Menu

هم العدو.. فلنهزمهم

خاص بوابة الهدف

تتواتر الأخبار بقدوم قطع حربية أمريكية إلى منطقة الخليج، ويتواصل نداء نظم الرجعية العربية في الخليج لهذا الغازي المُستعمر ليدفع بمزيد من آلات الموت لحماية عروشها وبقائها، ويجري نظم الحملات الدعائية للترويج لهذا التواجد المُعادي، بوصفه حاميًا أو مدافعًا عن شعوب هذه الدول.

ربما يشكل هذا الحشد العسكري فرصة لنعيد قراءة ما تفعله الولايات المتحدة وحلفائها في هذه المنطقة، في السطور اللاحقة نختط ما يشبه لائحة اتهام أو وصف لبضعة من جرائم هذه المنظومة بحقنا. فلم يعد سعي رأس الإمبريالية العالمية يقتصر على تأمين امدادات الطاقة من النفط العربي الذي تنهبه، بل تسعى لاحتكار هذه الموارد وحرمان أي قوة صناعية أخرى من الاستفادة منها، وكذلك تواصل حرمانها للشعوب العربية من أي استفادة من القيمة المادية لهذا النفط، بل وتعيد نهب أي عوائد مادية متأتية منه، وليس ما اقتطفه دونالد ترامب من النظام السعودي إلى نذر يسير؛ فآلاف المليارات من الدولارات تنهب سنويًا، سواء من خلال السعر غير العادل للنفط، أو صفقات السلاح غير المجدية التي تشتريها النظم الخليجية من الولايات المتحدة.

معادلة العلاقة بين نظم الرجعية العربية الحاكمة في الخليج والولايات المتحدة الأمريكية، تحمل لشعوب هذه المنطقة ما هو أسوأ من ذلك على أكثر من صعيد، فمن جهة ينفث الطرفين في نار حرب ضد كل قوة في هذه المنطقة تسعى للحفاظ على استقلالها وسيادتها وحقها في التصرف بمواردها، وكأن المطلوب هو تعميم العبودية والتبعية، ولعل هذه هي النقطة الأبرز في عداء نظم الخليج لبلد مثل إيران أو مثل سوريا. فمن المحظور إظهار أدنى حد أو استعداد أو رغبة بالتملص من السيطرة الأمريكية.

ما ينطبق على الدول ينطبق أيضًا على الشعوب، فمن المحظور أن يحظى أي من شعوب المنطقة بفرصة لتقرير مصيره، أو المحافظة على مقدراته، أو تقرير طبيعة النظام الذي يحكمه.. فتمول هذه الأنظمة بغطاء ودعم سياسي أمريكي حملات لردع الشعوب من أي محاولة للتخلص من نظم القهر والفساد والارتهان الحاكمة، وإذا تعذر قمع هذه المحاولات بأدوات السلطة من أمن وقضاء وإعلام فاسد، وتُسيّر الحملات وتشن الحروب على الشعوب، كما هي الحالة في العدوان المستمر في اليمن منذ أكثر من خمسة سنوات. 

وفي القضية المركزية للعرب وللمنطقة، قضية فلسطين، يتضح أكثر حجم الجريمة، فهذه الأطراف المعتدية تتحالف جميعها بلا استثناء مع العدو الصهيوني، ساعية وإياه لتقويض هوية هذه الأمة، وتجريدها من مناعتها المعنوية والهوياتية ضد الاختراق الصهيوني، وذلك لا ينفصل عن سعيها لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، وإنهاء كل أشكال المقاومة لهذا العدو، وصولًا لتأبيد وجوده وتوسيع مساحات هيمنته.

لا مصلحة حقيقية لأمتنا العربية، بوجود جندي أمريكي واحد في هذه المنطقة، وكذلك لا مصلحة لشعوبها في كل قطر عربي بالحروب البينية، أو الصراعات الطائفية، أو الفتنة المذهبية، ولكن الحامل لهذا المشروع هو مجموع النظم العربية الرجعية، والنخب الملتحقة بها، هؤلاء هم العدو في الداخل، وهم حلفاء ذاك الغازي الذي يحرصون على حضوره بجوارهم، هؤلاء هم العدو الذي لا يكفي أن نحذر منه، بل بات واجبًا أن نتخلص من كل ما يمثله ومن يمثله.. أي فنعمل لهزيمتهم التي فيها انتصار الأمة وتحررها ورفعتها ووحدتها وتقدمها.