسمح لها باستخدام اجهزه طرد مركزي جديده والحصول علي كميات كبيره من اليورانيوم بعد عامين.

هذا الطرح يرفضه الغرب، وذلك لكي يبقي مشرفاً علي عمليات التخصيب وكميات اليورانيوم، ما سيخفف من نمو البرنامج النووي و يجعل اجهزته باليه بعد 15 عاماً، الامر الذي يستلزم اجراء تعديل جذري في بنيه المشروع النووي ليتناسب مع علوم العصر حينها.

ولعل السبب في التعنت الايراني يعود الي الرغبه في عدم خساره التكنولوجيا ودخول المشروع في سبات علمي سيؤدي الي تجميده، لذا يصر المفاوضون الايرانيون علي ابقاء عمليات الابحاث من دون قيد او شرط، وهذا الامر يشمل اجهزه الطرد المركزي من الجيل الحديث «IR 8 »، حيث يمكن لثمانيه الاف جهاز ان تسد حاجه البرنامج النووي بسبب قدرتها علي انتاج مئه و تسعين الف «سو»، وهو الرقم المعلن عن الحاجه الايرانيه للطاقه النوويه.

الضغط الداخلي علي المفاوض الايراني تقابله ايضا ضغوط من الكونغرس علي الوفد الاميركي، فوزير الخارجيه الاميركي جون كيري يحاول بدوره ان يسجل اسمه في تاريخ المفاوضات النوويه، الا ان الاداره الاميركيه تخضع في الوقت ذاته لضغوط عدم توقيع اتفاق «سيء»، وهو تعبير اسرائيلي عن مجريات الاحداث، ويشير الي مدي فعاليه اللوبي الصهيوني في افشال الاتفاق النووي مع تحركات موازيه لدول اقليميه.

الكل يبحث عن مصالحه واضعاً ميزان الربح امام عينه.

وفي لعبه التفاوض يكون الرابح من يقدم تنازلات اقلّ ويحصد مكتسبات اكبر.

خلاصه القول تكمن في عباره شهيره في ايران تقول: «اذا قمنا بعمل وفرحت به اميركا فهذا يعني انه خطا... واذا قمنا بعمل اغضبها فهذا يعني اننا علي صواب».

- الجوله الاولي (17-18 شباط 2014): عقدت الجوله الاولي من المباحثات في العاصمه النمساويه فيينا بحضور وزراء خارجيه ايران والدول الست الكبار.

- الجوله الثانيه (18- 19 اذار 2014): عقد الجوله الثانيه من المباحثات في العاصمه النمساويه فيينا بحضور جميع مساعدي وزراء خارجيه جميع الاطراف ووزير الخارجيه الايراني، محمد جواد ظريف، ومسؤوله السياسات الخارجيه في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، ولم تسفر عن اي نتائج.

- الجوله الثالثه (7-9 نيسان 2014): عقدت في العاصمه النمساويه فيينا بين وزراء الخارجيه، ولم يتم تدوين اي اتفاق نهائي.

- الجوله الرابعه (13-16 ايار 2014): عقدت في العاصمه النمساويه فيينا لكنها لم تسفر عن اي نتيجه بحيث اعلنت ايران عن وجود خلافات في شان مسائل اساسيه.

- الجوله الخامسه (16-20 حزيران 2014): عقدت في العاصمه النمساويه فيينا بين وزير الخارجيه الايراني، محمد جواد ظريف، ومنسقه السياسه الخارجيه في الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، اعلن عقبها ظريف ان بلاده لا تطلب الكثير، محذراً من ان الفشل في ابرام اتفاق نهائي سيجــعل طهران تستــعيد سياســات كانت تنتهجها.

- الجوله السادسه (2-20 تموز 2014): عقدت في فيينا وتم الاتفاق فيها علي رفع بعض العقوبات الاقتصاديه من علي ايران وتسديد قيمه مليارين ونصف مليار دولار.

- الجوله السابعه (18 ايلول 2014): عقدت في نيويورك علي مستوي وزيري الخارجيه الايراني والاميركي، من اجل تقريب وجهات النظر بين الجانبين.

- الجوله الثامنه: (16 تشرين الاول 2014): عقدت في فيينا بين وزراء خارجيه الدول المشاركه، واعلن المشاركون بها انها كانت صعبه. لكن نوقشت خلالها حلول محتمله تتيح ابرام اتفاق يطوي الملف النووي الإيراني.

المصدر: أخبارك.نت