Menu

الأحزاب الشيوعية العربية تدين ورشة البحرين وصفقة القرن

بيروت _ بوابة الهدف

دانت الأحزب الشيوعية العربية بعمق وبشدّة عقد  "الورشة الاقتصادية" في البحرين واعتبرت مشاركة أي دولة أو مؤسسة عربية في المؤتمر شكلاً من أشكال التطبيع، ودعت إلى مواجهة شاملة لمشروع صفقة القرن والمشروع الأميركي في المنطقة على كل المستويات وبكافة الوسائل.

وأكدت الأحزاب في ختام اجتماعٍ لها في بيروت، يوم الثلاثاء أن الدعم المستمر الذي توفرّه الولايات المتحدة وحلفائها  للعدو الصهيوني، والخطوات التي اتخذتها لناحية نقل السفارات إلى مدينة القدس وهو ما يشكّل انقضاضاً على ما تبقى من حقوق للشعب الفلسطيني.

ودعت الأحزاب الشيوعية العربية، جامعة الدول العربية والأنظمة العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية أو تجارية أو أي علاقات تطبيعية الى مراجعة سياساتها والاستجابة لنبض الشارع العربي في وقف استحقاقات كل هذه العلاقات، ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني.

 

وقالت الأحزاب إن التطور الأخطر الذي يواجه منطقتنا الآن هو مشروع "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء كافة حقوق الشعب الفلسطيني من حقّه في تقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة وحق العودة للاجئين، وتشكل "الورشة الاقتصادية" في البحرين  خطوة أولى في هذا المشروع الذي لا يخدم إلا العدو الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.

كما أدانت الأحزاب الشيوعية العربية الاعتداءات والحروب والاحتلال والعقوبات التي تمارسها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني و تركيا وحلفائهم ضد كل شعوب المنطقة، ودعت الأحزاب إلى وقف فوريّ للحرب التدميريّة في اليمن، والاحتلال التركي لشمال سوريا.

كما أدان المجتمعون استمرار الاحتلال لمرتفعات الجولان السورية، وبعبّرون عن ادانتهم الشديدة لقرار الإدارة الأميركية الأخير بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان العربي السوري، والتمهيد لقرارات مماثلة حول الضفة الغربية.

وأكدت الأحزاب الشيوعية دعمها لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وحق العودة لجميع اللاجئين وتشدد على ضرورة إنهاء الانقسام لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي والمشروع الأميركي.

كما أكدت دعم  حق كافة شعوب المنطقة في مقاومة الاحتلال والاعتداءات والدفاع عن نفسها، وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وتدعم الأحزاب الحل السياسي للأزمة السورية الذي يضمن الحقوق السياسية لكل شعبها، في إطار دولة علمانية ديمقراطية ودحر المجموعات الإرهابية وتحرير أراضيها، وانسحاب كل قوى الاحتلال والتدخل منها. 

ورفضت الأحزاب كل أشكال العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على العديد من دول منطقتنا والتي تتسبب بأزمات اقتصادية تدفع ثمنها وتتحمل أعباءها شعوب المنطقة، ودعت إلى إلغاء هذه العقوبات فوراً، كما ترفض النهج الأمريكي في اصطناع الأعداء الموهومين، وأدانت سياسة واشنطن في التهديد وإثارة الحروب والنزاعات بهدف خلق وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتحشيداتها العسكرية والتلويح بالحرب على إيران إثر الحصار الاقتصادي المفروض عليها. 

ودعت الأحزاب إلى إطلاق مبادرات شعبية وسياسية، يُدعى للمساهمة فيها أوسع طيف من قوى اليسار والقوى الوطنية والديمقراطية في المنطقة وفي العالم من اجل نزع فتيل الحرب ورفع العقوبات مع تأكيدنا على حق شعوب المنطقة بأن تختار انظمتها السياسية وفق ارادتها الحرة من دون تدخلات خارجية. وتدعم الأحزاب الشيوعية المبادرة الرامية إلى تعزيز التنسيق السياسي بين فلسطين وسوريا ولبنان لإطلاق مبادرة دولية ضد الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية والعربية.

 كما أدانت الأحزاب المشاركة الاحتلال للأراضي اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والخروقات والاعتداءات البرية والجوية والبحرية ومحاولات السيطرة على ثروته النفطية مؤيدة حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال ومواحهة التهديدات والضغوط السياسية والاقتصادية.

وقالت إن المنطقة والعالم عانوا من الجرائم التي تمارسها الجماعات الإرهابية المتسترة بالدين، من قتل وغزوات وتفجيرات وصولاً إلى السيطرة على مساحات واسعة من دولنا، وشكلت أدوات لقوى إقليمية ودولية في إطار مشروع تفتيت دول المنطقة.

ودعت الأحزاب الشيوعية العربية إلى مواجهة هذه الجماعات ودحرها نهائياً وتحرير المناطق التي تسيطر عليها، والعمل على العلاج الجذري للمشكلات الاجتماعية المولدة للإرهاب ما يؤدي إلى تجفيف منابعه.

وتابعت "لقد أدت الأجندة النيوليبرالية لحكومات المنطقة إلى زيادة الاستغلال الطبقي والبطالة والجوع والفساد والنهب المنظّم للمقدرات الاقتصادية وإفقار شعوب دولنا. كما وضعت اتفاقيات التجارة الحرة والخصخصة وسياسات حكومات المنطقة الهادفة إلى حماية الأرباح اللامحدودة لرأس المال، والقائمة على الريع على حساب القطاعات المنتجة،  ضغوطاً هائلة على المكاسب الاجتماعية وحقوق الطبقة العاملة في المنطقة".

وأضاف البيان "إنّ تداعيات الحرب في المنطقة، وكذلك تداعيات الفقر والبطالة، تتجلى في موجات الهجرة حيث يموت في البحر المتوسط الآلاف من اللاجئين سنوياً نتيجة رفض الدول الأوروبية استقبالهم. كذلك تشكل الهجرة البينية بين دول المنطقة والنزوح الداخلي ظاهرة اجتماعية كبيرة حيث فاقت الأعداد عشرات ملايين اللاجئين من العراق و ليبيا وسوريا واليمن بالإضافة إلى اللاجئين الفسطينيين حيث يعيش كل هؤلاء في ظروف غير إنسانية مزرية".

كما قالت إن "قوى اليسار تلعب دوراً مهماً في هذه الانتفاضات، وتحديداً الحزب الشيوعي السودان ي الذي يلعب دوراً أساسياً في الانتفاضة الشعبية السودانية"، وعبرت الأحزاب الشيوعية عن تضامنها ودعمها لهذه الحراكات الاجتماعية التي تقع في قلب النضال من أجل التقدم والتغيير في المنطقة، وحيت بشكل أساسي نضالات الشعب السوداني، ودعت إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين في سجون النظام، كما حذّرت من القمع الوحشي لهذه الحراكات التقدمية الشجاعة، وأدانت الانقلاب العسكري الذي أزاح الطاغية البشير ليكرّس مكانه نفس الرموز الأمنيين للنظام البائد في محاولة التفافية لإجهاض التغيير الذي قامت من أجله ثورة الشعب السوداني، لذلك تدعم الأحزاب الشيوعية العربية استكمال الثورة الشعبية في السودان وصولاً إلى مجلس انتقالي مدني من أجل تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية.  

وفي هذا الإطار، دانت المجزرة الوحشية التي اتخذ قرارها المجلس العسكري ونفذتها قوات الدعم السريع خلال فضّ الاعتصام، وندعو إلى تحقيق من قبل المؤسسات الدولية ومحاكمة المرتكبين والاقتصاص منهم.

كما أعلنت الأحزاب الشيوعية العربية عن تضامنها مع الحراك الشعبي في الأردن وأهدافه من أجل إحداث إصلاحات سياسية واقتصادية والتنصل من نهج التبعية الاقتصادية للمؤسسات النقدية الدولية، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين على خلفية هذه الاحداث.

وأكدت دعم  نضال الشعب المصري وقواه الوطنية الديمقراطية وفي القلب منها قوى اليسار من أجل إلغاء كافة القيود والقوانين التي تخنق الحياة السياسية وتحاصر نشاط الأحزاب وكافة المنظمات الجماهيرية، مما يكرس هيمنة الصوت الواحد. كما يساندون نضالها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والاحتكار، ومواجهة الغلاء الفاحش وعمليات الخصخصة والسياسات النيولبيرالية المنحازة للرأسمالية الكبيرة والتي تزيد الفقراء فقراً، وتعبئة طاقات الشعب المصري في مواجهة محاولات الإلحاق والتبعية التي تدمر أي إمكانية لتقدم البلاد.

وأيدتالأحزاب المشاركة عمل الحراك الشعبي والحزب الشيوعي اللبناني ونضالهما من أجل الدولة العلمانية الديمقراطية المقاومة في لبنان بوجه النظام المذهبي الريعي الذي أفقر الشعب اللبناني وراكم الديون والهدر والفساد وعمق الفروقات الطبقية، وشكل مصدراً لعدم الاستقرار السياسي والأمني طوال العقود الماضية. 

وعبرت الأحزاب الشيوعية العربية عن تضامنها مع نضال القوى التقدمية والديمقراطية والوطنية في الكويت من أجل تحقيق الانفراج السياسي والتصدي للتضييق على الحريات العامة ومجابهة النهج النيوليبرالي في السياسات الاقتصادية ومواجهة الضغوط على نهج السياسة الخارجية الكويتية.

كما عبرت الاحزاب المشاركة في اللقاء عن تضامنها مع نضال الحزب الشيوعي العراقي والقوى المدنية الديمقراطية ضد نظام المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، والتصدي للارهاب والتطرف، من اجل انقاذ البلاد من الأزمة العامة البنيوية التي تعصف بها، والفشل في بناء الدولة وإدارتها، والتوجهات الليبرالية للسياسة الاقتصادية والتدخلات الخارجية، والسير على طريق التغيير والاصلاح وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية. وتدين الاحزاب المشاركة الاعتداءات الجبانة التي تعرضت لها مقرات الحزب الشيوعي في الناصرية والبصرة مؤخراً في محاولة بائسة لعرقلة مسيرته والحد من تنامي نفوذه الجماهيري.

وقالت إن أمن واستقرار العالم لا يمكن أن يتحقق إلا بمواجهة طموحات التوسع والسيطرة الامبريالية، وآخرها الهجمة المتجددة على دول وشعوب أميركا اللاتينية وعلى رأسها فنزويلا.

وعبرت أحزاب اللقاء عن رفضها لمحاولات تغيير النظام بالقوة من قبل الولايات المتّحدة وحلفائها، ودعمها للشعب الفنزويلي في معركته الوطنية من أجل السيادة الوطنية واستكمال أهداف الثورة البوليفارية. كما تتضامن الأحزاب الشيوعية العربية مع كوبا ضد الحصار الأميركي الجائر المستمر عليها، وتحيي دورها في دعم شعوب أميركا اللاتينية في نضالها ضد الامبريالية.

وشددت على أن "الشيوعيون مطالبون اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، باستنهاض حركة التحرر الوطنية العربية وتجديدها من أجل صياغة مشروع مواجهة ضد الاحتلال والتدخلات والعقوبات من أجل استكمال مهام التحرر الوطني والتغيير السياسي والاجتماعي ضد الاستغلال والهيمنة والقمع والاستبداد".

ودعت الأحزاب الشيوعية العربية المجتمعة في بيروت إلى توحيد الجهود والطاقات من أجل مواجهة شاملة لمشاريع التفتيت والتجزئة والسيطرة والاحتلال، ومن أجل توحيد الصفوف دفاعاً عن القضية الفلسطينية، ومن أجل التغيير السياسي الوطني والديمقراطي والاجتماعي في منطقتنا العربية نحو أنظمة مدنية ديمقراطية، على طريق الاشتراكية.

يذكر أن الأحزاب الحاضرة هي الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب الشيوعي السوري الموحد، الحزب الشيوعي العراقي،  الحزب الشيوعي الأردني، حزب الشعب الفلسطيني، الحركة التقدمية الكويتية، المنبر التقدمي البحريني، حزب التقدم والاشتراكية المغربي، الحزب الشيوعي المصري، الحزب الشيوعي السوداني.