Menu

تطورات قرار تقسيم فلسطين وتلويح أول أمين عام للأُمم المتحدة بتقديم استقالته (ج7)

عبد الرحمن البيطار

في ١٨ آذار من العام ١٩٤٨، التقى حاييم وايزمان بالرئيس ترومان في واشنطن، وقد عَبّرَ الرئيس لوايزمان في لقائه معه عن موقفه من تَطَلّعات اليهود والحَرَكة الصهيونية لإقامة دولة يهودية في فلسطين في الجزء المحدد لها بقرار التقسيم، بقوله:

عليكَ أن تكون متأكداً في أني سأعمل على تأسيس دولة يَهودية شاملة لـمنطقة صحراء النَّقب، وعلى الاعتراف بها كذلك. وقد لَخّص الرئيس خُلاصة اللقاء في مفكرته، بما كتبه عنها في تلك الايام قائلاً:

“” لقد شَعرتُ ، أنه ولدى مُغادرة وايزمان) لمكتبي، بأنه قد توصل إلى فهمٍ كامل لسياستي (حول فلسطين وقرار التقسيم، وأني أيضاً قد عَرَفت ما هو الشيء الذي كان يُريده . ”

في النظام السياسي الأمريكي، للرئيس المُنْتَخَب حَيِّز مهم في صِناعة الموقف السياسي الأمريكي وفِي صِياغته أيضاً .

في اليوم التالي للقاء الرئيس ترومان بوايزمان، أي في يوم ١٩ آذار ١٩٤٨، اجتمع السكرتير الدائم للأمم المتحدة “تريچفه لي” بممثلي الدول الأعضاء الدائمين في مَجلس الأمن في مكتبه في ” ليك سَكْسِسْ” للبحث في جدول أعمال المَجلس في جَلسَتِه المُزْمَع عَقدها في ذلك اليوم أيضاً.

في ذلك الاجتماع، أعلن “وارن أوستن” – سفير الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية ، للمجتمعين بأنَّ الولايات المتحدة سَتَقْتَرح في جلسة مجلس الأمن تعليق العمل بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٨١ ، أي قرار تقسيم فلسطين ، وسَتَدعو لتأسيس نظام وِصاية مؤقتة في فلسطين.

يقول دان كيرزمان في كتابه “جينيسيس ١٩٤٨” أنَّ الإعلان أصاب المُجتمعين بحالة من الذُّهول ، وتلى ذلك حالة من الصّمت سادت للحظات حاول فيها الحُضور استيعاب ما سَمِعوه ، قَطَعها الأمين العام بقوله:

لكن هذا الاحتمال المتعلق بفرض نظام وصاية قد طَرَحته أُستراليا في اجتماعات لجنة اليونسكوب (لجنة الأُمم المتحدة الخاصة بفلسطين) ، وأنه سُحِبَ بعد ذلك بعدما تحقق لأعضاء اللجنة بأن تحقيق هذه الفكرة سَتُحارَب من قِبَل الفريقين معاً ، وليس من قبل فريق واحد فقط ، وأنَّ وَضْعها مَوضِع التطبيق يحتاج لتوفير قوة عسكرية أكبر من تلك التي يحتاجها فرض قرار) التقسيم . (وعليه ، وبِصِفَتي الأمين العام ، فإني أسأل هل أنه  في حال تَبَنّي المُقْتّرح فإن القُوى العظمى سَتَقْبَل مَسؤولية وَضْعه مَوْضِع التطبيق ؟. ”

أجاب “أوستن”: ” بالطّبع ، إن الولايات المتحدة جاهزة لإسناد قرار الأُمم المتحدة ( في هذا الشأن)”.

في السّابعة من صَباح يوم ٢٠ آذار ، استيقظ الرئيس الأمريكي “ترومان” من نومه. وخلال تَصَفُّحِه الصفحة الرئيسية لجريدة “واشنطن” وهو جالسٌ على مائدة الفُطور ، قَرَأ الخبر الذي نَقَلَته الجريده على لسان السناتور “أوستن” أمام أعضاء مجلس الأمن والذي قال أعلن فيه :

“…. يبدو أنَّ هناك اتفاقاً عاماً بأن خُطّة  (التقسيم ( غير قابلة للتطبيق بوسائل سِلمِيّة . وأنه لَمِنَ الواضح ، مما قيل في مجلس الأمن ، بأنَّ المجلس غير مُستعد للمُضِي قُدُماً في تطبيق خُطّة ) التقسيم ( في ظل الأوضاع القائِمة …… إن حكومتي ترى أنه يتعين إقامة نظام) وِصاية مُؤقتة ( في فلسطين)…… للحِفاظ على السِّلم ولتوفير فُرْصة أُخرى ليهود وعَرَب فلسطين للتّوصل الى اتفاق  فيما بينهما ).

ويَستمر الخَبَر في تغطيته وقائع جلسة مجلس الأمن ، فيقول أنَّ رئيس الجلسة ، قَرَأَ على أعضاء المجلس المُجتمعين طَلَبَ ” أوستن ” من مجلس الأمن لأن يدعو الجمعية العامة للأُمم المتحدة لعقد جلسة خاصة لتعليق العمل بقرار التقسيم ولإنشاء ( نظام) وصاية .

لمْ يَتمالك الرئيس “ترومان” أعصابه لدى قرائته الخبر ، كما يقول دان كيرزمان ، فَهَرعَ الى التّلفون ونادى على سكرتيره :

كلارك، هلا تأتِ الآن فوراً . لقد قرأت أخباراً مَنْشورة في جرائد  هذا اليوم عن فلسطين ، وإني لا أفهم ماذا حَدَث “.

خِلالَ نِصْف ساعة ، كان “ترومان” في مكتبه . وقد رَحّب بـ “كلارك كليفورد” ، وقَسَماتُ وجهة تَنْطقُ بانزعاجات لم يرها كلارك على وَجْهِ رئيسه أبداً من قبل.

أَشَّر “ترومان” إلى خطاب ” أوستن ” المنشور في الجريدة وقال :

كيف يمكن لهذا أن يحصل ؟ لقد أَكَّدتُ لـحاييم وايزمانفي لقائي الأخير معه) أننا مع التقسيم ( قرار تقسيم فلسطينؤ، وأننا سنتمسك به .إنَّوايزمانسيعتقد حتماً لدى قراءته للخبر بأنّي كاذب مفضوح . ابحث في الأمر وأعلمني كيف يمكن لشيء كهذا أن يَحصل “.

انزعج “كليفورد” لانزعاج رئيسه ، واٌتصل بوزارة الخارجية . كان وزير الخارجية “جورج مارشال” في ذلك اليوم في سان فرانسيسكو ، و ” لَڤيتْ ” في فلوريدا . أما “لوي هندرسون”و “جون هيكرسون” (ويشغل منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية) ، و مستشار الوزارة ” تشارلز بولن ” ، فقد أجمعوا كلهم بأن ” لَڤيتْ ” قد حَصَلَ على موافقة البيت الأبيض ( المُسْبقة قبل اعتماد إعلان الموقف الجديد ). وفي ذلك ، فإن “ماك كلينتوك” قال بأن تلك الموافقة كانت هي الأساس لمُذَكّرة تم إرفاقها بالخطاب ( الذي تم الذي تم إلقاؤه في مجلس الأمن من قبل  أوستن ).

هاتف “كليفورد” ” لَڤيتْ ” في مكان تواجده في فلوريدا ، وقال له:

إنَّ الرئيس يَغلي غَضَباً حول خطابأوستن . لقد فاجأه الخطاب . كيف حَصَل هذا ؟.

أوضح “لَڤيتْ ” في جوابه بأنه تفاجئ أيضاً كما تفاجئ الرئيس حول توقيت الخطاب ، لكنه يعرف أن التفاهم كان قائماً على أنه في حال فشل التقسيم ، فإن الولايات المتحدة ستحاول ( العمل بنظام ) الوصاية. أما “كليفورد” فقد قاطع ” لَڤيتْ ” مُعْرباً له بأن التقسيم لم يكن قد فشل بعد.

وبعد مزيد من التحقيق ، عَرِفَ ” كليفورد” من “جورج مارشال” بأنه وبناء على توصية من ” لَڤيتْ” ، فإنه وَجَّه “أوستن” في يوم ١٦ آذار ١٩٤٨ بأن يُعْلِن عن الموقف ( الأمريكي الجديد ) في خطاب عَلَني في أقرب وقت ملائم ، وأنَّ ، لا وزير الخارجية ولا نائبه، قد تركا أي كلمة تُفيد بضرورة أن يتم إعلام الرئيس بالموعد (المحدد) لإلقاء الخطاب ذو العلاقة . لم يتم أيضاً، كما يقول ، دان كيرزمان ، رفع نص الخطاب المذكور لـ ” ترومان ” كي يحظى بموافقته(قبل إلقاءه) ، هذا على الرغم من أن مادة الخطاب قد تم إيرادها في نطاق مُسَوَّدة إسكتشية تم وضعها أمام ناظري الرئيس في الوقت الذي كان فيه في القطار، ولكن دون إخطاره أو تنبيهه بأهميتها.

لدى إخبار “ترومان” بهذه التفاصيل ، قام بمُهاتفة وزير خارجيته “جورج مارشال”. وفِي تلك المُكالمة ، طَلَبَ الرئيس من وزير خارجيته أن يُدلي بتصريح يُعلن فيه بأن ( نظام ) الوصاية لم يتم اقتراحه بديلاً عن التقسيم ، ولكنه ببساطة كان مجرد مُقْتَرَح لإجراءٍ مؤقت لملء الفراغ السياسي في فلسطين إلى حين أن يُصبح التقسيم قابلاً للتطبيق.

يقول دان كيرزمان أن ردود الفعل على خطاب المندوب الأمريكي ” أوستن” الذي ألقاه في مجلس الأمن في ١٩ آذار ١٩٤٨ كانت كبيرة وعنيفة ، وأورد نماذج منها :

فقد كتبت صحيفة الـنيو يورك تايمزالتي يصفها كيرزمان على أنهاغير صهيونيةأن خطابأوستنالمذكور كاناستسلاماً صريحاً لا يقبل الخطأ ) لمنطق (التهديد باستعمال القوة “.

كما انعقدت في أكثر من ثمانية آلاف كنيس يهودي في الولايات المتحدة صلوات خاصة للتعبير عن الاحتجاج في التغير الذي حصل في السياسة (الموقف) الأمريكية تجاه التقسيم .

هَدَّدَتإليونور روزفلت ” – وهي زوجة الرئيس الأمريكي الديمقراطي الثاني والثلاثين الذي حكم الولايات المتحدة ما بين عامي ١٩٣٣ و ١٩٤٥ بالاستقالة من عضوية وفد الولايات المتحدة لدى الأُمم المتحدة، احتجاجاً على التغيير في السياسة الأمريكية الرسمية من قرار التقسيم رقم ١٨١.

وأدلى دبلوماسي أمريكي جنوبي بتصريح، أمام مسؤول أمريكي في إدارة الرئيس الامريكي السابق وهوسمنر ويليس، لخص فيه موقف دبلوماسيين آخرين أمريكيين جنوبيين بقوله : ”لقد أقنعونا بدايةً بالتقسيم على أنّه الحل الوحيد . أما الآن ، فهم يحاولون إقناعنا أن حل التقسيم كان حلاً لا عقلاني . نعم، صحيح أنّي أُمثل بلدا صغيراً لا يستطيع الوقوف على رجليه لوحده . وإنّي على استعداد لقبول قيادة الولايات المتحدة . لكن  ما حصل هو غَدْر.  بهذا التغيير في الموقف الامريكي من قرار التقسيم ، فإن الولايات المتحدة تكون قد تخلت عن أي مُثُل مَعنوية كانت ذات مرة تَحملها لتبرير قيادتها للأُمم الصغيرة( في هذا العالم “.

وكَتبَ الأمين العام للأمم المتحدة “تريچفه لي “حول الانقلاب في الموقف الامريكي قائلاً:

لقد شَكَّل (هذا الانقلاب) ضَرْبة للأُمم المتحدة، وقد بَيَّن قَدْراً عَميقاً مُحزناً من عدم إيلاء الاعتبار لمركزها ولفعاليتها.  لقد جَعَلَني ذلك أسأل نفسي كثيراً حول ماذا سيكون عليه مُستقبل الأُمم المتحدة إذا ما كان ذلك؟ أي ما حصل من انقلاب في الموقف الأمريكي من قرار التقسيم ؟ يُمثل مِقياساً لمَدى الدَّعم الذي على الأمم المتحدة أن تتوقعه من الولايات المتحدة في مستقبل الأيام”.

وفِي الليلة ذاتها التي ألقى فيها ” أوستن” خطابه أمام مجلس الأمن ، اختلى الأمين العام بنفسه ، وأخذَ يَطَّلِع على تقارير بدأت تَرِده حول ” (حالة ) إحباط ( تكتنف ) الأُمم المتحده، و( حالة ) فرح وبهجة لدى العرب، و ( حالة ) يأس وقنوط لدى الصّهاينة ، و(حالة) من الثقة والشعور بصواب الرؤية لدى البريطانيين “.

وبعد ظهر اليوم التالي ، أي في ٢٠ آذار ١٩٤٨، ذَهَبَ الأمين العام للأُمم المتحدة والتقى بِـ “أوستن” على الغَداء في أحد مطاعم “وولدورف أستوريا تاورز” ، وفيه ، عَبَّر لـ ” أوستن” عن مَشاعر الصّدمة والألم التي انتابته (إزاء الانقلاب في الموقف الامريكي). وقد اٌعتبر الأمين العام الانقلاب في الموقف الامريكي من قرار التقسيم على أنه ” صَدٌ ( قاسٍ) للأُمم المتحدة ، وله كذلك ، وذلك في ضوء التزامه المباشر والعميق”( تجاه المنظمة الدولية).

وأضاف الأمين العام مخاطباً ” أوستن “:

إنكم أيضاً مُلزمون بالالتزام .إنَّ ما حصل هو هُجوم على صِدْقية إخلاصكم لقضية الأُمم المتحدة ، ولقضيتي (الشخصية) أنا.  في ضوء ذلك ، فإني أرغب أن أقترح ، في أَنْ تقومَ أنت ، كما أقومُ أنا ، أي أن نقوم معاً ، وكمقياس على الاحتجاج على التعليمات التي صدرت إليك ، أي احتجاج على الخطاب الذي قمت بإلقائه والمتضمن انقلاباً في السياسة الأمريكية تجاه قرار التقسيم ) وكوسيلة لإثارة الرأي العام ليتحقق من الخطر الذي يحيق بِبُنية الأُمم المتحدة كلها في الموقع الذي وُضِعَت فيه ( بعد إعلان التغيير في الموقف الأمريكي من قرار التقسيم... ، أقول:  أريد أن أقترح بأن نقوم معاً بالاستقالة من مناصبنا “.

يقول كيرزمان أن ” أُوستن ” أُصيب بالهَلَع لدى استماعه لكلام الأمين العام للأمم المتحدة . وبالنسبة لـ ” أوستن ” ، فإنَّ ما لم يفهمه الأمين العام ، كما بدا لـ ‘أوستن’ ، أنه هو شخصياً كان يُحَبِّذ مُقترح ( الوصاية ) ، لأنه يعتقد بأن المُقترح كان يملك فرصة للنجاح . ففي محادثاته مع العرب ، فقد بدا أنهم مُستعدون لقبول فرض نظام وصاية ( على فلسطين ) ولو لعِدّة شهور ، وذلك كي يمنحوا الأُمم المتحدة فرصة لعمل ترتيب بخصوص الوضع النهائي لفلسطين خلافاً لأمر تقسيمها. كما كان بعض الأميركيين اليهود ، وهم من العناصر البناءة ، مهتمون بالمقترح أيضاً. وكذلك ، فقد كان قادة المجلس الأمريكي لليهودية ، وهم معروفون بمعاداتهم للصهيونية ، مؤيدون بشكل صريح للوصاية . كما أن اللجنة اليهودية الأمريكية غير الصهيونية لم تُجِب على أسئلة وُجِّهَت إليها ، وهي إشارة اعتبرت إيجابية ( وقد غَيَّرت اللجنة موقفها من المقترح فيما بعد) . أما الأهم، فقد كان لدى ” أوستن ” الانطباع من خلال أحاديثه مع ‘موشي شاريت’ و’ناعوم چولدمان’ من الوكالة اليهودية بأنَّ من المحتمل أن تقبل الوكالة اليهودية المُقترَح إذا ما تم ممارسة ضغط كاف عليها . لقد كان مُقْتَرَح الوصاية في نظره ، حلاً يستحق أن يتم تجربته في أقل تقدير.

جاء جَواب ‘أوستن’ على الكلام الذي سمعه من الأمين العام كما يلي:

تريچفه، لم أكن أعتقد أنك على هذا القدر من الحساسية ” . وأضاف:

إنّي لا أعتقد أنّه من الحكمة أن أَقوم أنا بالاستقالة ) من منصبي(، كما لا أرى أن تُقَدِّم أنتَ استقالتك أيضاً. إن من الخطأ أن تأخذ سياسة واشنطن على أنها مسألة شخصية تستهدفك أنت “.

بَقِيَ الأمين العام متردداً وغير مُقتنع، فَقَصَدَ في اليوم التالي “أندريه غروميكو” – المندوب السوڤييتي لدى الأُمم المتحدة ، وأَسَرَّ له عن رغبته بتقديم الاستقالة احتجاجاً على الانقلاب في الموقف الامريكي من قرار التقسيم.

أما “غروميكو” ، وكما ورد في كتاب كيرزمان ، فقد قال للأمين العام :

السيدلي، بالنسبة إليَّ ، فأنا آمل أن لا تُقْدِم على الاستقالة . ماذا سيُفيد ذلك ؟ كيف يمكن لمثل هذا الموقف أن يُغَيِّرَ من السياسة الأمريكية ؟ في حالتي، سأكون ممتناً لك ، أن تمنحني الوقت لاستشارة حكومتي.  وأن تمتنع عن القيام بأي إجراء في هذا الاتجاه قبل ذلك “.

في ٢٣ آذار ١٩٤٨، اَي بعد ثلاثة أيام، استفرد “غروميكو” بالأمين العام وهو يمر في أحد كوريدورات مبنى الامم المتحدة ، وقال له إن البرقية التي اٌستلمها من موسكو بخصوص نية الاستقالة التي أعرب عنها الأمين العام في حديثه معه في ٢١ آذار ١٩٤٨ ، جاءت لتقول على نحو بات :

لا ، بالتأكيد لا ، أي لا لاستقالة الأمين العام”.

وعليه ، وفي ضوء الموقفين الأمريكي والسوفييتي من الرغبة التي راودت الأمين العام بتقديم استقالته، وهما موقفان رفضا فكرة الاستقالة ، قَرَّر الامين العام للأُمم المتحدة العزوف عن الفكرة والاستمرار في عمله.