Menu

مخيم الحسينية الفلسطيني يعود إلى الحياة

أهالي مخيم الحسينية لحظة عودتهم لديارهم

بوابة الهدف_ فلسطين المحتلة

بعد ثلاث سنوات على الشتات في الداخل السوري، وبعد أكثر من عام على عمل متواصل استعداداً لإعادة الحياة اليه، بدأ مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين باستقبال سكانه الذين هجرتهم الحرب، وحولت منازلهم إلى ساحات للمعارك.

وتمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على المخيم الواقع في ريف دمشق خلال عملية عسكرية واسعة في كانون الأول العام 2013، إلا أن الدمار الكبير الذي خلفته الحرب تسبب بتأخير عودة سكانه الذين يبلغ عددهم حوالي 90 ألف نسمة طيلة العامين الماضيين.

مصدر فلسطيني، عمل كوسيط في عملية إعادة الأهالي إلى المخيم، أوضح، خلال حديثه إلى «السفير»، أنه كان من المفترض عودة المهجرين قبل نحو عام، إلا أن عوامل عدة تسببت بتأخر العودة، أبرزها حجم الدمار وعملية إعادة التأهيل التي تطلبت عمل ثلاث محافظات بشكل متواصل (القنيطرة، ريف دمشق، دمشق)، إضافة إلى بضع وزارات، بينها المصالحة الوطنية والكهرباء.

المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، والذي أعاد الفضل في عودة الأهالي إلى تضافر جهود وزارة المصالحة الوطنية وجهات حكومية أخرى، ذكر خلال حديثه أن «الدولة السورية لم تدخر أي جهد لإعادة الأهالي، حيث قامت في البداية بتأمين المخيم بشكل كامل حفاظاً على سلامة العائدين، عبر عملية عسكرية واسعة في محيطه، تبعتها عمليات إعادة تأهيل للبنى التحتية التي دمرتها الحرب»، موضحا أن لجنة المصالحة ووزارة المصالحة الوطنية وضعتا خطة لإعادة الأهالي تضمن العودة السلسة وإعادة إحياء المخيم.

بدوره، أوضح وزير المصالحة الوطنية علي حيدر أن خطة الوزارة تتضمن العودة على مراحل، حيث سيعود أهالي الشهداء في البداية ومن ثم يعود العسكريون والموظفون والعاملون، مشدداً على أنه «لن يتم منع أي شخص من العودة إلى منزله».

وخسر مخيم الحسينية، وفق إحصاءات لجان فلسطينية نحو 200 شخص جراء الحرب، كذلك سجلت نحو 70 عائلة ممن فقدت أبناءها الذين قاتلوا في صفوف الجيش السوري، الأمر الذي علق عليه مصدر فلسطيني بالقول: «يعرف عن أبناء المخيم موقفهم المؤيد للحكومة السورية. معظم شبان المخيم قاتلوا، أو يقاتلون إلى جانب الجيش، وهو ما تسبب بتهجير أهاليهم من المخيم إثر تقدم المسلحين نحو المخيم قبل نحو ثلاثة أعوام».

وبحسب وزارة المصالحة الوطنية فقد كلفت عملية إعادة تأهيل البنى التحتية في المخيم أكثر من 300 مليون ليرة سورية (نحو مليون دولار)، شملت عمليات تأهيل الطرق وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي. وقال وزير الكهرباء السوري عماد خميس: «تمت إعادة تأهيل البنى التحتية، ومنها شبكة الكهرباء في بلدة الحسينية بنسبة 50 في المئة بتكلفة تزيد على 300 مليون ليرة سورية، في حين يقدر حجم الأضرار بنحو 700 مليون ليرة»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «وزارة الكهرباء قامت باستحداث مكتب طوارئ لتأمين الخدمات على مدار الساعة».

وتشكل عملية إعادة الأهالي إلى مخيم الحسينية أولى حالات إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطق سكنهم في سوريا، وذلك في وقت تسببت فيه الحرب بخروج آلاف العائلات من الأراضي السورية نحو لبنان وتركيا، وبعض الدول الأوروبية. وفي هذا السياق، قال الوسيط الفلسطيني إن «قيام الحكومة بتأهيل المخيم يمثل رسالة للجميع بأن سوريا كانت، ولا تزال، تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية»، مشدداً على أن «سوريا دائماً كانت تعامل اللاجئين الفلسطينيين من دون تفرقة عن مواطنيها، بل وتمنحهم في بعض المواقع ميزات تفوق ميزات المواطنين السوريين».

وتضررت معظم المخيمات الفلسطينية في سوريا جراء الحرب المندلعة منذ خمس سنوات، إلا أن مخيم اليرموك في دمشق يعتبر الأكثر تضرراً، إلى جانب مخيم حندرات في ريف حلب الشمالي. وفي وقت ارتفعت فيه بعض الأصوات مطالبة بتحويل مخيم الحسينية إلى مركز لعائلات مهجرة من مخيمات أخرى، ذكر الوسيط الفلسطيني أن مخيم الحسينية لا يمكن أن يستوعب أكثر من سكانه، فهو مخيم صغير لا يتسع للجميع، موضحاً أن الحكومة السورية تولي المخيمات أهمية خاصة، حيث سيتم تأهيل المخيمات المتضررة لإعادة الحياة إليها.

وإلى جانب عمليات تأهيل المخيم، الذي فتح أبوابه لآلاف العائلات منذ يومين، ذكر الوسيط أن أبناء المخيم اتفقوا على تشكيل قوة لحمايته، رديفة للجيش السوري ستعمل تحت مظلة «لواء القدس » الذي يقاتل في مدينة حلب، والذي يشكل مخيم النيرب مركزاً له، موضحا أن «عدداً من أبناء المخيم يقاتلون فعلاً في الوقت الحالي في صفوف لواء القدس، إلا أن عودة الأهالي إلى المخيم تتطلب تشكيل قوة لحمايته، رغم بعده النسبي عن المواقع الساخنة، وتأمين الجيش السوري لمحيطه».

المصدر: السفير